تخريج أثر : لا أقاتل في الفتنة ، وأصلي وراء من غلب .

( تخريج أثر : لا أقاتل في الفتنة ، وأصلي وراء من غلب )

قال الإمام ابن سعد رحمه الله تعالى في طبقاته الكبري :

أخبرنا مسلم بن إبراهيم قال : حدثنا حميد بن مهران الكندي قال : أخبرنا سيف المازني قال : كان بن عمر يقول لا أقاتل في الفتنة وأصلي وراء من غلب .

" الكلام على الرواة "

مسلم بن إبراهيم : ثقة مأمون .

حميد بن مهران الكندي : ثقة .

سيف المازني : ذكره ابن حبان في ثقاته ، وذكره زين الدين قاسم بن قُطْلُوبُغَا الحنفي في كتابه : الثقات ممن لم يقع في الكتب الستة ، وذكره البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا ، فالإسناد قابل للتحسين ولا بأس به إن شاء الله تعالى ، والأثر معناه صحيح ومتفق مع قواعد الإسلام وأصوله .

وقال الألباني في الإرواء : وأخرج عن سيف المازني قال : ( كان ابن عمر يقول : لا أقاتل في الفتنة وأصلي وراء من غلب ) وإسناده صحيح إلى سيف ، وأما هو فأورده ابن أبي حاتم ( 2 / 274 / 1 ) ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا اهـ .

وسيف المازني من التابعين ، وقد روى عن ابن عمر رضي الله عنهما ، وفي كتاب الجرح والتعديل لابن أبي حاتم : سيف المازنى بصرى روى عن ابن عمر ، روى عنه حميد بن ابى حميد وهو حميد بن مهران سمعت أبى يقول ذلك ، وقال البخاري في التاريخ الكبير : سيف المازني ، سمع ابن عمر، روي عنه حميد بن مهران قوله .

وقد احتج الإمام أحمد بأثر ابن عمر رضي الله عنهما المذكور سابقا كما في كتاب الأحكام السلطانية لأبي يعلى .



وعن زيد بن أسلم أن ابن عمر كان في زمان الفتنة لا يأتي أمير إلا صلى خلفه وأدى إليه زكاة .
أخرجه ابن سعد في طبقاته بسند جيد .

منقول من الشيخ طاهر نجم الدين المحسي

جزاك الله خيرا شيخ خالد الشافعي ؛ كلامك صحيح ؛ بالذات أن سيف المازني تابعي ، والتابعون لهم خاصية عن غيرهم لتزكية النبي صلى الله عليه وسلم عموما ؛ وعدم فشوا الكذب فيهم كثيرا ؛ ومع توثيق ابن حبان وذكر في الثقات ممن لم يقع في الكتب الستة ؛ مع رواية وسماع شعبة أمير المؤمنين في الحديث ؛ وقد ذكر في ترجمته أنه لا يروي إلا عن ثقة ؛ وكذا ما ذكره الإمام البخاري في التاريخ : وقال لي عمرو بن علي سمعت أباعاصم قال : رأيت سيف بن وهب ، وكان حسن الحديث ، سمع منه شعبة . ويضاف ماذكرته شيخ خالد : انه لا يخالف قواعد الإسلام بل يوافقها تماما ؛ وكثيرا من الفقهاء والمحدثين يتساهلون في نقل آثار الصحابة رضي الله عنهم ؛ وإنما يقمون بفحصها إذا كانت تخالف بعض الأحاديث والأحكام .

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى في الفتح :

وكان رأي ابن عمر ترك القتال في الفتنة ولو ظهر أن إحدى الطائفتين محقة والأخرى مبطلة .