هل رؤية الله عز وجل في المنام جائزة أم لا ؟
عرض للطباعة
هل رؤية الله عز وجل في المنام جائزة أم لا ؟
حياك الله أبا البراء .
يمكن أن يكون هذا السؤال محله في مجلس العقيدة .
وعلى كل حال ، فالأمر ممكن وجائز .
قال سعيد بن عثمان الدارمي رحمه الله في نقضه على المريسي ( 2 / 738 تحقيق رشيد الألمعي ) : وإنما هذه الرؤية كانت في المنام ، وفي المنام يمكن رؤية الله تعالى على كل حال وفي كل صورة .
وقال في شرح السنة 12/227-228 : "رؤية الله في المنام جائزة ...
وقال النووي في شرح مسلم 15 / 25 : قال القاضي : واتفق العلماء على جواز رؤية الله تعالى في المنام وصحتها وان رآه الانسان على صفة لا تليق بحاله من صفات الأجسام لأن ذلك المرئي غير ذات الله تعالى إذ لا يجوز عليه سبحانه وتعالى التجسم ولا اختلاف الأحوال بخلاف رؤية النبي صلى الله عليه وسلم .
وقال شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى 3 / 387 : وكذلك الحديث الذي رواه أهل العلم أنه قال : { رأيت ربي في صورة كذا وكذا } يروى من طريق ابن عباس ومن طريق أم الطفيل وغيرهما وفيه { أنه وضع يده بين كتفي حتى وجدت برد أنامله على صدري } هذا الحديث لم يكن ليلة المعراج ، فإن هذا الحديث كان بالمدينة . وفي الحديث : { أن النبي صلى الله عليه وسلم نام عن صلاة الصبح ثم خرج إليهم وقال : رأيت كذا وكذا } وهو في رواية من لم يصل خلفه إلا بالمدينة كأم الطفيل وغيرها ، والمعراج إنما كان من مكة باتفاق أهل العلم ، وبنص القرآن والسنة المتواترة كما قال الله تعالى : { سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى } فعلم أن هذا الحديث كان رؤيا منام بالمدينة كما جاء مفسرا في كثير من طرقه { إنه كان رؤيا منام } مع أن رؤيا الأنبياء وحي لم يكن رؤيا يقظة ليلة المعراج . وقد اتفق المسلمون على أن النبي صلى الله عليه وسلم لما ير ربه بعينيه في الأرض..
والنقولات كثيرة في هذا الباب . والله الموفق لا رب سواه .
وقال العلامة عبد العزيز بن باز رحمه الله لما سئل : ما حكم من يدعي أنه قد رأى رب العزة في المنام ؟ وهل كما يزعم البعض أن الإمام أحمد بن حنبل قد رأى رب العزة والجلال في المنام أكثر من مائة مرة ؟ .
ج : ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وآخرون أنه يمكن أنه يرى الإنسان ربه في المنام ، ولكن يكون ما رآه ليس هو الحقيقة؛ لأن الله لا يشبهه شيء سبحانه وتعالى ، قال تعالى ( : لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ) فليس يشبهه شيء من مخلوقاته ، لكن قد يرى في النوم أنه يكلمه ربه ، ومهما رأى من الصور فليست هي الله جل وعلا؛ لأن الله لا يشبهه شيء سبحانه وتعالى ، فلا شبيه له ولا كفو له . وذكر الشيخ تقي الدين رحمه الله في هذا أن الأحوال تختلف بحسب حال العبد الرائي ، وكل ما كان الرائي من أصلح الناس وأقربهم إلى الخير كانت رؤيته أقرب إلى الصواب والصحة ، لكن على غير الكيفية التي يراها ، أو الصفة التي يراها؛ لأن الأصل الأصيل أن الله لا يشبهه شيء سبحانه وتعالى . ويمكن أن يسمع صوتا ويقال له كذا وافعل كذا ، ولكن ليس هناك صورة مشخصة يراها تشبه شيئا من المخلوقات؛ لأنه سبحانه ليس له شبيه ولا مثيل سبحانه وتعالى ، وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه رأى ربه في المنام ....
وقد سئل العلامة ابن عثيمين رحمه الله في اللقاء المفتوح :
بالنسبة لرؤية الله عزوجل هل يصح القول بأنها يمكن أن تقع لأي مؤمن من المؤمنين ؟
الجواب : رؤية الله تعالى في المنام ـ في الدنيا ـ طبعا لأن الآخرة ليس فيها نوم ، هذه جاءت في حديث اختصام الملأ الأعلى الذي أخرجه أهل السنن أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى ربه في المنام . ورؤية الله لغير النبي لاأعلم أنها ثابتة ولاأدري تقع أم لا ؟ لكنه قد ذكر أن الإمام أحمد ـ رحمه الله ـ رأى ربه في المنام . وذكر شيخ الإسلام أن الإنسان قد يرى ربه في المنام وذلك بأن الله سبحان وتعالى يضرب له مثلا بحسب تمسكه بالدين ، يعني يراه رؤية حسنة يكون في ذلك مساعدة له على التمسك بالدين فالله تعالى أعلم .( اللقاء المفتوح 30/17 ).
بارك الله فيك شيخنا ، إن كانت الرؤية ممكنة فهل يخدمها الدليل ؟
واعلموا أن أحدا منكم لن يرى ربه حتى يموت
هذه أخي بو قاسم ، في رؤيا العين في حال اليقظة ، وكلامنا عن المنام ، بارك الله فيك .
وقد نقلت لكم كلام العلماء والاتفاق كما ذكره النووي عن القاضي ، وغير ذلك .
والدليل قد ذكره شيخ الإسلام وغيره حديث اختصام الملاْ الأعلى ، وأن النبي قد رأى ربه ، في الكلام الذي نقلته ، فهلا دققتم فيه قليلا ، نفع الله بكم .
ومما قال شيخ الإسلام أيضا : ومن رأى الله عز وجل في المنام فإنه يراه في صورة من الصور بحسب حال الرائي إن كان صالحا رآه في صورة حسنة ؛ ولهذا رآه النبي صلى الله عليه وسلم في أحسن صورة . و " المشاهدات " التي قد تحصل لبعض العارفين في اليقظة كقول ابن عمر لابن الزبير لما خطب إليه ابنته في الطواف : أتحدثني في النساء ونحن نتراءى الله عز وجل في طوافنا وأمثال ذلك إنما يتعلق بالمثال العلمي المشهود لكن رؤية النبي صلى الله عليه وسلم لربه فيها كلام ليس هذا موضعه ؛ فإن ابن عباس قال : رآه بفؤاده مرتين .
شيخنا وهل يقاس آحاد الناس على رؤية النبي صلى الله عليه ربه في حديث الملأ الأعلى على ما فيه من مقال .
تذاكرنا هذا المسألة قديما، ولعلي أذكر-إلم أكن واهما-، أن شيخ الإسلام ابن تيمية نقل الاتفاق على ذلك، فليحرر.
ومن المسائل التي تثري البحث أيضًا، هي تخريج الحديث مستوفًا هنا، أعني: حديث اختصام الملأ الأعلى، ولننظر فيه سويًا، ولعل أخونا الفاضل الكريم أبو البراء يتحفنا به قريبًا.
وكذا أيضًا، ما اشتهر عن العلماء والصالحين، في كونهم رأوا ربهم في المنام، فهذا مهم، وله حظ من الاعتبار، والله أعلم.
قول النبي واعلمواأن أحدا منكم لن يرى ربه حتى يموت يشمل اليقظة و المنام على العموم و حديث رأيت ربي في صورة لا يصح
ثم إن كان النبي رءا فهل هذا خاص به أم لا ثم ماذا رأى و الشيخ بن باز قال يمكن سماع كلام و نفى رؤية الله بدليل ليس كمثله شيء و النووي و غيره جوزوا ثم تكلموا في ما يرى فالحاصل أنه لا يمكن رؤية الله في الدنيا
من الملاحظ أنه لم ينقل عن أحد من الصحابة والتابعين أو أحد من أصحاب القرون الفاضلة رؤية الله في المنام ، وظني أن أول من نقل عنه الإمام أحمد مع الاختلاف في ثبوت ذلك إليه .
ولا يغفل أن من العلماء من قال أن رؤية الله في المنام على فرض صحة حديث اختصام الملأ الأعلى ، خاص بالنبي صلى الله عليه وسلم كما نقل عن علي بن برهان الدين الحلبي وأبي منصور الماتريدي .
ولو سلمنا لجواز الرؤية فالذي يرى الله في منامه على أي صفة يراه ؟
بارك الله فيكم : وهل يستقيم الكلام في صفة الرؤية بحيث نفتح الباب على مصرعيه لكل من أراد أن يقول : أني رأيت ربي على شكل كذا أو كذا وقال لي وقلت له، والكل يعلم الصوفية وما فيهم من تخبط وخزعبلات ، فسؤالي ألا يقال في مثل هذا يمنع سدًا للذريعة ؟
نعم ، حديث اختصام الملأ فيه مقال ، لكن كلام ابن عباس يثبت ذلك في المنام .
وحكى القاضي الإجماع .
بارك الله فيك شيخنا :
كلام ابن عباس في رؤية النبي صلى الله عليه وسلم ربه فيعود الأمر لما قلته من قبل هل يصح القياس ؟
أما الإجماع فظني أنه لا يقوم مع ما قيل بالخصوصية وعدم ثبوت دليل صحيح صريح في المسألة والله أعلم فما رأيكم دام فضلكم ؟
أما الخصوصية فدعوى لا دليل عليها ، والأصل عدمها إلا أن يأتي دليل بشأنها ينص عليها . والله أعلم .
وهذا الدارمي وهو يقرر عقيدة السلف ، ويرد على أهل البدع يقول : وإنما هذه الرؤية كانت في المنام ، وفي المنام يمكن رؤية الله تعالى على كل حال وفي كل صورة .
L
قَالَ الْإِمَامُ سَعِيدُ بْنُ عُثْمَانَ الدَّارِمِيُّ رحمه الله: ((وَإِنَّمَا هَذِهِ الرُّؤْيَةُ كَانَتْ فِي الْمَنَامِ؛ وَفِي الْمَنَام يُمْكِنُ رُؤْيَةُ اللَّهِ تَعَالَى عَلَى كُلِّ حَالٍ وَفِي كُلِّ صُورَةٍ([1])))اهـ.
وَقَالَ الْإِمَامُ الْبَغَوِيُّ رحمه الله: ((رُؤْيَةُ اللَّهِ فِي الْمَنَامِ جَائِزَةٌ، قَالَ مُعَاذٌ: عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، «إِنِّي نَعَسْتُ فَرَأَيْتُ رَبِّي».
وَتَكُونُ رُؤْيَتُهُ جَلَّتْ قُدْرَتُهُ ظُهُورَ الْعَدْلِ، وَالْفَرَجِ، وَالْخِصْبِ، وَالْخَيْرِ لأَهْلِ ذَلِكَ الْمَوْضِعِ، فَإِنْ رَآهُ فَوَعَدَ لَهُ جَنَّةً، أَوْ مَغْفِرَةً، أَوْ نَجَاةً مِنَ النَّارِ، فَقَوْلُهُ حَقٌّ، وَوَعْدُهُ صِدْقٌ، وَإِنْ رَآهُ يَنْظُرُ إِلَيْهِ، فَهُوَ رَحْمَتُهُ، وَإِنْ رَآهُ مُعْرِضًا عَنْهُ، فَهُوَ تَحْذِيرٌ مِنَ الذُّنُوبِ، لِقَوْلِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: {أُولَئِكَ لَا خَلَاقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [آل عمران: 77].
وَإِنْ أَعْطَاهُ شَيْئًا مِنْ مَتَاعِ الدُّنْيَا فَأَخَذَهُ، فَهُوَ بَلاءٌ، وَمِحَنٌ، وَأَسْقَامٌ تُصِيبُ بَدَنَهُ، يَعْظُمُ بِهَا أَجْرُهُ([2])))اهـ.
وَقَدْ نَقَلَ الْقَاضِي عِيَاضٌ رحمه الله اتِّفَاقَ الْعُلَمَاءِ عَلَى ذَلِكَ.
قَالَ الْقَاضِي عِيَاضٌ رحمه الله: ((وَلَمْ يَخْتَلِفِ الْعُلَمَاءُ فِي جَوَازِ صِحَّةِ رُؤْيَةِ اللهِ فِي الْمَنَامِ([3])))اهـ.
وَقَالَ شَيْخُ الْإِسْلَامِ ابْنُ تَيْمِيَّةَ رحمه الله: ((وَمَا زَالَ الصَّالِحُونَ وَغَيْرُهُمْ يَرَوْنَ رَبَّهُمْ فِي الْمَنَامِ وَيُخَاطِبُهُمْ ، وَمَا أَظُنُّ عَاقِلًا يُنْكِرُ ذَلِكَ؛ فَإِنَّ وُجُودَ هَذَا مِمَّا لَا يُمْكِنُ دَفْعُهُ؛ إِذِ الرُّؤْيَا تَقَعُ لِلْإِنْسَانِ بِغَيْرِ اخْتِيارِهِ، وَهَذِهِ مَسْأَلَةٌ مَعْرُوفَةٌ، وَقَدْ ذَكَرَهَا الْعُلَمَاءُ مِنْ أَصْحَابِنَا وَغَيْرِهِمْ فِي أُصُولِ الدِّينِ، وَحَكَوْا عَنْ طَائِفَةٍ مِنَ الْمُعْتَزِلَةِ وَغَيْرِهِمْ، إِنْكَارَ رُؤْيَةِ اللهِ، وَالنَّقْلُ بِذَلِكَ مُتَوَاتِرٌ عَمَّنْ رَأَى رَبَّهُ فِي الْمَنَامِ؛ وَلَكِنْ لَعَلَّهُمْ قَالُوا: لَا يَجُوزُ أَنْ يَعْتَقِدَ أَنَّهُ رَأَى رَبَّهُ فِي الْمَنَامِ؛ فَيَكُونُونَ قَدْ جَعَلُوا مِثْلَ هَذَا مِنْ أَضْغَاثِ الْأَحْلَامِ، وَيَكُونُونَ مِنْ فَرْطِ سَلْبِهِمْ وَنَفْيهِمْ، نَفَوْا أَنْ تَكُونَ رُؤْيَةُ اللهِ فِي الْمَنَامِ رُؤْيَةً صَحِيحَةً كَسَائِرِ مَا يُرَى فِي الْمَنَامِ، فَهَذَا مِمَّا يَقُولُهُ الْمُتَجَهِّمَة ُ، وَهُوَ بَاطِلٌ مُخَالِفٌ لِمَا اتَّفَقَ عَلَيْهِ سَلَفُ الْأُمَّةِ وَأَئِمَّتُهَا؛ بَلْ وَلِمَا اتَّفَقَ عَلَيْهِ عَامَّةُ عُقَلَاءِ بَنِي آدَمَ، وَلَيْسَ فِي رُؤْيَةِ اللهِ فِي الْمَنَامِ نَقْصٌ وَلَا عَيْبٌ يَتَعَلَّقُ بِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى؛ وَإِنَّمَا ذَلِكَ بَحَسَبِ حَالِ الرَّائِي، وَصِحَّةِ إِيمَانِهِ وَفَسَادِهِ، وَاسْتِقَامَةِ حَالِهِ وَانْحِرَافِه.
وَقَوْلُ مَنْ يَقُولُ: مَا خَطَرَ بِالْبَالِ، أَوْ دَارَ فِي الْخَيَالِ فَاللهُ بِخِلَافِهِ، وَنَحْوَ ذَلِكَ؛ إِذَا حُمِلَ عَلَى مِثْلِ هَذَا كَانَ مَحْمَلًا صَحِيحًا، فَلَا نَعْتَقِدُ أَنَّ مَا تَخَيَّلَهُ الْإِنْسَانُ فِي مَنَامِهِ أَوْ يَقَظَتِهِ مِنَ الصُّورِ، أَنَّ اللهَ فِي نَفْسِهِ مِثْلُ ذَلِكَ، فَإِنَّهُ لَيْسَ هُوَ فِي نَفْسِهِ مِثْلَ ذَلِكَ؛ بَلْ نَفْسُ الْجِنِّ وَالْمَلَائِكَة ِ، لَا يَتَصَوَّرُهَا الْإِنْسَانُ، وَيَتَخَيَّلُهَ ا عَلَى حَقِيقَتِهَا، بَلْ هِيَ عَلَى خِلَافِ مَا يَتَخَيَّلُهُ، وَيَتَصَوَّرُهُ فِي مَنَامِهِ وَيَقَظَتِهِ([4])))اهـ.
وَقَالَ شَيْخُ الْإِسْلَامِ – أَيْضًا - رحمه الله: ((وَمَنْ رَأَى اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ فِي الْمَنَامِ فَإِنَّهُ يَرَاهُ فِي صُورَةٍ مِنَ الصُّوَرِ بِحَسَبِ حَالِ الرَّائِي؛ إِنْ كَانَ صَالِحًا رَآهُ فِي صُورَةٍ حَسَنَةٍ؛ وَلِهَذَا رَآهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَحْسَنِ صُورَةٍ([5])))اهـ.
وَقَالَ – أَيْضًا- رحمه الله: ((وَقَدْ يَرَى الْمُؤْمِنُ رَبَّهُ فِي الْمَنَامِ فِي صُوَرٍ مُتَنَوِّعَةٍ عَلَى قَدْرِ إِيمَانِهِ وَيَقِينِهِ؛ فَإِذَا كَانَ إِيمَانُهُ صَحِيحًا لَمْ يَرَهُ إِلَّا فِي صُورَةٍ حَسَنَةٍ، وَإِذَا كَانَ فِي إِيمَانِهِ نَقْصٌ رَأَى مَا يُشْبِهُ إِيمَانَهُ([6])))اهـ.
وَقَالَ أَيْضًا رحمه الله: ((فَالْإِنْسَانُ قَدْ يَرَى رَبَّهُ فِي الْمَنَامِ، وَيُخَاطِبُهُ، فَهَذَا حَقٌّ فِي الرُّؤْيَا، وَلَا يَجُوزُ أَنْ يَعْتَقِدَ أَنَّ اللهَ تَعَالَى فِي نَفْسِهِ، مِثْلَ مَا رَأَى فِي الْمَنَامِ؛ فَإِنَّ سَائِرَ مَا يُرَى فِي الْمَنَامِ لَا يَجِبُ أَنْ يَكُونَ مُمَاثِلًا([7])))اهـ.
وَقَالَ الْحَافِظُ ابْنُ حَجَرٍ رحمه الله: ((جَوَّزَ أَهْلُ التَّعْبِيرِ رُؤْيَةَ الْبَارِي عَزَّ وَجَلَّ فِي الْمَنَامِ مُطْلَقًا، وَلَمْ يُجْرُوا فِيهَا الْخِلَافَ فِي رُؤْيَا النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَجَابَ بَعْضُهُمْ عَنْ ذَلِكَ بِأُمُورٍ قَابِلَةٍ لِلتَّأْوِيلِ فِي جَمِيعِ وُجُوهِهَا؛ فَتَارَةً يُعَبَّرُ بِالسُّلْطَانِ وَتَارَةً بِالْوَالِدِ وَتَارَةً بِالسَّيِّدِ وَتَارَةً بِالرَّئِيسِ فِي أَيِّ فَنٍّ كَانَ، فَلَمَّا كَانَ الْوُقُوفُ عَلَى حَقِيقَةِ ذَاتِهِ مُمْتَنِعًا، كَانَتْ رُؤْيَاهُ تَحْتَاجُ إِلَى تَعْبِيرٍ دَائِمًا بِخِلَافِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم فَإِذا رؤى عَلَى صِفَتِهِ الْمُتَّفَقِ عَلَيْهَا - وَهُوَ لَا يَجُوزُ عَلَيْهِ الْكَذِبُ - كَانَتْ فِي هَذِهِ الْحَالَةِ حَقًّا مَحْضًا لَا يَحْتَاجُ إِلَى تَعْبِيرٍ
وَقَالَ الْغَزَّالِيُّ . . . وَمِثْلُ ذَلِكَ مَنْ يَرَى اللَّهَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى فِي الْمَنَامِ فَإِنَّ ذَاتَهُ مُنَزَّهَةٌ عَنِ الشَّكْلِ وَالصُّورَةِ، وَلَكِنْ تَنْتَهِي تَعْرِيفَاتُهُ إِلَى الْعَبْدِ بِوَاسِطَةِ مِثَالٍ مَحْسُوسٍ مِنْ نُورٍ أَوْ غَيْرِهِ، وَيَكُونُ ذَلِكَ الْمِثَالُ حَقًّا فِي كَوْنِهِ وَاسِطَةً فِي التَّعْرِيفِ؛ فَيَقُولُ الرَّائِي: "رَأَيْتُ اللَّهَ تَعَالَى فِي الْمَنَامِ" لَا يَعْنِي أَنِّي رَأَيْتُ ذَاتَ اللَّهِ تَعَالَى كَمَا يَقُولُ فِي حَقِّ غَيره.
وَقَالَ أَبُو الْقَاسِم الْقُشَيْرِيُّ مَا حَاصِلُهُ: إِنَّ رُؤْيَاهُ عَلَى غَيْرِ صِفَتِهِ لَا تَسْتَلْزِمُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ هُوَ؛ فَإِنَّهُ لَوْ رَأَى اللَّهَ عَلَى وَصْفٍ يَتَعَالَى عَنْهُ وَهُوَ يَعْتَقِدُ أَنَّهُ مُنَزَّهٌ عَنْ ذَلِكَ، لَا يَقْدَحُ فِي رُؤْيَتِهِ، بَلْ يَكُونُ لِتِلْكَ الرُّؤْيَا ضَرْبٌ مِنَ التَّأْوِيلِ([8])))اهـ كلام ابن حجر.
وَقَالَ الْعَلَّامَةُ ابْنُ بَازٍ رحمه الله، وَقَدْ سُئِلَ: مَا حُكْمُ مَنْ يَدَّعِي أَنَّهُ قَدْ رَأَى رَبَّ الْعِزَّةِ فِي الْمَنَامِ؟ وَهَلْ كَمَا يَزْعُمُ الْبَعْضُ أَنَّ الْإِمَامَ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ قَدْ رَأَى رَبَّ الْعِزَّةِ وَالْجَلَالِ فِي الْمَنَامِ أَكْثَرَ مِنْ مِئَةِ مَرَّةٍ؟
فَأَجَابَ رحمه الله: ((ذَكَرَ شَيْخُ الْإِسْلَامِ ابْنُ تَيْمِيَّةَ رحمه الله وَآخَرُونَ أَنَّهُ يُمْكِنُ أَنْ يَرَى الْإِنْسَانُ رَبَّهُ فِي الْمَنَامِ؛ وَلَكِنْ يَكُونُ مَا رَآهُ لَيْسَ هُوَ الْحَقِيقَةُ؛ لِأَنَّ اللهَ لَا يُشْبِهُهُ شَيْءٌ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، قَالَ تَعَالَى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}، فَلَيْسَ يُشْبِهُهُ شَيْءٌ مِنْ مَخْلُوقَاتِهِ، لَكِنْ قَدْ يَرَى فِي النَّوْمِ أَنَّهُ يُكَلِّمُهُ رَبُّهُ، وَمَهْمَا رَأَى مِنَ الصُّوَرِ فَلَيْسَتْ هِيَ اللهُ جَلَّ وَعَلَا؛ لِأَنَّ اللهَ لَا يُشْبِهُهُ شَيْءٌ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، فَلَا شَبِيهَ لَهُ وَلَا كُفْءَ لَهُ([9])))اهـ.
وَقَدْ وَرَدَ نَحْوُ هَذَا عَنِ الْعَلَّامَةِ ابْنِ عُثَيْمِينَ، وَالْعَلَّامَةِ صَالِحِ آلِ الشَّيْخِ، وَالْعَلَّامَةِ الْبَرَّاكِ، وَالْعَلَّامَةِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الرَّاجِحِيِّ، وَغَيْرِهِمْ.
وَسُئِلَ الشَّيْخُ الْأَلْبَانِيُّ رحمه الله عَنْ رُؤْيَةِ اللهِ تَعَالَى فِي الْمَنَامِ، وَهَلْ هِيَ مِنْ خُصُوصِيَّاتِهِ صلى الله عليه وسلم أَمْ لَا؟ حَيْثُ يَكْثُرُ فِي كُتُبِ التَّرَاجِمِ: رَأَيْتُ رَبِّي وَرَأَى فُلَانٌ رَبَّهُ.
فَأَجَابَ رحمه الله: ((لَيْسَ هُنَاكَ مَا يَدُلُّ عَلَى الْخُصُوصِيَّةِ ([10])))اهـ.
[1])) ((الرد على المريسي)) (2/ 738).
[2])) ((شرح السنة)) (12/ 227).
[3])) ((إكمال المعلم شرح صحيح مسلم)) (7/ 220).
[4])) ((بيان تلبيس الجهمية)) (1/ 326- 328).
[5])) ((مجموع الفتاوى)) (5/ 251).
[6])) السابق (3/ 390).
[7])) ((بيان تلبيس الجهمية)) (1/ 326).
[8])) ((فتح الباري)) (12/ 388).
[9])) ((مجموع فتاى ابن باز)) (6/ 367).
[10])) ((سلسلة الهدى والنور)) شريط (411).
أخانا أبا البراء، لقد نقل بعض الأئمة الإجماع على جواز رؤية الله تعالى في المنام؛ فالمطلوب منك البحث حتى تأتي بمخالف في ذلك من الأئمة، وإلا فأنت محجوج بالإجماع
أخانا الفاضل محمد بن طه بن شعبان بارك الله فيك ورزقني التجرد
لكن ما نقل من اجماع فهو في جواز الرؤية وراجع ما نقلته فضيلتكم عن القاضي عياض، ولم نعترض في جوازها عقلًا لكن نقاشي في دليلها شرعًا ، ثانيًا مسألة الإجماع هل يشترط أن يكون لها مستند أم لا ؟ ثالثًا هل قول ناقل الإجماع اتفق العلماء على كذا يعد إجماعًا أم ماذا ؟ رابعًا ما نقل من إجماع فهو إجماعًا سكوتيًا أو ظنيًا وهو ما نقل من بعض العلماء بالنص ولا يعرف رأي الباقين من مجتهدي الأمة، وهذا ما قال عنه الإمام أحمد : (من ادعى الإجماع فهو كاذب ، وما يدريه أن الناس اجتمعوا) .
وأخيرًا أنا لم أتناقش مجادلًا لكني متعلمًا بارك الله في الجميع .
كما لا يغفل باقي ما أُشْكِلَ على مسألة الرؤية بارك الله فيكم .
معلومة: المسألة الأصولية التي يبحثها علماء الأصول؛ وهي: هل لا بد للإجماع أن يكون له مستند أم لا؟
هذه المسألة لا يُطعن بها على الإجماعات المنقولة؛ لأن العلماء يبحثون في هذه المسألة: هل الإجماعات المنقولة لها مستند أم لا؟
فبعضهم ذهب إلى أن الإجماعات لا بد لها من مستند، وآخرون ذهبوا إلا أنه لا يلزم لها مستند؛ فهذه مسألة نظرية؛ لا يطعن بها العلماء على الإجماعات المنقولة.
بمعنى أنك لن تجد عالمًا يطعن في إجماع منقول، بقوله: "هذا الإجماع ليس له مستند".
إذًا هذه مسألة خارج محل النقاش.
لابد في الإجماع من مستند ، فلا ينعقد إجماع بدون مستند ، وهو الدليل المعتمد عليه في الإجماع ؛ بل حكى سيف الدين الآمدي _ رحمه الله _ في كتابه : " الإحكام في أصول الأحكام " الاتفاق على اشتراط المستند ، فقال : " اتفق الكل على أن الأمة لا تجتمع على الحكم إلا عن مأخذ ومستند يوجب اجتماعهما ، خلافا لطائفة شاذة " .
يقصد سيف الدين الآمدي : أن القول بانعقاد الإجماع بدون مستند قول شاذ لا يصح ، والإجماع على خلافه ؛ إذ يستحيل أن يجمع العلماء على حكم من غير مستند ، وإلا لكان اجتماعهم من باب قوله تعالى : (( أم تقولون على الله ما لا تعلمون )) !!
لقد عقد الشيخ سعد بن ناصر الشثري مبحثًا في كتابه الماتع : (قوادح الاستدلال بالإجماع (175 - 188)سماه : (المقصود بهذا الاعتراض) وقال إذا استدل المستدل على ما ذهب إليه بدليل من الإجماع فعارضه المعترض بأن هذا الإجماع لا مستند له ، والإجماع الذي لا مستند له لا يعتبر دليلًا شرعيًا فلا يصح لك الاستدلال به ، وقد دل على عدم اعتباره كذا وكذا من الأدلة .
قلت : (أبو البراء) عنيت أن هذا وارد في كلامهم لذا ذكره الشيخ حفظه الله .
أبا البراء، أنت للمرة الثانية تخرج عن الموضوع؛ فهذا الكلام الذي نقلتَه صحيح، وهو لا علاقة له بما نحن فيه؛ فالإجماع انعقد وقد تم الأمر؛ والعلماء يبحثون: هل هذا الإجماع المنعقد الصحيح عند الجميع الذي فُرغ من صحته، لا بد له من مستند أم لا يلزم له ذلك؟
إذًا، هم لا يطعنون به في الإجماع؛ وإنما يقولون هذا الإجماع له مستند.
ومما يوضح لك ذلك أمران:
الأول: أن العلماء الذين يقولون: لا يلزم مستند للإجماع، يحتجون على الفريق الآخر بإجماعات ليس لها مستند، ثم تجد الفريق الآخر يردون عليهم إما بإحضار من خالف في المسألة - وعليه فليس هناك إجماع - وإما يأتون بمستند للإجماع الذي زعموا بأن ليس له مستند.
ولو كانت هذه المسألة يُطعن بها على الإجماع، لقال لهم الفريق الآخر: "هذا الاحتجاج لا يلزمنا؛ لأنا لا نقر بأنه إجماع لأن ليس له دليل".
بل لو كانت هذه المسألة يُطعن بها على الإجماع، لَمَا احتج القائلون بغير المستند بإجماعات ليس لها مستند؛ لأنها ليست حجة أصلًا عند الفريق الآخر.
فلما احتجوا عليهم بإجماعات ليس لها مستند، ولم يقل لهم الآخرون لا تلزمنا هذه الإجماعات؛ بل سعوا لإحضار أدلة لهذه الإجماعات أو ذكر من خالف في المسألة من العلماء، عُلِمَ أنه لا يُطعن في الإجماع الصحيح بقولهم: "ليس له مستند".
الأمر الثاني: أنك لا تجد عالمًا طعن في الإجماع بقوله: "ليس له مستند"
وأرجو إن كان هذا موجودًا - أعني أن عالمًا طعن في إجماع ما بحجة أن ليس له مستند - إن كان هذا موجودًا فأتحفنا به.
ومما لفت نظري أثناء البحث أن القاضي عياض الذي نقل اتفاق العلماء على جواز رؤية الله في المنام هو هو الذي نقل التوقف في مسألة رؤية النبي صلى الله عليه وسلم ربه رؤيا عين ليلة الإسراء حيث قال : قال القاضي عياض: (ووقف بعض مشايخنا في هذا، وقال: ليس عليه دليل واضح، ولكنه جائز أن يكون) .
وقال أيضًا : (وأما وجوبه لنبينا صلى الله عليه وسلم والقول بأنه رآه بعينه، فليس فيه قاطع أيضا، ولا نص، إذ المعول فيه على آية النجم والتنازع فيهما مأثور والاحتمال لهما ممكن ولا أثر قاطع متواتر عن النبي صلى الله عليه وسلم بذلك) . انظر الشفا (1/261) .
فهل يصح أن نقول بمثل قوله في مسألتنا هذا أم ماذا ؟
خلاصة القول أبا البراء: إن كنت تظن أن مسألة المستند للإجماع، يُطعن بها في الإجماع المنقول؛ فلا بد أن تأتي بأحد قبلك طعن في إجماع بقوله: "ليس له مستند".
فإن لم تجد، فعليك أن تأتي بأحد خالف الإجماع الذي نقله القاضي عياض في هذه المسألة.
فإن لم تجد، فعليك أن تُسَلِّم لهذا الإجماع.
نقلًا من كتاب قوادح الإجماع في ثنايا كلامه عن المسألة المشار إليها قال : (قال المستدل تجوز المخارجة وهي أن يضرب السيد على المملوك خراجًا معلومًا يؤديه وما فضل للعبد إذا اتفقا عليها والدليل على ذلك الإجماع - إلى أن قال - قال المعترض هذا إجماع لا مستند له فلا يصح الاستدلال به ويدل على ذلك كذا وكذا ويقيم الأدلة على عدم الصحة . انظر الإحكام للآمدي (1/378) .
أبا البراء أراك تتعلق بكل قول، حتى لو كان ضعيفًا، أريد كلامًا عمليًّا للأئمة طعنوا به في إجماعات صحيحة
بارك الله فيك ونفعنا بك
يا أبا أسماء أنا عنيت من النقاش والحوار الإفادة دون التعصب لرأي بعينه وتبنيت الرأي المخالف وذكر الإشكالات والاعتراضات الواردة أو التي قد تقع في الذهن من باب إثراء الموضوع وفقط وليس للجدال وغيره فعلك توافقني أننا سعينا للبحث عن كثير من المسائل أثناء المناقشة والتمس لي العذر إن كنت أسئت الأدب في النقاش .
عذرا على التأخير في الرد ، لكن ظننت أن الموضوع انتهى النقاش فيه ، ولما فتحت الموضوع ـ الآن ـ وجدت بعض النقولات منكما ـ نفع الله بكما ـ ومما لفت انتباهي أن القاضي عياض لم يتوقف ـ كما قال أخونا الحبيب أبو البراء ـ بل نقل عن بعض شيوخه فقال :(ووقف بعض مشايخنا في هذا ....إلخ .
وهو يتكلم عن رؤية النبي لربه بالعين في اليقظة ، وهي محل خلاف كما تعلمون ، والأرجح عمد رؤيته يقظة ، وكلامنا هنا عن الرؤية في المنام ، وحكى القاضي الاتفاق ، وانعقد الاجماع ، ولا يقال هنا ـ إذا ثبت الإجماع ـ أين دليله ؟ وهل لابد من دليل للإجماع مسألة نظرية ـ كما قال أخونا الحبيب أبو يوسف ـ وإن كان الراجح أن الإجماع لابد له من مستند
، والدليل على الإجماعات موجود ؛ إما نصا أو استنباطا ، وقد يخفى المستند على المستدل ، ولا يكون أمامه إلا الإجماع ، وقد لا يخفى على المستدل ، لكن يأتي بالإجماع لقطع النزاع ، وقد يكون المستند ظاهرا بينا ، أو خفيا غير ظاهر ، وربما يعلمه من يعلمه ، ويجهله من يجهله .
[quote=محمد طه شعبان;734289]
وَقَالَ الْغَزَّالِيُّ ....
فَأَجَابَ رحمه الله: ((لَيْسَ هُنَاكَ مَا يَدُلُّ عَلَى الْخُصُوصِيَّةِ ))اهـ.
الغزالي ، في ضبطه خلاف مشهور ، والميل إلى التخفيف . ( خفف علينا يا أبا يوسف ) ابتسامة .
وقد ذكرت في أثناء الكلام أنه لا دليل على الخصوصية ، فالحمد لله على توفيقه .
ثم وجدت المسألة قد بحثت قبل ، هنا :
http://majles.alukah.net/t25246/
وهنا أيضا : http://majles.alukah.net/t4916/
بارك الله في مشايخنا ؛ لكن يبدو أني لم استطع أن أُصِل ما أردت وهو النقاش وذكر الإشكالات الواردة في المسألة ، أو أن مشايخنا لم يتابعوا كل التعليقات ، بارك الله في الجميع .
غفرالله لنا جميعًا
اللهم آمين
وسئل فضيلة الشيخ: محمد بن صالح بن عثيمين. كما في لقاء الباب المفتوح هذا السؤال.
السؤال: هل صحيح ما يروى عن الإمام أحمد بن حنبل -رحمه الله- أنه رأى ربه في المنام؟ وإذا كان صحيحًا فكيف كانت الرؤية؟
الجواب:
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. أما بعد: فهذه مسألة عظيمة: وهي رؤية الله سبحانه وتعالى. فرؤية الله تعالى في الآخرة أمر ثابت بالقرآن، والسنة، وإجماع السلف ولكن هل إذا رؤي يدرك؟! الجواب: لا، لأن الله قال: لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار [الأنعام:103] سبحانه وتعالى. وكم من شيء نراه ولا ندركه، إما لصغره، وإما لبعده، وإما لغير ذلك من الأسباب! فالله عز وجل يرى ولا يدرك. ولا حاجة إلى سرد الأدلة كلها في ذلك؛ ولكن نشير إشارة يسيرة: يقول الله تبارك وتعالى: وجوه يومئذ ناضرة * إلى ربها ناظرة [القيامة:22-23]. فالأولى بالضاد بمعنى: حسنة. والثانية: بالظاء بمعنى: النظر بالعين. وهذا يكون في المؤمنين؛ لأنه قال في مقابل ذلك: ووجوه يومئذ باسرة * تظن أن يفعل بها فاقرة [القيامة:24-25]. وقال تعالى في الكفار: كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون [المطففين:15]: مفهومها: أن غير الكفار غير محجوبين. وفي السنة المتواترة: أن الله تعالى يرى: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إنكم سترون ربكم كما ترون القمر ليلة البدر، لا تضامون في رؤيته، فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وصلاة قبل غروبها فافعلوا) فالأولى: صلاة العصر، والثانية: صلاة الفجر. والأحاديث في ذلك كثيرة ومتواترة. وأما السلف فمجمعون على ذلك. هذا في الآخرة.
أما في الدنيا فإن الله لا يرى، ولقد سأل موسى عليه الصلاة والسلام وهو أحد أولي العزم من الرسل، سأل ربه أن ينظر إليه: قال رب أرني أنظر إليك قال لن تراني ولكن انظر إلى الجبل فإن استقر مكانه فسوف تراني فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا [الأعراف:143] اندك الجبل بمجرد أن تجلى الرب له، فلما رأى موسى هذا المنظر خر صعقا، وغشي عليه من هول ما رأى، وعلم أنه لا يمكن أن يرى ربه؛ لأنه إذا كان الجبل لم يستطيع أن يبقى على ما هو عليه حين تجلى له الرب عز وجل، فإن الإنسان من باب أولى. ففي الدنيا لا يرى الله، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (واعلموا أنكم لن تروا ربكم حتى تموتوا).
بقي هل يمكن أن يرى الله في المنام؟ نقول: أما النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقد رأى ربه في المنام. وأما غيره ففي النفس شيء من ذلك، حتى ما يروى عن الإمام أحمد في نفسي منه شيء؛ لأن عموم قوله صلى الله عليه وسلم: (واعلموا أنكم لن تروا ربكم حتى تموتوا) يشمل اليقظة والمنام، وإذا كان يشمل هذان فلا يمكن أن نقول: إنه يمكن أن يرى في المنام! وإذا رؤي في المنام فكيف يرى؟! إذا كان الشيطان لا يتمثل بالنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فلن يتمثل بالله! وأنت إذا رأيت الله سبحانه وتعالى على ما هو عليه في المنام فلست أدري، وأنا في شك مما يروى عن الإمام أحمد أو غيره أنه رأى الله عز وجل. وأما في الآخرة فإن المؤمنين يرون ربهم، نسأل الله أن يجعلنا وإياكم منهم.
السائل: أليس صحيحًا ذلك عن الإمام أحمد؟
الشيخ: والله أنا في شك. ا.ه.
وسئل أيضًا سؤالاً آخر وفي لقاء الباب المفتوح
السؤال: هل يرى الله في المنام؟
الجواب:
إن الله سبحانه وتعالى يعلم بما أوحاه إلى نبيه صلى الله عليه وسلم, فالقرآن كلام الله كأنما يخاطبك الله به, كما قال عز وجل: وأنزلنا إليكم نورا مبينا [النساء:174] هذا يكفيك عن رؤية الله, ورؤية الله في الدنيا يقظة لا تمكن, حتى موسى عليه الصلاة والسلام وهو من أولي العزم من الرسل لما سأل الله الرؤية, قال الله له: لن تراني [الأعراف:143] أي: لا يمكن أن تصبر على رؤيته, ثم ضرب له مثلا فقال: انظر إلى الجبل فإن استقر مكانه فسوف تراني فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا [الأعراف:143] صار الجبل كالرمل حينئذ خر موسى صعقا, وعلم أنه ليس بإمكانه أن يرى الله عز وجل.
أما رؤيته في المنام فقد رأى النبي صلى الله عليه وسلم ربه في المنام كما في حديث اختصام الملأ الأعلى,
أما غير الرسول فذكر عن الإمام أحمد أنه رأى ربه والله أعلم هل يصح هذا أم لا يصح؟
لكن نحن لسنا في حاجة في الهداية إلى رؤية الله عز وجل, حاجتنا أن نقرأ كلامه ونعمل بما فيه, وكأنما يخاطبنا,
ولهذا ذكر الله أنه أنزل الكتاب على محمد وأنزله إلينا أيضا حتى نعمل به, ولا تشغل نفسك بهذه الأمور, فإنك لن تصل إلى نتيجة مرضية, عليك بالكتاب والسنة والعمل بما فيهما.ا ه.
هل رؤية الله عز وجل في المنام جائزة؟
هل رؤية الله عز وجل في المنام جائزة أم لا ؟.
الحمد لله
رؤية الله تعالى في الدنيا يقظة غير ممكنة ، والدليل على ذلك أن موسى عليه السلام وهو من أفضل الرسل ، وهو أحد أولى العزم الخمسة (قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ ) قال الله له : ( لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكّاً ) ، اندك الجبل أمام موسى وهو يشاهد : ( وَخَرَّ مُوسَى صَعِقاً ) . غشي عليه لأنه شاهد شيئاً لا تتحمله نفسه : ( فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ) الأعراف/143 . فتاب إلى الله من هذا السؤال ، لأنه سؤال ما لا يمكن ، والله عز وجل يقول : ( ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ) الأعراف/55 .
فرؤية الله في الدنيا حال اليقظة لا يمكن حتى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ليلة المعراج لم ير ربه ، وقد سئل هل رأيت ربك ؟ قال : ( رأيت نوراً ) . وفي لفظ : ( نورٌ أنَّى أراه ) . يعني بيني وبينه حجب عظيمة من النور ، وقد جاء في الحديث في الصحيح أن الله عز وجل محتجب بالنور ، وذلك في قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( حجابه النور لو كشفه لأحرقته سبحات وجهه من انتهى إليه بصره من خلقه ) .
وسبحاته : بهاؤه وعظمته ، فلو كشف هذا النور الذي بينه وبين الخلق لاحترق الخلق جميعاً ، لأن بصره ينتهي إلى كل شيء ، فيحترق كل شيء بهذا النور العظيم ، وعلى هذا نقول : لا تمكن رؤية الله في الدنيا في اليقظة .
أما في المنام فإن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رأى ربه في المنام ، لكن هل غيره يمكن أن يراه ؟ يذكر أن الإمام أحمد رحمه الله رأى ربه ، وذكر بعض العلماء أن ذلك ممكن ، فالله أعلم ، لكن أخشى إن فتح الباب أن تدخل علينا شيوخ الصوفية وغيرهم فيقول أحدهم رأيت ربي البارحة ، وجلست أنا وإياه ، وتنادمنا وتناقشنا ، ثم يجيء من هذه الخزعبلات التي لا أصل لها ، فأرى أن سد هذا الباب هو الأولى .
https://islamqa.info/ar/43176
رؤية الله عز وجل في المنام
ما حكم من يدعي أنه قد رأى رب العزة في المنام ؟ وهل كما يزعم البعض أن الإمام أحمد بن حنبل قد رأى رب العزة والجلال في المنام أكثر من مائة مرة ؟.
الحمد لله
ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وآخرون أنه يمكن أنه يرى الإنسان ربه في المنام ، ولكن يكون ما رآه ليس هو الحقيقة ؛ لأن الله لا يشبهه شيء سبحانه وتعالى ، قال تعالى : ( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ) الشورى / 11 فليس يشبهه شيء من مخلوقاته ، لكن قد يرى في النوم أنه يكلمه ربه ، ومهما رأى من الصور فليست هي الله جل وعلا ؛ لأن الله لا يشبهه شيء سبحانه وتعالى ، فلا شبيه له ولا كفو له .
وذكر الشيخ تقي الدين رحمه الله في هذا أن الأحوال تختلف بحسب حال العبد الرائي ، وكل ما كان الرائي من أصلح الناس وأقربهم إلى الخير كانت رؤيته أقرب إلى الصواب والصحة ، لكن على غير الكيفية التي يراها ، أو الصفة التي يراها ؛ لأن الأصل الأصيل أن الله لا يشبهه شيء سبحانه وتعالى .
ويمكن أن يسمع صوتا ويقال له كذا وافعل كذا ، ولكن ليس هناك صورة مشخصة يراها تشبه شيئا من المخلوقات ؛ لأنه سبحانه ليس له شبيه ولا مثيل سبحانه وتعالى ، وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه رأى ربه في المنام ، من حديث معاذ رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه رأى ربه ، وجاء في عدة طرق أنه رأى ربه ، وأنه سبحانه وتعالى وضع يده بين كتفيه حتى وجد بردها بين ثدييه ، وقد ألف في ذلك الحافظ ابن رجب رسالة سماها : " اختيار الأولى في شرح حديث اختصام الملأ الأعلى " وهذا يدل على أن الأنبياء قد يرون ربهم في النوم ، فأما رؤية الرب في الدنيا بالعيان فلا .
وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه لن يرى أحد ربه حتى يموت ، أخرجه مسلم في صحيحه . ولما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم هل رأيت ربك قال : ( رأيت نورا ) وفي لفظ ( نور أنى أراه ) رواهما مسلم من حديث أبي ذر رضي الله عنه ، وقد سئلت عائشة رضي الله عنها عن ذلك فأخبرت أنه لا يراه أحد في الدنيا ؛ لأن رؤية الله في الجنة هي أعلى نعيم المؤمنين ، فهي لا تحصل إلا لأهل الجنة ولأهل الإيمان في الدار الآخرة ، وهكذا المؤمنون في موقف يوم القيامة ، والدنيا دار الابتلاء والامتحان ودار الخبيثين والطيبين ، فهي مشتركة فليست محلا للرؤية ؛ لأن الرؤية أعظم نعيم للرائي فادخرها الله لعباده المؤمنين في دار الكرامة وفي يوم القيامة ، وأما الرؤيا في النوم التي يدعيها الكثير من الناس فهي تختلف بحسب الرائي - كما قال شيخ الإسلام رحمه الله - بحسب صلاحهم وتقواهم ؛ وقد يخيل لبعض الناس أنه رأى ربه وليس كذلك ، فإن الشيطان قد يخيل لهم ويوهمهم أنه ربهم ، كما روي أنه تخيل لعبد القادر الجيلاني على عرش فوق الماء ، وقال أنا ربك وقد وضعت عنك التكاليف ، فقال الشيخ عبد القادر : اخسأ يا عدو الله لست بربي ؛ لأن أوامر ربي لا تسقط عن المكلفين ، أو كما قال رحمه الله ، والمقصود أن رؤية الله عز وجل يقظة لا تحصل في الدنيا لأحد من الناس حتى الأنبياء عليهم الصلاة والسلام كما تقدم في حديث أبي ذر ، وكما دل على ذلك قوله سبحانه لموسى عليه الصلاة والسلام لما سأل ربه الرؤية . قال له : ( لَنْ تَرَانِي ... الآية ) الأعراف / 143 ، لكن قد تحصل الرؤية في المنام للأنبياء وبعض الصالحين على وجه لا يشبه فيها سبحانه الخلق ، كما تقدم في حديث معاذ رضي الله عنه ، وإذا أمره بشيء يخالف الشرع فهذا علامة أنه لم ير ربه وإنما رأى شيطانا ، فلو رآه وقال له : لا تصل قد أسقطت عنك التكاليف ، أو قال ما عليك زكاة أو ما عليك صوم رمضان أو ما عليك بر والديك أو قال لا حرج عليك في أن تأكل الربا . . . فهذه كلها وأشباهها علامات على أنه رأى شيطانا وليس ربه . أما عن رؤية الإمام أحمد لربه لا أعرف صحتها ، وقد قيل : إنه رأى ربه ، ولكني لا أعلم صحة ذلك .
https://islamqa.info/ar/14096
أما ما يذكر من رؤية الإمام أحمد لربه في المنام ، فلا تصح .
بارك الله فيكم
من جوز الرؤيا فعمدته القياس على حديث النبي عليه الصلاة والسلام
وهذا قياس مع الفارق والفوارق , فهو نبي يوحى اليه , و رؤيته ليست كرؤيتنا لأن رؤيا الأنبياء وحي وحق
وقد رأى ابراهيم عليه الصلاة والسلام أنه يذبح ابنه , فعلم أن هذا وحي فيه الأمر بالذبح
وما رآه النبي عليه السلام ليس شيئا كالأشياء فيصح القياس عليه
فهذا قياس مختلف من حيث الرائي والمرئي
ومن جهة أخرى فالحادثة حادثة عين لا عموم لها , واثبات الأخص لا يستلزم اثبات الأعم
ولا بد لمن جوزها أن يقول انها رؤية القلب وليست رؤية عينية , وهذا أيضا شيء خاص بالنبي عليه الصلاة والسلام
فقد رأى ربه ليلة الاسراء بفؤاده , وكذلك في حديث اختصام الملأ الأعلى رآه بفؤاده , فهل يجوز لأحد غيره أن يراه بفؤاده ؟
قال الدارمي
((وَإِنَّمَا هَذِهِ الرُّؤْيَةُ كَانَتْ فِي الْمَنَامِ؛ وَفِي الْمَنَام يُمْكِنُ رُؤْيَةُ اللَّهِ تَعَالَى عَلَى كُلِّ حَالٍ وَفِي كُلِّ صُورَةٍ)
كيف يمكن أن يرى في كل صورة ؟
هل الصورة لله تعالى ؟
وهل صورته متعددة , فيراه كل واحد بصورة مختلفة عما يراه الآخر ؟
نحن نثبت لله تعالى الصورة بأحاديث صحيحة وهذا منها , والغريب أنهم يثبتون الرؤيا ثم يقولون أن الصورة التي رأيتها ليست لله عزوجل لأن الله ليس كمثله شيء , وأن صفاته لا يمكن ادراكها
فاما أن يكون الذي رآه هو الله أو يكون غيره ,
فان كان هو , كانت الصورة التي رآها هي الله تعالى , وهذا يناقض قولهم في المخالفة بين صفات الله التي لا يمكن رؤيتها على حقيقتها وبين الصورة المرئية
وان كان غيره فقد أثبتوا أن الله لا يرى في المنام
قال شيخ الاسلام
(ومن رأى الله عز وجل في المنام فإنه يراه في صورة من الصور بحسب حال الرائي إن كان صالحا رآه في صورة حسنة ؛ ولهذا رآه النبي صلى الله عليه وسلم في أحسن صورة.)
وان لم يكن صالحا , هل سيراه في صورة غير حسنة , ؟
وفي الحديث أن الله تعالى وضع يده بين كتفيه عليه السلام , فهل يمكن ادراك هذا الأمر الا بالتسليم له والاعتراف بالخصوصية الشديدة لهذا الحديث وهاته الرؤيا
وقال
((فَالْإِنْسَانُ قَدْ يَرَى رَبَّهُ فِي الْمَنَامِ، وَيُخَاطِبُهُ، فَهَذَا حَقٌّ فِي الرُّؤْيَا، وَلَا يَجُوزُ أَنْ يَعْتَقِدَ أَنَّ اللهَ تَعَالَى فِي نَفْسِهِ، مِثْلَ مَا رَأَى فِي الْمَنَامِ؛ فَإِنَّ سَائِرَ مَا يُرَى فِي الْمَنَامِ لَا يَجِبُ أَنْ يَكُونَ مُمَاثِلًا)
هل يكلم الله تعالى أحدا غير الرسل من الملائكة والانس ؟
(ما كان لبشر أن يكلمه الله الا وحيا أو من وراء حجاب أو يرسل رسولا ...))
ولا يقال أن التكليم هنا تكليم منام , لأن كلام الله تعالى واحد , يتكلم بصوت وحرف , فلا فرق بين أن يخاطب أحدا نائما أو مستيقظا
وقوله (وَلَا يَجُوزُ أَنْ يَعْتَقِدَ أَنَّ اللهَ تَعَالَى فِي نَفْسِهِ، مِثْلَ مَا رَأَى فِي الْمَنَامِ؛)
اذا هذا يدل على أن الذي رآه ليس هو ربه الأعلى , وانما هو شيء خيل اليه أنه الله تعالى
وهم يقولون أن الله تعالى يتمثل في صورة للرائي ,وهذه الصورة ليست صورته الحقيقية , وكلا الأمرين ليس عليه دليل
وما رآه النبي عليه السلام هو الله تعالى بصفاته الحقيقية و قوله (في أحسن صورة) , يدل على أن صورته هي الحسنى كما هي صفاته كلها
وفي الآية (الله نزل أحسن الحديث ) فكلامه كله حسن لا يبلغ حسنه أي حديث آخر غيره
واذا كان النبي عليه السلام قد أشار الى أن من رآه في المنام فقد رآه حقا لأن الشيطان لا يتمثل بصورته الحقيقية , دل على أن الله تعالى العلي بصفاته يمكن أن يتمثل الشيطان في صورة من الصور ثم يوهم الرائي أنه هو الله تعالى