-
حينما يمتلكك العجب
قد يصاب الفرد من خلال النظر فيما يحصل في وقائع الناس بسلالة غم من لظى تناقضات علنية .
تتوه ثم تروح وتعود بثوب متلطخ !.
حسبها .. لا أدري .
ألأجل أن يكشف الناس تناقضها فتشتهر ولو على حساب فعل خاطئ .
أم لأجل حب لاستفزاز الناس ( في مجتمعاتهم ودينهم ووحدتهم ) بممارسات بشعة ؟!.
سأوضح المقال بالمثال :
صادفت مقالا لأحد ( الأشخاص ) يجرم أحد المشايخ الفضلاء , وتتلطخ يديه بمقالاته التي يحشو فيها (السب والحكمة والدعوة والتفسيق في قالب واحد !!! ) .
وقابلت يوماً شخصاً توجد لديه لمحات عريضة في قدح العلماء والفضلاء ومن يسعون نحسبهم والله حسيبهم في خدمة الدين وهم من أهل الإسلام الداعين إليه المتمسكين بسنة النبي الكريم .
أخذني حديثه في ( دهليز ) وليس به إلا ( هو وأنا ) فقال بعد أن أخذ نفساً عميقاً وشحنه بترسبات من بكتيريا الغضب :
-أتعرف الشيخ الفلاني؟.
-قلت : نعم , وفي نفسي ( وهل يخفى القمر ؟ ) .
-قال :إنه قال كذا وكذا وهذا الكلام خطير, ويجب التحذير منه , ( وأصلا هذا الشيخ فيه وفيه ).
-قلت له : أسمعت هذا الكلام منه ؟
-قال : لا ولكن الناس يقولون هذا .
-قلت : لنذهب أنا وأنت إلى هذا الشيخ ونستفسر عما قاله وعن مراده وهل هو صحيح ؟. فإن كان ما تقول صحيحا ناقشناه ونصحناه فالدين النصيحة .
-قال لي : لا استطيع .
-قلت له : تستطيع أن تتكلم فيه أمام المسلمين وأن تقدح فيه كلما رأيت شخصاً , وتهمز وتلمز , وأن تغتابه , ولا تستطيع أن تناصحه وأن تستفسر منه ( عجبا والله )إن كنت تريد الحق والحقيقة بكلامك ظهرت دلائله بفعالك , وإن كنت تريد الفتنة والتشفي ظهرت كذلك من خلالك .
ليس العلماء وطلبة العلم والدعاة معصومين من الخطأ إن وقعوا فيه , فهم بشر , لذا ينبغي علينا الوقوف معهم وأن نتمثل قول الرسول ( الدين النصيحة : قلنا: لمن يا رسول الله ؟ قال : لله , ولرسوله , ولدينه , ولأئمة المسلمين , وعامتهم .) والعلماء من جملة الحكام الذين يحكمون في دين الله , ووقائع الناس ومعاملاتهم حكما شرعياً.
إن تلك الصفة التي ذكرتها وتمثلت في ما صدر من هذا الأخ هداه الله , لهي مدخل بشع يحصل عليه الذين يريدون الفتنة والزوبعة والمعاركة , ولهي من أهم مرتكزات الذين هم من أحط أصناف المجتمع وهم القادحون في علمائهم ودعاتهم , فكل أمة تفتخر بعلمائها وأنهم هم شمعتهم المضيئة التي يهتدون بها.
ولو أرادوا النصح حقا لدين الله ولجمع الكلمة لنصحوا لكنهم يريدون أدنى زلل عن غير عمد ليضربوا علماء المسلمين وليصدروا البيانات المضللة !.
وإذا غيب العلماء , عاش الناس فوضى لا سراة لهم , وأصبحوا في غياهب الجهل والتخرصات , ولعلا الرويبضة والجهلة والمتمنطقة المتفيهقة .
نسأل الله لهم الهداية .
اللهم ردهم إلى الحق والحكمة رداً (جميلا).
-
رد: حينما يمتلكك العجب
شكرا لك ... بارك الله فيك ...