-
إلى أين نحن ذاهبون؟
ونحن نتأمل التدافع الطائفي والتفاعل بين الجماعات نلحظ مدى تعقيد هذه الظاهرة، وإذا ما رمنا وضع تصور نظري لهذه الظاهرة بغية تفسيرها داخل النسيج الاجتماعي للطوائف والجماعات؛ نرى أن من أبرز ما يدفع إليها اكتساب الانتماء منذ النشأة والشعور بالهوية المشتركة والمصير المشترك والخضوع والتسليم التام للعقل الجماعي، ومنها ما تشكل عن ردة فعل على الظروف الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، وقد يؤثر الموروث التاريخي في تأجيج التوترات وإشعالها، وقد تتدخل أيدي السياسيين وأصحاب رؤوس الأموال في إثارة النعرات الطائفية من أجل خدمة أجندات داخلية أو خارجية؛ وتحقيق مصالح ومكتسبات خاصة.فعوامل التدافع ومكوناته يصعب حصرها، ولكن الأبرز منها بحسب ما نراه أربعة:1-العوامل الاجتماعية والاقتصادية: من ذلك انعدام العدل والمساواة في الاستشفاء والتعليم والعمل وتولي المناصب الإستراتيجية في البلاد؛ مما يولد شعورا بالإجحاف والظلم، وينمي بذور النزاعات ويزيد الأمة تفرقة ووهنا وهوانا؛ وهذا التمييز على أساس طائفي يعمق الفوارق الاجتماعية ويزيد الهوة بين طبقات المجتمع، فتتعاظم مشاعر الاستياء داخل الجماعات المحرومة.2-العوامل السياسية: هي مصدر رئيسي للتوترات الطائفية والصراعات بين الجماعات بحسب الإيديولوجيات والاستراتيجيات الممارسة بغية تحصيل مكتسبات سياسية ومن ثم اقتصادية واجتماعية، وفي حالة الإخفاق السياسي مع وجود المنبت المشبع بالغلو والتطرف والولاء لغير الأمة ولغير الدين الحقيقي؛ يتولد العنف الطائفي، وعندما تغيب الدولة العادلة أو تضعف يصبح اندلاع الصراعات العنيفة أمر شبه محتوم، مما يضعف الأمة ويدخلها في دوامة لا تنتهي من التفكك.3-العوامل الثقافية: إن تحريف التراث الثقافي باختلاق القصص الواهية والروايات الضعيفة؛ أو بتحريف الوقائع التاريخية وتأويل النصوص وفق الفكر الطائفي للجماعة؛ ونشر كراهية المخالف وإقصائه باسم البدعة والتكفير والأصولية وغيره، وانعدام التمييز بين قول المخالف والمخالف نفسه، ومحاولة فرض الأفكار المستوردة؛ ونشر عقلية المظلوم بإلقاء اللائمة على الغير، ليزيد من التوتر الطائفي ويؤجج الصراعات الطائفية.4-العوامل الخارجية: عن طريق تدخل القوى الخارجية فكريا وسياسيا في التركيبة السياسية والاقتصادية والاجتماعية للأمة؛ انطلاقا من مصالح إستراتيجية وسعيا إلى مكاسب إقليمية أو اقتصادية أو عسكرية وحتى دينية، وهذه التدخلات قد تكون معلنة تحت عنوان الحرية والديمقراطية والعالم الجديد، وحتى ينجح المشروع الغربي لابد من تذكية التوتر الطائفي وتأجيج نار الصراع على المكاسب السياسية والاقتصادية، عن طريق الدعم العسكري والمالي وزعزعة الاستقرار والأمن وعرقلة كل تسوية سلمية لا تخدم المصالح الغربية.إلى أين نحن ذاهبون؟
-
رد: إلى أين نحن ذاهبون؟
الأمر خطير جد خطير ، فإن الأمة ستدخل على مرحلة من الصراع الشديد ، وكل ذلك يصب في مصلحة الغرب وإيران ـ ومن معهم ـ من الروافض .
-
رد: إلى أين نحن ذاهبون؟
بارك الله فيك أخي أبا مالك وأضيف: إن مشكل الأمة في تدينها، ومكمن الداء في عقلها، فالعقل إما ميت، وإما عاطل، وإما فاسد..