انتبهوا يا خير أمة اخرجت للناس لا تحيدوا عن الصواب
بسم الله والحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لانبي بعده ثم أما بعد
فإنه لا شك أنه ما من مسلم لا يغضب بسبب الإساءات المتكررة لنبينا الكريم نبي الرحمة عليه الصلاة والسلام , أرى أنه ليس هناك من لا يغضب ولا تختلج مشاعر بأدنى شيء من الاستياء وهذا قد يكون اضعف الإيمان... وهذا الذي يتعرض له نبينا وقدوتنا ليس بالشيء الهين لدى المسلم الصادق, بل إنه في الحقيقة يهدد كيان الأمة الإسلامية في أعظم معتقداتها بعد التوحيد.
ردود أفعال المسلمين متباينة في الوطن الإسلامي ومختلفة اختلاف كبير.. ومن لا يحسن التصرف فقد يقع في المحذور ولا يجد من يلقي له بال ولا يزداد إلا ذلا على ذل.
معظم المسلمين اليوم يطغى عليهم تغليب الجانب العاطفي والارتجالية في الأعمال ... والعشوائية في مواجهة الأحداث وليتها أعمال تثخن في العدو حسب ضوابطها الشرعية.
إنما هي هتافات وشعارات وحرق أعلام وتظاهرات غلبت على عقول المسلمين وتفكيرهم بالظن بثمارها ونتائجها المجدية.
بعد ذلك يعقبها السكون والجمود والخمول غافلين عن أسباب تلك المصيبة التي عصفت بنا ... متناسين الحلول العملية التي نقاوم بها ذلك الخطر ... بناءا على الأوامر الشرعية والاهتداء بسنة من ندافع عنه وعدم الخروج عن توصياته عليه الصلاة والسلام.
إن مثل هذا السلوك المنافي للموضوعية قد شخصه الراحل المصطفى السباعي حيث ذكر أن المسلمين ينتفضون انتفاضة وقتيه لمصيبة حلت بهم ثم يخمدون وكان شيء لم يكن حيث كتب (( لو هدمت الكعبة لما ضج المسلمون أكثر من ثلاثة أيام ))
فما أشبه الليلة بالبارحة.
لنتوقف قليلا ونفكر أحسن من أن نندفع فالغضب المفاجئ يتدخل في قدرة العقل على إدراك الأشياء ... لنطرح سؤال مهما على أنفسنا.
لماذا يسيئون للرسول عليه الصلاة والسلام ويرسمونه بهذه الصورة ؟
هل لأنهم لا يتفقون مع أفكارنا وديننا... الأمر الذي أدى إلى عدم قدرتهم على التفكير السليم.؟؟؟؟؟؟
أم لأننا مقصرين في إظهار الصورة اللائقة بالنبي الكريم عليه الصلاة والسلام وهذا الدين؟؟؟
أم لأنهم يسيئون الفهم أو يتعمدون إساءة الفهم؟؟؟
أم أنهم يريدون تحويل تركيز المسلمين من نقطة إلى أخرى؟؟؟
أم أنهم يريدون التلاعب بمشاعر المسلمين؟؟؟؟
أم لأنهم يريدوننا أن نكون مثل ما هم عليه ؟؟؟
أم لأنهم يريدون التحكم في المسلمين ؟؟؟؟
أم أننا غير محترمين حتى يحترموننا؟؟؟
أم أن هذه الإجابات هي كلها الإجابة على السؤال المطروح ؟؟
أم أنه هناك شيء غير هذا يحدث ونحن لا نعرفه ؟؟؟
دعوة للتفكير !!!
تساؤلات أجيبوا عليها ... هناك من سيجيب ويتسرع في الجواب ويكون الجواب عشوائي كردود الأفعال العشوائية .
المتعمق في الواقع الإسلامي من عهد الرسول عليه الصلاة والسلام والخلفاء الراشدين والعهد الأموي وما يليه يلاحظ انحسار إسلامي وتراجع من عهد معاوية رضي الله عنه إلى عهدنا هذا وهو من انحسار في انحسار حتى أصبح الدين لا يشكل سياسة ولا منهج أي دولة .
عندما رأيت الشاجبين والمتظاهرين والمحللين والمدافعين عنه عامة والمتسائلين ويقولون لماذ يحدث مثل هذا؟؟؟؟ وهذه مصيبة وواو الخ.
نقَرت مسامعي آية كريمة نزلت في موقف أصعب من هذا وأقسى من هذا وهو موقف غزوة أحد ... وكأنه هذه الآية تجدد قيمتها المنسية معلنة ((أو لما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم؟؟))
قد تستبين الإجابة فيما نقول في السطور القادمة .
إن الشاذين من بني جلدتنا في شتى بقاع العالم والذين ينسبون أنفسهم للدين وللرسول عليه الصلاة والسلام ... يستخدمون هذا الدين استخدام خاطئ وهم في الأخير لا يسيئون إلى أنفسهم فقط بل يسيئون لمصادرهم المعتمدة وهي الكتاب والسنة.
أيضا خواء دولنا الإسلامية من منهج الرسول الواضح والصريح... وكأن الدولة غير إسلامية بحيث لا تحرك هذه الإساءة لنبينا في قوادنا لا ساكنا ولا يمتعض منهم أحد وكأن الأمر لا يعنيهم فلا حول ولا قوة إلا بالله ... فلا عزة للدين وللرسول إلا بقوادنا إذا كانوا على نهج محمد عليه الصلاة والسلام.... وصراحة نحن لو نظرنا ودققنا بدون أن نجعل أحد أعظم من الله وبدون أي مجاملات فليس هناك دولة سياستها مكتسبة من الدين إنما الدولة لها سياسات خارجة عن الدين في مصير الشعب والأمة.... ويثبت هذا أنه لم يقم أي قائد عربي بتصرف سياسي حيال هذا الأمر...فالله ناصرك يا رسول الله.
ثم إن ما يفعله الغرب اليوم من صحف دنمركية ومؤلفين هولنديين واستهتار واستهانة بأعظم مبادئنا الدينية وبكل جرأة ووقاحة لهو مؤشر يخبرنا بأن العدو لا يضمر لنا أي هيبة أو احترام وهم بالفعل لا يضربون لنا أي حساب وهذا ما يحصل واقعا كما يشاهد الكل.
الحروب تقام على أمتنا دولة دولة ... وكأنه لا يستحق الحرب إلا المسلمين... ومع هذا ليس لنا دخل في الحرب الأمريكية ... بعد ذلك ليس غريبا أن تتجرأ علينا الصحف بعد أن تجرأت علينا الدبابات والمدافع ... ليس غريبا أن يتجرؤون على سمعتنا وقد تجرؤا على دماءنا وأعراض أمتنا في فلسطين والعراق وغيرها... هكذا ونظل ليس لنا القوة في أن نوقف الحرب وكأننا الكل يستحق ما يحدث له... بصراحة نحن لا نستحق الاحترام ما دامت أوضاعنا هكذا..
ومن يهن يسهل الهوان عليه ..... مالجرح بميت إيلام
اسألوا أنفسكم كيف نستحق الهيبة والاحترام ونحن نعيش هذا الواقع السيئ( أنا لا أحب التشاؤم ولكن لا بد من تشخيص القضية )
إن مما جعل الدنمركيين والهولنديين وغيرهم يتجرؤون علينا هو أنهم وجدوا الباب مفتوحا أمامهم من غيرهم.
أيضا أن أقول صراحة إن شخصية الأمة بها خلل كبير ... وهي تغالي في بعض ردود الأفعال وتتوجه توجها خطيرا في نصرة الرسول عليه الصلاة والسلام .
إن الرسول عليه الصلاة والسلام كان في بداية دعوته سرا بمكة ... لم يكن هناك دولة إسلامية إنما الرسول وجماعة قليلة معه يدعون سرا بتخطيط مرسوم ... كان يتعرض لأنواع الأذى والسب والشتم حتى أنهم في بعض الحالات قد يضعون سلا الجزور على ظهره... حتى في بعض الروايات أنهم ضربوه وعذبوا المسلمين كلهم ... لم يكن يضيع الوقت على نفسه لأن أوضاعهم لا تسمح بأن يضيعوا وقتهم بانفعالات عاطفية مؤقتة لا تفيد ولا تسمن ولا تغني من جوع.
واليوم أمتنا تشجب وتندب وتغضب من أجل نبيها ولا تغضب من أجل التخلي عن منهجه وسنته وهديه بل إنها تعصيه جهارا نهارا ولا تندم ولا يؤنبها ضميرها... تغضب لذاته ولا تغضب من أجل تضييع المنهج الذي جاء به.
إنني أخاطبكم أنتم أيها المسلمين فالدنمرك وغيرهم لا يهمونني بقدر ما يهمني شأن المسلمين.
إنها فرصة أن نعيد مراجعتنا أنفسنا من جديد... إلى أي درجة أنا متمسك بهديه عليه الصلاة والسلام ... إنها فرصة أن نبدأ من عند أنفسنا لنعيد للأمة مكانتها كما كانت ... ليس بأن نندد ونتظاهر ونحرق الأعلام ... بل أن نعود إلى سنة من ندافع عنه ونتظاهر ونغضب من أجله نعود على هديه ... نعود على الكتاب المنزل عليه.
بصراحة إننا نكثر الكلام ونتحدث في كل وقت وحين عما لا نريد... كلامنا كثير في سب الدنمرك ولعنهم وسب أمريكا وشتم اليهود وحلفائهم من المنافقين... والقليل منا ونادرين جدّا من يتحدث عن واجبنا تجاه هذه الإساءة وهو أمر للأسف لا يكون له حيز في عقولنا.
ولو طلبنا من هؤلاء الذين يغلّبون الكلام على العمل لو طلبنا منهم القليل لنصرة هذا الدين ورسول رب العالمين بالطريقة الصحيحة والمنضبطة شرعا... لوجدنا التلكؤ والتقهقر والتراجع والتقهقر ... والتفنن في التهرب من مسؤولية العمل.
إننا نشبه الإعرابي الذي كان معه بعض الإبل فجاء اللصوص وسرقوا منه إبله فلم يقاومهم بشيء فلمّا ذهبوا وساروا بإبله ... شتم اللصوص ... ولعنهم فسأله أهله عندما رجع إليهم بدون الإبل ... ماذا فعلت ؟؟؟ قال أوسعتهم ضربا وساروا بالإبل
وإذا كان أكثر المسلمين أهل كلام وشجب واستنكار وقوم ينفعلون ولا يفعلون ويشجبون ولا يخططون أو يعملون فلا غرابة أن يأتي من يسيء للرسول عليه الصلاة والسلام.
ولسان حال الأعداء يقول :
قد ملأنا البر من أشلاءهم ...... فدعوهم يملئوا الدنيا كلاما
وهذه المأساة التي تعيشها الأمة الإسلامية ليست وليدة الرسوم المسيئة بل هي من قديم وهي تتوالى علينا حتى تدثرنا وتغطينا.
ينبغي أن نستدعي أهل العزائم والقادة المسلمين لإحياء القرآن وهدي النبي عليه الصلاة والسلام سلوكا وعملا وتطبيقا حتى نتخطى تلك الأعمال والانفعالات العشوائية التي لا ترعب كافرا ولا تنصر دينا ... ولا توقف مسيئا عند حدّه.
إننا بحاجة إلى أن تصنعوا من أنفسكم دعاة أخلاص وأن تكونوا علماء وقادة ربانيين ...
إننا بحاجة لمن يشخص لنا الأدواء التي تجثم علينا وأن يصف لنا الدواء بعد التشخيص ... إننا بحاجة إلى ذلك الطبيب الجراح الأمين الذي يبحث في جذور المرض وتشعباته... ويرفع إرهاق الخطر عن جسد هذه الأمة الجريحة بكل ثقة وتفان ... وقد قال نبينا عليه أفضل الصلاة والسلام (( ما أنزل الله من داء إلا وأنزل له شفاء ))
ولهذه يتوجب على من يريد الدفاع عن هذه الأمة ونبيها الكريم عليه الصلاة والسلام أن يتمسك بهديه وسمته وأن لا يعصيه ولا يخالفه وأن يجعل القرآن الكريم منهجه ومن يفعل غير ذلك فهو كمن يبحث عن الحقيقة في السراب... بعد ذلك نحن بحاجة لمن يضع بين أيدينا الحلول المثمرة ... بحاجة لمن يفكر تفكير جاد لتوظيف مشاكل الأمة بما يخدم مصلحتها وقد قيل رحلة العظيم تبدأ بفكرة ولكل عصر رجاله.
وعلينا يا أمة الإسلام أن نتنبه لأمور ونحن ندافع عن الرسول عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم.
إن ردود أفعال المسلمين على الرسوم المسيئة كانت بها من الخلل ما الله به عليم ... فهؤلا يحرقون سفارات وهؤلاء يحرقون أعلاما وهؤلاء يثورون ويسبون ويشتمون وهذا ليس من سلوكيات الإسلام بشيء... وهي ليست دفاعا عن النبي الكريم بقدر ما تكون إساءة إلى صورة الإسلام والمسلمين... إننا ندافع عن الرسول من منطلق القومية وليس من منطلق الدينية.
إن المنهج الصحيح هو بيان الحقائق الجلية عن نبي الإسلام عليه الصلاة والسلام ومن كان ؟ وكيف كان ؟ وماذا دعا إليه ؟ وهذا من ناحية البحث العلمي ... أما من ناحية العمل فنحن مقصرين في إتباعنا لمنهجه عليه الصلاة والسلام دعونا نعود لهديه لإغاظة الدنمارك وغيرها وهذا مما تحرقون به قلوبهم ويثخن فيهم ويعيد كيدهم في نحورهم وليس حرق السفارات والسلوكيات الهمجية التي لا تمت للإسلام بصلة بقدر ما تسيء إليه.
وقع الكثير منا في مسألة الدفاع في أغلاط وما أبرئ نفسي في وقت كانت آثار الهزيمة الداخلية ما تزال عالقة بالنفوس إزاء كل ما يثيره المستشرقون وغيرهم من أعداء الإسلام من هجمات عنيفة ومستمرة على الإسلام... والخطأ أن نجعل الأولوية للدفاع عن الرسول عليه الصلاة والسلام بل طاعته واتباع منهجه هي الأولوية الأولى علينا والأهم.
أهل الطائف وهم من وقفوا في طريقه وسلطوا صبيانهم وسفهائهم للإساءة للرسول وطرده ورميه بالحجارة حتى دميت قدميه وهذا أسوء ما واجه الرسول عليه الصلاة والسلام في حياته بشهادة منه عندما سألته عائشة عن أصعب موقف مر في حياته بعد موقف غزوة أحد فأجاب بأنه يوم رفضوه أهل الطائف وآذوه ورموه بالحجارة وانظروا ماذا فعل بعدما أساؤوا إليه هذه الإساءة الكبيرة لمشاعره النبيلة تأمل في ما ردّ عليهم به (( اللهم أهد قومي فإنهم لا يعلمون)).
محذور آخر : هو قيام بعض المؤسسات بقضية ((حماية)) النبي وحماية الإسلام.. وضع أكثر من خط تحت لفظة حماية ... واعتقد أننا في حاجة لحماية النبي لنا يوم القيامة بشفاعته.. وحماية الإسلام لنا من التيه والضياع... الإسلام لا يحتاج لحماية وإنما يحتاج لكشف حقائقه على الملأ والعالمين وحماية الإسلام تشبه الاحتكار الصريح.
حين نفعل مثل هذا وأمثاله وفيما نرى الكتّاب بحسن نية طبعا.. إننا في الحقيقة بفعلنا هذا لا نخدم الإسلام ونبينا الكريم عليه الصلاة والسلام ب ( حمايته ) فضلا عن كون الدفاع نفسه ليس تكليفا وليس واردا في نصوص قرآنية… وجعلناه من أولويات الدين وتناسينا التكاليف الشرعية الأخرى والواجبة علينا.
فنحن بفعلنا هذا نلقي الغبش على حقيقة النبي وما يدعو إليه وندخل في الإسلام بوعي وبغير وعي ما ليس فيه وما هو بريء منه.
محذور آخر : نحذر أن يستدرجنا أعداءنا لمتابعتهم فيما يثيرونه من قضية لا يقصدون بها في الحقيقة إلا التلاعب بمشاعر المسلمين وبوعيهم وتيئيسهم عن أهدافهم التي يسعون لتحقيقها... وسبب إعادتهم لنشر الرسوم المسيئة هو ما رأوه من استجابة في أول ما رسموا الصور المسيئة له لأول مرة... إذا نسينا رسالتنا في الحياة وهو البيان بالقول وبالفعل للإسلام وللقيم والمبادئ التي دعا لها نبينا الكريم عليه الصلاة والسلام ... وتتبعنا القضايا التي يثيرونها باستمرار ولا يكفون عن إثارتها ولن يكفون عن إثارتها غدا وبعد غدا... المحذور هو أن يتشتت جهدنا بغير طائل... ونفقد الهدف الأصلي الذي من أجله خلقنا والذي من أجله بدأنا التفكير والبحث والكتابة إلى الناس وإفادتهم بما يجود على عقولنا من فكر.
وهذا هو الذي يقصده أعداءنا ويصرّون عليه ويضحكون منّا كلما استثارونا للعدو في متاهات الطريق ... والدخول في جدل عقيم معهم والذين يستميتون من أجل حرية التعبير ... فهم ما ابتغوا الحق ولا بحثوا عنه ولن تنطفئ أحقادهم ... فهم أولا وآخرا يكرهون الإسلام ونبينا عليه الصلاة والسلام وهم بعد ذلك مستعبدين لأهوائهم(( فذرهم وما يفترون ))
المحذور الأخير : أن تستدرجنا قضية البحث العلمي فتنسينا جهد التربية المطلوب لإقامة المجتمع الإسلامي الذي نطمح له... ونحن نظن طالما نحن مشغولون بالتفكير أننا نؤدي كل الواجب المطلوب منّا... إنه لا بأس أن يتهيأ لذلك الأمر فريق من الباحثين المهيئين بطبيعتهم للبحث العقلي أكثر مما هم مهيئون للحركة والاتصال بالناس والقيام بعملية التربية ... أما أن تنصرف إلى ذلك جماعة بأكملها فهذا هو المحذور ... لأنه يقتل الحركة الإسلامية في النهاية ويضيق القاعدة بمقدار ما يضيفه من البحوث العليمة الكثيرة... فالعمل طريق النجاح.
سبحانك اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما برحمتك يا أرحم الراحمين.
تحياتي لكم : صريح وفقير