هل ينسى النبي صلى الله عليه وسلم؟
هل يجوز أن ينسى النبي صلى الله عليه وسلم؟
وقوع النسيان من النبي صلى الله عليه وسلم يكون على قسمين:
الأول :وقوع النسيان منه فيما ليس هو مأمور فيه بالبلاغ مثل الأمور العادية والحياتيه فهذا جائز مطلقًا لما جبل عليه من الطبيعة البشرية.
والثاني: وقوع النسيان منه فيما هو مأمور فيه بالبلاغ، وهذا جائز بشرطين:
الشرط الأول: أن يقع منه النسيان بعد ما يقع منه تبليغه، وأما قبل تبليغه فلا يجوز عليه فيه النسيان أصلًا.
الشرط الثاني: أن لا يستمر على نسيانه، بل يحصل له تذكره إما بنفسه، وإما بغيره.
قال القاضي عياض رحمه الله: (بجواز النسيان عليه ابتداء فيما ليس هو مأمور فيه بالبلاغ، واختلفوا فيما هو مأمور فيه بالبلاغ والتعليم، ومن ذهب إلى الإجازة قال: لا بد أن يتذكره أو: يذكره به أحد).
وعليه النسيان للنبي صلى الله عليه وسلم له حالتين:
أحدهما: نسيانه الذي يتذكره عن قرب، وذلك قائم بالطباع البشرية، وعليه يدل قوله في حديث ابن مسعود في السهو: (إنما أنا بشر مثلكم أنسى كما تنسون).
وهذا القسم سريع الزوال، لظاهر قوله: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ)
والثاني: أن يرفعه الله عن قلبه لنسخ تلاوته، وهو المشار إليه في قوله تعالى: (سَنُقْرِئُكَ فَلاَ تَنسَى إِلاَّ مَا شَاءَ اللهُ)، وفي قوله: (مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا).