احفظ أدبك مع الأئمة فأين أنت منهم !!

قال الحافظ أبو محمد عبد الله بن محمد بن وهب :
حضرت أبا زرعة يوما وعلج من أهل خراسان يلقي عليه الموضوعات التي وضعت بخراسان من حديث محمد بن القاسم الطايكاني (1) وأحمد بن عبد الله الجوبياري
وهو يجيب: باطل
والعلج يضحك ويقول كل ما لا تحفظه تقول باطل
فانتضيت أنا لجواب العلج فقلت:
يا هذا أي مذهب تنتحله
فقال مذهب أبي حنيفة
فقلت أيش أسند أبو حنيفة عن حماد بن أبي سليمان فتحير العلج عاجزا عن الجواب
فقلت يا أبا زرعة تحفظ عن أبي حنيفة عن حماد كذا وعن أبي حنيفة عن حماد وأبو زرعة يسرد حديث أبي حنيفة ويمر فيها
ثم قلت للعلج ألا تستحي تقصد إمام المسلمين بالموضوعات عن الكذابين وأنت لم تحفظ لإمامك حديثا
فلما قدمنا تقدم إلي أبو زرعة فقبل وجهي وقال لي يا أبا محمد خلصتني خلصك الله من مكروه
ثم قلت للشاب أيش أسند أبو بكر الصديق عن رسول الله _صلى الله عليه و سلم _
فقال أحاديث كثيرة
قلت تحفظ منها شيئا
قال نعم قلت أيش اسند أصحاب رسول الله _صلى الله عليه و سلم _ عن أبي بكر
فسكت ولم يذكر منها حرفا واحدا
فقلت اسمع وأقبلت على أبي زرعة فابتدأ وقال قد روى عمر عن أبي بكر كذا كذا حديثا
حدثناه فلان ونا فلان
وقد روى عثمان عن أبي بكر حدثناه فلان وفلان
وقد روى علي عن أبي بكر حدثناه فلان وفلان
فقعد الشاب ولم يعد إلى سوء أدبه معه .ا.هـ
خرجها ابن عساكر وغيره

***********
(1) نسبة إلى طايكان قرية من قرى بلْخ

جزاكم الله خيرا
ومما يدمي القلب أن ينشغل بعض طلبة العلم بذكر زلات العلماء ، وأخطاء أهل العلم لاتذكر ولاتشاع بين الناس ، وينبغي ان تحذف المشاركات التي تمس العلماء وتذكر زلاتهم ، ولايقول قائل أن هذا من التعصب ، بل هذا من احترام العلم ، لان العلماء هم من يحملون العلم ، و مناقشة مثل هذه الأمور لايكون علنا في المنتديات ، فقد لا يعقل البعض هذا الكلام فيشكك في كلام الأئمة كله ، وقد يتبع ذلك الشك في الدين .
يقول الشيخ خالد بن سعود البلهيد في مقاله((احفظ أدبك مع الأئمة فأين انت منهم!)
والمراد بالعلماء الذين يجب توقيرهم هم حملة الشريعة الذين عرفوا بحسن القصد وصالح العمل وصحة المعتقد واتباع منهج السلف الصالح، الذين بذلوا أعمارهم في طلب العلم ونشره وأوتوا حظا من الورع ، الذين شهدت لهم الأمة الخيار العدول بالإمامة والتبحر في الشريعة وصدر الناس عن رأيهم، فهم الأئمة الكبار حقا وهم المعنيون بالإجلال إذا أطلق الكلام ، وكل من لديه علم ممن دونهم وقر بحسب علمه وسيره على جادة العلماء .قال الأوزاعي : "الناس هم العلماء ومن سواهم فليس بشيء" . وقال الثوري : "لو أن فقيها على رأس جبل لكان هو الجماعة". وقد أمر الشرع بتوقيرهم وإجلالهم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن من إجلال الله تعالى إكرام ذي الشيبة المسلم وحامل القرآن غير الغالي فيه والجافي عنه وإكرام ذي السلطان المقسط) رواه أبو داود. وقال طاووس: إن من السنة توقير العالم . وتوقير العلماء يكون بالدعاء لهم والثناء عليهم والسؤال عنهم وتفقد أحوالهم وزيارتهم والأخذ عنهم ونشر علمهم وفتاواهم وستر عيوبهم والذب عنهم ونصيحتهم ومؤازرتهم على البر والتقوى وتعظيم منزلتهم عند العامة والخاصة . وتوقير العلماء من سمات السلف الصالح ،فقد كان الصحابة يوقرون أكابرهم وفقهائهم ، وتلفى ذلك عنهم التابعون وأتباعهم وشاع هذا الخلق الكريم في زمان الأئمة المتبوعين مالك والشافعي والأوزاعي وأحمد وأبو ثور وإسحاق وغيرهم . كان مجاهد من سودان مكة مولى لابن عباس وكان ابن عمر يأخذ له الركاب ويسوي عليه ثيابه إذا ركب الدابة ، وصلى زيد ابن ثابت على جنازة ثم فربت له بغلة ليركبها فجاء ابن عباس فأخذ بركابه فقال له زيد خل عنك يا ابن عم رسول الله فقال ابن عباس هكذا يفعل بالعلماء والكبراء ، وكان الإمام أحمد متكئا من علة فذكر عنده إبراهيم بن طهمان فاستوى جالسا وقال : لا ينبغي أن نذكر الصالحين فنتكىء.) انتهى

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد.

جزاكم الله خيرا.
أختي الفاضلة أمل* ، كلامك لاغبار عليه ولا يختلف عليه اثنان.
لكن لكل مقام مقال ،ولكل سؤال جواب ؟
في بعض الأحيان يجد طالب العلم أن موضوعا ما نوقش ، ولا مفر من الرد والبيان ، وكم من استفسارات خاصة فيما يخص ، الشبهات توضع في المنتديات فيضطر من له معرفة أن يرد لظروف معينة وقد يجد نفسه مضطرا للخوض في أمر ما تمنى من كل قلبه أنه لم ينتبه له حتى لا يؤاخذ لأنه يعلم وسكت.
وفي بعض الأحيان تناقش مسألة معينة فلابد أن ينصر الطالب الدليل وليس رأي الائمة ، فماذا يفعل ، وهذه كتب الفقه شاهدة على ردود أهل العلم ومناقشاتهم وهذا ما تعلمناه منهم أهل الفضل.
إن مكانتهم محفوظه ،والدين قبل ذلك محفوظ بحفظ الله له، وهم علمونا أن لانسكت ونكتم ما نراه أنه هو الحق الذي دلت عليه النصوص.
والله أعلم وأحكم.

قال الشيخ خالد بن سعود البلهيد :
وستر عيوبهم والذب عنهم

أخي الفاضل الستر هو الاخفاء وعدم اللإظهار ،وليس حديثنا هنا عن كلام العلماء في المسائل الفقهية ورد أقوالهم ، فكل يؤخذ من قوله ويرد إلا النبي صلى الله عليه وسلم .

جزاكم الله خيرا

لم أجد مقال الشيخ خالد بن سعود البلهيد على الشبكة هل هو مرفوع ؟

أختي الفاضلة أمل* جزاك الله خيرا .
لكن في بعض الأحيان تختلط الأمور على البعض ، فأردت تتميم الفائدة ، والمؤمن قوي باخوانه .

الأخ الفاضل ، معذرة ، فقد أخطأت في عنوان المقال الذي كتبه الشيخ خالد بن سعود البلهيد ، والعنوان الصحيح هو ( توقير العلماء من سمات أهل السنة )، وهذا رابط المقال:
http://www.alradnet.com/TopHour/article.php?id_Hour=433

يبدو أن المشاركة الأولى احتوت على تصحيف (ابتسامة)

اقتباس:

---

فلما قدمنا تقدم إلي أبو زرعة فقبل وجهي

---

لعلك تقصد هذا وصوابه (فلما قمنا)
وإن كان غيره فتفضل به مشكورا

اقتباس:

---

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمجد الفلسطينى

الجوبياري

---

الجوبياري = الصواب - إن شاء الله - الجويباري. بضم الجيم، واختلف في الواو ما بين سكون وفتح، والياء ساكنة، والباء مفتوحة .. ( الجُـوْيْـبَاري . أو: الجُـوَيْـبَاري )، نسبة إلى جويبار، إحدى قرى هراة.
ولأن "تاريخ دمشق" كتاب كبير، فقد يتغير اجتهاد المحقق؛ لذا انظر تعليقه على ج57/5/حاشية4، ومن هذا الباب فقد عَدل - أو عُدِل وهو الأقرب - عن "الطايكاني" 32/374 وهو الصواب إلى "الطامكاني" 57/5.

جزاك الله خيرا أخي أشرف
وقد نبهني على ذلك الأخ زايد الخليفي في الملتقى
وعذرا على تأخر الرد فلم أكن أستطيع دخول المجلس الأيام الفائتة للعطل الذي حلّ به

جزاكم الله خيرا

بارك الله فيك أخي أمجد
للعلم، قد نظرت الموضوع في: "ملتقى أهل الحديث"، فوجدت تنبيهي أقدم (ابتسامة) من تنبيه الأخ: زايد الخليفي ...
ثم وجدتك تقول: ( ... كما يفهم من حواشي المعلمي رحمه الله).اهـ.
أقول: إنَّما يُلجَأ إلى استظهار فَهـم أهل العلم عند عدم وجود النَّص، وفي مسألتنا تلك، قد نص أهل العلم على أوجه الضبط صراحة ..
جُوَيْـباري = نصَّ عليه ياقوت
جُوْيْبـاري = ظاهر كلام السمعاني، ونصَّ عليه ابن الأثير ..

جزاك الله خيرا أخي الحبيب أشرف
نعم لكني لم أر مشاركتك إلا بعد مشاركته لأني لم أكن أستطع الدخول على المجلس للعطل الذي حلّ فيه آنذاك

بارك الله فيكم

2_ أبو عامر العبدري الميورقي الأندلسي
كان من الحفاظ الأفذاذ داوديّ المذهب

أخمل ذكره لسوء أدبه وقبح بدعته
أما سوء أدبه مع الأئمة فثابت وأما بدعته فمحتمل

قال الحافظ ابن عساكر:
"سمعت أبا عامر يقول ذات يوم _وقد جرى ذكر مالك بن أنس رحمه الله_ جلف جاف [قدم] عليه هشام بن عمار فضربه بالدرة
وقرأت عليه بعض كتاب الأموال لأبي عبيد فقال لي يوما _وقدم بعض أقوال أبي عبيد _
ما كان إلا حمارا مغفلا لا يعرف الفقه
وحكى لي عنه أنه قال في إبراهيم النخعي أعور سوء
فاجتمعنا يوما عند أبي القاسم بن السمرقندي في قراءة الكامل لابن عدي فحكى لابن عدي حكاية عن السعدي فقال يكذب ابن عدي إنما هذا قول إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني فقلت له السعدي هو الجوزجاني
ثم قلت إلى كم نحتمل منك سوء الأدب
تقول في إبراهيم النخعي كذا وفي مالك كذا وفي أبي عبيد كذا وفي ابن عدي كذا
فغضب وأخذته الرعدة وقال كان البرداني وابن الخاضبة وغيرهما يخافوني وآل الأمر إلى أن تقول لي هذا
فقال له ابن السمرقندي هذا بذاك
وقلت له إنما نحترمك ما احترمت الأئمة فإذا أطلقت القول فيهم فما نحترمك
فقال والله لقد علمت من علم الحديث ما لم يعلمه غيري ممن تقدمني وإني لأعلم من صحيح البخاري ومسلم ما لم يعلماه من صحيحيهما
فقلت له على وجه الاستهزاء : فعلمك إذا إلهام
فقال إي والله إلهام
وتفرقنا وهاجرته ولم أتمم عليه كتاب الأموال

لما ورد أبو الفضل الهمذاني نيسابور تعصبوا له ، ولقبوه بديع الزمان ، فأعجب بنفسه إذ كان يحفظ المائة بيت إذا أنشدت مرة ،وينشدها من أولها إلى آخرها ، فأنكر على الناس قولهم : فلان الحافظ في الحديث ، ثم قال :وحفظ الحديث مما يذكر ؟! -يعني أنه يستخف بحفظ الأجزاء الحديثية والأسانيد- فسمع به الحاكم بن البيّع ، فوجه إليه بجزء وأجل له جمعة في حفظه ، فرد إليه الجزء بعد الجمعة ، وقال من يحفظ هذا ؟ محمد بن فلان ، وجعفر بن فلان ، عن فلان؟أسامي مختلفة ، وألفاظ متباينة ؟فقال له الحاكم : فاعرف نفسك واعلم أن هذا الحفظ أصعب مما أنت فيه ..

ذكر الخطيب البغدادي قصة عن احمد بن على الابار قال [ رأيت بالأهواز رجلا حف شاربه وأظنه قد اشترى كتبا وتعبأ للفتيا فذكروا أصحاب الحديث فقال ليسوا بشيء وليس يسوون شيئا فقلت له أنت لا تحسن تصلى قال أنا قلت نعم قلت أيش تحفظ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا افتتحت الصلاة ورفعت يديك فسكت فقلت وأيش تحفظ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا وضعت يديك على ركبتيك فسكت قلت أيش تحفظ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سجدت فسكت قلت مالك لا تكلم ألم أقل لك انك لا تحسن تصلى أنت انما قيل لك تصلى الغداة ركعتين والظهر أربعا فالزم ذا خير لك من أن تذكر أصحاب الحديث فلست بشيء ولا تحسن شيئ

موضوع غاية في الأهمية
بارك الله فيكم وزادكم من فضله ووفقكم لمرضاته