اشكال امرضني فمن له من احبابي
سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : هل نثبت صفة الملل لله عز وجل ؟
فأجاب بقوله : "جاء في الحديث عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قوله : (فإن الله لا يمل حتى تملوا) فمن العلماء من قال إن هذا دليل على إثبات الملل لله ، لكن ملل الله ليس كملل المخلوق ، إذ إن ملل المخلوق نقص ، لأنه يدل على سأمه وضجره من هذا الشيء ، أما ملل الله فهو كمال وليس فيه نقص ، ويجري هذا كسائر الصفات التي نثبتها لله على وجه الكمال وإن كانت في حق المخلوق ليست كمالا .ومن العلماء من يقول : إن قوله : (لا يمل حتى تملوا) يراد به بيان أنه مهما عملت من عمل فإن الله يجازيك عليه ، فاعمل ما بدا لك فإن الله لا يمل من ثوابك حتى تمل من العمل ، وعلى هذا فيكون المراد بالملل لازم الملل .
ومنهم من قال : إن هذا الحديث لا يدل على صفة الملل لله إطلاقا لأن قول القائل : لا أقوم حتى تقوم ، لا يستلزم قيام الثاني وهذا أيضا (لا يمل حتى تملوا) لا يستلزم ثبوت الملل لله عز وجل .
وعلى كل حال يجب علينا أن نعتقد أن الله تعالى منزه عن كل صفة نقص من الملل وغيره ، وإذا ثبت أن هذا الحديث دليل على الملل فالمراد به ملل ليس كملل المخلوق " انتهى من "مجموع فتاوى ابن عثيمين" (1/174)
ركز معي اخي الكريم
1 ) منزه = مستحيل . و هذا قبل ثبوت دلالته
كيف انتقل من الاستحالة الى الوجوب او قل الجواز و الامكان
2 ) ادراك الكمال في هذا الوصف وغيره مما شابهه كالعجب و الضحك و الفرح و لحوق الاذي في حديث - يؤذيني ابن ادم - كان بالنص . و لولا ورود ذلك لما اثبتنا فيه كمالا يضاف الى الله .
3 ) هذه المعاني لا يدركها العبد الا وهي مضافة للمخلوق و هي متضمنة او مستلزمة للنقص . و لا يدرك شيء زائد عن هذا
اذ لو ادركه و كان كمالا لاضافه الى الله قبل ورود النص
و قد تقرر ان هذه الصفات الفعلية خبرية تثبت بالنص و لا مجال للعقل في ذلك ما دام ان الامر من الغيب المخفي عنه
السؤال /
هل ينفي العبد البكاء عن الله لاجل انه ادركه مستلزم للضعف و هو مضاف للمخلوق
اذا كان الجواب / نعم ينفى و يحكم عليه بالاستحالة
قلت / فلم لم تحكم على المعاني الاخرى بالاستحالة و قد ادركتها في المخلوق مستلزمة متضمنة للنقص
لم تدرك منها غير هذا
اود جوابا مفصلا من اخواني و احبابي يزول به الاشكال
فتح الله علي وعليكم