مناهج التأليف المعجمي عند المعجميين العرب ( 4)
- الاتجاه الثالث : معاجم الترتيب الألفبائي تبعا للحرف الأخير:
تتبنّى هذه المعاجم منهجا مغايرا لسابقتها ، إذ تسمّي الحرف الأخير باباً و الحرفَ الأول فصلا ، كما اعتبر أصحابها أن فاء الكلمة ( الحرف الأول) تتأخر في بعض الأحيان إذا كان الفعل مَزيدا ( مثل قَبِلَ = أقْبل / مُقْبلٌ / تَقبَّلَ ..) فيحتار الباحث عن الكلمة أين يجدها ، لذلك بنوا معاجمهم على آخر الكلمة . فلفظ كَتَبَ يُكشف عنه داخل هذه المعاجم في باب الباء فصل الكاف . و يُعتبَر معجم :
* ديوان الأدب في بيان لغة العرب : لإسحاق بن إبراهيم الفارابي ( 350هـ) مبتكِر هذا النظام ، أول معجم في هذا التصنيف . و قد مال صاحبُه إلى الإيجازو اقتصد كثيرا في المسائل النحوية و البلاغية و في الشواهد أيضاً .
و من المعاجم التي سارت على النهج نفسه :
* تاج اللغة و صحاح العربية : لأبي نصر الجوهري ( 398 هـ) : و هو غزير المادة اللغوية ( بلغت 40000 مدخل معجمي ) و مليء بالشواهد القرآنية و الحديثية و الشعرية و أمثال العرب و الألفاظ الإسلامية ، كما أنه يُشير إلى القواعد النحوية و الصرفية.
و نظرا لإيجازه و يُسره فقد اهتمّ به اللغويون :
- فمنهم مَن قام بدراسته و اختصاره كما فعل محمد بن أبي بكر الرازي ( 691هـ) في " مختار الصحاح " .
- و منهم من اعتنى بتصحيحه و تحشيته و نقده ، كما فعل الحسن بن محمد الصاغاني (أو الصغاني ) (650هـ) في " التكملةُ و الذّيلُ و الصلةُ لكتاب تاج اللغة و صحاح العربية "
* العُباب الزاخر و اللُّباب الفاخر : للحسن بن محمد الصاغاني .
* لسان العرب : لأبي الفضل جمال الدين بن منظور( 711هـ) : و هو معجم واسع جدا ( يضمّ 80000 مادة) ، و قد أُعيد ترتيب موادّه وفقا للحرف الأول .
* القاموس المحيط : لمجد الدّين محمد بن يعقوب الفيروزآبادي ( 816هـ) يضمّ 60000 مدخل معجمي ، و الجديد فيه أنه اهتم بالأعلام من الصحابة و بأسماء النباتات و المصطلحات الطبية .
* تاج العروس من جواهر القاموس : لمحمد مرتضى الزبيدي ( 1205هـ) ، و هو عبارة عن شرح لما جاء موجزا أو غامضا في القاموس المحيط للفيروزآبادي . و قد عمد الزبيدي إلى ذلك لِما رآه من كثرة استعمال الناس للقاموس المحيط و عناية القرّاء و الدارسين به ، فعمِل على شرحه و تبسيطه .