تقديم الخبر بين القرآن الكريم والشعر
تقديم الخبر بين القرآن الكريم والشعر
تقوم اللغة على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ، والإنسان يتحدث بمستويات متعددة وبلغات متعددة تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس ليكون بعيدا عن اللبس والتناقض وهو غاية كل لغة من لغات العالم ،كما هو الحال في تقديم الخبرعدولا عن الأصل بحسب الأهمية المعنوية في قوله :"ولكم فيها جمال حين تريحون وحين تسرحون"والأصل بحسب الأهمية المعنوية هو"جمال فيها لكم"ولكن تقدم الخبربحسب الأهمية المعنوية وتأخر المبتدأ"جمال" من أجل أن يلتقي بقوله "حين تريحون وحين تسرحون"لأن الجمال يظهر في هذه الأوقات ،وهو في وقت الرواح أظهر منه في وقت السرح ،ولهذا تقدم وقت الرواح على وقت السرح ليتصل بالجمال بحسب الأهمية المعنوية .
وقال طرفة بن العبد:لخولة أطلال ببرقة ثهمد //تلوح كباقي الوشم في ظاهر اليد
تقدم الخبربحسب الأهمية المعنوية وتأخر المبتدأ لأن الأطلال هي التي ببرقة ثهمد وليست خولة ،وهي كذلك التي تلوح كباقي الوشم في ظاهر اليد وليست خولة ،ومن هنا تقدم الخبر وتأخر المبتدأ ليتصل بصفته الطويلة
ومثل ذلك قول زهير بن أبي سلمى:أمن أم أوفى دمنة لم تكلم//بحومانة الدراج فالمتثلم
تقدم الخبر بحسب الأهمية المعنوية وتأخر الخبر لأن الدمنة هي التي لا تتكلم ،وهي التي بحومانة الدراج ،وليست أم أوفى .
فالقرآن الكريم كلام الله أنزله على نبيه العربي وخاطب به العرب ويحمل خصائص اللغة العربية.
وبهذا يتضح أن اللغة تقوم على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ، وأن الإنسان يتحدث بمستويات تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس ،وأن الإنسان يتحدث بحسب الأهمية المعنوية في الأصل وفي العدول عن الأصل .
رد: تقديم الخبر بين القرآن الكريم والشعر
رد: تقديم الخبر بين القرآن الكريم والشعر