هل يوجد مبتدعة هذه الأيام؟
سلسلة سبيل المؤمنين وسبل الشياطين
المقال الثاني
ماهي البدعة؟
كل شيئ أحدث في الدين مما ليس عليه محمد وأصحابه فالبدعة هي مخالفة الجماعة وهي درجات.
وقال تعالى: {وَأَنَّ هَـٰذَا صِرٰطِي مُسْتَقِيمًا فَٱتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ ٱلسُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذٰلِكُمْ وَصَّـٰكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [الأنعام: 153
السبل هي البدع والشبهات
عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول إذا خطب: (أما بعد فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة )
فجعل كل بدعة ضلالة دون استثناء فهو عام في البدع الأصول والفروع ولكن بعض البدع أشد من بعض وصغار البدع يؤدي لكبيرها
(وكل ضلالة في النار ) فصاحب البدعة والضلالة في النار ففي حديث الافتراق ( كلها في النار إلا واحدة)ماهي؟(ماكن ت عليه أنا وأصحابي)في ماذا ؟ في كل شيئ دون تحديد
وقال ابن مسعود أيضاً: (إنكم أصبحتم على الفطرة، وإنكم ستحدثون ويحدث لكم، فإذا رأيتم محدثة فعليكم بالهدي الأول)الإبانة (1/329).
وقال أيضاً: (إياكم وما يحدث الناس من البدع، فإن الدين لا يذهب من القلوب بمرّة، ولكن الشيطان يحدث له بدعاً، حتى يخرج الإيمان من قلبه)شرح اعتقاد أهل السنة (1/121).
وعن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه أنه أخذ حجرين فوضع أحدهما على الآخر، ثم قال لأصحابه: (هل ترون ما بين هذين الحجرين من النور؟) قالوا: يا أبا عبد الله، ما نرى بينهما من النور إلا قليلاً، قال: (والذي نفسي بيده، لتظهرن البدع حتى لا يُرى من الحق إلا قدر ما ترون ما بين هذين الحجرين من النور. والله، لتفشونّ البدع حتى إذا ترك منها شيء قالوا: تركت السنة)البدع والنهي عنها (58).
قال عمر بن عبد العزيز: (سن رسول الله صلى الله عليه وسلم وولاة الأمر من بعده سننا، الأخذ بها تصديق لكتاب الله، واستكمال لطاعة الله، وقوة على دين الله، ومن عمل بها مهتد، ومن استنصر بها منصور، ومن خالفها اتبع غير سبيل المؤمنين، وولاه الله ما تولى) الشريعة١\٤٦١
وثبت عنه أيضا في الشريعة( أما بعد: فإني اوصيك بتقوى الله، والاقتصاد في أمره، واتباع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وترك ما أحدث المحدثون مما قد جرت سنته، وكفوا مؤنته، فعليكم بلزوم السنة، فإن السنة إنما سنها من قد عرف ما في خلافها من الخطأ والزلل، والحمق والتعمق، فارض لنفسك ما رضي به القوم لأنفسهم، فإنهم عن علم وقفوا، وببصر نافذ قد كفوا، ولهم كانوا على كشف الأمور أقوى وبفضل لو كان فيه أجري فلئن قلتم: أمر حدث بعدهم، ما أحدثه بعدهم إلا من اتبع غير سنتهم، ورغب بنفسه عنهم، إنهم لهم السابقون، فقد تكلموا منه بما يكفي، ووصفوا منه ما يشفي، فما دونهم مقصر، وما فوقهم مخسر، لقد قصر عنهم آخرون فضلوا وإنهم بين ذلك لعلى هدى مستقيم )
قال البربهاري:(وإذا سمعت الرجل يطعن على الآثار، [أو يرد الآثار] ، أو يريد غير الآثار، فاتهمه على الإسلام، ولا [تشك] أنه صاحب هوى مبتدع.)الأصل الخامس والعشرون بعد المائة
هل مازال هناك مبتدعة؟
لايعتقد معتقد أن أهل البدع اندثروا وأن أحكامهم قد نسخت وبطلت، بل إن البدع لن تنتهي وكلما ازدادت الأيام كلما انتشرت البدع وترسخت وكلما ضعفت السنن وتقلصت حيث يقبض العلم ويصبح الإسلام غريبا وتزداد غربته بزيادة الأيام فوجب التحذير من البدع وأهلها نصحا للأمة وحماية للعقيدة وحفظا للدين
فقد أخبرنا النبي عن الخوارج وأنه كلما نبت منهم قرن قطع حتى يخرج آخرهم مع الدجال
عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما (ما ابتدعت بدعة إلا ازدادت مضيا ولانزعت سنة إلا ازدادت هربا )شرح أصول السنة١\٩٣
عن محمد بن الحنفية(لاتنقضي الدنيا حتى تكون خصومات الناس في ربهم)شرح أصول الاعتقاد ١\٢١٣
لذلك يجب أن يوجد قوم وصفوا بأنهم( يخلف من كل خلف عدوله ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين)]الرد على الزنادقة والجهمية ١\٦
ومن ثم نستنتج أنه لايوجد زمن يخلوا من مبتدعة
ليس فقط أشاعرة وصوفية ولكن مرجئة وخوارج وغير ذلك من الفرق مازالت بيننا بل وتلاقحت البدع وتفرقت فرقا وأحزابا بل ربما يكون أحدنا فيه منها وهو لايدري فتمسكوا بالسنن والآثار وتعلموا أصول الاعتقاد.