قال ابن معين كما في "جامع التحصيل": "لم يلق جابر بن عبد الله إنما هو كتاب وقال في موضع آخر هو صحيفة ليست بشيء".
سؤالان:
الأول: هل هناك من شارك ابن معين في نفي سماع وهب بن منبه من جابر؟.
الثاني: هل هناك ما يُعكر على قول ابن معين هذا؟.
عرض للطباعة
قال ابن معين كما في "جامع التحصيل": "لم يلق جابر بن عبد الله إنما هو كتاب وقال في موضع آخر هو صحيفة ليست بشيء".
سؤالان:
الأول: هل هناك من شارك ابن معين في نفي سماع وهب بن منبه من جابر؟.
الثاني: هل هناك ما يُعكر على قول ابن معين هذا؟.
بارك الله فيك أبا عاصم .
بالنسبة للثاني : ما يعكر على قوله ما :
ـ أخرجه الحاكم 1/369، وابن حبان (3034) من طريق إبراهيم بن عَقِيل ابن مَعْقِل، عن أبيه، عن وهب بن منبه، قال: هذا ما سألت عنه جابر بن عبد الله، فأخبرني أن النبي صلى الله عليه و سلم خطب يوما فذكر رجلا من أصحابه قبض فكفن في كفن غير طائل و قبر ليلا فزجر النبي صلى الله عليه و سلم أن يقبر الرجل ليلا و لا يصلى عليه إلا أن يضطر إنسان إلى ذلك و قال : إذا ولي أحدكم أخاه فليحسن كفنه .
ـ وأخرج أبو داود (3150) ـ ومن طريقه البيهقي 3/403 ـ عن الحسن بن الصبَّاح، عن إسماعيل بن عبد الكريم، عن إبراهيم بن عقيل بن معقل، عن أبيه، عن وهب بن منبه، عن جابر قال: سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: "إذا تُوفي أحدكم فوجد شيئاً فليكفن في ثوبٍ حِبَرةٍ". وحسَنه الحافظ ابن حجر في "التلخيص" .2/108 ، ولم يشر إلى عدم سماعه .
ـ وعلق البخاري أثرا في صحيحه بصيغة الجزم فقال : وَقَالَ جَابِرٌ : كَانَتِ الطَّوَاغِيتُ الَّتِي يَتَحَاكَمُونَ إِلَيْهَا فِي جُهَيْنَةَ وَاحِدٌ وَفِي أَسْلَمَ وَاحِدٌ وَفِي كُلِّ حَيٍّ وَاحِدٌ كُهَّانٌ يَنْزِلُ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ وَقَالَ عُمَرُ الْجِبْتُ السِّحْرُ وَالطَّاغُوتُ الشَّيْطَانُ وَقَالَ عِكْرِمَةُ الْجِبْتُ بِلِسَانِ الْحَبَشَةِ شَيْطَانٌ وَالطَّاغُوتُ الْكَاهِنُ .
قال الحافظ في التغليق 4 / 195 : وَأما قَول جَابر فَقَالَ ابْن أبي حَاتِم ثَنَا أبي ثَنَا الْحسن بن الصَّباح ثَنَا إِسْمَاعِيل ابْن عبد الْكَرِيم حَدثنِي إِبْرَاهِيم بن عقيل عَن أَبِيه عقيل بن معقل عن ( وقع في مطبوع التغليق : بن ، وهو خطأ ) وهب بن مُنَبّه قَالَ : سَأَلت جَابر بن عبد الله عَن الطواغيت فَذكره وَزَاد وَفِي هِلَال وَاحِد .
قال الشيخ الألباني رحمه الله في الصحيحة تحت حديث 2236: " ينزل عيسى بن مريم ، فيقول أميرهم المهدي : تعال صل بنا ، فيقول : لا إن بعضهم أمير بعض ، تكرمة الله لهذه الأمة " .
....قد أعل بالانقطاع بين وهب و جابر ، فقال ابن معين في إسماعيل هذا : " ثقة ، رجل صدق ، و الصحيفة التي يرويها عن وهب عن جابر ليست بشيء إنما هو كتاب وقع إليهم و لم يسمع وهب من جابر شيئا " . و قد تعقبه الحافظ المزي ، فقال في " تهذيب الكمال " : " روى أبو بكر بن خزيمة في " صحيحه " عن محمد بن يحيى عن إسماعيل بن عبد الكريم عن إبراهيم بن عقيل عن وهب بن منبه قال : هذا ما سألت عنه جابر بن عبد الله و أخبرني أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول : أوكوا الأسقية و أغلقوا الأبواب ... الحديث . و هذا إسناد صحيح إلى وهب بن منبه .
و فيه رد على من قال : إنه لم يسمع من جابر ، فإن الشهادة على الإثبات مقدمة على الشهادة على النفي ، و صحيفة همام ( أخو وهب ) عن أبي هريرة مشهورة عند أهل العلم ، و وفاة أبي هريرة قبل جابر ، فكيف يستنكر سماعه منه ، و كان جميعا في بلد واحد ؟ " . و رده الحافظ في " تهذيب التهذيب " ، فقال : " قلت : أما إمكان السماع فلا ريب فيه ، و لكن هذا في همام ، فأما أخوه وهب الذي وقع فيه البحث فلا ملازمة بينهما ، و لا يحسن الاعتراض على ابن معين بذلك الإسناد ، فإن الظاهر أن ابن معين كان يغلط إسماعيل في هذه اللفظة عن وهب : " سألت جابرا " .والصواب عنده : عن جابر . و الله أعلم " ....أهـ
ثم رده الشيخ الألباني ببعض ما أوردته آنفا .
وكذا في تحفة التحصيل لأبي زرعة العراقي فال : وهب بن منبه .
قال يحيى بن معين : لم يلق جابر بن عبد الله ولكنه ينبغي أن يكون صحيفة وقعت اليهم قيل له فلقى النعمان بن بشير قال يروي عنه في حديث أنه لقيه قلت روى ابن خزيمة في صحيحه عن محمد بن يحيى عن إسماعيل بن عبد الكريم عن إبراهيم بن عقيل عن أبيه عن وهب بن منبه قال هذا ما سألت عنه جابر بن عبد الله وأخبرني ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول ( أوكئوا الأسقية ) الحديث قال المزي وهذا إسناد صحيح الى وهب وفيه رد على من قال لم يسمع من جابر
قال صحيفة همام بن أبي هريرة مشهورة عند اهل العلم ووفاة أبي هريرة قبل وفاة جابر فكيف يستنكر سماعه منه وكلاهما في بلد واحد
هذا كلام المزي وفيما قاله آخرا نظر؛ لأنه لا يلزم من تقريب سماع همام من جابر تقريب سماع وهب من جابر فلينظر .انتهى
بارك الله فيك أبا مالك.
يعني صح سماعه-عندك-، أم لا؟
ترجح عندي ما ذهب إليه بن حجر أبا عاصم
بارك الله فيك أبا عاصم .
أميل إلى ما ذهب إليه البخاري ـ وهو الظاهر ـ من كونه جزم القول عن جابر ، فهو صحيح إلى من جزم القول عنه ، وهو جابر ، فلم يعله بعدم سماع وهب منه ، فلعل الصحيح أنه سمع منه في الجملة ، والله أعلم .
البخاري كان يحفظ الآلاف من الطرق التي لم تصلنا و لعله بجمعها و بالاعتبار صحح الحديث و الله أعلم
بدائع الفوائد (4/ 886)
ابن القيم يذكر سؤالات عن الإمام أحمد
"وسئل عن أحاديث وهب بن منبه عن جابر كيف هي قال أرجو
ولم يكن إسماعيل يحدث بها ونحن ثمة
وكتبت أنا عن إبراهيم بن عقيل بن معقل شيخا كبيرا حديثين منها
ولم يكن إسماعيل يحدث وأرجوا وعقيل بن معقل احب إلي من عبد الصمد"