jتلخيص كتاب: العلمانيون والقرآن الكريم
اسم الكتاب / العلمانيون والقرآن الكريم، تاريخية النص
المؤلف / د. أحمد إدريس الطعان
نشر / دار ابن حزم 1428هـ 2007م
التلخيص :
(1)
الباب الأول: العلمانية من الغرب إلى الشرق
الفصل الأول: الجذور الفلسفية للعلمانية في العالم الغربي.
المبحث الأول: أزمة الفكر الكنسي مع الفلسفة والعلم
المطلب الأول: الفكر الرشدي وبوادر العلمنة.
إذا رجعنا إلى القرن الثالث عشر سنجد أن بدايات الصراع بين الفكر والكنيسة يمكن أن يعد من آثار ترجمة الفكر الرشدي إلى اللغة اللاتينية، ويمكن القول: إن الفكر الرشدي العلماني –بالاعتبار الغربي- هو الذي أنتج الاضطهاد الكنسي، الذي أسهم في شيوع الفكر الرشدي وانتشاره في الغرب.
المطلب الثاني: الحقيقة المزدوجة
المقصود بالحقيقة المزدوجة: أنه يمكن أن يكون الشيء صادقا فلسفيا خاطئا لاهوتيا أو العكس، وبذلك يصبح الفيلسوف حرا في المجاهرة بآرائه ونتائجه في مجال الفلسفة بحجة أنه فيلسوف، وإن لم تكن مطابقة للاهوت.
فهي فكرة يراد منها استرضاء الكنيسة دون خسائر علمية أو فلسفية.
المطلب الثالث: ثورة العقل الأوربي:
لقد بدأ ثقة الناس تتزعزع في الكنيسة بعد ما افتضح أمر رجالها الذين يحيون حياة الرذيلة والشهوات، ويحتكرون المتع الدنيوية داخل أسوارها في حين يدعون الناس إلى حياة الزهد والتقشف، ومن هنا بدأ الناس يحصرون الدين في زوايا ضيقة ويمارسون حياتهم الطبيعية وبعدوا عن حياة التقشف، حتى أن بعضهم كان لا يمارس الدين إلا يوم الأحد.
المطلب الرابع: المحرقة الكنسية
بعد تحرر العقل الغربي شيئا ما، بدأ التفكير يختلف فكان من هؤلاء برونو الذي أنكر التثليث والأقانيم والتجسد والتحول، واعتبر المسيح دجالا مخادعا ساحرا، فقبض عليه وسلم للسلطة المدنية لتتولى إنزال العقاب عليه وهو إعدامه حرقا.
ولم يكن برونو أول من يُعدم حرقا، فقد أُعدم قبله الكثير بتهم الإلحاد كما أعدم بعده في فرنسا واسكتلندا وغيرها من البلاد الغربية، وبدأ التيار المضاد للكنيسة يقوى ويتسع ولم يعد بإمكان الكنيسة أن تحرق كل المهرطقين، وبدأ زمام الأمور يفلت من يدها.
المطلب الخامس: الإرادة الإلهية والحتمية الفلكية الميكانيكية:
في النصف الثاني من القرن السادس عشر بدأت تتغير نظرة الإنسان الغربي إلى الكون فقد ظهر عدد من الفلكيين مثل نيوتن وغيره، أدى هذا إلى تغير نظرة الإنسان إلى الكون وسيطرت النظرة الآلية الميكانيكية، وقد وصل العلماء في السنين الحديثة إلى مرحلة من أهم مراحل تطور التفكير العلمي، حين عدلوا عدولا تاما عن تفسير الكون ميكانيكيا، وبدأ تفسير الكون وفق آراء جديدة، وسقطت نظرية نيوتن وغيره.
المطلب السادس: الدين أمام الفلسفة التجريبية
لم يكن الفلكيون وحدهم في المعركة ضد الكنيسة، وضد أرسطو والثقافة المدرسية، بل كان إلى جانبهم عدد من الفلاسفة التجريبيين والعقلانيين يسهمون في تحديث العقل الأوربي، مثل فرنسيس بيكون، وتوماس هويز وغيرهم.
المطلب السابع: الدين والعقلانية:
إلى جانب هؤلاء التجريبيين كان هناك عدد من الفلاسفة العقلانيين يطرحون تصوراتهم الجديدة حول الله والكون والإنسان، ويحاولون بناء صرح جديد للعقل الأوربي على أنقاض الصرح القروسطي الذي بدأ يتهاوى، ومن هؤلاء ديكارت، وسبينوزا وغيرهم.
المطلب الثامن: ولادة الدين الجديد "دين العقل":
استخدم المثقفين الغربيين ابن رشد كسلاح في مواجهة الكنيسة، نتج عن ذلك ثورة شاملة في العقل الغربي ضد الفكر الكنسي والأسطوري، ويعتبر اللورد هربرت أول من دعا مذهب تتلخص مبادئه في الإيمان بالله وعبادته والجزاء في الآخرة دون حاجة إلى الوحي، وتلاه غيره. ولكن يمكن القول بأن ديانة العقل ترجع إلى أبعد من ذلك إلى الرشديين، حيث كانوا يسخرون من الأديان والكتب المقدسة.
المبحث الثاني: حصاد العلمانية ودين العقل
المطلب الأول: إله ناقص وإله ميت:
لم يتوقف تطور الفكر الأوربي المتمرد على الوحي عند إنكاره النبوة والوحي، بل تفاقم إلى الانتقاص من الذات الإلهية، وتفويض العقل في تحديد الصفات الإلهية، وانتقصوا الصفات الواجبة لله ، حتى أدى بهم الأمر أن أعلنوا موت الله (تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا)، وموت الإله عندهم هو موت معنوي بمعنى سقوط نظام المعايير والقيم والسلوك القائم على التسليم بتلك الفكرة.
المطلب الثاني: آلهة جديدة "الإنسان والمادة والعالم".
بَنَتِ الفلسفةُ الماركسية إلحادها على النظرة العلمية، حيث تعتبر أن العالَـمَ بطبيعته ماديٌ، وأن مختلف ظواهر الكون إنما هي جوانب مختلفة للمادة في حركتها، وأن العلاقات والشروط بين الظواهر التي يكشف عنها المنهج الجدلي هي القوانين الضرورية لنمو المادة المتحركة، وأن العالم ينمو حسب قوانين حركة المادة.
المطلب الثالث: تهاوي المقدس:
وضعت العلمانية إذن رحيلها في القرن التاسع عشر بشيئين:
الأولى: إعلان نيتشه لموت الإله .
الثانية: إعلان ماركس لماديته المطلقة.
يضاف إلى ذلك الدراسات النقدية الهائلة، وتاريخ الفساد الكنسي الذي اتصف به في الغالب رجال الكنيسة.
المطلب الرابع: انهيار الأخلاق:
أدى انتقاد الكتاب المقدس بعد كشف ما به من حكايات تنسب إلى الأنبياء إلى انهيار المرجعية التي يلوذ بها الإنسان الغربي، وبدأ يمارس حياته وكأن الكون بغير خالق حتى وإن لم يكن ملحدا فقد تزعزعت عقيدته وأصبحت الحياة عنده نوعا من العبث، والإنسان هائم على وجهه فيها. فظهرت في منتصف القرن السابع عشر فرقة تسمى بـ"الهادمين"، وأخرى"الذين يجعلون عاليها واطيها"، وأخرى "الحفارين". وذهبت هذه الجماعات إلى أنه لا جناح على الإنسان من ارتكاب الموبقات.
المطلب الخامس: العبثية الفرويدية:
هذه الطوائف التي تحدثنا عنها تُحيطُ الجنسَ بالإجلال والتقديس، ويجعلونه المدخلَ الذي يهدمون الأخلاق والقيم الإنسانية من خلاله. وجاء فرويد فشَرَّع بالتأسيس لهذه العبثية والانحلالية، فاعتبر الدافع الجنسي هو الموجه للسلوك البشري، بل اعتبر فرويد أن التدين مظهر من مظاهر الأمراض العصبية.
المطلب السادس: ارتكاس القدوة:
مما لا شك فيه أن القدوة لها أثر كبير في سلوك الناس وتوجهاتهم، وهذا الانهيار الأخلاقي والقيمي لم ينحدر مباشرة إلى القاعدة الشعبية العريضة والجماهير الواسعة إلى أنْ مَرَّ بقادة المجتمع ونجومه، فالباحث عن تاريخ نجوم هذا المجتمع وقادته الكبار لا يجده إلا ملطخا بالعار.
المبحث الثالث: مجازفة العقل الأولى
لقد جازف العقل الغربي عندما اكتشف الخدعة الكنسية، فحكم على كل الأديان بالنفي والإقصاء، وأخذ يبحث عن إجابة للمعضلات الكبرى بعقله المجرد مستبعدا أي إمكانية لوجود وحي صادق، أو دين حق. فذهب فلاسفة اليونان إلى أن أصل الكون الماء، وجاء أنكسمنيس واعتبر أن أصل الكون هو الهواء، وجاء فيثاغورث واعتبر أن أصل الكون هو العدد. وهكذا جازف العقل اليوناني والأوروبي وقد أثبتت التجارب خطأ هؤلاء وعجزهم.