تَضعيف أبي الزُبير المَكي في تَحقيق الأزهري لسؤالات البرذعي
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً إلي يوم الدين أما بعد /
سُبحان الذي قال : (( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ )) ، وهو الذي قال : (( وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى )) ، فسخر الله للسنة أئمةً جبال وحُفاظ أتقياء يصونون السُنة ويحمونها مِن تحريف المُبطلين وتأويل الغالين ، وإدخال الوضاعين سادوا الدُنيا بعلمهم ، وحفظوا جيلاً عن جيل وتناقلوها برواية العدول الضابطين ، وصنفوا وأحسنوا التصنيف ورحلوا في طلب الحديث ونقد الرواة والبحث في علل الأحاديث فالحمد لله رب العالمين على نعمة الكِتاب والسنة .
ونسألهُ تعالى أن يرزقنا علم أولئك الجبال الرواسي ، والقمم العوالي وأن يرزقنا ملكتهم التي بها تكلموا في الأحاديث ، وعلمهم الذي يعجزُ المرء عن وصفهٍ ، وإتقانهم الذي جاز الدُنيا وبلغ القنطرة ، وسعة حفظهم حتى قيل في الإمام أحمد : (( أنهُ يحفظ ألف ألف حديث )) ، وتقواهم وخشيتهم امتثالاً لقوله تعالى : (( إنما يخشى الله من عباده العلماء )) فالحمد لله حمداً كثيرا.
كُنت أقرأ الكِتاب النفيس والعلم الغزير المَعروف بسؤالات الحافظ البرذعي لإمام العلل وحافظ الدُنيا المُتقن المُتفق على إمامته وسعة علمه وغزير حفظه أبي زُرعة عبيد الله بن عبد الكريم الرازي إمام الري بلا مُنازع هُو ورفيقه أبي حاتم فوجدتُ لمُحقق الكِتاب في طيات القراءة تضعيفاً للإمام الثقة الصدوق أبي الزبير محمد بن مسلم بن تدرس ما ينبغي أن يقع أبداً فأردت التنبيه على هذا الخطأ سائلاً المولى عز وجل أن يغفر لي ولهُ ويرحمنا ويرزقنا علمهم فإن الإنسان لا يسلم من الخطأ والوقوع في الزلل ففي النهاية نحنُ بشرٌ نُصيب ونُخطئ .
قال المُحقق في الحاشية (2/412) : (( أبو الزبير المكي محمد بن مسلم بن تدرس ليس بحجة )).
ثُم ذكر كلام الإمام أحمد بن حنبل ، وذكر ترك شعبه لهُ وهو جرحٌ مُبهم لا يلزمُ ترك الرجل ولا روايته كما بينت في دراستي [ الإيضاح والتبيين بأن أبي الزبير ليس من المدلسين ] ، فتضعيفُ أبي الزُبير خصوصاً في روايته عن جابر مجازفة خطيرة وآبدة عظيمة غفر الله لي وله .
أخوكم
أبو الزهراء الأثري
