تعريف الأحباب بنقاشات الأصحاب
من المعلوم للقاصي والداني أن الصحابة رضي الله عنهم ضربوا لنا أروع وأجمل وأبهى الأمثلة في كل شيء ، في التضحية والامتثال والقدوة والبذل والعطاء ، كذا الخلاف فنجدهم في خلافاتهم وقَّافين عند حدود الله ، رجَّاعين للحق والصواب ، لذا آثرت أن أذكر بعض الآثار التي تجمع في طياتها مجموعة من النقاشات التي دارت بين بعض الأصحاب ، لنرى كيف كانوا يتعاملون عند الخلاف ، وكيف يرجع الواحد منهم للحق إذا تبين له ، فرضي الله عنهم وعن من سار على نهجم إلى يوم أن يرث الله الأرض من عليها ، فنقول ، والله المستعان وعلي التكلان :
1 - عَن أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ عُمَرَ مَرَّ بِحَسَّانَ وَهُوَ يُنْشِدُ الشِّعْرَ فِي الْمَسْجِدِ ، فَلَحَظَ إِلَيْهِ فَقَالَ : (قَدْ كُنْتُ أُنْشِدُ ، وَفِيهِ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنْكَ) ، ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَى أَبِي هُرَيْرَةَ ، فَقَالَ : (أَنْشُدُكَ اللَّهَ أَسَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : (أَجِبْ عَنِّي اللَّهُمَّ أَيِّدْهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ) ، قَالَ : (اللَّهُمَّ نَعَمْ) . مسلم (2485) .
زاد أحمد (21939) في روايته : (قَالَ : فَانْصَرَفَ عُمَرُ وَهُوَ يَعْرِفُ أَنَّهُ يُرِيدُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) .
رد: تعريف الأحباب بنقاشات الأصحاب
2 - عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ : كَانَ حَسَّانٌ مِمَّنْ كَثَّرَ عَلَى عَائِشَةَ - رضي الله عنها - فَسَبَبْتُهُ ، فَقَالَتْ : يَا ابْنَ أُخْتِي دَعْهُ ، فَإِنَّهُ كَانَ يُنَافِحُ عَنْ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم . البخاري (3338) ومسلم (2487) .
(مِمَّنْ كَثَّرَ عَلَى عَائِشَةَ) ، أي ممن أكثر من الكلام عليها في حادثة الإفك ، فغلَّبت رضي الله عنها الفضل الذي ذكره له النبي صلى الله عليه وسلم ، على حقها .
رد: تعريف الأحباب بنقاشات الأصحاب
جزاك الله خيرا ابا البراء
كان الصحابه من ابر الناس طباعا
وافقهها عقولا
وارحمها قلوبا
وازكاها نفوسا
رضى الله عنهم
رد: تعريف الأحباب بنقاشات الأصحاب
موضوع جميل ونافع بارك الله فيك
رد: تعريف الأحباب بنقاشات الأصحاب
بارك الله فيكم ، ابن الصديق ، أبا يوسف محمد بن طه
رد: تعريف الأحباب بنقاشات الأصحاب
3 - عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه قَالَ: (كُنْتُ فِي مَجْلِسٍ مِنْ مَجَالِسِ الْأَنْصَارِ ، إِذْ جَاءَ أَبُو مُوسَى رضي الله عنه كَأَنَّهُ مَذْعُورٌ) ، (حَتَّى وَقَفَ فَقَالَ:) ، (يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ ، أَلَسْتُمْ أَعْلَمَ النَّاسِ بِحَدِيثِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟) ، (أَنْشُدُكُمْ اللهَ , هَلْ سَمِعَ أَحَدٌ مِنْكُمْ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " الِاسْتِئْذَانُ ثَلَاثٌ ، فَإِنْ أُذِنَ لَكَ وَإِلَّا فَارْجِعْ) ، فَقَالَ أُبَيٌّ : وَمَا ذَاكَ ؟ ، فَقَالَ : اسْتَأذَنْتُ عَلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه أَمْسِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ، فَلَمْ يُؤْذَنْ لِي ، فَرَجَعْتُ ، ثُمَّ جِئْتُهُ الْيَوْمَ فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ ، فَأَخْبَرْتُهُ أَنِّي جِئْتُ أَمْسِ ، فَسَلَّمْتُ ثَلَاثًا ثُمَّ انْصَرَفْتُ , قَالَ: قَدْ سَمِعْنَاكَ ، وَنَحْنُ حِينَئِذٍ عَلَى شُغْلٍ ، فَلَوْمَا اسْتَأذَنْتَ حَتَّى يُؤْذَنَ لَكَ ، فَقُلْتُ لَهُ : اسْتَأذَنْتُ كَمَا سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم) ، (يَقُولُ : إِذَا اسْتَأذَنَ أَحَدُكُمْ ثَلَاثًا فَلَمْ يُؤْذَنْ لَهُ ، فَلْيَرْجِعْ) ، (فَقَالَ عُمَرُ : فَوَاللهِ لَأُوجِعَنَّ ظَهْرَكَ وَبَطْنَكَ ، أَوْ لَتَأتِيَنَّ بِمَنْ يَشْهَدُ لَكَ عَلَى هَذَا) ، (أَمِنْكُمْ أَحَدٌ سَمِعَهُ مِنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم؟) ، (قَالَ أَبُو سَعِيدٍ : فَجَعَلُوا يَضْحَكُونَ ، فَقُلْتُ : أَتَاكُمْ أَخُوكُمْ الْمُسْلِمُ قَدْ أُفْزِعَ ، وَتَضْحَكُونَ ؟ ، انْطَلِقْ ، فَأَنَا شَرِيكُكَ فِي هَذِهِ الْعُقُوبَةِ) ، (فَقُمْتُ مَعَهُ ، فَأَخْبَرْتُ عُمَرَ) ، (أَنَّا خَرَجْنَا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يُرِيدُ سَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ ، حَتَّى أَتَاهُ ، فَسَلَّمَ فَلَمْ يُؤْذَنْ لَهُ ، ثُمَّ سَلَّمَ الثَّانِيَةَ ، ثُمَّ الثَّالِثَةَ ، فَلَمْ يُؤْذَنْ لَهُ ، فَقَالَ : قَضَيْنَا مَا عَلَيْنَا ، ثُمَّ رَجَعَ ، فَأَدْرَكَهُ سَعْدٌ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ، وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ ، مَا سَلَّمْتَ مِنْ مَرَّةٍ إِلَّا وَأَنَا أَسْمَعُ وَأَرُدُّ عَلَيْكَ ، وَلَكِنْ أَحْبَبْتُ أَنْ تُكْثِرَ مِنَ السَّلَامِ عَلَيَّ وَعَلَى أَهْلِ بَيْتِي) ، (فَقَالَ عُمَرُ : أَخَفِيَ هَذَا عَلَيَّ مِنْ أَمْرِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟) ، (أَلْهَانِي عَنْهُ الصَّفْقُ بِالْأَسْوَاقِ) ، وفي رواية : (قَالَ عُمَرُ : إِنْ وَجَدَ بَيِّنَةً تَجِدُوهُ عِنْدَ الْمِنْبَرِ عَشِيَّةً , وَإِنْ لَمْ يَجِدْ بَيِّنَةً ، فَلَمْ تَجِدُوهُ ، فَلَمَّا أَنْ جَاءَ بِالْعَشِيِّ وَجَدُوهُ ، فَقَالَ : يَا أَبَا مُوسَى مَا تَقُولُ ؟ ، أَقَدْ وَجَدْتَ ؟ ، قَالَ : نَعَمْ ، أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ) ، (فقَالَ : عَدْلٌ ، قَالَ : يَا أَبَا الْمُنْذِرِ) ، (مَا يَقُولُ هَذَا ؟ ، قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ ذَلِكَ) ، (فلَا تَكُنْ يَا ابْنَ الْخَطَّابِ عَذَابًا عَلَى أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم) ، (فَقَالَ عُمَرُ : سُبْحَانَ اللهِ) ، (لَا أَكُونُ عَذَابًا عَلَى أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم) ، (إِنَّمَا سَمِعْتُ شَيْئًا فَأَحْبَبْتُ أَنْ أَتَثَبَّتَ) ، (فَقَالَ أَبُو مُوسَى : وَاللهِ إِنْ كُنْتُ لَأَمِينًا عَلَى حَدِيثِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم) ، (فَقَالَ عُمَرُ لِأَبِي مُوسَى : إِنِّي لَمْ أَتَّهِمْكَ ، وَلَكِنَّ الْحَدِيثَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم شَدِيدٌ) ، (فَخَشِيتُ أَنْ يَتَقَوَّلَ النَّاسُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ) ، (فَأَحْبَبْتُ أَنْ أَسْتَثْبِتَ) . انظر الجامع الصحيح للسنن والمسانيد (12 / 52) والحديث عند البخاري (5891) ، ومسلم ((2153) ، وأبي داود (5181) ، والترمذي (2690) ، وغيرهم .
رد: تعريف الأحباب بنقاشات الأصحاب
)4 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ : أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ : (تَوَضَّؤوا مِمَّا غَيَّرَتْ النَّارُ) ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : أَتَوَضَّأُ مِنْ الْحَمِيمِ ؟ فَقَالَ لَهُ : يَا ابْنَ أَخِي ، إِذَا سَمِعْتَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حَدِيثًا ، فَلَا تَضْرِبْ لَهُ الْأَمْثَالَ . الترمذي (79) ، وابن ماجة (485) ، وحسنه الألباني .
تأمل كيف ردَّ أبو هريرة على اعتراض ابن عباس ، بل تأمل كيف قَبِل ابن عباس دون اعتراض حيث أعلمه أن النبي صلى الله عليه وسلم فعله .
تنبيه : وهذا الحكم في الوضوء مما مست النار منسوخ عدا الوضوء من لحم الإبل على الراجح وليس هذا موضع تفصيله .
رد: تعريف الأحباب بنقاشات الأصحاب
5 - عَنْ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ قَالَ : كَادَ الْخَيِّرَانِ أَنْ يَهْلِكَا أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا رَفَعَا أَصْوَاتَهُمَا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ قَدِمَ عَلَيْهِ رَكْبُ بَنِي تَمِيمٍ فَأَشَارَ أَحَدُهُمَا بِالْأَقْرَعِ بْنِ حَابِسٍ أَخِي بَنِي مُجَاشِعٍ وَأَشَارَ الْآخَرُ بِرَجُلٍ آخَرَ ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ لِعُمَرَ : مَا أَرَدْتَ إِلَّا خِلَافِي ، قَالَ : مَا أَرَدْتُ خِلَافَكَ فَارْتَفَعَتْ أَصْوَاتُهُمَا فِي ذَلِكَ فَأَنْزَلَ اللَّهُ { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ } الْآيَةَ قَالَ ابْنُ الزُّبَيْرِ : فَمَا كَانَ عُمَرُ يُسْمِعُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَ هَذِهِ الْآيَةِ حَتَّى يَسْتَفْهِمَهُ وَلَمْ يَذْكُرْ ذَلِكَ عَنْ أَبِيهِ يَعْنِي أَبَا بَكْرٍ . البخاري (4845) .
تأمل على الرغم من اختلاف رأيهما إلا أنه لم يعلم بينهما شقاق .
رد: تعريف الأحباب بنقاشات الأصحاب
- عن أبي موسى - رضي الله عنه - قال : بلغنا مخرج النبي - صلى الله عليه وسلم - ونحن باليمن ، فخرجنا مهاجرين إليه أنا وأخوان لي ، أنا أصغرهم ، أحدهما أبو بردة ، والآخر أبو رهم - إما قال : بضع ، وإما قال : - في ثلاثة وخمسين ، أو اثنين وخمسين رجلًا من قومي ، فركبنا سفينةً ، فألقتنا سفينتنا إلى النجاشي بالحبشة ، فوافقنا جعفر بن أبي طالب ، فأقمنا معه حتى قدِمنا جميعًا ، فوافقنا النبي - صلى الله عليه وسلم - حين افتتح خيبر ، وكان أناس من الناس يقولون لنا - يعني لأهل السفينة - : سبقناكم بالهجرة ، ودخلت أسماء بنت عميس ، وهي ممن قدم معنا ، على حفصة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - زائرةً ، وقد كانت هاجرت إلى النجاشي فيمن هاجر، فدخل عمر على حفصة وأسماء عندها ، فقال عمر حين رأى أسماء : من هذه ؟ قالت : أسماء بنت عميس ، قال عمر : الحبشية هذه ، البحرية هذه ، قالت أسماء : نعم ، قال :سبقناكم بالهجرة ، فنحن أحق برسول الله - صلى الله عليه وسلم - منكم ،فغضبت وقالت : كلًاّ والله ، كنتم مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يطعم جائعكم ، ويعظ جاهلكم ، وكنا في دار أو في أرض البعداء البغضاء بالحبشة ، وذلك في الله ، وفي رسوله - صلى الله عليه وسلم - وايم الله ، لا أطعم طعامًا، ولا أشرب شرابًا حتى أذكر ما قلت لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - ونحن كنا نُؤذى ونخاف ، وسأذكر ذلك للنبي - صلى الله عليه وسلم - وأسأله، والله لا أكذب ، ولا أزيغ ، ولا أزيد عليه ، فلما جاء النبي - صلى الله عليه وسلم -قالت : يا نبي الله، إن عمر قال كذا وكذا ، قال : (فما قلت له ؟) ، قالت : قلت له كذا وكذا ، قال : (ليس بأحق بي منكم ، وله ولأصحابه هجرة واحدة ، ولكم أنتم - أهل السفينة - هجرتان) ، قالت : فلقد رأيت أبا موسى وأصحاب السفينة يأتوني أرسالًا ، يسألوني عن هذا الحديث ، ما من الدنيا شيء هم به أفرح ولا أعظم في أنفسهم مما قال لهم النبي - صلى الله عليه وسلم .
قال أبو بردة : قالت أسماء : فلقد رأيت أبا موسى وإنه ليستعيد هذا الحديث مني . البخاري (4230) ، ومسلم (2503) .
تأمل حرص أسماء بنت عميس رضي الله عنها في تحصيل الأجر والثواب ؛ وذلك من قولها لعمر عندما قال لها : (فنحن أحق برسول الله - صلى الله عليه وسلم - منكم) ،(فغضبت وقالت : كلًا والله ، كنتم مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يطعم جائعكم ، ويعظ جاهلكم، وكنا في دار أو في أرض البعداء البغضاء بالحبشة ، وذلك في الله وفي رسوله - صلى الله عليه وسلم - وايم الله ، لا أطعم طعامًا ، ولا أشرب شرابًا حتى أذكر ما قلت لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - ونحن كنا نؤذى ونخاف) .
رد: تعريف الأحباب بنقاشات الأصحاب
ما شاء الله ، تبارك الله ، موضوع جميل ، أكمل أبا البراء .
أولئك أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أبر هذه الأمة قلوبا ، وأعمقها علما وأقلها تكلفا ؛ قوم اختارهم الله لصحبة نبيه صلى الله عليه وسلم وإقامة دينه ، فاعرفوا لهم حقهم ، وتمسكوا بهديهم ، فإنهم كانوا على الهدى المستقيم .
رضي الله عنهم جميعا .
رد: تعريف الأحباب بنقاشات الأصحاب
رد: تعريف الأحباب بنقاشات الأصحاب
بارك الله فيك شيخنا أبا مالك ، والأخ الفاضل الخلوق أبو فراس وكملكم بالخير وبالجنة .
رد: تعريف الأحباب بنقاشات الأصحاب
رد: تعريف الأحباب بنقاشات الأصحاب
رد: تعريف الأحباب بنقاشات الأصحاب
بارك الله فيكم ،، واصلوا وصلكم الله بهداه .
رد: تعريف الأحباب بنقاشات الأصحاب
رد: تعريف الأحباب بنقاشات الأصحاب
7 - عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا وَبَعْضُ حَدِيثِهِمْ يُصَدِّقُ بَعْضًا حِينَ قَالَ لَهَا أَهْلُ الْإِفْكِ مَا قَالُوا فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلِيًّا وَأُسَامَةَ حِينَ اسْتَلْبَثَ الْوَحْيُ يَسْتَأْمِرُهُم َا فِي فِرَاقِ أَهْلِهِ ، فَأَمَّا أُسَامَةُ فَقَالَ : أَهْلُكَ وَلَا نَعْلَمُ إِلَّا خَيْرًا ، وَقَالَتْ بَرِيرَةُ : إِنْ رَأَيْتُ عَلَيْهَا أَمْرًا أَغْمِصُهُ أَكْثَرَ مِنْ أَنَّهَا جَارِيَةٌ حَدِيثَةُ السِّنِّ تَنَامُ عَنْ عَجِينِ أَهْلِهَا فَتَأْتِي الدَّاجِنُ فَتَأْكُلُهُ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ يَعْذِرُنَا فِي رَجُلٍ بَلَغَنِي أَذَاهُ فِي أَهْلِ بَيْتِي فَوَاللَّهِ مَا عَلِمْتُ مِنْ أَهْلِي إِلَّا خَيْرًا وَلَقَدْ ذَكَرُوا رَجُلًا مَا عَلِمْتُ عَلَيْهِ إِلَّا خَيْرًا . البخاري (2637) .
تأمل ورعهم وصدقهم ودقة التعبير وقول الحق : (فَأَمَّا أُسَامَةُ فَقَالَ : أَهْلُكَ وَلَا نَعْلَمُ إِلَّا خَيْرًا) ، وَقَالَتْ بَرِيرَةُ : ( إِنْ رَأَيْتُ عَلَيْهَا أَمْرًا أَغْمِصُهُ أَكْثَرَ مِنْ أَنَّهَا جَارِيَةٌ حَدِيثَةُ السِّنِّ تَنَامُ عَنْ عَجِينِ أَهْلِهَا فَتَأْتِي الدَّاجِنُ فَتَأْكُلُهُ) .
رد: تعريف الأحباب بنقاشات الأصحاب
- 8 - عَنْ عَائِذِ بْنِ عَمْرٍو أَنَّ أَبَا سُفْيَانَ أَتَى عَلَى سَلْمَانَ وَصُهَيْبٍ وَبِلَالٍ فِي نَفَرٍ فَقَالُوا : (وَاللَّهِ مَا أَخَذَتْ سُيُوفُ اللَّهِ مِنْ عُنُقِ عَدُوِّ اللَّهِ مَأْخَذَهَا) ، قَالَ : فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ : (أَتَقُولُونَ هَذَا لِشَيْخِ قُرَيْشٍ وَسَيِّدِهِمْ) ، فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَهُ ، فَقَالَ : يَا أَبَا بَكْرٍ لَعَلَّكَ أَغْضَبْتَهُمْ لَئِنْ كُنْتَ أَغْضَبْتَهُمْ لَقَدْ أَغْضَبْتَ رَبَّكَ ، فَأَتَاهُمْ أَبُو بَكْرٍ فَقَالَ : (يَا إِخْوَتَاهْ أَغْضَبْتُكُمْ) ، قَالُوا : لَا يَغْفِرُ اللَّهُ لَكَ يَا أَخِي . مسلم (1830) .
تأمل غيرتهم رضي الله عنهم على دين الله عز وجل ، حيث قالوا : (وَاللَّهِ مَا أَخَذَتْ سُيُوفُ اللَّهِ مِنْ عُنُقِ عَدُوِّ اللَّهِ مَأْخَذَهَا) .
بل تأمل هذا الموقف العظيم من أبي بكر ورجوعه للحق حيث قال : (يَا إِخْوَتَاهْ أَغْضَبْتُكُمْ).
بل تأمل قبولهم الاعتذار من أبي بكر بل والدعاء له : (قَالُوا : لَا يَغْفِرُ اللَّهُ لَكَ يَا أَخِي) .
رد: تعريف الأحباب بنقاشات الأصحاب
9 - عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ - رضي الله عنه - قَالَ : (أَسَرْنَا يَوْمَ بَدْرٍ مِنْ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ : الْعَبَّاسَ , وعَقِيلًا , وَنَوْفَلَ بْنَ الْحَارِثِ) ، ( فَقَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - لِأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ - رضي الله عنهما - فَقَالَ : مَا تَرَوْنَ فِي هَؤُلَاءِ الْأُسَارَى ؟ ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ : يَا نَبِيَّ اللهِ , هُمْ بَنُو الْعَمِّ وَالْعَشِيرَةِ ، أَرَى أَنْ تَأخُذَ مِنْهُمْ فِدْيَةً) ، (فَيَكُونُ مَا أَخَذْنَا مِنْهُمْ قُوَّةً لَنَا عَلَى الْكُفَّارِ ، وَعَسَى اللهُ أَنْ يَهْدِيَهُمْ لِلْإِسْلامِ , فَيَكُونُونَ لَنَا عَضُدًا) ، (فَقَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: (مَا تَرَى يَا ابْنَ الْخَطَّابِ؟) ، فَقَالَ : لَا وَاللهِ يَا رَسُولَ اللهِ ، مَا أَرَى الَّذِي رَأَى أَبُو بَكْرٍ ، وَلَكِنِّي أَرَى أَنْ تُمَكِّنَّا فَنَضْرِبَ أَعْنَاقَهُمْ ، فَتُمَكِّنَ عَلِيًّا مِنْ عَقِيلٍ ، فَيَضْرِبَ عُنُقَهُ ، وَتُمَكِّنِّي مِنْ فُلَانٍ - نَسِيبًا لِعُمَرَ - فَأَضْرِبَ عُنُقَهُ) ، (حَتَّى يَعْلَمَ اللهُ أَنَّهُ لَيْسَتْ فِي قُلُوبِنَا هَوَادَةٌ لِلْمُشْرِكِينَ ، فَإنَّ هَؤُلَاءِ صَنَادِيدُهُمْ وَأَئِمَّتُهُمْ وَقَادَتُهُمْ) ، فَهَوِيَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - مَا قَالَ أَبُو بَكْرٍ ، وَلَمْ يَهْوَ مَا قَالَ عُمَرُ ، فَأَخَذَ مِنْهُمْ الْفِدَاءَ ) ، (قَالَ عُمَرُ : فَلَمَّا كَانَ مِنْ الْغَدِ جِئْتُ فَإِذَا رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - وَأَبُو بَكْرٍ قَاعِدَيْنِ يَبْكِيَانِ ، فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ ، أَخْبِرْنِي مِنْ أَيِّ شَيْءٍ تَبْكِي أَنْتَ وَصَاحِبُكَ ؟ ، فَإِنْ وَجَدْتُ بُكَاءً بَكَيْتُ وَإِنْ لَمْ أَجِدْ بُكَاءً ، تَبَاكَيْتُ لِبُكَائِكُمَا ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : ( أَبْكِي لِلَّذِي عَرَضَ عَلَيَّ أَصْحَابُكَ مِنْ أَخْذِهِمُ الْفِدَاءَ , لَقَدْ عُرِضَ عَلَيَّ عَذَابُهُمْ أَدْنَى مِنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ - شَجَرَةٍ قَرِيبَةٍ مِنْ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - -) ، (وَأَنْزَلَ اللهُ - عز وجل -: {مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ ، تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللهُ يُرِيدُ الْآَخِرَةَ وَاللهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ، لَوْلَا كِتَابٌ مِنَ اللهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} ، أَيْ: مِنْ الْفِدَاءِ) . مسلم (1763) ، وأحمد (948) ، وانظر الجامع الصحيح للسنن والمسانيد (15/ 328) .
تأمل على الرغم من أن عمر كان يرى خلاف ما كان يراه النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر ، إلا أنه لما وجدهم يبكون بكى معهم ، ولما عَلِمَ بصحة كلامه لم يعاتبهم .