إن من المخجل أن ترى دعاة يشتركون في كل شيء في الكيك والانستقرام والسناب شات وكل مكان تجد هذا الداعية ، يعني ألا يترفع الداعية عن بعض وسائل التواصل التي يغني بعضها عن بعض ويحفظ له وقوره وهيبته وسمته..
ثم كثرة الاشتراكات في وسائل التواصل تكثر عليك الحساب يوم القيامة ، وقل لي بالله كيف ستتحمل كل هذه الحسابات على ظهرك ؟
ثم مع هذه الوسائل أصبح الداعية معرض للسقط ولزلل بمعنى أن من كثر كلامه كثر سقطه ، ثم الأسلوب !! الأسلوب أقرب ما يكون تافه واسلوب (حواري) على زعمهم أنه أقرب الى نفوس الناس !!
السلف رحمهم الله لا تسمع إلا لغة رصينة وقوية عندهم ولا تسمع الكلام العامي ولا كلام الحواري الذي يتفنن فيه بعض دعاة اليوم ولا يحسنون غيره مع الأسف ..
كذلك أنبه على الشهرة .. الشهرة مذمومة وليست محمودة في الشرع أ، والسلف رحمهم الله كان يحذرون من الشهرة وقبلهم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم:
قال صلى الله عليه وسلم كما في حديث ابن عمر رضي الله عنهما عند أبي داود :
( مَنْ لبس ثياب شهرة ألبسه الله ثياب مذلة تلتهب عليه نارا )
قال شيخي زيد البحري رفع الله قدره معلقا:" هذا في لباس، فكيف بفعل ؟ فكيف بقول ؟ فكيف بما يخالف شرع الله ؟ " انتهى كلامه .
ثم قال الشيخ زيد البحري رفع الله قدره "فلا يغتر أحد بأنه مشهور أو بأنه معروف فهذه لها ضرائبها ، النبي صلى الله عليه وسلم كما عند مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال :
( ربَّ أشعث ) أي الرأس ، لم يسرح شعره لقلة ما في يده ، أو لانشغاله بالعبادة ( أغبر ) مغبرة قدماه ( لو أقسم على الله لأبره ) لو قال يا الله حلفت عليك أن تفعل كذا أبرَّ الله قسمه ، من حسن ظنه بربه جل وعلا .
النبي صلى الله عليه وسلم قال كما في صحيح مسلم من حديث سعد بن أبي وقاس رضي الله عنه – وذلك الحديث نفع سعدا في زمن الفتة ، لما قالوا له شارك في الفتن ، قال لا ، إن صلى الله عليه وسلم يقول :
( إن الله يحب العبد التقي الغني الخفي )
مختفي ." أنتهى كلامه.
قال الحسن كما في " الزهد لابن المبارك " قال:
( لقد صحبت أقواماً إن كان أحدهم لتعرض الحكمة على لسانه فلا ينطق بها ، وسينتفع بها وينفع بها غيره فما ينطق بها مخافة الشهرة ) سبحان الله كيف أنهم يخافون الشهرة ويهربون منها أما في عصرنا فهو مطلبهم وغايتهم وإذا الإنسان حصل عليها فرح وابتهج ويهنئ بعضهم بعضا كأنما رزق مولود !!
. الله المستعان
وأقول السلف كثيرة في الحذر من الشهرة لو أسردتها فلن يكفيها صفحتين ولا ثلاثة ، فالمقصد يا أخوان أن الداعية لا يكون إمعة يشترك في كل وسائل التواصل بل يحكم عقله ويشترك في الوسائل التي تعينه على إصال رسالته وتضمن له أن لا يشتهر.. ولو أن الإنسان كان خالصا لوجه الله يهرب من الشهرة ليفتح الله عليه ويرزقه القبول فلا يغتر بكثرة متابعيه فالأنبياء عليهم السلام لم يتبعهم إلا القليل .. ومع ذلك وصلوا رسالتهم ورفع الله درجاتهم.
فالحذر الحذر من الاشتراك في بعض الوسائل التافهة مثل السناب شات وغيره حتى من الاسماء يدلك على أنها ما فيها خير ... والموفق من وفقه الله وهو الذي يحكم عقله ويحافظ على سمته وقدره ولغته عند الناس حتى لا يصير مخفه..
