بشارة كريمة ( كتبه العلامة المعلمي اليماني رحمه الله )
أشار الإمام البخاري رضي الله عنه في "صحيحه" إلى مزية للموت يوم الاثنين ، قال في أواخر كتاب الجنائز من الصحيح :
باب موت يوم الإثنين.
عَنْ عَائِشَةَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ، قَالَتْ: دَخَلْتُ عَلَى أَبِي بَكْرٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ( تعني في مرض موته ) ، فَقَالَ: فِي كَمْ كَفَّنْتُمُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم .... وَقَالَ لَهَا: فِي أَي يَوْمٍ تُوُفِّيَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ؟ قَالَتْ: يَوْمَ الاِثْنَيْنِ. قَالَ: فَأَي يَوْمٍ هَذَا ؟ قَالَتْ: يَوْمُ الاِثْنَيْنِ. قَالَ: أَرْجُو فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنَ اللَّيْلِ.
رجاء الصديق رضي الله عنه أن يقدر له - زيادة على ما ناله من الفضائل الجامعة والمزايا البارعة والبشارات القاطعة أن يتوفى في اليوم الذي توفي فيه النبي صلى الله عليه وسلم - أي يوم الاثنين .
وقد قضى الله تبارك وتعالى للإمام الراحل (1) أن تكون وفاته في يوم الاثنين.
وزيادة على ذلك فإن يوم الاثنين الذي توفي فيه الإمام الراحل عليه الرحمة وافق ثاني شهر ربيع الأول ، وأرجح الأقوال أن يوم الاثنين الذي توفي فيه النبي صلى الله عليه وسلم كان ثاني شهر ربيع الأول ، جزم بذلك سليمان التميمي أحد أجلة التابعين ، وأبو مخنف والكلبي من الأخباريين، والسهيلي وغيره من المحققين .
ذكر ذلك كله وأوضحه بأدلته الحافظ ابن حجر في أواخر المغازي من "فتح الباري شرح صحيح البخاري" وجزم بأنه المعتمد ، وبين سبب توهم القائلين : ثاني عشر ربيع الأول.
وإذا كان الإمام الراحل - تغمده الله برحمته - بمنزلة حميدة من الثبات على الصراط المستقيم ، والمجد ، والاتباع للنبي الكريم، والنصر لسنته وهديه القويم، فمن الحق أن تعد هذه الموافقة الأكيدة في وفاته بوفاة النبي صلى الله عليه وسلم بشارة كريمة ، وكفى بالصديق وابنته أم المؤمنين رضي الله عنهما ، ثم الإمام البخاري رحمه الله أسوة وسندا ، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات .
قاله العلامة عبد الرحمن المعلمي اليماني رحمه الله .
مقالات كبار العلماء في لصحف السعودية القديمة 2 / 317 .
_________
(1) يعني الإمام عبد العزيز رحمه الله مؤسس المملكة العربية السعودية .