ما رأيكم في الزواج عبر مواقع (الإنترنت)
السؤال
أنا فتاه أبلغ من العمر 25 عامًا، تعرفت إلى شاب عن طريق موقع للزواج، وتكلمنا كثيرًا، وهو بالفعل يفكر في موضوع الزواج جديًّا، ويريد أن تتعرف أسرته على أسرتي، وأن يتقدم لخطبتي رسميًّا، بل ويريد أن يأخذني معه إلى السعودية؛ لأن عمله وإقامته هناك؛ فهل أوافق عليه، أم أرفض؟ فأنا أعرف جيدًا أنكم في موقعكم لا تؤيدون الزواج عن طريق (الإنترنت).
أريد إفادتي، وأريد أن يرد على رسالتي الدكتور ياسر بكار،، وشكرًا.
الجواب
الأخت الكريمة:
السلام عليكم ورحمة الله،،
مرحبًا بكِ في موقع (الألوكة)، وأهلاً وسهلاً،،،
في الواقع؛ نحن بالفعل لا نحبِّذ الزواج عن طريق مواقع (الإنترنت)؛ لما فيها من الكثير من الأخطار والتجاوُزات، فكم من فتاة وقعتْ في مصيدة شاب طائش عن طريق هذه المواقع، وكم من مُخالفة شرعية ارتُكبت بحجة البحث عن زوج أو زوجة!!
على كل حال، لو أردتِ رأيي في ما حدث معكِ؛ فإنني أوجزه في النقاط التالية:
أولاً: (الإنترنت) يمكن أن يُعطي نتائج إيجابية في بعض الحالات، وهذا إذا ما وقف الأمر عند التعارف فقط, أمَّا بقيَّة المشوار فلابد أن يسير وفق الأصول والضوابط؛ حتى نضمن أن هذا الزواج قد تم بناؤه على أسس صحيحة.
وأعني بذلك: أنه يجب أن يتخذ هذا الشاب الآن ومن هذه اللحظة المسارَ المعتاد في أي خِطبة، بأن يُحضر أهله ويطلبكِ بالصورة المعروفة والشرعية.
ثانيًا: أكثر ما أخشاه عليك هو أن تقعي فريسة الوعود، و"سأفعل، وسأفعل، و... "، ثم مع مضيِّ الوقت تبدأ المماطلات والتأجيل، شهرًا بعد شهر، وأنت في هذه الحالة تشعرين بالضغط النفسي، وقد لا يفي بِهذه الوعود؛ فيكون الألم والندم!.
كوني واعية وحريصة، وانتبهي لهذه الألاعيب.
ثالثًا: لا شك في أن هناك شبابًا جادين ومحترمين، وستتضح الصورة إما عاجلاً أو آجلاً؛ فليس من العدل أن نستبق الأحداث ونطلق الأحكام جزافًا، لكن ما يهمني هنا يا (سارة) هو أنتِ؛ ألا تقعي تحت تأثير المشاعر والعواطف؛ فهي تعمينا عن رؤية الطريق الصحيح، وتؤلمنا عندما لا تسير الأمور بالصورة التي نتمنى.
رابعًا: لو كنت مكانكِ؛ فسأوقف كل الاتصالات مع هذا الشاب، وسأخبره بوضوح أنني في انتظار الخطوة القادمة، وهي أن يأتي بأهله للخطبة الرسمية.
أخبريه بوضوح أن أي اتصال بعد ذلك هو أمر غير مشروع دينيًّا، وأنا لا أقبله، وصدقيني: إن الشباب في هذه الأيام يبحثون بشدة عن الفتاة الملتزمة، التي تضع الحدود في علاقتها معه وفق أمور الدين؛ وتأكدي أنه سيقول في نفسه: "هذه فتاة رائعة، حفظت نفسها على الرغم من كل الوعود التي أعطيتُها.. هذه هي أفضل زوجة للمستقبل".
كوني حازمة في ذلك.
خامسًا: الحياة في السعودية - وأنا من سُكَّانِها - والغربة عن الأهل قضية يجب أن تفكري فيها؛ إذ قد تختلف شيئًا ما عن الحياة في (مصر)، ولذا أرجو أن تسألي أي شخص قد عاش في السعودية عن طبيعة الحياة هناك؛ حتَّى تعرفي إن كانت ستناسبكِ, كما أود أن تسألي نفسكِ: هل ستتحمَّلين أعباء الغربة عن الأهل والأصدقاء على الرغم من وجود الكثير من العائلات المصرية الطيبة التي ستخفف عنك وطأة الغربة؟
خـتامًا:
إن أعظم صور الحرية: هي عندما نمتلك القدرة على التحكم في أنفسنا، وألا نمنحها للآخرين ليتحكَّموا هم فيها حسب رغباتهم وأهوائهم.. هل فهمت قصدي؟!
أتمنى لك حياة هانئة، ومرحبًا بك دومًا في موقع (الألوكة).