-
عبادة الهجر .
للحب ثمرة وللبغض ثمرة...
فأما ثمرة الحب والمحبة فهي النصرة .
كما أن ثمرة البغض هي العداوة .
وقد نُبهنا في كلام ربنا أن عداوة أهل الباطل مقدمة على الباطل نفسه مبدوء بها ( برآء منكم ومما تعبدون من دون الله ) و الباطل لا حصر له ( ولا تتبعوا السبل ) ( من النور إلى الظلمات ) .
وكما أن المؤمن لين هين فينبغي أحيانا أن يتحلى بضد ذلك ( ولاتأخذكم بهما رأفة ) والموقف سيد .
فالحب في الله والبغض في الله من أوثق عرى الإيمان ومن حط رحله في هذا المقام وهذه المنزلة يكون قد تجرد لله سبحانه وهانت عليه نفسه في ذات الله .
وترى الآن أناسا يهشون ويبشون مع أعداء الله المحاربين من الروافض وأهل الكتاب فيخشى أن تضرب قلوب بعضهم ببعض فلا يجد الإيمان إليها مسلك .
ونحن في دائرة أضيق لم يفهمها النرجسيون ولا الهلاميون إذ نهجر حتى المسلم ونبغضه على قدر جنايته وأصل الحب باق مابقى أصل إيمانه ونهش ونبش دعاة إلى الله بذلك .
ولكننا نهجر أصحاب البدع وأهلها( الدعاة ) وننصح للمغفلين , ونهجر المخالف بعداء واستماتة لا المخالف ديانة وله رصيد يشفع له وضابطه ( فقد لبثتم فيكم عمرا ) وفرق بين العدو والمخالف !
ونهجر أحبابنا إن رأينا أن ذلك أنجع وأنفع وننصح لهم والله يعلم أننا نحبهم ولكن الله أحب إلينا منهم .
فإن كان هذا تشدد فأنعم به وأكرم من تشدد .
كلمات على عجل واللهَ أسأل أن ينفعنا بها أجمعين .
-
-