رد: جامع الفتاوى والمقالات عن التصوف والصوفية
وقد بلَّغ الرسول -صلى الله عليه وسلم- البلاغ المبين؛
فحذَّر من الشرك كله
وسدَّ كل الطرق الموصلة إليه
وذلك من كمال نصحه -صلى الله عليه وسلم-،
فأقام الله به الحجة وأوضح المحجة،
قال الله تعالى:
{لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم
حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم}
[التوبة:128].
وصلِّ الله على محمد
وآله وصحبه وسلم.
وقد بين سبحانه وتعالى أنه لم يخلق الجن والإنس
ليرزقوه أو يطعموه، أو يتقوى بهم من ضعف
فقال سبحانه:
{وما خلقت الجن والإنس
إلا ليعبدون
ما أريد منهم من رزق
وما أريد أن يطعمون
إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين}
[الذاريات:56-58].
رد: جامع الفتاوى والمقالات عن التصوف والصوفية
أما قول القائل:
لماذا أمرنا الله بعبادته؟
وقد علم من يدخل الجنة ومن يدخل النار
فجوابه أيضاً كما ذكرت:
أن على العباد أن يعملوا ولا يتكلوا على القدر
كما قال -صلى الله عليه وسلم- لمن قال له:
إذا كان ما نعمله قد فرغ منه ومضى به القدر فلماذا العمل؟
فقال عليه الصلاة والسلام:
"اعملوا فكل ميسر لما خلق له"
(البخاري : 4949، ومسلم : 2647)
وتفسير هذا أن من كان من أهل السعادة
فسييسر لعمل أهل السعادة،
ومن كان من أهل الشقاوة
فسييسر لعمل أهل الشقاوة،
هكذا جاء في الحديث
وجاء هذا المعنى في القرآن في قوله سبحانه:
{فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى
فسنيسره لليسرى
وأما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى
فسنيسره للعسرى}
وهذا التيسير لعمل أهل السعادة،
أو عمل أهل الشقاوة
هو الهدى والإضلال المذكوران
في مثل قوله تعالى:
{يضل من يشاء ويهدي من يشاء}
[النحل:93]
فيهدي من يشاء بتوفيقه فضلاً منه،
ويضل من يشاء بعدم التوفيق عدلاً منه،
فهو تعالى يهدي من يشاء بفضله وحكمته
ويضل من يشاء بعدله وحكمته،
لا يسأل عما يفعل وهم يسألون.
رد: جامع الفتاوى والمقالات عن التصوف والصوفية
فالواجب على العباد أن يؤمنوا بشرع الله وقدره
وأن يطيعوا أمره ونهيه،
وأن يأخذوا بأسباب السعادة،
وأن يحذروا من أسباب الشقاوة
وهذا ما فطر الله عليه العباد من الأخذ بالأسباب النافعة،
وتجنب الأسباب الضارة،
وإن كان ذلك كله مقدراً كما في طلب الرزق وطلب العلم،
وطلب الأولاد،
فلا يقول عاقل:
إن كان الله قد قدر أن أكون عالماً،
أو قدر أن يكون لي رزق،
أو قدر أن يكون لي أولاد فسيحصل ذلك كله دون سعي ولا عمل،
فهكذا سعادة الآخرة موقوفة على أسباب،
وهي الإيمان والعمل الصالح،
ولن تتحقق هذه السعادة إلا بأسبابها
التي شرعها الله وقدرها سبحانه وتعالى،
فنسأل الله سبحانه وتعالى
أن يهدينا صراطه المستقيم،
صراط الذين أنعم الله عليهم
من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين.
والله أعلم.
رد: جامع الفتاوى والمقالات عن التصوف والصوفية
[ 53 ]
السؤال: يا شيخ لقد سمعت أحد أئمة المساجد يقول :
لو جازت الصلاة أن تُقرأ بغير القرآن :
لقُرئ بحِكَم ابن عطاء الله السكندري .
أولاً : ما حُكم من يقول مثل هذا الكلام ؟ .
ثانياً : هل تجوز الصلاة خلفه أم لا ؟ .
ثالثاً : وهل - كما يقول بعضهم - الصوفية تنقسم إلى قسمين :
صوفية معتدلة ، وصوفية فيها غلو ،
أم أن كل الصوفية مذمومة ،
وكل من انتمى إلى الصوفية وقال :
أنا صوفي وافتخر بذلك :
مشكوك في أمره على الأقل ،
إن لم نقل هو ضال ؟ .
الجواب : الحمد لله
أولاً:
ابن عطاء الله السكندري هو :
أحمد بن محمد بن عبد الكريم ، أبو الفضل ،
وهو من أهل التصوف الغلاة ،
يسير على الطريقة الشاذلية الضالة ،
وهو من أشد خصوم شيخ الإسلام ابن تيمية ،
وقد ادَّعى عليه عند السلطان ،
وألَّب عليه السفهاء ، ت سنة 709 هـ .
رد: جامع الفتاوى والمقالات عن التصوف والصوفية
ثانياً:
والكلمة المنقولة في السؤال أنه لو جازت الصلاة بغير القرآن :
لقرئ ما في كتاب ابن عطاء الله السكندري المسمَّى
" الحكَم الإلهية " :
هي كلمة قبيحة ،
ولا يمكن أن تصدر من عالِم موحِّد ،
ولذا وُصف قائلها بأنه من أدعياء العلم ! ؛
لما تحتويه تلك الرسالة من مخالفات شرعية كثيرة ،
ومن قبح تلك الكلمة أنه قدَّم كلام ذلك الصوفي
على أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم ،
وكلام الصحابة ، ودرر التابعين .
وأما الصلاة خلفه :
فلا تُمنع ؛
لأننا لا نمنع من الصلاة إلا خلف من وقع في الكفر
المخرج من الملَّة ،
وليس أمر ذلك القائل كذلك ،
بل هو جاهل ضال .
رد: جامع الفتاوى والمقالات عن التصوف والصوفية
ثالثاً:
كتاب " الحكَم الإلهية "
قد تتبع ما فيه من ضلالات الشيخ محمود مهدي الإستانبولي
رحمه الله ،
وذلك في كتابه الماتع " كتب ليست من الإسلام " ،
ونقتطف منه قوله رحمه الله :
أ. أقوال يؤيد فيها نظرية وحدة الوجود
القائلة بأن الخالق والمخلوق واحد ،
ومثلها نظرية الاتحاد والحلول ،
وكل ذلك كفر ! .
= " أنت مع الأكوان ما لم تشهد المكوَّن ،
فإذا شهدته : كانت الأكوان معك " .
= " ما العارف مَن إذا أشار وجد الحق أقرب إليه من إشارته ،
بل العارف مَن لا إشارة له لفنائه في وجوده ،
وانطوائه في شهوده " .
= " لولا ظهوره في المكونات :
ما وقع عليها أبصار ،
ولو ظهرت صفاته : اضمحلت مكوناته ".
= " الفكرة فكرتان : فكرة تصديق وإيمان ، وفكرة شهود وعيان !
فالأولى لأرباب الاعتبار ،
والثانية لأرباب الشهود والاستبصار " .
رد: جامع الفتاوى والمقالات عن التصوف والصوفية
ب. أقواله في النهي عن دعاء الله ،
مما يصادم أصول الشريعة :
= " سؤالك منه اتهام له " .
ويستدلّ ابن عطاء الله على ذلك بحديث باطل
على لسان إبراهيم عليه الصلاة والسلام :
" حسبي من سؤالي علمه بحالي " ،
وهو مخالف للآيات والأحاديث الكثيرة
التي تحض على دعاء الله كقوله تعالى :
( وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ
إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي )
أي : عن دعائي
( سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ )
غافر/ 60 .
= " من عبده لشيء يرجوه منه ،
أو ليدفع عنه ورود العقوبة منه :
فما قام بحق أوصافه" .
هذا الكلام هو كقول رابعة العدوية المنحرف ـ إن صح عنها ـ :
" ما عبدتك خوفاً من نارك ، ولا رغبة في جنتك ،
ولكني عبدتك لأنك أهل للعبادة "
وهذا مخالف لعبادة الملائكة
الذين يخافون ربهم من فوقهم ،
وعبادة الأنبياء الذين يعبدون الله سبحانه رغباً ورهباً ! .
= " ربما دلهم الأدب إلى ترك الطلب " .
ليت هذا الجاهل علم أن الأمر بالعكس ،
فإن ترك الطلب هو العصيان ، وقلة الأدب ! .
= " إنما يُذَكّر مَن يجوز عليه الإغفال ،
وإنما ينبه من يمكن منه الإهمال " .
تُرى لماذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم
يُكثر من الدعاء
ويأمر به إلى درجة الإلحاح ! .
= " أنت إلى حلمه إذا أطعته ،
أحوج منك إلى حلمه إذا عصيته " .
هذا الكلام تشجيع على ارتكاب الذنوب ،
فما فتح سبحانه باب الطاعة إلا ليكافئ عليها ،
جاء في القرآن العظيم :
( إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى
أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ )
الأنبياء/ 101 .
رد: جامع الفتاوى والمقالات عن التصوف والصوفية
ج . أقوال تشجع على تعطيل المواهب والعزائم
وتدعو إلى التماوت وترك التدبير :
= " أرح نفسك من التدبير ، فما قام به غيرك عنك :
لا تقم به لنفسك " .
= " سوابق الهمم لا تخرق أسوار الأقدار " ؟.
فما أدرانا بهذه الأقدار ؟!
وقد علَّمنا الخليفة الراشد عمر بن الخطاب
أن نفِرَّ من قضاء الله إلى قضاء الله ،
وقد حضنا الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله :
( احرص على ما ينفعك ولا تعجز )
– رواه مسلم - .
رد: جامع الفتاوى والمقالات عن التصوف والصوفية
هـ. أقوال متناقضة ، وسخيفة :
= " جلَّ ربُنا أن يعامله العبد نقداً فيجازيه نسيئة ! " .
إذا كان الأمر كما قال : فما الفائدة من الآخرة ؟! .
= " إنما جعل الدار الآخرة محلاً لجزاء عباده المؤمنين ؛
لأن هذه الدار لا تسع ما يريد أن يعطيهم ،
ولأنه أجلَّ أقدارهم عن أن يجزيهم في دار لا بقاء لها " .
ينظر :
كتب ليست من الإسلام ،
محمود مهدي الإستانبولي
(91-101) .
فهل مثل هذا الكتاب يُمدح ،
ويُثنى عليه ،
ويُقال في حقه
إنه لو جاز قراءة شيء غير القرآن
لقرئ به ؟! .
رد: جامع الفتاوى والمقالات عن التصوف والصوفية
رابعاً:
طريق التصوف فيه مخالفات شرعية كثيرة ،
ولا يرضى موحِّد عاقل
بأن ينتسب لتلك الطرق المبتدعة ،
لا سيما في هذا الزمان ،
حيث أصبح الجمع بين التصوف واتباع السنة ،
العلمية والعملية ،
كالجمع بين الضب والنون ، والماء والنار ،
وأصبح الكلام على التصوف
الذي عليه مشايخ الطريق المنتسبين إلى السنة والأئمة ،
أصبح أمرا نظريا ،
لا يؤيده واقع القوم وأعمالهم ،
ومن خبر كتبهم وأقوالهم وأحوالهم ـ في هذا الزمان ـ
عرف ذلك حق المعرفة .
رد: جامع الفتاوى والمقالات عن التصوف والصوفية
[ 54 ]
حكم اختراع أذكار أو الاستدلال بالمنامات على صحتها
السؤال :
ذكرت في قسم البدعة
أن قراءة سورة ما مثلاً 100 مرة طلباً للثواب من البدعة ،
بعد قراءة كتاب للصوفية لكاتبه حكيم معين الدين شيشتي
بعنوان " براءة الصوفية "
برر فيه استعمال هذه الطرق وغيرها
وأنها إلهام من الله خلال النوم ، ليثق الناس القريبين من الله .
هل هذا من البدعة ؟ كيف نتبين صدقهم ؟
هل هذا جائز في الإسلام ؟.
الجواب
الحمد لله
1. وصف الله تعالى أولياءه بوصفين اثنين : الإيمان والتقوى ،
قال الله تعالى
{ ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون .
الذين آمنوا وكانوا يتقون }
[ يونس 62 ] ،
فمن كان مؤمناً تقيّاً : كان لله وليّاً .
رد: جامع الفتاوى والمقالات عن التصوف والصوفية
2. وأولياء الله تعالى لا يخالفون
ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم ،
وقد حذَّر النبي صلى الله عليه وسلم من البدع في الدين ،
لأن الله تعالى قد أكمل دينه ،
وأتمم نعمته على عباده ،
فقال
{ اليوم أكملت لكم دينكم
وأتممت عليكم
نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً }
[ المائدة 3 ] ،
وقال صلى الله عليه وسلم
" من أحدث في أمرنا هذا
ما ليس منه فهو رد ".
رد: جامع الفتاوى والمقالات عن التصوف والصوفية
3. وعليه : فإنك تستطيع أن تميز الولي لله تعالى
من ولي الشيطان ،
وذلك بأن تبحث عن حاله في نفسه وخلقه ودينه
من حيث الالتزام بالصلاة في جماعة في المسجد مثلا ،
ومن حيث تنزهه عن أكل أموال الناس بالباطل ،
ومن حيث عدم تعديه على الشرع بزيادة أو نقصان ،
وهكذا .
رد: جامع الفتاوى والمقالات عن التصوف والصوفية
4. لا يجوز إحداثُ ذِكرٍ يتعاهده المسلم،
أو يوصي به غيرَه - كالأوراد والمأثورات والأدعية -،
ويكفيه ما جاء في السنَّة الصحيحة في هذا،
وإلا كان مبتدعاً ، أو داعيةً إلى البدعة ،
قال صلى الله عليه وسلم
"منْ أَحْدَثَ في أَمْرِنَا هذا
مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ"
رواه البخاري (2550) ، مسلم ( 1718 ) ،
وفي رواية "مسلم" ( 1718 )
"مَنْ عَمِلَ عَمَلاً
لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ".
قال ابن رجب الحنبلي رحمه الله:
وهذا الحديث أصلٌ عظيمٌ مِن أصول الإسلام،
وهو كالميزان للأعمال في ظاهرها،
كما أنَّ حديث "الأَعْمَالُ بِالنِّيَّات"
ميزانٌ للأعمال في باطنها،
فكما أنَّ كلَّ عملٍ لا يُراد به وجهُ الله تعالى؛
فليس لعامله فيه ثوابٌ ،
فكذلك كلُّ عملٍ لا يكون عليه أمر الله ورسوله؛
فهو مردودٌ على عامله،
وكلُّ مَن أحدث في الدين ما لم يأذن به الله ورسوله
فليس مِن الدين في شيءٍ.أ.ه*
"جامع العلوم والحكم" (1/180)
وقال النووي رحمه الله:
وهذا الحديث قاعدةٌ عظيمةٌ مِن قواعد الإسلام،
وهو مِن جوامع كَلِمه صلى الله عليه وسلم ؛
فإنَّه صريحٌ في رد البدع والمخترعات،
وفي الرواية الثانية زيادة وهي:
أنَّه قد يعاند بعض الفاعلين في بدعةٍ سُبق إليها،
فإذا احتُج عليه بالرواية الأولى أي:
" مَن أحدث "- يقول: أنا ما أحدثتُ شيئاً،
فيُحتج عليه بالثانية أي:"مَن عمل "-
التي فيها التصريح بردِّ كلِّ المحدثات،
سواء أحدثها الفاعل، أو سُبق بإحداثها...
وهذا الحديث مما ينبغي حفظه،
واستعماله في إبطال المنكرات، وإشاعة الاستدلال به. أ.ه*
"شرح مسلم" (12/16).
رد: جامع الفتاوى والمقالات عن التصوف والصوفية
5. وقال شيخ الإسلام رحمه الله:
لا ريبَ أنَّ الأذكارَ والدعوات مِن أفضل العبادات،
والعبادات مبناها على التوقيف والاتِّباع،
لا على الهوى والابتداع،
فالأدعيةُ والأذكارُ النبويَّةُ هي أفضل ما يتحرَّاه المتحري
من الذكر والدعاء،
وسالكها على سبيل أمانٍ وسلامةٍ،
والفوائد والنتائج التي تحصل لا يعبر عنها لسانٌ،
ولا يحيط بها إنسانٌ،
وما سواها من الأذكار قد يكون محرَّماً،
وقد يكون مكروهاً،
وقد يكون فيه شركٌ مما لا يهتدي إليه أكثرُ النَّاسِ،
وهي جملةٌ يطول تفصيلها.
وليس لأحدٍ
أنْ يَسُنَّ للنَّاسِ
نوعاً من الأذكار والأدعية غير المسنون،
ويجعلها عبادةً راتبةً يواظب الناس عليها
كما يواظبون على الصلوات الخمس،
بل هذا ابتداعُ دينٍ
لم يأذن الله به...
وأما اتخاذ وردٍ غيِر شرعيٍّ، واستنانُ ذكرٍ غيرِ شرعيٍّ،
فهذا مما يُنهى عنه،
ومع هذا ففي الأدعية الشرعية والأذكار الشرعية
غايةُ المطالبِ الصحيحةِ ونهايةُ المقاصدِ العليَّة ،
ولا يَعدلُ عنها إلى غيرها من الأذكارِ المحدَثة المبتدعةِ
إلاّ جاهلٌ أو مفرِّطٌ أو متعَدٍّ. أ.ه*
* "مجموع الفتاوى" (22/510-511).
والله أعلم .
الإسلام سؤال وجواب
http://islamqa.info/ar/6745
رد: جامع الفتاوى والمقالات عن التصوف والصوفية
[ 55 ]
زعم بعض الصوفية بأن لأهل القبور كرامات
واستدلوا بقوله تعالى في سورة الكهف ((وأما الجدار فكان لغلامين..)) الآية
وقالوا أيضاً لولا أن أباهم ما كان صالحاً ما خرج الكنز
وعدوا هذه من الكرامات له بعد موته،
أرجو الشرح والتوضيح لإزالة الغموض
و نرجو رد دعوى الصوفية الباطلة التي أضلت العباد أيضاً
في ملحوظة في نهاية رسالته نحن في السودان
نعيش في مجتمع تكثر فيه الشركيات والخرافات والبدع
نسأل الله الإنقاذ وبرنامجكم هذا له الدور العظيم في الإنقاذ
وكثيراً من الأسر اتجهت إليه نرجو الإفادة جزاكم الله خيراً؟
ما أقسام أصحاب القبور؟
هل يقدر أهل القبور أن يجلبوا لأنفسهم أو لغيرهم ضراً أو نفعاً؟
ما حكم الدعاء لأهل القبور من الكفار وما هو الدليل على ذلك؟
ما الموقف تجاه قبور الكفار التي قد تخرج منها نوراً أو روائح طيبة أو ماء أو نحو ذلك
هل هذا دليل على صلاح صاحب القبر وأن له كرامة؟
من الذي يجب تقليده في الدين؟
ما هو الميزان في القرآن الكريم لأولياء الله تعالى فنعرفهم به؟
هل يجوز أن نجزم لشخص معين بالولاية لله تعالى؟
كل من كان لله تقياً فهو لله ولياً؟
هل قد يفتن الإنسان بأمور كالتعلق بالقبور والتبرك بالتراب
فيحصل المطلوب فما هو السبب؟
ما حكم دعاء غير الله تعالى؟
ما قصة أصحاب يوم السبت؟
من أنواع الامتحان للصحابة رضي الله عنهم عند تحريم الصيد عليهم
وهو حرم؟
ماذا على المسلم إن تهيأت له أسباب الفعل المحرم؟
الإجابة صوتية
لسماحة الشيخ محمد بن صالح العثيمين
رحمه الله تعالى
http://alandals.net/Node.php?fid=268&id=14017
رد: جامع الفتاوى والمقالات عن التصوف والصوفية
رد: جامع الفتاوى والمقالات عن التصوف والصوفية
[ 57 ]
الطريقة الجشتية من الطرق الصوفية المنحرفة .
السؤال:
ما رأيكم بـ "معين الدين الشستي" ،
والمعروف أيضا باسم :
الخواجه غريب نواز ،
فمن خلال بحثي عن هذا الرجل ظهر لي أنه
كان يصنع المعجزات ،
وأنه تولى رئاسة الهند ،
وأنه ساهم في تحويل الهندوس إلى الإسلام ،
ومما يروى عنه أنه ذهب إلى المدينة المنورة
ذات مرة فتحدث إلى النبي صلى الله عليه وسلم مباشرة..!
فما حقيقة هذا الرجل
حتى نتمكن من توضيح ذلك لمن يذهب إلى قبره
ويدعوه من دون الله ؟
الجواب
الحمد لله
تقدم في جواب السؤال رقم : (143615)
ذكر نبذة مختصرة عن معين الدين الجشتي وعقيدته ،
وأنه رجل صوفي ،
صاحب طريقة من الطرق الصوفية المبتدعة .
والمعروف عن الصوفية غلوهم في مشايخهم ،
مع اختلاق الأكاذيب والحكايات المزورة
لترويج ذلك الغلو ونشره ،
والمعجزات لا تكون إلا لأنبياء الله ورسله ،
أما الكرامات فتكون لأولياء [ الله ] المستقيمين على صراطه المستقيم ،
القوامين لله بالقسط ،
غير المنحرفين ولا المبدلين .
رد: جامع الفتاوى والمقالات عن التصوف والصوفية
راجع جواب السؤال رقم :
(124838) لمعرفة الفرق بين المعجزة والكرامة .
وما يحصل على أيدي
غلاة الصوفية المنحرفين
عن طريق السنة
من خوارق العادات ،
هو من جنس ما يحصل على أيدي المشعوذين
والدجالين والسحرة من ذلك ،
وهو من عمل الشيطان ليضل به الناس ،
فلا يجوز الاغترار به .
رد: جامع الفتاوى والمقالات عن التصوف والصوفية
قال ابن كثير رحمه الله في ترجمة الشيخ يوسف الإقميني :
" كان يلبس ثيابا طوالا تحف على الأرض ،
ويبول في ثيابه ،
ورأسه مكشوفة ،
ويزعمون أن له أحوالا وكشوفا كثيرة ،
وكان كثير من العوام وغيرهم يعتقدون صلاحه وولايته ،
وذلك لأنهم لا يعلمون شرائط الولاية ولا الصلاح ،
ولا يعلمون أن الكشوف قد تصدر من البر والفاجر ،
والمؤمن والكافر ، كالرهبان وغيرهم ،
وكالدجال وابن صياد وغيرهم ،
فلا بد من اختبار صاحب الحال بالكتاب والسنة،
فمن وافق حاله كتاب الله وسنة رسوله
فهو رجل صالح سواء كاشف أو لم يكاشف،
ومن لم يوافق فليس برجل صالح سواء كاشف أم لا.
قال الشافعي:
إذا رأيتم الرجل يمشي على الماء
ويطير في الهواء
فلا تغتروا به حتى تعرضوا أمره
على الكتاب والسنة "
انتهى من "البداية والنهاية"
(13 /251)