رد: التعليقات شرح الشوقيات
165- مِصْرُ مُوسَى عِنْدَ انْتِمَاءٍ، وَمُوسَى *** مِصْرَ إِنْ كَانَ نِسْبَةٌ وَانْتِمَاءُ
اللغة
ظاهرة
المعنى
ترتبط مصرُ بموسى وهو بها ارتباطا وثيقا، حتى إنه لو قُدِّرَ أنه وُجِدَ في الناس مَنْ لا يعرفُهما أو لا يعرف أحدهما فسأل: ما مصرُ؟ ومَنْ موسى؟ فقل: "مصرُ موسى"؛ فإنه أعظم من وُجِدَ فيها، وكذلك الحال فيمن قال: ومن موسى؟ فقل: "موسى مصرَ" أي: المنسوب لمصرَ؛ لأنه بها ظهر وعلا قدره وشأنه.
وظاهر أن الشاعر أراد المبالغة في مدح مصر بذلك وإلا فموسى، عليه السلام، أشهر من أن يُعْرَفَ بنسبته إلى مصر؛ فليست هذه أشهرَ صفاتِهِ، بل أشهرُها كونُه كليمَ الله، عز وجل، ونبيَّه ومصطفاه، وإنما أراد الشاعر المبالغة في مدح مصر فذكر ما ذكر.
166- فَبِهِ فَخْرُهَا الْمُؤَيَّدُ مَهْمَا *** هُزَّ بِالسَّيِّدِ الْكَلِيمِ اللِّوَاءُ
اللغة
(اللواء): الراية ولا يمسكها إلا صاحب الجيش، والعرب تضع اللواء موضع الشهرة لأن موضوع اللواء شُهرةُ مكان الرئيس، (السيد الكليم): هو موسى عليه السلام
المعنى
اشتهرت مصر بموسى فبه فخرها مهما اشتهرت به أماكن أخرى
رد: التعليقات شرح الشوقيات
167- إِنْ تَكُنْ قَدْ جَفَتْهُ فِي سَاعَةِ الشَّكِّ *** فَحَظُّ الْكَبِيرِ مِنْهَا الْجَفَاءُ
اللغة
(جَفَتْهُ/ الْجَفَاءُ): (الْجَفَاءُ) مَمْدُودٌ ضِدُّ الْبِرِّ، وَقَدْ (جَفَوْتُهُ)، وَلَا تَقُلْ: جَفَيْتُهُ، أَجْفُوهُ (جَفَاءً): أَعْرَضْتُ عَنْهُ أَوْ طَرَدْتُهُ، فَهُوَ (مَجْفُوٌّ).َ
المعنى
إن تكن مصرُ قد جَفَتْ موسى، عليه السلام، ساعة الشك حيث قال أكابر مجرميها: إنه ساحر وليس بنبي، فإن الكبراء عادة لا يُكْرَمُونَ في بلادهم بل يكون حظُّهم منها الجفاءَ؛ كما قيل: لا يُكْرَمُ نبي في قومه.
168- خَلَّةٌ لِلْبِلَادِ يَشْقَى بِهَا النَّاسُ *م* وَتَشْقَى الدِّيَارُ وَالْأَبْنَاءُ
اللغة
(الْخَلَّةُ): بِالْفَتْحِ الْخَصْلَةُ.
المعنى
وجفاءُ الكبار في ديارهم خَصلةٌ يشقى بها الناس كما تشقى بها الديار وأبناء البلاد النابغين
169- فَكَبِيرٌ أَلَّا يُصَانَ كَبِيرٌ *** وَعَظِيمٌ أَنْ يُنْبَذَ الْعُظَمَاءُ
اللغة
(صَانَ) الشَّيْءَ: حَفِظَهُ فِي صُوَانِهِ[1]، من بَابِ قَالَ، وَ(صِيَانًا) وَ(صِيَانَةً) أَيْضًا، فَهُوَ (مَصُونٌ) وَلَا تَقُلْ: مُصَانٌ.
المعنى
وذلك لأنه أمر عظيم ألا يصان كبير في بلده وألا يأخذ حظه من التقدير والتكريم، ومن العظائم أن يُنبَذ العظماءُ فلا يأخذون حقهم في بلادهم
***
________________________
[1] الصُّوَانُ، بِضَمِّ الصَّادِ وَكَسْرِهَا، وَالصِّيَانُ، بِالْيَاءِ مَعَ الْكَسْرِ، لُغَةٌ، وَهُوَ: مَا يُصَانُ فِيهِ الشَّيْءُ.
رد: التعليقات شرح الشوقيات
170- وُلِدَ الرِّفْقُ يَوْمَ مَوْلِدِ عِيسَى[1] *** وَالْمُرُوءَاتُ وَالْهُدَى وَالْحَيَاءُ
اللغة
ظاهرة
المعنى
بعد قصة موسى، عليه السلام، شرع يذكر شيئا من قصة المسيح عيسى، عليه السلام؛ لأنه جاء إلى مصر أيضا، فذكر أنه اشتهر بالرفق والمروءات والهدى والحياء حتى لكأن هذه الصفات لم تكن موجودة قبله بل وجدت يوم مولده.
171- وَازْدَهَى الْكَوْنُ بِالْوَلِيدِ وَضَاءَتْ *** بِسَنَاهُ مِنَ الثَّرَى الْأَرْجَاءُ
اللغة
(ازدهى به): يريد: فرح به، ولكن لم أقف على هذا المعنى في المعاجم فليراجع والذي فيها: ازهاه وازدهى به: استخفه.
(الوليد): أي المسيح عليه السلام
(الثرى): التراب وأراد به هنا الأرض
المعنى
فرح الكون بمولد المسيح عليه السلام وأضاءت أرجاء الأرض بنوره
___________________________
[1] في الشوقيات الصحيحة: (يوم مولد موسى) وهو خطأ واضح
رد: التعليقات شرح الشوقيات
172- وَسَرَتْ آيَةُ الْمَسِيحِ كَمَا يَسْـ *** ـرِي مِنَ الْفَجْرِ فِي الْوُجُودِ الضِّيَاءُ
اللغة
(سَرَى): الليلَ وبه، يَسْرِي بالكسر (سَرْيًا)، والاسم (السِّرَايَةُ)، و(أَسْرَى) بِالْأَلِفِ لغةُ أهلِ الحجازِ أي: سَارَ لَيْلًا، وجاء القرآنُ باللغتين جميعا؛ قال تعالى: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ} [الإسراء: 1]، وقال تعالى: {وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ} [الفجر: 4]. وَالسُّرْيَةُ بضم السين وفتحها أَخَصُّ، يقال: سَرَيْنَا سُرْيَةً من الليل وَسَرْيَةً، والجمع السُّرَى مثل: مُدْيَةٍ وَمُدًى، قال أبو زيد: ويكون السُّرَى أولَ الليل وَأَوْسَطَهُ وَآخِرَهُ.
(الْآيَةُ): العلَامَةُ، والمراد هنا المعجزة.
المعنى
انتشرت آية المسيح التي أعطاه الله إياها من شفاء الأكمه والأبرص وإحياء الموتى بإذن الله وغيرها من المعجزات الدالة على أنه نبي من عند الله، سرت هذه المعجزات وانتشرت في ظلام الجهل كما يسري الفجر في الوجود فيزيل ظلام الليل ويبدل مكانه نور الصباح.
رد: التعليقات شرح الشوقيات
173- تَمْلَأُ الْأَرْضَ وَالْعَوَالِمَ نُورًا *** فَالثَّرَى مَائِجٌ بِهًا وَضَّاءُ
اللغة
(الْعَوَالِمُ): بكسر اللام جمع (الْعَالَمُ) بفتحها: الْخَلْقُ.
(الثَّرَى): التُّرَابُ النَّدِيُّ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ نَدِيًّا فَهُوَ تُرَابٌ وَلَا يُقَالُ حِينَئِذٍ ثَرًى.
(مَاجَ): الْبَحْرُ مِنْ بَابِ قَالَ: اضْطَرَبَتْ أَمْوَاجُهُ.
المعنى
سرت هذه الآيات والمعجزات وانتشرت في الأرض فملأتها من نور الإيمان بالله وحده لا شريك له فأضاءت بها ظلمات الجهل والكفر.
رد: التعليقات شرح الشوقيات
174- لَا وَعِيدٌ لَا صَوْلَةٌ لَا انْتِقَامٌ *** لَا حُسَامٌ لَا غَزْوَةٌ لَا دِمَاءُ
اللغة
(صَوْلَة): (صَالَ عَلَيْهِ): اسْتَطَالَ، وَبَابُهُ قَالَ، و(صَوْلَةً) أَيْضًا، قَالَ أَبُو زَيْدٍ: إذَا وَثَبَ الْبَعِيرُ عَلَى الْإِبِلِ يُقَاتِلُهَا قُلْتُ اسْتَأْسَدَ الْبَعِيرُ وَصَالَ صَوْلًا وَصِيَالًا، وَالصَّوْلَةُ الْمَرَّةُ وَالصِّيَالَةُ كَذَلِكَ.
(الْحُسَامُ): السَّيْفُ الْقَاطِعُ.
(غَزْوَة): (غَزَوْتُ) الْعَدُوَّ مِنْ بَابِ عَدَا، وَالِاسْمُ (الْغَزَاةُ)، والْفَاعِلُ غَازٍ، وَالْغَزْوَةُ: الْمَرَّةُ، وَالْجَمْعُ غَزَوَاتٌ مِثْلُ شَهْوَةٍ وَشَهَوَاتٍ، وَيَتَعَدَّى بِالْهَمْزَةِ فَيُقَالُ: أَغْزَيْتُهُ: إذَا بَعَثْتُهُ يَغْزُو، وَإِنَّمَا يَكُونُ غَزْوُ الْعَدُوِّ فِي بِلَادِهِ.
المعنى
جاء المسيح عليه السلام بالسماحة والسلام فلا وعيد ولا انتقام من أحد ولا قتل ولا سفك للدماء بل دينه السماحة والسلام
تنبيه
هذا الذي ذكره الشاعر يوهم أن الغزو والجهاد في سبيل الله ليس من السماحة والسلام التي جاءت بها الأديان وهذا غير مراد له قطعا بل كل من عند الله وهو الذي يسلط رسله على من يشاء