قوله: دعني أقول لك أم دعني أقل لك.......أفيدوني جزاكم الله خيرا
عرض للطباعة
قوله: دعني أقول لك أم دعني أقل لك.......أفيدوني جزاكم الله خيرا
الثاني أصح مجزومة؛ لوقوعها في جواب الأمر على قياس جملة الشرط وجوابها للاشتراك في علامة الجزم والبناء معا وهو السكون والله أعلم.
أليس الوجه الآخر جائزًا؟؟؟
نعم جائز ، وما ذكره أخونا عمر هو الأولى.
إن كان فعل الشرط ماضياً ولو في المعنى والجواب مضارعاً كان الأَحسن جزم الجواب نحو: (إِن لم تقصرْ تفزْ، إِن اجتهدت تفزْ)، ويجوز رفعه فتكون الجملة في محل جزم (إن اجتهدت تفوزُ).
كيف يمكن توجيه الرفع في الوجه الآخر؟
على تقدير الاستئناف والابتداء.
المضارع في جواب الطلب حكمه في الأصل هو الجزم، نحو: اصبِرْ تنجحْ ـ لا تعصِ تفلحْ ـ ألا تستقيمُ تحسِنْ ...... ونحو ذلك.
وكل هذا على تقدير شرط؛ لأن الطلب ضمان والضمان شرط وعِدَةٌ، والمعنى: إنْ تصبِرْ تنجحْ، وإنْ لا تعصِ تفلحْ، وإنْ تستقم تحسِنْ....الخ. قال الله تعالى: {قُلْ تَعالَوْا أَتْلُ ما حَرَّمَ رَبُّكُمْ عليكُمْ}. (أتْلُ) مجزوم في جواب الطلب.
ويجوز رفعه على تقدير الابتداء والاستئناف، كقول الأخطل:
وقال رائدُهم أَرْسُوا نزاوِلُها ** فكلُّ حَتْفِ امْرِئٍ يمضي لمِقدارِ
أي: نحنُ نزاولها.
وفي قول بعضهم :
كونوا كمَنْ آسَى أخاه بنفسهِ ** نَعِيشُ جميعًا أو نموتُ كلانَا
(نعيشُ أو نموتُ) رفْعًا على الاستئناف.
ومنه قول بعض العرب: "مُرْهُ يحْفرُها" فرفع جواب الأمر وهو (يحفرها) على الاستئناف، وتأويله: مُرْهُ فإنه يحفرها إن أمرته. ونحو ذلك.
فإذا اقترنت الفاء بجواب الطلب انتصب المضارع، كقول الله تعالى: {لا تفترُوا على اللهِ الكَذِبَ فَيُسْحِتَكُم بعذابٍ} ويجوز رفعه أيضا على الاستئناف كسابقه. والله أعلم.
فوائد نفيسة، بارك الله في أستاذنا أبا مالك، وجزى الله خيرا من استثاره ليفيدَ بما جادت به قريحته
جزاكم الله خيرا ، ونفع بكم.