قال رسول الله ﷺ : "أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خُلقا، وخياركم خياركم لنسائهم" رواه الترمذي
ما صحة هذا الحديث؟
قال رسول الله ﷺ : "أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خُلقا، وخياركم خياركم لنسائهم" رواه الترمذي
ما صحة هذا الحديث؟
284 - " أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا ، و خياركم خياركم لنسائهم " .
قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 1 / 511 :
هو من حديث أبي هريرة رضي الله عنه ، و له عنه طريقان :
الأولى : عن محمد بن عمرو حدثنا أبو سلمة عنه قال : قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم : فذكره .
أخرجه الترمذي ( 1 / 217 - 218 ) و أحمد ( 2 / 250 ، 472 ) .
و أخرج الشطر الأول منه أبو داود ( 4682 ) و ابن أبي شيبة في " المصنف "
( 12 / 185 / 1 ) و أبو نعيم في " الحلية " ( 9 / 248 ) و الحاكم ( 1 / 3 )
و قال : " صحيح على شرط مسلم " . و وافقه الذهبي .
قلت : و إنما هو حسن فقط ، لأن محمد بن عمرو ، فيه ضعف يسير ، و ليس هو على شرط
مسلم ، فإنه إنما أخرج له متابعة .
و قال الترمذي : " حديث حسن صحيح " .
قلت : و هو صحيح بطريقه الآتية و هي :
الأخرى : عن عمرو بن أبي عمرو عن المطلب بن عبد الله بن حنطب عن أبي هريرة به .
أخرجه ابن حبان ( 1311 ) .
قلت : و رجاله ثقات غير أن المطلب هذا كثير التدليس كما في " التقريب " و قد
عنعنه .
و لشطره الأول طريق ثالث عن أبي هريرة ، يرويه محمد بن عجلان عن القعفاع ابن
حكيم عن أبي صالح عنه .
أخرجه الدارمي ( 2 / 323 ) و ابن أبي شيبة ( 12 / 12 / 1 ) و أحمد ( 2 / 527 )
و الطبراني في " مختصر مكارم الأخلاق " ( 1 / 110 / 2 ) و الحاكم ( 1 / 3 )
و قال : " صحيح على شرط مسلم " . و وافقه الذهبي .
قلت : هو حسن أيضا . فإن ابن عجلان أخرج له مسلم متابعة ، و فيه بعض الكلام .
و له طريق رابع مرسل ، فقال ابن أبي شيبة ( 12 / 188 / 2 ) : ابن علية عن يونس
عن الحسن قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
قلت : و هذا مرسل صحيح الإسناد .
و للحديث شاهد من رواية عائشة مرفوعا بلفظ :
" إن من أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا ، و ألطفهم بأهله " .
أخرجه الترمذي ( 2 / 102 ) و الحاكم ( 1 / 53 ) و أحمد ( 6 / 47 ، 99 ) من طريق
أبي قلابة عنها .
و قال الترمذي : " حديث حسن ، و لا نعرف لأبي قلابة سماعا من عائشة " .
و قال الحاكم : " رواته عن آخرهم ثقات على شرط الشيخين ، و لم يخرجاه " .
و تعقبه الذهبي بقوله . " قلت : فيه انقطاع " .
قلت : و قد تنبه لهذا الحاكم في أول كتابه ، فإنه قال بعد أن ساق الحديث من
رواية أبي هريرة من الطريقين عنه ( 1 / 4 ) :
و قد روي هذا الحديث أيضا عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة ، و شعيب ابن الحبحاب
عن أنس ، و رواه ابن علية عن خالد الحذاء عن أبي قلابة عن عائشة ، و أنا أخشى
أن أبا قلابة لم يسمعه عن عائشة " .
و وافقه الذهبي .
قلت : فالحديث بهذا الإسناد و اللفظ ضعيف ، و قد روى منه ابن أبي شيبة
( 12 / 185 / 1 ) الشطر الأول منه . و قد صح عنها بلفظ آخر و هو :
" خيركم خيركم لأهله ، و أنا خيركم لأهلي ، و إذا مات صاحبكم فدعوه " .
285 - " خيركم خيركم لأهله و أنا خيركم لأهلي و إذا مات صاحبكم فدعوه " .
قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 1/ 513 :
أخرجه الترمذي ( 2 / 323 ) و الدارمي ( 2 / 159 ) و ابن حبان ( 1312 ) عن محمد
بن يوسف حدثنا سفيان عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم .
و قال الترمذي : " حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه " .
قلت : و إسناده صحيح على شرط الشيخين . و ليس عند الدارمي و ابن حبان الجملة
الوسطى منه . و أخرج أبو داود ( 4899 ) عن وكيع حدثنا هشام بن عروة به الجملة
الأخيرة منه و زاد : لا تقعوا فيه .
و له شاهد من حديث ابن عباس به دون الجملة الأخيرة .
أخرجه ابن ماجه ( 1977 ) و ابن حبان ( 1315 ) و الضياء في " المختارة " ( 63 /
9 / 2 ) من طريق عمارة بن ثوبان عن عطاء عنه .
و أخرجه الحاكم ( 4 / 173 ) مقتصرا على الشطر الأول منه بلفظ .
" خيركم خيركم للنساء " . و قال :
" صحيح الإسناد " . و وافقه الذهبي !
و هذا غريب منه فإن عمارة هذا أورده الذهبي في " الضعفاء " ، و قال :
" تابعي صغير مجهول " .
و قال الحافظ في " التقريب " : " مستور " .
و له شاهد من حديث ابن عمرو بلفظ :
" خياركم خياركم لنسائهم " .
أخرجه ابن ماجه ( 1978 ) عن أبي خالد عن الأعمش عن شقيق عن مسروق عنه .
قلت : و هذا إسناد ظاهره الصحة ، و لهذا قال البوصيري في " الزوائد "
( ق 125 / 1 ) :
" و هذا إسناد صحيح رجاله ثقات " .
قلت : و هو عندي معلول بالمخالفة و الوهم من قبل أبي خالد و اسمه سليمان
ابن حيان الأحمر ، و هو و إن كان ثقة محتجا به في " الصحيحين " فإن في حفظه
ضعفا كما يتبين لمن راجع أقوال الأئمة فيه من " التهذيب " و قد لخصها الحافظ
- كعادته - في كتابه " التقريب " فقال : " صدوق يخطىء " .
و خالفه جماعة من الثقات فرووه عن الأعمش بلفظ :
" خياركم أحاسنكم أخلاقا " .
و وافقهم عليه أبو خالد نفسه في رواية عنه كما يأتي ، فالظاهر أنه كان يضطرب
فيه ، فتارة يرويه بهذا اللفظ ، و تارة على الصواب ، فإليك بيان الطرق التي
أشرنا إليها باللفظ الصحيح و هو :
" خياركم أحاسنكم أخلاقا " .
1174 - " خيركم خيركم لأهله ، و إذا مات صاحبكم فدعوه " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 169 :
أخرجه الدارمي ( 2 / 158 ) : أخبرنا محمد بن يوسف حدثنا سفيان عن هشام بن عروة
عن أبيه عن عائشة مرفوعا به .
قلت : و هذا سند صحيح على شرط البخاري . و له شاهد من حديث أبي هريرة تقدم برقم
( 284 ) " أكمل المؤمنين ... " دون الشطر الثاني .
ماصحة هذا الحديث؟