قولك : ( أنت شاطر ) أمدح أم ذم ؟
قولك : ( أنت شاطر ) أمدح أم ذم ؟
فقد قالوا في معنى الشاطرِ :
· رجلٌ شاطِرٌ وقد شَطَرَ شُطُوراً وشَطارةً وشِطاراً وهو الّذي أَعْيَى أهلَه ومُؤَدِّبَهُ خُبْثا , وشَطَرَ بَصَرَه يَشْطُرُه شُطُوراً وشَطْراً وهو الذي
كأنّه يَنْظُر إليك وإلى آخر( كتاب العين للفراهيدي)
· وقول الناس: فلان شاطِرٌ، معناه، أنه قُدَّ في نحو غير الاستواء، ولذلك قيل له شاطِرٌ، لأنه تباعد عن الاستواء. (تهذيب اللغة للأزهري)
· قولُ الناس : فلانٌ شاطرٌ : معناه أنه آخذٌ في نحوٍ غيرِ الأستواءِ ولذلك قيل له : شاطرٌ لأنه تباعدَ عن الأستواءِ . والشطيرُ كأمير : البعيدُ يقال : منزلٌ شطيرٌ وحي شَطيرٌ وبلدٌ شَطيرٌ . الشَّطِيرُ : الغريبُ والجمع الشُطُرُ بضمتين قال امرؤ القيس :
أشاقكَ بينَ الخَليطِ الشُّطُرْ ... وفيمنْ أقامَ من الحيِّ هِرْ .
أرادَ بالشاطرِ هنا المُتغربينَ وهو نعتُ الخليطِ .
ويقالُ للغريب : شَطيرٌ لتباعده عن قومه قال :
لا تدعني فيهمُ شَطيرا ... إني إذاً أهلكَ أو أطيرا
أي :غريباً وقال غسانُ بنُ وعلة :
إذا كُنتَ في سعدٍ وأمكَ مِنهمُ ..شَطيراً فلا يَغرُرْكَ خالكَ من سَعْدِ
(تاج العروس باب شطر)
· شطر يقال ( شَطَرَ ) فلان على أهله ( يَشْطُرُ ) من باب قتل إذا ترك موافقتهم وأعياهم لؤما وخبثا وهو ( شَاطِرٌ ) و ( الشَّطَارَةُ ) اسم منه
قولهم : فلان يتشطّر. وفلان شاطر.(المصباح المنير)
· قال الأصمعي: الشاطر: الذي شطر عن الخير، أي بعُد عنه. ومنه نوىً شُطُرٌ أي بعيدة. (الفاخر المفضل )
جاء في مقامات الزّمخشري (ص37 المقامة الرّابعة/الارْعِواء):( يا أبا القاسم شَهوَتُكَ يَقْظَى فأَنِمْها. وشَبابُكَ فُرْصةٌ فاغتَنِمْها.قبل أن تقولَ قد شابَ القَذالْ. وسكتَ العُذّالْ.اُكفُ ْ قليلاً مِنْ غَرْبِ شَطارَتِكْ. واِنْتَهِ عنْ بعضِ شَرارَتِكَ ).
قال ابنُ الأثير في المثل السّائر (1/ 188) تعليقا على قول أبي نوّاس:
ومُلِحَّةٍ بالعَذلِ تَحسَبُ أنّني http://www.ahlalloghah.com/images/up/GifModified_01.gif بالجهلِ أتركُ صُحبةَ الشُّطّارِ
( وقد استعمل لفظة الشّاطِر،والشّا طِرَة،والشُّطّا ر كثيرا،وهي من الألفاظ [الّتي] ابتذلَها العامّةُ حتّى سَئِمت من اِبتِذالِها ).
يعني أنّهم أنزلوها غير منزلتها،واستعمل وها في غير دلالتها الّتي وَضَعَتها لها العربُ، قال في اللّسان (4/ 408 شطر): (وشَطَرَ عن أهلِهِ ... أَعياهُمْ خُبْثًا،والشّاط ِرُ مأخوذٌ منه،وأُراه مُولّدًا.وقد شَطَرَ شُطورًا،وشَطارَ ةً وهو الّذي أَعيا أهلَه ومُؤَدِّبَه خُبثًا ... قال أبو إسحاق:قولُ النّاس:فلانٌ شاطِرٌ معناه:أنّه أخَذَ في نحوٍ غير الاستواءِ؛ولذلك قيل له:شاطرٌ؛لأنّه تباعَدَ عن الاستواءِ ) .
وجاء في الصِّحاح (2/ 599)،ومعجم المقاييس (ص525)،والعين (6/ 234)، والمغرب (1/ 267) أنّ الشّاطِرَ هو الّذي أَعْيا أهلَهُ خُبثًا،ووردَ نحوه في القاموس المحيط (1/ 533)،وتاج العروس (3 /299)،وفي مفردات الرّاغب (ص261 شطر/تح:كيلاني):( والشّاطر أيضا لمَن يتباعدُ عن الحقِّ ).
قال أصحاب الفضيلة في المعجم الوسيط (ص482): ( الشّاطِرُ:الخبي ُ الفاجرُ ...)،وفي تصحيح القاموس المحيط (ص12): ( الشّاطرُ هو الماكِرُ الخبيثُ الفاتِكُ ).
وقد خطّأ هذا الاستعمالَ المولَّدَ الّذي دَرَجَ عليه العامّةُ قديما،وحديثا العدنانيُّ في معجم الأخطاء الشّائعة (ص130 – 131) قال: ( ماهِرٌ لا شاطِرٌ:ويقولون هذا شابٌّ شاطِرٌ،والصّواب ُ:هذا شابٌّ ماهِرٌ أو بارعٌ أو حاذقٌ ...).
استطراد : للصُّوفيّين اصطلاحٌ خاصٌّ يتداولونه،ففي تفسير القرطبي (2/ 159): ( وسُئِلَ بعضُهم عن الشّاطرِ؛فقال:ه مَن أخذَ في البُعدِ عمّا نهى اللّه عنه ).وجاء في طبقات الصّوفيّة (1/ 149): ( وسُئِلَ رُوَيْم عن الشّاطر؛فقال:مَ شَطَرَتْ نفسُه عن الباطلِ )،وفي المعجم الوسيط (ص482): ( ... وعند الصّوفية:السّاب ُ المسرِعُ إلى اللّهِ ).
قال العلاّمة بكر بن عبد اللّه أبو زيد في معجم المناهي اللّفظيّة (ص314): ( الشّاطِرُ:هو بمعنى قاطع الطّريق،وبمعنى الخبيث الفاجر.وإطلاقُ المدرِّسين له على المُتفَوِّق في الدّرس خطأٌ؛فليُتنبَّه .
نعم:" الشّاطِرُ " في اصطلاح الصّوفيّة هو:" السّابقُ المُسْرِعُ إلى اللّه "،فانظر كيف سرى هذا الاصطلاح الصّوفي إلى تلقينه للطلاّب ) .
http://www.ahlalloghah.com/showthread.php?t=9801