المفيد في مُهمات التوحيد
للشيخ أ.د. عبد القادر صُوفي
جزاه الله تعالى خير الجزاء
http://shamela.ws/index.php/author/1987
`````````````````````````````` ````````````````
2- حادثة المولد النبوي:
لم يستطع العلماء تحديد ليلة بعينها
ولد فيها رسولنا صلى الله عليه وسلم،
بل ولا شهر بعينه،
وبينهم في ذلك خلاف مشهور؛
فمنهم من قال إنه ولد في رجب،
ومنهم من قال في رمضان،
ومنهم من قال في ربيع الأول.
حتى من قالوا إنه صلى الله عليه وسلم
ولد في ربيع الأول
اختلفوا في تحديد يوم مولده:
أهو الثاني، أو الثامن، أو العاشر،
أو الثاني عشر، أو السابع عشر،
أو الثامن عشر، أو الثاني والعشرين ( 1 ).
وأتى العبيديون في القرن الرابع الهجري،
فجزموا أن مولده صلى الله عليه وسلم
كان في شهر ربيع الأول؛ في الثاني عشر منه،
وأحدثوا الاحتفال فيه ( 2 )،
فخالفوا ما عليه المسلمون طيلة أربعة قرون.
على الرغم من عدم وجود ما يرجح قولهم.
والذي أجـمع عليه العلماء:
أن الأمة الإسلامية أصيبت في هذا الشهر
بأعظم مصاب،
وهو وفاته صلى الله عليه وسلم،
والذي عليه جـمهورهم أيضا:
أنها كانت في الثاني عشر من هذا الشهر ( 3 ).
فمن احتفل بمولده صلى الله عليه وسلم
في شهر ربيع الأول،
وفي الثاني عشر منه،
فإنما يحتفل بمصاب الأمة؛
لما تقدم من إجماع العلماء
على أن وفاته صلى الله عليه وسلم كانت يوم الاثنين،
في شهر ربيع الأول،
وقول جمهورهم أنها في الثاني عشر منه.
وليس من محبته أن نقيم احتفالا يوم وفاته.
ولو فرض أن مولده صلى الله عليه وسلم
كان في هذا الشهر، وفي الثاني عشر منه،
لما جاز لأحد أن يحتفل بهذه المناسبة؛
لعدم ورود دليل شرعي يجيز ذلك؛
ولأن الصحابة رضي الله عنه لم يفعلوه،
مع أنهم أشد اتباعًا له صلى الله عليه وسلم،
وأشد حبًا ممن أتى بعدهم.
وكذلك لم يفعله أهل القرون الثلاثة المفضلة؛
فلو كان خيرا لسبقونا إليه.
``````````````````
1- انظر في ذلك: الطبقات الكبرى لابن سعد 1/ 100-101.
والسيرة النبوية لابن هشام 1/ 158.
وتاريخ الإسلام للذهبي -قسم السيرة ص25-26-.
والبداية والنهاية لابن كثير 3/ 373-380.
2 - انظر المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار للمقريزي 1/ 423-433.
3 - انظر في ذلك: الطبقات الكبرى لابن سعد 2/ 272-275.
وتاريخ الإسلام للذهبي -قسم السيرة ص568-571-.
وفتح الباري لابن حجر 8/ 129.
ولطائف المعارف فيما لمواسم العام من الوظائف لابن رجب الحنبلي ص212.