هل كان شيخ الإسلام ابن تيمية يستبيح دماء معارضيه من المبتدعة؟
هل كان شيخ الإسلام ابن تيمية يستبيح دماء معارضيه من المبتدعة؟
الرد:
طالب ابن مخلوف وعدد من المبتدعة بقتل شيخ الإسلام وكتب ابن مخلوف إلى السلطان قائلاً: "يجب التضييق عليه إن لم يُقتل." العقود الدرية، ابن عبد الهادي26
فرد عليه شيخ الإسلام قائلاً: "وابن مخلوفٍ لو عمل مهما عمل -والله- ما أقدر على خيرٍ إلا وأعمله معه، ولا أُعين عليه عدوه قط، ولا حول ولا قوة إلا بالله، هذه نيتي وعزمي، مع علمي بجميع الأمور، فإني أعلم أن الشيطان ينزغ بين المؤمنين، ولن أكون عونًا للشيطان على إخواني المسلمين." مجموع الفتاوى 3-271.بل إن السلطان ابن قلاوون رحمه الله طلب من شيخ الإسلام ابن تيمية أن يُصدر فتوى بحِل دماء المبتدعة الذين سعوا في قتله، فما كان من شيخ الإسلام إلا أن يقف موقفًا يسجله له التاريخ فقال للسلطان: "إنك إن قتلت هؤلاء، لا تجد بعدهم مثلهم من العلماء."
فقال ابن مخلوف: "ما رأينا مثل ابن تيمية، حرّضنا عليه فلم نقدر عليه، وقدر علينا فصفح عنّا، وحاجج عنّا." البداية والنهاية 14-61.هذا هو شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله!بل إن السلطان غضب يومًا ما على البكري المالكي -صاحب البدع- والذي كان يسعى للانتقام من شيخ الإسلام ابن تيمية، ومع ذلك تدّخل شيخ الإسلام ومنع عنه بطش السلطان! الجامع لسيرة ابن تيمية 479.
من كتاب: تدعيم الفكر الإسلامي، سلطان العميري، مركز تفكر للبحوث والدارسات.