السلام عليكم..
بالنسبة إلى تقوية الحديث بالمتابعات الضعيفة، هل يشترط أن يختص الضعف بموضع المتابعة فقط؟ أم لا بأس أن يكون الطريق المتابِع فيه أكثر من موطن ضعف محتمل؟
وشكراً..
عرض للطباعة
السلام عليكم..
بالنسبة إلى تقوية الحديث بالمتابعات الضعيفة، هل يشترط أن يختص الضعف بموضع المتابعة فقط؟ أم لا بأس أن يكون الطريق المتابِع فيه أكثر من موطن ضعف محتمل؟
وشكراً..
شريطة أن يكون الضعف محتمل.
موضوع المتابعات موضوع مهم وجليل ، وقع التساهل فيه بصورة كبيرة في العصور المتأخرة ، من أجل ذلك يجب توخي الحذر والحيطة فيه.
ويجب أن يعلم طالب العلم أن بعض الروايات لا تنجبر أصلًا ولا يعتد بها في هذا الباب، لأنها رواية خطأ ينبغي التنبيه عليها ، وهو ما قصده العلماء بقولهم : (المنكر أبدًا منكر).
فالرواية التي تصلح للتقوية هي رواية راوٍ غير متهم ، غير فاحش الخطأ ، وكذلك لا يعتبر برواية الكذاب والمتهم في دينه.
هذا من جهة ، ومن جهة أخرى ينبغي التأكد من صحة الإسناد إلى الراوي المتابِع قبل اعتبار روايته في هذا الباب.
وهو المبحث الذي تناوله الشيخ طارق عوض الله في كتاب الإرشادات ( ص 121 ) تحت عنوان (التَّنقية قبل التقوية) ، فليراجع فإنه مفيد في توضيح هذه المسألة.
وفيكم بارك الله.
أما التطاول على العلماء فمرده قلة الفهم وقلة العلم وضعف الديانة.
والعلماء من الناس يصيبون ويخطئون ، ومخالفة عالم في مسألة من المسائل لا تبرر التطاول عليه ، بل الواجب حفظ هيبة العلماء والدعاء لهم حتى مع المخالفة في الرأي.
رزقنا الله وإياكم العلم النافع والعمل الصالح.
اللهم آمين ، قلت لبعض الأخوات -أثناء نقاش في مسألة اجتهادية- : علينا احسان الظن بالعلماء، وأنهم أهل علم.
فكان الرد: هم رجال ونحن رجال!!!
تلك مقولة حقٍّ يراد بها باطل في هذا السياق ، وقد كان أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم رجالًا ، وفي النَّاس بعدهم رجال ، فهل يسوِّغُ ذلك أن نقبل أن يستطيلَ النَّاسُ في أعراض الصحابةِ ودياناتهم ، كذلك العلماء بعدهم يحملون الدين وينفون عنه انتحال المبطلين وتأويل الجاهلين.
ولا ندعي العصمة لأحد بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم فمن خالف الحقَّ خالفناه بالدليل وحفظنا له مكانته وسبقه ودفاعه عن الدين ولا نتعرض لشخصه.
وإن وسعنا بيان الحق الذي نعتقده دون ذكر المخالف من أهل العلم ودون التعرض له كان ذلك أولى وأحفظ لهيبة العلماء وأصلح لدين المرء.
وكما قلت لك مرد ذلك إلى مبلغ دين المرء وعلمه وعقله، فالعاقل العالم صاحب الدين يعرف للمسلمين - ناهيك عن العلماء - حقوقهم وينزلهم منازلهم ، أمَّا الجهَّال فحسبهم الجهل، عافانا الله وإياكِ وجميع المسلمين!
جزاك الله خيراً أخي علي أحمد عبد الباقي..
ولكن لماذا لا نجيز ذلك بحجّة أنّ الحديث الحسن لغيرة حجّة عند المحدّثين، ومعلوم أنّ الحديث "الحسن لغيره" يطلق على الحديث الوارد بطرق محتملة الضعف؛ وبالتالي ما المانع من أن يعضّد أحد الطريقين الطريق الآخر، وإن كانا يحتويان على أكثر من موطن من مواطن الضعف المحتمل؟! خاصة وأنّ المتابعة لا تنحصر بالمتابعة التّامة، وعليه فكل راوٍ ضعيف كان أو مجهول، فهو متابعٌ متابعة قاصرة في شيخه أو شيخ شيخه وهكذا.
وشكراً..
الأخ الفاضل جهاد عمران ، لا أنفي وجود الحديث الحسن لغيره ولا أنفي إمكانية تحسين بل تصحيح بعض الأحاديث لوجود متابع ، فقط أردت التنبيه إلى أن للباب ضوابط ينبغي التنبه لها ، وأنه ليس كل إسناد يصلح للاعتبار ، وأن كثيرًا مما يطلق عليه بعض الباحثين متابعات لا يصلح لذلك لأنه روايات خطأ أو لأن إسناده للمتابع لا يصح أصلًا فهو في حكم المعدوم فكيف نقوي به إسنادًا آخر ؟!
جزاك الله خيراً..