العالمُ بفنٍّ لا يتعاطى الكلام في غيره!
كان أهل القرون الأولى من الورع والمعرفة، بحيث أن العالم بفنٍّ لا يتعاطى الكلام في غيره، والعامة لا يَسألون في كل علمٍ إلا من عُرفت له الإمامة فيه، فكان الناسُ في بغداد-في زمن المأمون وما بعده-:
مَن أحبَ أن يسأل عن شيءٍ من الحديث و فقهه= سأل الإمامَ أحمدَ وأضرابه.
ومن أحب أن يسأل عن شيءٍ من الرأي والقياس= سأل أصحاب الإمامِ أبي حنيفة.
ومن أحب أن يسأل عن شيءٍ من العربية= سأل الكسائيَّ وأضرابه.
ومن أحب أن يسأل عن شيء من الورع وأمراض القلوب= سأل أضراب بشر الحافي وأصحابه.
ومن أحب أن يسأل عن شيءٍ من المغازي والأخبار= سأل أصحاب الواقدي وأمثاله، وقِس على ذلك.
قاله المعلمي اليماني في "رفع الاشتباه عن معنى العبادة والإله" (ص: 207).