رد: مقالات المرجئة المعاصرة
رد: مقالات المرجئة المعاصرة
المرجئة المعاصرون وأشباههم
ثَمَّ اختلافٌ كبير بين مقالات المرجئة القدامى للتعبير عن فكرة الإرجاء وبين مقالات مرجئة العصر الذين استحدثوا طرقاً جديدة في إثبات مقولاتهم والمجادلة عنها، وهذا الفرق يتجلى بمعرفة مدى درجة التصريح والوضوح بين المقالتين، فمقولات المرجئة المتقدمين على اختلاف أنواعهم تتسم بوضوح الفكرة وبعدها عن الالتواء، بل ومباينة هذه الأفكار لمعتقد السلف السليم الذي أجمعوا عليه وأصلوا له الأدلة والبراهين وجادلوا عنه بالحق؛ ليبطلوا باطل الإرجاء ومعتقد أهله، حتى أن أحدا من هؤلاء المرجئة القدامى لم يكن ليخلط مقولاته بمقولات السلف أو يَلْتبس عليه ذلك أو يُلبِّس ذلك على أتباعه!!، لم يكن هذا ليحدث قط بل كان الأمر يعرض بوضوح وجلاء، وأمانة علمية في النقل، كما كان يسرد الإمام أبو الحسن الأشعري1 وغيره آراء السلف بوضوح ثم ينشأ يذكر رأيه ومذهبه حتى وإن ناقض قول السلف في العديد من القضايا، ويترك الفرصة بعد ذلك للمدقق لينظر في الأدلة ويناقش المسائل المتصلة بعضها ببعض في نظام واحد، حتى يترجح له في النهاية بكل وضوحٍ فضل السلف وعمق علمهم واستدلالهم.
أما مرجئة العصر فوضعهم مختلف تماماً، فلئن كان ديدن أهل البدع والأهواء في كل وقت هو التلبيس والتناقض، فلقد كان لمرجئة هذا الزمان من هذا التلبيس النصيب الأكبر والحظ الأوفر، حيث غلب على كلامهم الالتواء وعلى معتقدهم الخلط والإيهام، والبحث هنا وهناك عن دليل أو شبهة دليل ليؤيد مسألة من مسائلهم، حتى إذا جمعت هذه الأدلة على هذه المسائل لم تجدها تنتظم في نظام واحد، فالنظام الواحد تكون فيه الفروع مبنية على الأصول والجزئيات مندرجة من الكليات، فلا تنافر ولا تناقض، أما عند هؤلاء فإنها مسائل شتى وفق أصول مختلفة من هنا ومن هناك.
وذلك يرجع لأنهم وافقوا في الظاهر كلام السلف ولكنهم صرفوا كلامهم أي كلام السلف- عن مرادهم، وأولوه على معنى يوافق مرادهم هم أي مراد المرجئة- من عدم إدخال العمل في الإيمان وعدم التكفير بالأعمال الظاهرة المكفرة وإنما مرد الأمر للتكذيب والجحود فقط، ولذا فإنك ترى أحدهم يقول بكلام أئمة أهل السنة ويوقر مقولاتهم مما يوهم بموافقته لهم وعدم الاختلاف معهم، ثم يعقب على كلامهم بتوضيح معانيه وفك رموزه بكلامه هو ويأتي بمعنى من عنده لا يوافق كلام السلف ولا أرادوه، ويزعم بعد ذلك أن هذا هو مذهب أهل السنة وطريقة أهل الحديث والأثر، ويرمي في الوقت نفسه من يُجري كلام السلف على ظاهره الذي أرادوه منه، ويرميهم بالغلو والتكفير ، وكثيرا ما تجد بعض شيوخهم يقوم بتدريس آحاد كتب المتقدمين من السلف الصالح رضوان الله عليهم أجمعين ثم يؤصل لمذهبه هو غير متقيد بالمتن الذي يقوم بشرحه ولا بصاحب المتن أو مراده فتجد المتن هو متن أحد علماء السلف الصالح والشرح شيء آخر بين تخصيص وتقييد، وتأويل وإيهام عن قصد أو عن غير قصد، وأحيانا يلتبس ذلك على المستمع فيظن أن هذا هو مذهب المصنِّف الأصلي ولا يدري أنه من كلام الشارح الملبِّس.
ومما ساعد في رواج هذه التناقضات والتأويلات لدي العامة والأتباع في الآونة الأخيرة وأدى إلى استفحال أمرهم وانتشار أفكارهم في بقاع شتى، عواملُ التأييد الغربي الصليبي وأذنابهم من أنظمة الاستبداد هنا وهناك ممن دعموا وأيدوا نشوء هذه التيارات الفكرية وإزكاء خرافاتها، بغرض تمييع قضايا الدين وتذويب وصهر المؤمنين في بوتقة روح الأفكار الغربية، ففكر الإرجاء هو أكبر معين على غزو الأمة في سويداء عقيدتها، حيث يتركها كالثوب المهلهل لا يستر عورة فضلا عن أن يكون درعا واقيا لها من سهام أعدائها.[محمود محمد الزاهد]
مزيد من البيان على هذا الرابط
https://majles.alukah.net/t170716/
المرجئة المعاصرون وأشباههم
رد: مقالات المرجئة المعاصرة
قال الاخ الفاضل ماهر عبد الحفيظ صفصوف فى مقال له بعنوان --نقض شبهة استدل بها المخالفون
-https://www.alukah.net/sharia/0/20689/
-قد نبتتْ في هذا العصرِ نابتةٌ تنتسب لطريقة السلف، زعمَت الدفاع عن عقيدة القرون الثلاثة المباركة، وعن أئمة الإسلام رحمهم الله تعالى، ولهم للحق جهودٌ عظيمة في ذلك؛ لكنهم في نفس الآن بقصدٍ أو بغير قصدٍ، حادوا عن مذهب السلف في عديد مِن أصولهم، وأصَّلوا وفرَّعوا، وكتبوا وناظروا، وجادلوا فيما حادوا فيه، وعلى رأس هذه المسائل مسألة الإيمان، ومسألة الكفر، وليس المقام هنا لنِقاش هذه المسائل؛ وإنما القصد التنبيه على أنهم لما انحرفوا في عديدٍ مِن مسائل العقيدة، نسبوا هذا الانحراف إلى المحقِّقين مِن أئمة الإسلام، فتتبَّعوا متشابهَ الأقوال والكتابات التي عندهم، وجعلوها أصولًا بنَوا عليها معتقدهم، ورموا مخالفَهم بشتَّى الألفاظ والأوصاف مِن تبديع وتضليل، ووصْف بالخارجية والتكفير، وتأوَّلوا وحرَّفوا كلَّ نصٍّ صريح مِن أقوال هؤلاء الأئمة، مما يستدلُّ به مخالفوهم مِن أهل السُّنَّة والجماعة، فضلًا عن عدم الأمانة العلمية في نقل بعض كلام العلماء، بترًا وتحريفًا للكَلِم عن مواضعه
ولما كان الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب قدَّس الله روحه - مِن أعلام هذه الدعوة ومجدِّديها، كان لزامًا على هؤلاء نصرُ مذهبهم، بجعْل كلام الإمام في صفِّهم، والزعم أنهم على منهجه ودعوته، وأنَّ مخالفَهم مخالفٌ لدعوة الشيخ، محايد لطريقه ونهجه، فتتبَّعوا ما أشكَل مِن كلامه في أفهامهم، وعضُّوا عليه بالنواجذ، وتمسَّكوا بذلك كسبب من السماء، وصالوا وجالوا بطرْح هذا المشكِل مِن كلامه في كلِّ كتاباتهم ودروسِهم، مُعْرضين عن تفسير ما أشكل مِن كلامه بكلامه الآخر الواضح البيِّن في مصنفاته وفتاويه، ومُعْرِضين عن تفسير الأئمة والعلماء لكلامه رحمه الله تعالى، ضاربين بأقوالهم عُرْض الحائط، وهذا ديدنُ أهلِ البدَع الذين يتَّبعون المتشابهَ مِن الكلام، كما اتَّبع الذين مِن قبْلهم مِن أهل الكتاب ما تشابه؛ ﴿ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ ﴾
https://www.alukah.net/sharia/0/20689/
رد: مقالات المرجئة المعاصرة
سئل الشيخ عبدالله الجربوع
السؤال: شيخنا نرجو من فضيلتكم توضيح علاقة عذر عباد القبور بالجهل و زعم أنهم مسلمين - بعقيدة الإرجاء ؟ .
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله ، أما بعد ؛ فإن الإرجاء له معنيان معروفان عند أهل العلم.الأول: إخراج العمل من حقيقة الإيمان ، و رتبوا على ذلك أنه لا يضر ترك العمل بالكلية ، و يبقى مسلما ، عنده أصل الإسلام . ثم جاءت المرجئة الذين نصروا قول الجهم بن صفوان ، و هم مرجئة الأشاعرة - بعض غلاتهم - ، فقالوا أن ما يُعرف بنواقض الإسلام ، و منها عبادة الأصنام و الشرك و غيره ، قالوا : هذه لا تنقض الإسلام ، لا تنقض أصل الإيمان ، لأنها غير داخلة في حقيقته ، هذا ما رتبوه عليه ، بأن الشرك ونواقض الإسلام لا تبطل أصل الإسلام . و قال شيخ الإسلام أنه عندما ذُكرت لهم النصوص القاطعة و الإجماع على أن الشرك مخرج من الإسلام ، قالوا : نقول بأن هذه الأعمال دليل على انتفاء العلم من قلبه ، و أننا نقول أن من وقع فيها كافر ، في أحكام الدنيا ، لكنه لم يكفر بها . إنما دلت هذه الأعمال على أنه ليس عنده العلم و المعرفة بالله . إذن هم يثبتون أنه كافر بهذه الأعمال التي هي نواقض الإسلام كالشرك بالله عز وجل . إذن ؛ هذا المعنى الأول و هو: إخراج العمل من حقيقة الإيمان . و رتبوا عليه أن من وقع في نواقض الإسلام كالشرك بالله ، أنه لا يكفر بها ، و لكنهم قالوا : أننا نحكم بكفره بدلالة النص على أن من وقع فيها يكون ليس عنده شيء من المعرفة التي هي أصل الإيمان.
و المعنى الآخر: الإرجاء بمعنى إعطاء الرجاء ، و كان المرجئة الأولون زعموا أن من ترك العمل بالكلية ، و أن من وقع في المعاصي أنه مسلم لا ينتقض أصل إسلامه و إيمانه ، و يُرجى له الجنة.
هذا بالنسبة للمرجئة المتقدمين ، أما هؤلاء المتأخرون - فإنهم أدخلوا هذا المذهب و زادوا عليه أصولا قبيحة أشنع مما قاله الأولون . المرجئة المعاصرون الذين يتكلمون في العذر بالجهل و يزعمون أن معنى العذر بالجهل عدم تكفير عباد القبور و عباد الأصنام و الواقع في نواقض الإسلام ، هؤلاء زادوا على الأولين ؛ من جهة أنهم يقولون أن من وقع في الشرك و تلبس بعبادة الطاغوت أنه لا يكون كافرا ، و لا يخرج من الإسلام ، و احتجوا لذلك بأنه جاهل لم يعرف و لم يعاند . و رتبوا عليه الحكم بإسلام من عبد الطاغوت و المشركين و جميع الواقعين في نواقض الإسلام . و خالفوا المرجئة المتقدمين بحيث أن أولئك يحكمون بكفره بدلالة النص على أنه يكفر بذلك ، لا لأن العمل مكفر بحد ذاته . أما هؤلاء فقالوا لا نحكم بكفره في أحكام الدنيا ، بل نحكم بإسلامه . هؤلاء زادوا على الجهم بن صفوان و من قال بقوله ؛ بأنهم زعموا أنه يكون مسلما . و لا شك أن أولئك الأولين مع شناعة ما قالوا و تشنيع السلف عليهم و علماء الأمة - لا شك أنهم أكثر ورعا من هؤلاء ، إذ أنهم قد نظروا إلى النصوص و وجدوا أنها قاطعة في كفر المشرك و حبوط عمله ، فتهيبوا أن يصادموها صراحة ، فقالوا : نقول بكفره . أما هؤلاء لقلة علمهم و جسارتهم و قلة ورعهم فإنهم يقولون أن عابد الطاغوت و عابد غير الله عز و جل المشرك لا نقول بكفره . فهم جاؤوا بمذهب في الإرجاء أشنع و أخبث من قول الجهم بن صفوان و من نصره من المتكلمين.
و الأمر الثاني: أن المرجئة المتقدمين ، قالوا : أن من ترك العمل بالكلية يُرجى له أن يكون مسلما ، و ذكر الأئمة كالإمام إسحاق أن هذا هو قول غلاة المرجئة ، و هم المرجئة الذين لا شك فيهم . هؤلاء زادوا على ذلك أمرا خبيثا ، و قولا شنيعا و هو أن عابد الطاغوت تارك التوحيد يكون مسلما ، يعني : أولئك شنَّع عليهم السلف لأنهم قالوا: تارك العمل يكون مسلما . فما بالك بهؤلاء الذين يقولون : أن تارك التوحيد يكون مسلما ، و عابد الطاغوت يكون مسلما ، و رتبوا على ذلك أنْ جعلوا له الرجاء بأن يكون من أهل الجنة . و أن هذا الذي يعبد غير الله و يستغيث به و يدعوه و يرجوه و يعتقد فيه النفع و الضر ، هذا المشرك عندهم أنه يُرجى له أن يكون من أهل الجنة . فجاءوا بأقوال في الإرجاء أبعد بكثير و أخبث من أقوال المرجئة المتقدمين من هاتين الجهتين . و الله أعلم.
http://ar.salafishare.com/mVg
رد: مقالات المرجئة المعاصرة
جزاك الله خيرا
نسأل الله العافية