رد: شرك القبوريين والوثنيين واحد
مِن أَوَل بِدَع الصوفية الشركيات كدعاء غير الله والاستغاثة بالأموات واعتقاد النفع والضرُّ فيمَن يسمونهم أولياء. وكل هذه الأمور شرك أكبر يخرج معتقده عنالملة، لقول الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُمَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَىإِثْماً عَظِيماً} [النساء:48]. وقال تعالى: {قُلْ إِنَّمَا أَدْعُو رَبِّي وَلاأُشْرِكُ بِهِ أَحَداً* قُلْ إِنِّي لا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرّاً وَلا رَشَداً* قُلْإِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِمُلْتَحَداً} [الجـن] واتخاذ الأولياء والشيوخ وسائط يدعونهم من دون اللهويتقربون إليهم بالقرب ويتمسحون بأضرحتهم لا يختلف عن شرك المشركين في عهد النبيصلى الله عليه وسلم.. إذ يقول الله تعالى حكاية عنهم وعن علاقتهم بأوثانهم: {مَانَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى} [الزمر:3],وربماكان هؤلاء في كثير من المواقف أشد شركا من أولئك؛ لأن المشركين الأوائل كانوا يدعونغير الله حال الأمن أما حال الخوف فيلجؤون إلى الله تعالى، قال الله عنهم: {فَإِذَارَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّانَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ} [العنكبوت:65].
الحقيقة - لجنة الدفاع عن حقيقة أهل السنة في فلسطين
رد: شرك القبوريين والوثنيين واحد
ورأيتُ لأبى الوفاء بن عقيل فى ذلك فصلاً حسناً، فذكرتُه بلفظه، قال: "لما صعبتِ التكاليفُ على الجهالِ والطغام، عدَلوا عن أوضاع الشرعِ إلى تعظيم أوضاع وضعُوها لأنفسهم، فسهلتْ عليهم، إذ لم يدخلوا بها تحت أمرِ غيرهم. قال: وهُم عندى كفارُ بهذِهِ الأوضاع، مثل تعظيم القبور وإكرامها، بما نهى عنه الشرع: من إيقاد النيران وتقبيلها وتخليقها، وخطاب الموتى بالحوائج، وكتب الرقاع فيها: يا مولاى افعل بى كذا وكذا. وأخذ تربتها تبركا، وإفاضة الطيب على القبور. وشد الرحال إليها، وإلقاء الخرق على الشجر، اقتداء بمن عبد اللات والعزى. والويل عندهم لمن لم يقبل مشهد الكف، ويتمسح بآجرة مسجد الملموسة يوم الأربعاء. ولم يقل الحمالون على جنازته: الصديق أبو بكر، أو محمد وعلى، أو لم يعقد على قبر أبيه أزجاً بالجص والآجر، ولم يخرق ثيابه إلى الذيل، ولم يرق ماء الورد على القبر". انتهى.
ابن قيم الجوزية - إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان
ص352-353
https://archive.org/details/WAQ118632s