لاتغترَّ بالكثرة على صفحتك، أو مجلسِك، أو خُطبتِك !!
ولا تغتمَّ بالقِلَّة، أو تأسف للغُربَة .. فهي إلى النجاة أقرب !!
ومَن أخلصَ وصبرَ ؛ جمَع اللهُ عليه القلوب، ولو بعد حين !!
( قال عبد الرحمن بن مَهدي رحمه الله:
كنتُ أجلس يوم الجمعة، فإذا كثر الناس، فَرِحتُ، وإذا قلُّوا؛ حَزنتُ ..
فسألتُ بشر بن منصور، فقال:
هذا مجلسُ سُوء، فلا تَعُد إليه. فما عُدتُ إليه .
وعن مالك رحمه الله:
كنتُ آتي نافعًا، وأنا غلامٌ حديث السِّن، فينزل ويُحدثني،
وكان يجلس بعد الصبح في المسجد، لا يكاد يأتيه أحد .
وعن الأوزاعي رحمه الله:
مات عطاءُ بن أبي رباح يوم مات، وهو أرضَى أهل الأرض عند الناس،
وما كان يشهد مجلسَه إلا تسعة أو ثمانية ).
سِيَـر أعلام النبلاء.
قلتُ:
يرحمُ الله سلفنَا .. ما أخلصَهم لله ، وأخشاهم له !!
فطِنُوا إلى الداء العُضال بالالتفات إلى الناس، فهَجروه ومَضوا !!
شعارهم " إنِّي مُهاجرٌ إلى ربِّي " ،
فأبَى الله إلَّا أن يجمع عليهم القلوب، ويَضع لهم القَبول، كلّ زمانٍ ومكان !!
وماهي إلَّا بركة الإخلاص، وعدم الالتفات إلى الناس !!