فلا عتبى على الفقهاء، وأهل الكلام!!
سير أعلام النبلاء ط الرسالة (2/ 601)
"أن أبا هريرة كان يقول: إني لأحدث أحاديث، لو تكلمت بها في زمن عمر، لشج رأسي.
قلت: هكذا هو كان عمر -رضي الله عنه- يقول: أقلوا الحديث عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
وزجر غير واحد من الصحابة عن بث الحديث، وهذا مذهب لعمر ولغيره.
فبالله عليك إذا كان الإكثار من الحديث في دولة عمر كانوا يمنعون منه مع صدقهم، وعدالتهم، وعدم الأسانيد، بل هو غض لم يشب، فما ظنك بالإكثار من رواية الغرائب والمناكير في زماننا، مع طول الأسانيد، وكثرة الوهم والغلط، فبالحري أن نزجر القوم عنه، فيا ليتهم يقتصرون على رواية الغريب والضعيف، بل يروون -والله- الموضوعات، والأباطيل، والمستحيل في الأصول والفروع والملاحم والزهد - نسأل الله العافية -.
فمن روى ذلك مع علمه ببطلانه، وغر المؤمنين، فهذا ظالم لنفسه، جان على السنن والآثار، يستتاب من ذلك، فإن أناب وأقصر، وإلا فهو فاسق، كفى به إثما أن يحدث بكل ما سمع، وإن هو لم يعلم فليتورع، وليستعن بمن يعينه على تنقية مروياته- نسأل الله العافية - فلقد عم البلاء، وشملت الغفلة، ودخل الداخل على المحدثين الذين يركن إليهم المسلمون، فلا عتبى على الفقهاء، وأهل الكلام".
رد: فلا عتبى على الفقهاء، وأهل الكلام!!
قال البغوي: "اعلم أن الكذب على النبي صلى الله عليه وسلم أعظم أنواع الكذب بعد كذب الكافر على الله، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إن كذبا علي ليس ككذب على أحد، من كذب علي متعمدا، فليتبوأ مقعده من النار».ولذلك كره قوم من الصحابة والتابعين إكثار الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم خوفا من الزيادة والنقصان، والغلط فيه، حتى إن من التابعين من كان يهاب رفع المرفوع، فيوقفه على الصحابي، ويقول: الكذب عليه أهونمن الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومنهم من يسند الحديث حتى إذا بلغ به النبي صلى الله عليه وسلم، قال: قال، ولم يقل: رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومنهم من يقول: رفعه، ومنهم من يقول: رواية، ومنهم من يقول: يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم، وكل ذلك هيبة للحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وخوفا من الوعيد". "شرح السنة" (1/255-256).
رد: فلا عتبى على الفقهاء، وأهل الكلام!!
رد: فلا عتبى على الفقهاء، وأهل الكلام!!