كتاب: (الشريعة) للآجري ... وقفات وتنبيهات
ما من طالب علم إلا ويعلم ما لهذا الكتاب من فضل ومكانة سمية لبيان المنهج القويم والاعتقاد السليم، لما فيه من توضيح اعتقاد الفرقة الناجية والرد على الفرق الزائغة؛ لذا نذكر بعض الفوائد منه راجينا من الله العون والسداد فهو الموفِّق وعليه التكلان:
1- أحق ما ابتدأت به الكلام: الحمد لله مولانا الكريم، وأجل الحمد ما حمد به الكريم نفسه، فأنا أحمده به: {الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين} [سورة: الفاتحة] ، و {الحمد لله الذي له ما في السماوات وما في الأرض، وله الحمد في الآخرة، وهو الحكيم الخبير، يعلم ما يلج في الأرض، وما يخرج منها، وما ينزل من السماء، وما يعرج فيها، وهو الرحيم الغفور} [سورة: سبأ، آية رقم: 2] ، و {الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض وجعل الظلمات والنور، ثم الذين كفروا بربهم يعدلون} [سورة: الأنعام، آية رقم: 1] ، و {الحمد لله الذي لم يتخذ ولدًا، ولم يكن له شريك في الملك، ولم يكن له ولي من الذل، وكبره تكبيرًا} [سورة: الإسراء، آية رقم: 111] ، أحمده شكرًا لما تفضل به علينا من نعمه الدائمة، وأياديه القديمة، حمد من يعلم أن مولاه الكريم يحب الحمد، فله الحمد على كل حال، وصلى الله على البشير النذير السراج المنير، سيد ولد آدم عليه السلام، المذكور نعته في التوراة والإنجيل، الخاتم لجميع الأنبياء، ذلك محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله الطيبين، وعلى أصحابه المنتخبين - أي المختارين -، وعلى أزواجه أمهات المؤمنين، يرزقنا الله وإياكم التمسك بطاعته، وبطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم، وبما كان عليه صحابته والتابعون لهم بإحسان، وبما كان عليه الأئمة من علماء المسلمين، وعصمنا وإياكم من الأهواء المضلة، إنه سميع قريب.(15 - 16).