رد: أعلام السنة المنشورة لاعتقاد الطائفة الناجية المنصورة
[ 22 ]
س : ما دليل اشتراط الانقياد من الكتاب والسنة ؟
جـ : قال الله تعالى :
{ وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ
اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى } ،
وقال النبي صلى الله عليه وسلم :
« لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به » " (1) .
==================
(1) ( إسناده حسن إن شاء الله ) ، رواه الحسن بن سفيان في الأربعين له ،
ورواه الإمام البغوي في شرح السنة ( 1 / 213 ) ،
وتاريخ بغداد ( 4 / 369 ) من حديث عبد الله بن عمرو ، وإسناده ضعيف لضعف نعيم بن حماد ،
وقال ابن عساكر : وهو حديث غريب ، قال الألباني : يعني ضعيف ، اهـ .
( تعليقه على السنة لابن أبي عاصم 15 )
وقد صحح إسناده الإمام النووي ( ونعيم بن حماد يخطى كثيرا ، فقيه عارف بالفرائض ) ،
قال الحافظ : وقد تتبع ابن عدي ما أخطأ فيه وقال : باقي حديثه مستقيم .
وانظر ترجمة نعيم بن حماد في كتاب التنكيل جـ 1 ص 507 ،
وقال الحافظ أيضا : وقال أبو أحمد الحاكم : ربما يخالف في بعض حديثه ،
وقد مضى أن ابن عدي يتتبع ما وهم فيه فهذا أفضل القول فيه .
وقد ذكر الذهبي في الميزان ثمانية أحاديث
وكأنها أشد ما انتقد على نعيم ، وليس هذا الحديث منها .
رد: أعلام السنة المنشورة لاعتقاد الطائفة الناجية المنصورة
[ 23 ]
س : ما دليل اشتراط القبول من الكتاب والسنة ؟
جـ : قال الله تعالى في شأن من لم يقبلها :
{ احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ
وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ }
إلى قوله :
{ إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ
لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ
يَسْتَكْبِرُونَ }
{ وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُو آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَجْنُونٍ } . الآيات ،
وقال النبي صلى الله عليه وسلم :
« مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم
كمثل الغيث الكثير أصاب أرضا
فكان منها نقية قبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير ،
وكان منها أجادب أمسكت الماء
فنفع الله به الناس فشربوا وسقوا وزرعوا ،
وأصاب منها طائفة أخرى
إنما هي قيعان لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ ،
فذلك مثل من فقه في دين الله
ونفعه ما بعثني الله به فعلم وعلم ،
ومثل من لم يرفع بذلك رأسا
ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت به » . (1) .
==================
(1) رواه البخاري ( 79 ) ، ومسلم ( الفضائل / 15 ) ،
وأحمد ( 4 / 399 ) .
رد: أعلام السنة المنشورة لاعتقاد الطائفة الناجية المنصورة
[ 24 ]
س ما دليل اشتراط الإخلاص من الكتاب والسنة ؟
جـ : قال الله تعالى :
{ أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ } ،
وقال تعالى :
{ فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ } .
وقال النبي صلى الله عليه وسلم :
« أسعد الناس بشفاعتي
من قال لا إله إلا الله خالصا من قلبه » (1) ،
وقال النبي صلى الله عليه وسلم :
«إن الله تعالى حرم على النار
من قال لا إله إلا الله
يبتغي بذلك وجه الله » " (2) .
==================
(1) رواه البخاري ( 99 ) ، وأحمد ( 2 / 373 ).
(2) رواه البخاري ( 425 ) ، ومسلم ( مساجد / 263 ) .
رد: أعلام السنة المنشورة لاعتقاد الطائفة الناجية المنصورة
[ 25 ]
س : ما دليل الصدق من الكتاب والسنة ؟
جـ : قال الله تعالى :
{ الم أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا
وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ
وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ
فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا
وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ }
إلى آخر الآيات ،
وقال النبي صلى الله عليه وسلم :
« ما من أحد يشهد أن لا إله إلا الله
وأن محمدا رسول الله
صدقا من قلبه
إلا حرمه الله على النار » (1) ،
وقال للإعرابي الذي علمه شرائع الإسلام
إلى أن قال :
« والله لا أزيد عليها ولا أنقص منها ،
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" أفلح إن صدق » " (2) .
==================
(1) رواه البخاري ( 128 ) ، ومسلم ( الإيمان / 53 ).
(2) رواه البخاري ( 46 ، 1891 ) ، ومسلم ( الإيمان / 8 ، 9 ،
وأحمد ( 1 / 162 ) ، وأبو داود ( 391 ) .
رد: أعلام السنة المنشورة لاعتقاد الطائفة الناجية المنصورة
[ 26 ]
س : ما دليل اشتراط المحبة من الكتاب والسنة ؟
جـ : قال الله تعالى :
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ
فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ
يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ } ،
وقال النبي صلى الله عليه وسلم :
« ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان :
أن يكون الله ورسوله
أحبَّ إليه مما سواهما ،
وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله ،
وأن يكره أن يعود في الكفر
بعد إذ أنقذه الله منه
كما يكره أن يقذف في النار » " (1) .
==================
(1) رواه البخاري ( 16 ، 21 ، 6941 ) ،
ومسلم ( الإيمان / 67 ، 68 ) .
رد: أعلام السنة المنشورة لاعتقاد الطائفة الناجية المنصورة
[ 27 ]
س : ما دليل الموالاة لله والمعاداة لأجله ؟
جـ : قال الله عز وجل
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ
بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ
وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ }
إلى قوله :
{ إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا }
إلى آخر الآيات ،
وقوله تعالى :
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
لَا تَتَّخِذُوا آبَاءَكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاءَ
إِنِ اسْتَحَبُّوا الْكُفْرَ عَلَى الْإِيمَانِ } الآيتين ،
وقال تعالى :
{ لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ
يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ } الآية ،
وقال تعالى :
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ }
إلى آخر السورة ،
وغير ذلك من الآيات .
رد: أعلام السنة المنشورة لاعتقاد الطائفة الناجية المنصورة
[ 28 ]
س : ما دليل شهادة أن محمدا رسول الله
صلى الله عليه وسلم ؟
جـ : قول الله تعالى :
{ لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ
إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ
يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ
وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ } الآية ،
وقوله تعالى :
{ لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ
عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ
حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ
بِالْمُؤْمِنِين َ رَءُوفٌ رَحِيمٌ } ،
وقوله تعالى :
{ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ } ،
وغيرها من الآيات .
رد: أعلام السنة المنشورة لاعتقاد الطائفة الناجية المنصورة
[ 29 ]
س : ما معنى شهادة أن محمدا رسول الله
صلى الله عليه وسلم ؟
جـ : هو التصديق الجازم من صميم القلب
المواطئ لقول اللسان
بأن محمدا عبده ورسوله
إلى كافة الناس إنسهم وجنهم
{ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا }
{ وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا }
فيجب تصديقه في جميع ما أخبر به
من أنباء ما قد سبق وأخبار ما سيأتي ،
وفيما أحل من حلال وحرم من حرام ،
والامتثال والانقياد لما أمر به ،
والكف والانتهاء عما نهى عنه ،
واتباع شريعته والتزام سنته في السر والجهر
مع الرضا بما قضاه والتسليم له ،
وأن طاعته هي طاعة الله ومعصيته معصية الله ؛
لأنه مبلغ عن الله رسالته
ولم يتوفه الله حتى أكمل به الدين وبلغ البلاغ المبين
وترك أمته على المحجة البيضاء ليلها كنهارها
لا يزيغ عنها بعده إلا هالك ،
وفي هذا الباب مسائل ستأتي إن شاء الله .
رد: أعلام السنة المنشورة لاعتقاد الطائفة الناجية المنصورة
[ 30 ]
س : ما شروط شهادة أن محمدا رسول الله
صلى الله عليه وسلم ،
وهل تقبل الشهادة الأولى بدونها ؟
جـ : قد قدمنا لك أن العبد
لا يدخل في الدين إلا بهاتين الشهادتين
وأنهما متلازمتان ،
فشروط الشهادة الأولى
هي شروط في الثانية ،
كما أنها هي شروط في الأولى .
رد: أعلام السنة المنشورة لاعتقاد الطائفة الناجية المنصورة
[ 31 ]
س : ما دليل الصلاة والزكاة ؟
جـ : قال الله تعالى :
{ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ
فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ } ،
وقال تعالى :
{ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ
فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ } ،
وقال تعالى :
{ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ
مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ
وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ
وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ } الآية ،
وغيرهما .
رد: أعلام السنة المنشورة لاعتقاد الطائفة الناجية المنصورة
[ 32 ]
س : ما دليل الصوم ؟
جـ : قال الله تعالى :
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ
كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ } ،
وقال تعالى :
{ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ } الآيات ،
وفي حديث الأعرابي :
أخبرني ما فرض الله عليّ من الصيام .
فقال :
« شهر رمضان إلا أن تطوع شيئا » . الحديث .
رد: أعلام السنة المنشورة لاعتقاد الطائفة الناجية المنصورة
[ 33 ]
س : ما دليل الحج ؟
جـ : قال الله تعالى :
{ وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ } ،
وقال تعالى :
{ وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ
مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا } ،
وقال النبي صلى الله عليه وسلم :
« إن الله تعالى كتب عليكم الحج » (1) .
الحديث في الصحيحين ،
وتقدم حديث جبريل وحديث :
« بني الإسلام على خمس » (2) ،
وغيرها كثير .
==================
(1) رواه مسلم ( الحج / 412 ) ،
وأحمد ( 1 / 371 ، 2 / 508 ) .
(2) تقدم تخريجه .
رد: أعلام السنة المنشورة لاعتقاد الطائفة الناجية المنصورة
[ 34 ]
س : ما حكم من جحد واحدا منها
أو أقر به واستكبر عنه ؟
جـ : يقتل كفرا كغيره من المكذبين والمستكبرين مثل إبليس وفرعون .
[ 35 ]
س : ما حكم من أقر بقواعد الإسلام الخمس
ثم تركها لنوع تكاسل أو تأويل ؟
جـ : أما الصلاة
فمن أخرها عن وقتها بهذه الصفة فإنه يستتاب ،
فإن تاب وإلا قتل حدا
لقوله تعالى :
{ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ } ،
وحديث :
« أمرت أن أقاتل الناس » (1) . الحديث وغيره ،
وأما الزكاة
فإن كان مانعها ممن لا شوكة له
أخذها الإمام منه قهرا ونكله بأخذ شيء من ماله ؛
لقوله صلى الله عليه وسلم :
« ومن منعها فإنا آخذوها وشطر ماله معها » (2) . الحديث ،
وإن كانوا جماعة ولهم شوكة وجب على الإمام قتالهم حتى يؤدوها
للآيات والأحاديث السابقة وغيرها ،
وفعله أبو بكر والصحابة رضي الله عنهم أجمعين .
وأما الصوم
فلم يرد فيه شيء ولكن يؤدبه الإمام أو نائبه
بما يكون زجرا له ولأمثاله .
وأما الحج
فكل عمر العبد وقت له لا يفوت إلا بالموت ،
والواجب فيه المبادرة ،
وقد جاء الوعيد الأخروي في التهاون فيه ،
ولم ترد فيه عقوبة خاصة في الدنيا .
==================
(1) رواه البخاري ( 25 ، 1399 ) ، ومسلم ( الإيمان / 32 ، 37 ) .
(2) ( حسن ) رواه أبو داود ( 1575 ) ، والنسائي ( 2292 ) أ ، ( 2297 ) أ ،
وابن الجارود ( 174 ) ، والحاكم ( 1 / 398 ) ، والبيهقي ( 4 / 105 ) ،
وأحمد ( 4 / 2 ، 4 ) من طرق عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده ،
وقد قال الحاكم : صحيح الإسناد . ووافقه الذهبي ،
وقد حسن الحديث الشيخ الألباني للخلاف المعروف على بهز بن حكيم ،
وقال الشافعي : ليس بحجة ، وهذا الحديث لا يثبته أهل العلم بالحديث ولو ثبت لقلنا به ،
وكان الشافعي قد قال به في مذهبه القديم ثم رجع عن ذلك في الجديد ،
أما عن شرح مسألة « أخذ نصف ماله معه » فقد تقرر عن كثير من علماء الأمة
أن الغلول في الصدقة والغنيمة لا يوجب غرامة في المال .
ولذلك فإنهم اتجهوا إلى تأويل هذا الحديث بما يلي :
( 1 ) أن الحديث منسوخ ،
ورد ذلك بأن دعوى النسخ غير مقبولة إلا مع وجود الدليل على ذلك
مع العلم بتاريخ الأسبق ، وهذا غير محقق في مسألتنا .
( 2 ) أن الحديث فيه وهم قد وقع في سياق متنه
وأن الصحيح « فإنا آخذوها من شطر ماله » أي يجعل ماله شطرين فيتخير عليه المصدق
ويأخذ الصدقة من خير الشطرين عقوبة لمنعه الزكاة ، فأما ما لا يلزمه فلا .
( 3 ) أن الحديث صحيح ويجب أن يؤخذ به على ظاهره ،
وأنه قد ثبت عدة أحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم في شرعية العقوبات المالية لم يثبت نسخها بحجة .
( 4 ) أن الحديث ضعيف باعتبار أن بهزا لا يحتج به ،
وقد ذهب إلى ذلك بعض العلماء وخالفهم آخرون ،
والقول الثاني هو الأقرب عندنا ،
والله تعالى أعلم .
رد: أعلام السنة المنشورة لاعتقاد الطائفة الناجية المنصورة
[ 36 ]
س : ما هو الإيمان ؟
جـ : الإيمان قول وعمل :
قول القلب واللسان ،
وعمل القلب واللسان والجوارح ،
ويزيد بالطاعة وينقص بالمعصية ،
ويتفاضل أهله فيه .
رد: أعلام السنة المنشورة لاعتقاد الطائفة الناجية المنصورة
[ 37 ]
س : ما الدليل على أنه قول وعمل ؟
جـ : قال الله تعالى :
{ وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ } . الآية ،
وقال تعالى :
{ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ } .
وهذا معنى الشهادتين اللتين لا يدخل العبد في الدين إلا بهما ،
وهي من عمل القلب اعتقادا
ومن عمل اللسان نطقا لا تنفع إلا بتواطئهما ،
وقال تعالى :
{ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ }
يعني صلاتكم إلى بيت المقدس قبل تحويل القبلة ،
سمى الصلاة كلها إيمانا ،
وهي جامعة لعمل القلب واللسان والجوارح ،
وجعل النبي صلى الله عليه وسلم الجهاد وقيام ليلة القدر
وصيام رمضان وقيامه وأداء الخمس وغيرها من الإيمان ،
وسئل النبي صلى الله عليه وسلم
« أي الأعمال أفضل ؟
قال : " إيمان بالله ورسوله » " (1) .
==================
(1) رواه البخاري ( 26 ، 1519 ) ،
ومسلم ( الإيمان / 135 ) .
رد: أعلام السنة المنشورة لاعتقاد الطائفة الناجية المنصورة
[ 38 ]
س : ما الدليل على زيادة الإيمان ونقصانه ؟
جـ : قوله تعالى :
{ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ } -
{ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى } -
{ وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى } -
{ وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى } -
{ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا } -
{ فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا } -
{ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا } -
{ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا } ،
وغير ذلك من الآيات ،
وقال صلى الله عليه وسلم :
« لو أنكم تكونون في كل حالة كحالتكم عندي
لصافحتكم الملائكة » (1) ،
أو كما قال
رد: أعلام السنة المنشورة لاعتقاد الطائفة الناجية المنصورة
[ 39 ]
س : ما الدليل على تفاضل أهل الإيمان فيه ؟
جـ : قال تعالى :
{ وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ } -
إلى : { وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ } ،
وقال تعالى :
{ فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ
فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ
وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ
فَسَلَامٌ لَكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ } ،
وقال تعالى :
{ فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ
وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ } . الآيات ،
وفي حديث الشفاعة :
«أن الله يخرج من النار
من كان في قلبه وزن دينار من إيمان ،
ثم من كان في قلبه
نصف دينار من إيمان » .
وفي رواية :
« يخرج من النار من قال لا إله إلا الله
وكان في قلبه من الخير ما يزن شعيرة ،
ثم يخرج من النار من قال لا إله إلا الله
وكان في قلبه من الخير ما يزن برة ،
ثم يخرج من النار من قال لا إله إلا الله
وكان في قلبه من الخير ما يزن ذرة » " (2) .
==================
(1) رواه مسلم ( التوبة / 12 )
وابن ماجه ( 4239 ) واللفظ له .
(2) رواه البخاري ( 44 ، 7410 ) ،
ومسلم ( الإيمان / 325 ) .
رد: أعلام السنة المنشورة لاعتقاد الطائفة الناجية المنصورة
[ 40 ]
س : ما الدليل على أن الإيمان
يشمل الدين كله عند الإطلاق ؟
جـ : قال النبي صلى الله عليه وسلم
في حديث وفد عبد القيس :
« آمركم بالإيمان بالله وحده " ،
قال : " أتدرون ما الإيمان بالله وحده " .
قالوا : الله ورسوله أعلم .
قال : " شهادة أن لا إله إلا الله
وأن محمدا رسول الله ،
وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ،
وأن تؤدوا من المغنم الخمس » " (1) .
==================
(1) رواه البخاري ( 53 ، 87 ، 523 ) ،
ومسلم ( الإيمان / 23 ) .
رد: أعلام السنة المنشورة لاعتقاد الطائفة الناجية المنصورة
[ 41 ]
س : ما الدليل على تعريف الإيمان بالأركان الستة
عند التفصيل ؟
جـ : قول النبي صلى الله عليه وسلم
لما قال له جبريل عليه السلام :
« أخبرني عن الإيمان قال :
" أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر ،
وتؤمن بالقدر خيره وشره » " (1) .
[ 42 ]
س : ما دليلها من الكتاب جملة ؟
جـ : قال الله تعالى :
{ لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ
وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ
وَالْمَلَائِكَة ِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ } ،
وقوله تعالى :
{ إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ } ،
وسنذكر إن شاء الله دليل كل على انفراده .
==================
(1) رواه البخاري ( 50 / 4777 ) ،
ومسلم ( الإيمان / 1 ، 5 ) .
رد: أعلام السنة المنشورة لاعتقاد الطائفة الناجية المنصورة
[ 43 ]
س : ما معنى الإيمان بالله عز وجل ؟
جـ : هو التصديق الجازم من صميم القلب
بوجود ذاته تعالى الذي لم يسبق بضد ولم يعقب به ،
هو الأول فليس قبله شيء ،
والآخر فليس بعده شيء ،
والظاهر فليس فوقه شيء ،
والباطن فليس دونه شيء ،
حي قيوم ، أحد صمد
{ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ } ،
وتوحيده بإلهيته وربوبيته وأسمائه وصفاته .