الصوفية واستخدام الخرافة والشعوذة
والاستعانة بالجن لإرهاب المخالف
للشيخ أحمد المعلم
يقول الشيخ أحمد بن حسن المعلم في كتابة الرائع "القبورية"
في مبحث أساليب القبورية في محاربة مخالفيها
فصل (الإرهاب الفكري من أقوى أسلحة القبورية)
ص 499- 501 :
المطلب الثاني:
استخدام الخرافة [1] والشعوذة [2]
والاستعانة بالجن لإرهاب المخالف:
لقد سعى الصوفية والباطنية
لترسيخ وتعميق القدرات الخارقة للأئمة والأولياء،
حتى لقد بالغوا في ذلك،
فوصفوهم بعلم الغيب وتصريف الكون
والقدرة على إظهار الخوارق التي لم يُظهر مثلها الأنبياء،
وأنهم قادرون على أن يتجزءوا بأجسادهم،
وأن يكون الواحد منهم في عدة أماكن في آن واحد،
وكل ذلك قد مر،
حتى أصبح حكم الناس على صلاح الشخص هو
إظهاره تلك الخوارق مع ادعاء الولاية،
وعندما ترسَّخ ذلك في أذهان المجتمع، وتربى عليه،
بادروا بافتراء الأكاذيب ورواية الخرافات
عمن يريدون أن يسبغوا عليهم صفة الولاية
حتى يقنعوا الناس بولايتهم،
كما بادر طلاب الجاه والمناصب
في الرياضات الموصلة إلى خرق العادات،
وتعلموا أنواعاً من علوم السحر،
حتى أتقنوا ذلك، وعملوا به،
وعقدوا الصلح مع الجن؛
ليقوموا لهم بأعمال خارقة يطلعونهم على مغيبات واقعة،
ثم جعلوا ذلك كله سلاحاً يشهرونه
في وجه كل من يخالفهم، وينكر عليهم،
وهذه عدة أمثلة توضح ذلك وتثبته:
المثال الأول: ما ذكره الشلي في ترجمة محمد بن علي مولى الدويلة، قال:
(وتواجد يوماً بحضرة عمه الشيخ الإمام عبدالله بن علوي حتى غُشي عليه،
ثم أقيمت الصلاة، فصلى معهم، فلما فرغوا،
قال العارف بالله علي بن سلم لعمه عبدالله:
صلى ابن أخيك بلا وضوء؛ لأنه زال عقله،
فأخبره عمه بقول الفقيه علي بن سلم فقال:
وعزة الحق إني توضأت، وشربت من الكوثر، ونفض لحيته، فتقاطر منها الماء،
ثم قال:يا فقيه، نزل علينا شيء لو نزل على الجبال لدكت،
ثم أنشأ يقول:
الـحب حبي والحبيب حبيبي والسبق سبقي قـبل كــل مجيب
نوديت فأجبت المنادي مسرعاً وغطست في بحر الهوى وغدي بـي
لي تسعة وثلاثة مع تسعــة والعقد لي وحدي وعـلا نصـيبي
ما تعلموا أني المقدم في الـملا ليلة سرى باليثربي ســـرى بي)[3].
فانظر إلى هذه الدعوى العريضة والتي برهانها أنه نفض لحيته،
فتقاطر الماء منها، ولو كان ذلك الماء من ماء الكوثر،
هل سيذهب هكذا هدراً ولا يعرف له ميزة عن غيره من المياه،
ولا تظهر له رائحة، ولا يبقى في موضعه؟
إلى آخر ما يمكن أن يظهر من الدلائل،
ثم أعجبُ لهذا الفقيه وسرعة تصديقه وتسليمه واقتناعه
بما حكى هذا الرجل عن نفسه!.