" حكم التفرغ للرقية واتخاذها مهنة " الشيخ ناصر العقل
" حكم التفرغ للرقية واتخاذها مهنة "
الشيخ ناصر العقل ـ أستاذ العقيدة والمذاهب المعاصرة في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ـ
السؤال :
ما حكم التفرغ للرقية واتخاذها مهنة من قبل بعض المنتسبين للعلم أو غيرهم، وهل هذا مأثور عن أئمة السلف؟
الجواب :
الأصل في الرقية أنها مشروعة، وهي نوع من الدعاء الذي أمرنا به، وهو جزء من العبادة.
وأيضاً الأصل في الرقية أن تكون من كتاب الله عز وجل، أو مما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم من الألفاظ الثابتة،
أو ما يشبه ذلك من الأدعية الصحيحة السليمة، التي ليس فيها شرك، وليس فيها بدع، وليس فيها ظلم أو عدوان، وليس فيها ألغاز أو استعانة بغير الله عز وجل، كالاستعانة بالجن ونحو ذلك.
أما مسألة التفرغ للرقية من قبل طالب العلم، بحيث يجعل مهنته رقية للناس، سواء كان ذلك بأجر أو بغير أجر، فلم يرد عن السلف أن أحداً منهم تفرغ من أجل الرقية،
بل كانوا يرقون أنفسهم ويرقون غيرهم، ويقرون من يرقي غيره،
لكن لا على سبيل جعل الرقية مهنة يتفرغ لها الإنسان،
وما يفعله كثير من طلاب العلم هذا فيه نوع من تجاوز الأصل الشرعي،
ويستتبع ذلك وضع مكان ثابت يجتمع فيها حشد كبير من الرجال، أو حشد من النساء،
ويقرأ عليهم قراءة جماعية بشكل يومي منتظم، وحدد لذلك أجوراً معينة،
وتباع من خلال هذا الأمر أنواع من الأدوية والمياه بأكثر من قيمتها الحقيقية إلى غير ذلك من الوسائل التي في التوسع فيها نظر،
ولذلك أقول: إن هذه الظاهرة إذا زادت ربما تتأصل وتكون من البدع التي يصعب علاجها فيما بعد.
أما كون الإنسان يحتسب الرقية ويرقى الناس ويفيدهم فهذا لا حرج فيه،
لكن أن يجعل ذلك مهنة فهذا فيه نوع من التجاوز ولا بد من التنبيه على ذلك.
قد يرد إشكال وهو أن الناس بحاجة إلى الرقية الشرعية، والدليل على هذا أنه ما من راق يشتهر إلا ويتكدس عليه الناس بالعشرات والمئات والآلاف،
نقول: هذا حق، لكن كلما زاد الناس من التعلق بهذا الأمر وضع الله عز وجل عليهم من الآصار والأغلال ما يجعلهم أيضاً يزيدون أكثر؛
لأنهم يلجئون إلى غير الله عز وجل فيكلهم الله إلى عباده،
والذي ينبغي أن يعوّد الناس كيف يحمون أنفسهم بالأوراد الشرعية،
وبالتزام الطاعة وأعمال البر، والمواظبة على الذكر والاستغفار وغير ذلك من المحصنات الشرعية التي بإذن الله تقي الناس من كثير من الأمراض والأوهام، التي تسبب لهم اللجوء إلى الرقاة، هذا شيء.
الشيء الآخر: أن الناس لو عودوا أن يرقوا أنفسهم أو يرقيهم أمثالهم والأقربون منهم من الجيران وجماعة المسجد ونحوه؛ لكان هذا أولى، ولما ظهرت هذه الظواهر التي أصبحت الآن من الظواهر التي دخلت من خلالها بعض البدع، والله أعلم.
"
شرح الطحاوية لناصر العقل (96/ 8) "
رد: " حكم التفرغ للرقية واتخاذها مهنة " الشيخ ناصر العقل
رد: " حكم التفرغ للرقية واتخاذها مهنة " الشيخ ناصر العقل
نفع الله بكم واثابكم ..... بورك قيكم
رد: " حكم التفرغ للرقية واتخاذها مهنة " الشيخ ناصر العقل
رد: " حكم التفرغ للرقية واتخاذها مهنة " الشيخ ناصر العقل
بارك الله في الكاتب والناقل.
لكن المشكلة عويصة بحق، والوعي يكاد يكون معدومًا في عالم المسلمين الآن!
ومن المسلمين الآن من يذهب إلى الكنائس للتداوي، ولا حول ولا قوة إلا بالله!
رد: " حكم التفرغ للرقية واتخاذها مهنة " الشيخ ناصر العقل
إن حق لنا القول ، فإنها أوساط يكثر فيها الجهل والغوغاء .
رد: " حكم التفرغ للرقية واتخاذها مهنة " الشيخ ناصر العقل
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو البراء محمد علاوة
أحسن الله إليكم
وإليك أحسن الله أخي الكريم .
رد: " حكم التفرغ للرقية واتخاذها مهنة " الشيخ ناصر العقل
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رضا الحملاوي
جزاكم الله خيرا
وجزاك الله خيرا أخي رضا الحملاوي ...
رد: " حكم التفرغ للرقية واتخاذها مهنة " الشيخ ناصر العقل
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة غزوان الحيالي ابو يوسف
نفع الله بكم واثابكم ..... بورك قيكم
ولك بمثله ...
وجزاك الله خيرا ...
رد: " حكم التفرغ للرقية واتخاذها مهنة " الشيخ ناصر العقل
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبوعاصم أحمد بلحة
بارك الله في الكاتب والناقل.
لكن المشكلة عويصة بحق، والوعي يكاد يكون معدومًا في عالم المسلمين الآن!
ومن المسلمين الآن من يذهب إلى الكنائس للتداوي، ولا حول ولا قوة إلا بالله!
أخي الفاضل إن موضوع الرقية موضوع خطير جدا وخصوصا في عصرنا هذا .
فلقد هدمت عقائد الكثير من المسلمين وانتهكت أعراضهم واستنزفت أموالهم بالباطل وذلك عن طريق التوسع في العلاج بما يلصق بالرقية وهو ليس منها .
وما عليك إلا أن تسأل عن عدد المؤذنين وخدام المساجد أو أئمة الصلوات والخطباء في المساجد الذين تصدروا للرقية والعلاج بالأعشاب .
فضلا عن غيرهم ممن فتحوا العيادات في بيوتهم أو في الأسواق وأعلنوا عن أنفسهم ... وكلهم شعاره ( الرقية الشرعية على الكتاب والسنة والطب النبوي )
ثم انظر عدد المنتديات والمواقع على الشبكة العنكبوتية ومعظمها شعارها ( الرقية الشرعية من الكتاب والسنة وبفهم سلف الأمة ) .
ثم ما عليك إلا أن تطلع على مواضيعها بعد أن تمتلك الحق وتعرف الأصل في هذه المسألة .
فستتجلى لك الخرافات والبدع والمخالفات والخوض في علم الغيب والقول على الله بغير علم سوى : جربناه وثبت نفعه ! .
فأصبح الجن يقتل بالحلتيت ! والملح ! بل بالتفاح والحليب والسمك !! ( وهذه حقيقة ابتدعها أحد المخرفين ) .
وواحدة من الطوام في هذه المواقع هي جعلهم العلاقة بين المعالج الذي يُسمى بغير اسمه ( شيخ ) وبين المريض علاقة سرية .
فلا يطلع أحد من الأعضاء على ما يدور بينه وبين المريض الذي في المعظم يكون امرأة !!.
وكل ذلك يحصل ممن يدعون أنهم على الكتاب والسنة !!!
...
هناك تقصير عظيم من طلاب العلم المحققين في دراسة هذا الموضوع الخطير .
فما أكثر من يتصدى من الطلبة لمختلف العقائد والأفكار المنحرفة والضالة والبحث في مختلف المسائل الفقهية .
إلا أن موضوع الانحرافات في الرقية وعلاج أمراض السحر والمس والعين لم تعط الاهتمام المطلوب .
بالرغم من أنها مسائل خطيرة ضلت وأضلت ولا تزال تضل الكثير من المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها .
وكان أصحاب مهنة الرقية هم البلاء الذي ابتُليت به الأمة على كثرة ابتلاءاتها .
فالواجب على من يشعر بالمسئولية من طلاب العلم الاهتمام بالمسألة هذه دراسة وبحثا وردا على أهل البدع والأطماع الدنيئة الذين لا يدعون شبهة ولا تلبيسا إلا واستعملوه في الدفاع عن مهنتهم الغالية التي يعتاشون بها .
فإن عجزوا عن ذلك ظهر منهم ما لا يخطر ببال .
ولكن كما قيل فإن الذي يتصدر للرقية لا يكاد يفلت من إما .
فتنة المال أو النساء أو الشهرة أو العجب و سوء الأخلاق ملازم لهم إلا من رحم الله وقليل ما هم .
والله المستعان .
رد: " حكم التفرغ للرقية واتخاذها مهنة " الشيخ ناصر العقل
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو البراء محمد علاوة
إن حق لنا القول ، فإنها أوساط يكثر فيها الجهل والغوغاء .
أحسنت أخي ... بارك الله فيك ..
جهل أصحاب مهنة الرقية هو الآفة الرئيسية .
ثم الطمع فيما في أيدي الناس .
فأصبحت مهنة الراقي والمعالج هي مهنة كل من لا مهنة له !! .
وربما أشبهها بمهنة المتسول .
فلا يحتاج المتسول لشيء سوى الإعلان عن نفسه بالطرق المعروفة للمتسولين ...
ثم يقلد غيره بالطرق الملتوية للحصول على المال ! .
ولقد أصبحنا نرى من يقول منهم : " وأنى للعالم الفلاني أن يتكلم عن الرقية ويقول هذه لا تجوز وهذه لا تجوز . وهذه خرافات ... هل هو من أهل الرقية لكي يفتي فيها !!!."
وكأن الرقية كمهنة الحدادة والنجارة !!! ...
رد: " حكم التفرغ للرقية واتخاذها مهنة " الشيخ ناصر العقل
لم يثبت لم يرد .... لم يُعرف أحد من السلف امتهان الرقية .... والنتيجة بدعة، كعادتكم في كثرة التبديع، أين دليلكم على النفي وتلكم التبديعات الكثيرة ... ؟
وجود المتسترين والجهال من الرقاة لا يعني أنها بدعة ، لأن الدجالين قد أفسدوا الكثير من صفاء الإسلام ....
وأما إن كنتم تبحثون عن الدليل على شهرة جماعات من السلف بالرقاة فخذو ا بعضها :
الدليل الرابع : ومنهم أبو مذكر الراقي الأنصاري رضي الله عنه حيث كان يرقي من العقرب واللدغ مشهورا ب " الراقي ": قال ابن حجر في الصحابة من ترجمة أبي مذكر الراقي: له ذكر في حديث ضعيف، أخرجه الترمذي الحكيم في «نوادر الأصول» في الأصل الثالث والثمانين، من طريق العرزمي أحد الضعفاء عن أبي الزبير عن جابر قال: كان بالمدينة رجل يكنى أبا مذكر يرقى من العقرب، فينفع اللَّه بذلك، فقال النبي صلى اللَّه عليه وسلّم: «يا أبا مذكر، ما رقيتك هذه؟ أعرضها عليّ» فقال: شجنة قرنية ملحة بحر قفطا، فقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: لا بأس بهذا ».
قال الحكيم في نوادر الأصول (ر529) نا عبد الأعلى بن واصل الأسدي نا أبو نعيم النخعي عن قطن بن خليفة العزرمي عن أبي الزبير عن جابر قال: كان بالمدينة رجل يكنى أبا مذكر يرقى من العقرب، ينفع اللَّه بها، فقال النبي صلى اللَّه عليه وسلّم: «يا أبا مذكر، ما رقيتك هذه؟ أعرضها عليّ» فقال أبو مذكر: شجنة قرنية ملحة [بحر] قفطا أو لفطا، نطفا أو نقطا، ثقفا لا محقا، فقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: لا بأس بها، إنما هذه مواثيق أخذها سليمان بن داود على الهوام ».
قال الحكيم: فهذه رقية ذكر لنا أنها بلغة حمير، ثم أسند من طريق مغيرة عن إبراهيم عن الأسود قال: كلمات بالحميرية ".
وهذا إسناد حسن ، أبو نعيم إن كان هو الصغير فمختلف في توثيقه، وهو صدوق له أغلاط كما قال الحافظ ،
وأما الكبير فاسمه عبد الرحمن بن نعيم وهو صالح الحديث كما قال أبو حاتم ، ويظهر من كلام الحافظ أنه قد توبع ربما عند أبي نعيم في الطب من طريق ابن إسحاق ، لأن الحافظ علل الحديث بقطن بن خليفة وهو نفسه فطر بن خليفة، وقد وثقه أحمد ويحيى بن القطان وابن معين و النسائي و غيرهم، وقال عنه العجلي : حسن الحديث "، وقد سمعه أبو الزبير من جابر كما سيأتي :
وقد خرجه أبو نعيم في الطب من طريق ابن إسحاق بمتابعة أبي نعيم النخعي ، فقد ذكره الصالحي في سبيل الهدى (12/79) وقال:" قال ابن إسحاق: زادني رجل في هذه الرقية: شجنة قرنية ملحة بحر قفطا وقطيفة موسى معها والمسيح يلبسها، ما لنا أن لا نتوكّل على الله، وقد هدانا سبلنا ولنصبرنّ على ما آذيتمونا وعلى الله فليتوكّل المتوكّلون "،
وقال محمد بن إسحاق: قرأت ما لا أحصي من هذه الرّقى: الرقية على العقرب، فوقعت لي فيه إن رجلا من الأنصار قال: أفي العقرب رقية؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من استطاع منكم أن ينفع أخاه فليفعل ».
ولهذا الحديث متابعات وشواهد أخرى ، وقد سمعه أبو الزبير من جابر :
الدليل الخامس : وفيه من الرقاة آل عمرو بن حزم رضي الله عنهم ، وأبو مذكر الراقي السابق : حيث كانوا يرقون من لدغ الهوام :
خرج حديثهم مسلم في الصحيح عن أبي الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله يقول: أرخص النبي صلى الله عليه وسلم في رقية الحية لبني عمرو "، قال أبو الزبير: وسمعت جابر بن عبد الله يقول: لدغت رجلا منا عقرب، ونحن جلوس مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رجل: يا رسول الله أرقي؟ قال: «من استطاع منكم أن ينفع أخاه فليفعل».
وهذا الرجل هو ابو مذكر الراقي كما بينته رواية الحكيم الترمذي السابقة ، وأما جزء آل عمرو فإن له متابعات أخرى أيضا : ....
رد: " حكم التفرغ للرقية واتخاذها مهنة " الشيخ ناصر العقل
......... دليل سادس : راق مبهم من اللدغ ، وما أراه إلا أبا مذكر الراقي رضي الله عنه :
خرج حديثه عبد الرزاق عن معمر عن الزهري قال : قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وهم يرقون برقى يخالطها الشرك ، فنهى عن الرقى، قال : فلدغ رجل من أصحابه لدغته الحية ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : « هل من راق يرقيه ؟ » فقال رجل إني كنت أرقي رقية ، فلما نهيت عن الرقى تركتها ، قال : « فاعرضها علي » ، فعرضتها عليه فلم ير بها بأسا ، فأمره فرقاه ".
رد: " حكم التفرغ للرقية واتخاذها مهنة " الشيخ ناصر العقل
الدليل التاسع : صحابي راق آخر مجهول الإسم، الله أعلم هل هو أبو مذكر الراقي، فإنه كان ممن يرقي من اللدغ : خرج البخاري (5737) عن ابن عباس: أن نفرا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم مروا بماء، فيهم لديغ أو سليم، فعرض لهم رجل من أهل الماء، فقال: هل فيكم من راق، إن في الماء رجلا لديغا أو سليما، فانطلق رجل منهم، فقرأ بفاتحة الكتاب على شاء، فبرأ، فجاء بالشاء إلى أصحابه، فكرهوا ذلك وقالوا: أخذت على كتاب الله أجرا، حتى قدموا المدينة، فقالوا: يا رسول الله، أخذ على كتاب الله أجرا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن أحق ما أخذتم عليه أجرا كتاب الله»
وفي قولهم :" هل فيكم من راق "، دليل واضح على اشتهار بعض الصحابة بالرقية ، ومما يؤيد ذلك :
الدليل العاشر: صحابي راق آخر من اللدغ ، الله أعلم إن كان أبا مذكر أو غيره: خرج حديثه النسائي والبخاري في الصحيح (5749) عن أبي سعيد أن رهطا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم انطلقوا في سفرة سافروها، حتى نزلوا بحي من أحياء العرب، فاستضافوهم فأبوا أن يضيفوهم، فلدغ سيد ذلك الحي، فسعوا له بكل شيء لا ينفعه شيء، فقال بعضهم: لو أتيتم هؤلاء الرهط الذين قد نزلوا بكم، لعله أن يكون عند بعضهم شيء، فأتوهم فقالوا: يا أيها الرهط، إن سيدنا لدغ، فسعينا له بكل شيء لا ينفعه شيء، فهل عند أحد منكم شيء؟ فقال بعضهم: نعم [أنا]، والله إني لراق، ولكن والله لقد استضفناكم فلم تضيفونا، فما أنا براق لكم حتى تجعلوا لنا جعلا، فصالحوهم على قطيع من الغنم، فانطلق فجعل يتفل ويقرأ: الحمد لله رب العالمين حتى لكأنما نشط من عقال، فانطلق يمشي ما به قلبة، قال: فأوفوهم جعلهم الذي صالحوهم عليه، فقال بعضهم: اقسموا، فقال الذي رقى: لا تفعلوا حتى نأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فنذكر له الذي كان، فننظر ما يأمرنا، فقدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكروا له، فقال: «وما يدريك أنها رقية؟ أصبتم، اقسموا واضربوا لي معكم بسهم»
. وخرجه مسلم (2201) عن أبي سعيد الخدري أن ناسا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا في سفر، فمروا بحي من أحياء العرب، فاستضافوهم فلم يضيفوهم، فقالوا لهم: هل فيكم راق؟ فإن سيد الحي لديغ أو مصاب، فقال رجل منهم: نعم، فأتاه فرقاه بفاتحة الكتاب، فبرأ الرجل، فأعطي قطيعا من غنم، فأبى أن يقبلها، وقال: حتى أذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له، فقال: يا رسول الله والله ما رقيت إلا بفاتحة الكتاب فتبسم وقال: «وما أدراك أنها رقية؟» ثم قال: «خذوا منهم، واضربوا لي بسهم معكم» .
وفي قوله :" نعم أنا، والله إني لراق "، لدليل صحيح قاطع، وبرهان ساطع على شهرة هذا الصحابي رضي الله عنه بالرقية ، وفي عصر رسول الله، وعلى علم من الله، وبإقرار واضح من رسول الله ، وقد خاب من زعم أن اشتهار البعض بذلك بدعة ضلالة .
. واستباقا وحتى لا يشغب بعضهم طعنا في هذا الحديث المُخَرّج في الصحيحين ، وتعليلهم إياه بالاضطراب ، فأقول :
لقد ورد في بعض الأحاديث أن الراقي هو أبو سعيد الخدري ، وورد في الصحيحين أيضا، وفي قصة أخرى تشبهها أن الذي رقى كان شخصا آخر تقيا غير معروف بالرقية ، بخلاف الحديث السابق فإن الراقي كان معروفا بها : ..............
رد: " حكم التفرغ للرقية واتخاذها مهنة " الشيخ ناصر العقل
أخي الكريم عبد الودود
الشيخ حكم عليها أنها من البدع ومن وسائل دخول البدع ولاشك أن البدع من المحرمات لأنها ضلالات .
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المعيصفي
" حكم التفرغ للرقية واتخاذها مهنة "
الشيخ ناصر العقل ـ أستاذ العقيدة والمذاهب المعاصرة في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ـ
...
ولذلك أقول: إن هذه الظاهرة إذا زادت ربما تتأصل وتكون من البدع التي يصعب علاجها فيما بعد.
...
الشيء الآخر: أن الناس لو عودوا أن يرقوا أنفسهم أو يرقيهم أمثالهم والأقربون منهم من الجيران وجماعة المسجد ونحوه؛ لكان هذا أولى، ولما ظهرت هذه الظواهر التي أصبحت الآن من الظواهر التي دخلت من خلالها بعض البدع، والله أعلم.