-
من الأخلاق الممدوحة : المروءة
بسم الله الرحمن الرحيم
من الأخلاق الممدوحة :
المروءة
===============
معنى المروءَة لغةً:
المروءة هي كمال الرجولية،
مصدر من: مَرُؤ يَمْرُؤ مُروءة،
فهو مَرِيء أي: بَيِّن المروءَة،
وتَمَرَّأ فلان: تَكَلَّف المروءَة.
وقيل: صار ذا مُروءَةٍ،
وفلان تَمَرَّأ بالقوم:
أي سعى أن يوصف بالمروءَة بإِكرامهم،
أَو بنقصهم وعَيْبهم
-
رد: من الأخلاق الممدوحة : المروءة
معنى المروءَة اصطلاحًا:
قال الماورديُّ:
(المروءَة مراعاة الأحوال إلى أن تكون على أفضلها،
حتَّى لا يظهر منها قبيحٌ عن قصد،
ولا يتوجَّه إليها ذمٌّ باستحقاق) .
وقال ابن عرفة:
(المروءَة هي المحافظَةُ على فِعْل ما تَرْكُه من مُباحٍ
يُوجِبُ الذَّمَّ عُرْفًا...
وعلى ترْك ما فعلُه من مُباحٍ يوجبُ ذَمَّه عُرْفًا...) .
وقال الفيومي:
(المروءَة آداب نفسانيَّة،
تحمل مراعاتها الإنسان على الوقوف
عند محاسن الأخلاق، وجميل العادات)
-
رد: من الأخلاق الممدوحة : المروءة
حقيقة المروءَة
يتكلم ابن القيم عن حقيقة المروءَة فيقول:
حقيقتها: (اتصاف النفس بصفات الإنسان،
التي فارق بها الحيوان البهيم والشيطان الرجيم،
فإنَّ في النفس ثلاثة دواع متجاذبة:
1- داع يدعوها إلى الاتصاف بأخلاق الشيطان،
من الكبر، والحسد، والعلو، والبغي،
والشرِّ، والأذى، والفساد، والغشِّ.
2- وداع يدعوها إلى أخلاق الحيوان،
وهو داعي الشهوة.
3- وداع يدعوها إلى أخلاق الملك:
من الإحسان، والنصح، والبرِّ، والعلم، والطاعة،
فحقيقة المروءَة:
بغض ذينك الداعيين، وإجابة الداعي الثالث،
وقلة المروءَة وعدمها:
هو الاسترسال مع ذينك الداعيين،
والتوجه لدعوتهما أين كانت،
فالإنسانية والمروءَة والفتوة:
كلها في عصيان الداعيَيْن،
وإجابة الداعي الثالث)
-
رد: من الأخلاق الممدوحة : المروءة
- الفرق بين المروءَة والفتوَّة:
قد يظنُّ ظانٌّ أنَّ المروءَة والفتوة شيء واحد
لا يختلفان في معناهما،
وليس ذلك بصحيح،
بل بينهما فرق واضح
وهو أنَّ المروءَة أعمُّ من الفتوة،
فالمروءَة هي ما يتخلَّق به الإنسان مما يختص به في ذاته،
أو يتعدَّى إلى غيره،
بينما الفتوة ما يتخلَّق به الإنسان،
ويكون متعديًا إلى غيره.
قال ابن القيم في التفريق بينهما:
(أن المروءَة أعمُّ منها، فالفتوة نوع من أنواع المروءَة،
فإنَّ المروءَة استعمال ما يجمل ويزين مما هو مختصٌّ بالعبد،
أو متعدٍّ إلى غيره،
وترك ما يُدنِّس ويشين مما هو مختص أيضًا به،
أو متعلِّق بغيره،
والفتوة إنما هي استعمال الأخلاق الكريمة مع الخلق)
-
رد: من الأخلاق الممدوحة : المروءة
- العلاقة بين المروءَة والعقل:
سُئِلَ بعض الحكماءِ عن العلاقة بين العقل والمروءَة فقال:
( العَقل يأمرك بِالْأنفعِ،
والمروءَة تأمرك بِالأجمل )
-
رد: من الأخلاق الممدوحة : المروءة
- الفرق بين المروءَة والكرم:
(الكرم والمروءَة... قرينان في الفضل،
ومتشاكلان في العقل،
والفرق بينهما مع التشاكل من وجهين:
أحدهما: أن الكرم: مراعاة الأحوال،
أن يكون على أنفعها وأفضلها،
والمروءَة: مراعاة الأحوال،
أن يكون على أحسنها وأجملها.
والوجه الثاني:
أن الكرم، ما تعدى نفعه إلى غير فاعله.
والمروءَة: قد تقف على فاعلها ولا تتعدى إلى غيره،
فإن استعملها في غيره مازجت الكرم،
ولم ينفرد بالمروءَة وصار بالاجتماع أفضل،
وإن افترقا كان الكرم أفضل لتعدي نفعه،
وتعدي النفع أفضل.
وليس واحد من الكرم والمروءَة خلقًا مفردًا،
ولكنه يشتمل على أخلاق
يصير مجموعها كرمًا ومروءةً )
-
رد: من الأخلاق الممدوحة : المروءة
المروءَة: هي آداب نفسانية تحمل مراعاتها
على الوقوف عند محاسن الأخلاق وجميل العادات،
وهي رعيٌ لمساعي البر ورفع لدواعي الضر،
وهي طهارة من جميع الأدناس والأرجاس؛
لذا فإنَّ كلَّ آية من كتاب الله تأمر بفضيلة من الفضائل،
أو تنهى عن رذيلة من الرذائل فهي تدلُّ على المروءَة،
وترشد إلى طريقها،
وقد جعل سفيان الثوري المروءَة مبنية على ركنين
حيث سئل عن المروءَة ما هي؟
فقال:
(الإنصاف من نفسك،
والتفضل لله تعالى:
إنَّ الله يأمر بالعدل، وهو الإنصاف،
والإحسان، وهو التفضل،
ولا يتمُّ الأمر إلا بهما،
ألا تراه لو أعطى جميع ما يملك،
ولم ينصف من نفسه لم تكن له مروءة؛
لأنَّه لا يريد أن يعطي شيئًا
إلا أن يأخذ من صاحبه مثله،
وليس مع هذا مروءة)
-
رد: من الأخلاق الممدوحة : المروءة
وردت كثير من الأحاديث تشير إلى بعض ما تضمنته
صفة المروءة من حسن الخلق وجميل المعاشرة،
والتحذير من كلِّ ما يشين الإنسان، ويدنِّس عرضه،
ومنها :
- ((قيل: يا رسول الله، من أكرم الناس؟
قال: أتقاهم لله.
قالوا: ليس عن هذا نسألك.
قال: يوسف نبي الله، بن نبي الله، بن خليل الله.
قالوا: ليس عن هذا نسألك.
قال: فعن معادن العرب تسألوني؟
خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا )) .
قال النووي:
(معناه أنَّ أصحاب المروءات،
ومكارم الأخلاق في الجاهلية،
إذا أسلموا وفقهوا فهم خيار الناس)
-
رد: من الأخلاق الممدوحة : المروءة
- قال معاوية رضي الله عنه:
(المروءَة ترك الشَّهوات وعصيان الهوى)
وحُكي أنَّ معاوية سأل عَمرًا رضي الله عنه
عن المروءَة،
فقال:
(تقوى اللَّه تعالى وصلة الرَّحم.
وسأل المغيرة، فقال:
هي العفَّة عمَّا حرَّم اللَّه تعالى،
والحرفة فيما أحلَّ اللَّه تعالى.
وسأل يزيد، فقال:
هي الصَّبر على البلوى،
والشُّكر على النُّعمى،
والعفو عند المقدرة.
فقال معاوية: أنت منِّي حقًّا)
-
رد: من الأخلاق الممدوحة : المروءة
وروي عن ابن عمر رضي الله عنه قال:
(من مُرُوءَةِ الرَّجُل نقاءُ ثوْبِه)
- وسأل الحسين أخاه الحسن
عن المروءَة فقال:
(الدين، وحسن اليقين)
- وَسُئِل محمد بن علي
عن المروءَة فقال:
(أَنْ لَا تعمل في السِّر عَمَلًا
تَسْتَحِي مِنْهُ فِي العلانية)
وقال علي بن الحسين:
(من تمام المروءَة خدمة الرجل ضيفه،
كما خدمهم أبونا إبراهيم الخليل بنفسه وأهله)
-
رد: من الأخلاق الممدوحة : المروءة
قال الشاعر :
وإذا جلستَ وكان مثـلُكَ قائمًا
فمِن المروءَة أن تقـومَ وإن أبَـى
وإذا اتكـأتَ وكان مثلُكَ جالسًا
فمِن المروءَة أن تُزيـلَ المتَّكـا
وإذا ركبتَ وكان مثـلُكَ ماشيًا
فمن المروءَة أن مشيتَ كما مشى
-
رد: من الأخلاق الممدوحة : المروءة
وقال آخر:
لا تنْظُرنَّ إلَى الثِّياب فَإِنَّنِي
خلِقُ الثِّيَابِ من المروءَة كَاسِ
قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه:
للَّهِ دَرُّ فَتًى أنسابُهُ كَرَمٌ
يا حبَّذا كرمٌ أضحى له نسبا
هل المروءَةُ إِلَّا ما تَقُومُ به
من الذِّمامِ وحفظِ الجَارِ إنْ عَتَبا
-
رد: من الأخلاق الممدوحة : المروءة
وقال بعض الشعراء:
وفَتًى خَلَا من ماله
ومن المروءَة غَيْرُ خَالِي
أَعْطَاك قَبْل سُؤَاله
وكفاك مكرُوه السُّؤَالِ
-
رد: من الأخلاق الممدوحة : المروءة
وقال الْأَحْنف بن قَيْس:
فلو كنتُ مُثرًى بمالٍ كثيرٍ
لجُدْتُ وكنتُ له باذِلًا
فإنَّ المروءَة لا تُستطاعُ
إذا لم يكنْ مالُها فاضلًا
-
رد: من الأخلاق الممدوحة : المروءة
وقال ابن الجلَّال:
رُزقت مالًا ولم أُرزقْ مُروءتَه
وما المروءَةُ إلَّا كثرة المالِ
إذا أردتُ رُقى العلياءِ يُقعدني
عمَّا ينوِّه باسمي رقَّة الحالِ
-
رد: من الأخلاق الممدوحة : المروءة
قال أبو المنصور:
هبني أسأتُ كما تقولُ
فأين عاطفةُ الأُخوة
أو إن أسأتَ كما أسأتُ
فأين فضلُك والمرُوَّة
-
رد: من الأخلاق الممدوحة : المروءة
و قال الحصين بن المنذر الرَّقاشيِّ:
إنَّ المروءَة ليس يدركها امرؤٌ
ورث المكارمَ عن أبٍ فأضاعها
أمرته نفسٌ بالدَّناءةِ والخَنا
ونهته عن سُبلِ العُلا فأطاعها
فإذا أصاب مِن المكارمِ خلَّةً
يبني الكريمُ بها المكارمَ باعها
-
رد: من الأخلاق الممدوحة : المروءة
وقال آخر:
إذا المرءُ أعيته المروءَة ناشئًا
فمطلبُها كهلًا عليه شديدُ
وقال منصور الفقيه:
وإذا الفتى جمع المروءَة والتُّقَى
وحوى مع الأدبِ الحياءَ فقد كمُل
-
رد: من الأخلاق الممدوحة : المروءة
وقال بعضهم:
ومن المروءَةِ للفتى
ما عاش دارٌ فاخره
فاقنعْ من الدنيا بها
واعملْ لدارِ الآخره
-
رد: من الأخلاق الممدوحة : المروءة
وقال آخر:
كفى حزنًا أنَّ المروءَة عُطِّلت
وأنَّ ذوي الألباب في الناس ضيعُ
وأنَّ ملوكًا ليس يحظَى لديهمُ
من النَّاسِ إلا من يغني ويصفعُ
-
رد: من الأخلاق الممدوحة : المروءة
وقال بهاء الدين زهير:
وَما ضَاقتِ الدُّنيا على ذي مروءةٍ
ولا هي مسدودٌ عليهِ رحابها
فقَد بشَّرتني بالسَّعادَةِ هِمَّتي
وجاء من العلياءِ نحوي كتابها
-
رد: من الأخلاق الممدوحة : المروءة
وقال عبد الجبار بن حمديس:
أدِمِ المروءَة والوفاءَ ولا يكنْ
حبلُ الديانة منك غيرَ متينِ
والعزُّ أبقَى ما تراه لمكرمٍ
إكرامه لمروءةٍ أو دينِ
-
رد: من الأخلاق الممدوحة : المروءة
وقال حافظ إبراهيم:
إنِّي لتطربني الخلال كريمة
طرب الغريب بأوبة وتلاقي
وتهزَّني ذكرى المروءَة والنَّدى
بين الشَّمائل هزَّةَ المشتاقِ
-
رد: من الأخلاق الممدوحة : المروءة
وقال آخر:
مررتُ على المروءَة وهي تبكي
فقلتُ علامَ تنتحبُ الفتاةُ؟
فقالَتْ كيف لا أبكي وأهلِي
جميعًا دونَ خلقِ اللَّهِ ماتوا
-
رد: من الأخلاق الممدوحة : المروءة
وقال أبو فراس الحمداني:
الحُرُّ يَصْبِرُ مَا أطَاقَ تَصَبُّرًا
في كلِّ آونةٍ وكلِّ زمانِ
ويرى مساعدةَ الكرامِ مروءةً
ما سالمتهُ نوائبُ الحدثانِ
-
رد: من الأخلاق الممدوحة : المروءة
- قال أعرابي:
(مروءة الرجل في نفسه نسب لقوم آخرين،
فإنه إذا فعل الخير عرف له،
وبقي في الأعقاب والأصحاب،
ولقيه يوم الحساب)
-
رد: من الأخلاق الممدوحة : المروءة
- وقال صاحب (كليلة ودمنة):
(الرجلُ ذو المروءَة يكرم على غير مال،
كالأسد يهاب وإن كان رابضًا،
والرجل الذي لا مروءة له يهان وإن كان غنيًّا،
كالكلب يهون على الناس
وإن عسَّى وطوَّف) .
-
رد: من الأخلاق الممدوحة : المروءة
- وقيل لبعض العرب:
(ما المروءَة فيكم؟
قال: طعام مأكول،
ونائل مبذول،
وبشر مقبول) .
-
رد: من الأخلاق الممدوحة : المروءة
- وقيل:
(لا مروءة لمقلٍّ) .
- وقال بعض الحكماء:
(من قبل صلتك،
فقد باعك مروءته
وأذلَّ لقدرك عزَّه وجلالته)
-
رد: من الأخلاق الممدوحة : المروءة
- وقيل لبعض العارفين:
(ما المروءَة؟
قال: التَّغافلُ عن زلَّة الإِخْوانِ)
- وقيل:
( مجالسة أهل الدَّيانة تجلو عن القلب صدأ الذُّنوب،
ومجالسة ذوي المروءات تدلُّ على مكارم الأخلاق،
ومجالسة العلماء تذكي القلوب) .
-
رد: من الأخلاق الممدوحة : المروءة
- قال زياد لبعض الدَّهاقين:
(ما المروءَة فيكم؟
قال: اجتناب الرِّيب،
فإنَّه لا ينبل مريب،
وإصلاح الرَّجل ماله، فإنَّه من مروءته،
وقيامه بحوائجه وحوائج أهله،
فإنَّه لا ينبل من احتاج إلى أهله،
ولا من احتاج أهله إلى غيره)
-
رد: من الأخلاق الممدوحة : المروءة
كل كرم ومروءة فضيلة وليس كل فضيلة كرمًا ومروءةً،
بل تنقسم الفضائل مع الكرم والمروءَة إلى أربعة أقسام:
1- القسم الأول: ما يدخل من الفضائل في الكرم والمروءَة:
كالعفو، والعفة، والأمانة.
2- والقسم الثاني: ما يدخل في الكرم ولا يدخل في المروءَة:
كالحمد، والرحمة، والحمية، والبذل، والمساعدة.
3- والقسم الثالث: ما يدخل في المروءَة ولا يدخل في الكرم:
كعلو الهمة، وحسن المعاشرة، ومراعاة المنازل، والملابس.
4- والقسم الرابع: ما لا يدخل في الكرم ولا المروءَة:
كالشَّجَاعَة، والصبر على الشدة.
فاجتمع الكرم والمروءَة في بعض الفضائل، وافترقا في بعضها،
فصار الكرم أعم من المروءَة في بعض الفضائل،
والمروءَة أعم من الكرم في بعض الفضائل،
فلم يتعيَّن عموم أحدهما وخصوص الآخر،
وإن تناسب ما ميَّز به أحدهما .
-
رد: من الأخلاق الممدوحة : المروءة
وقال عمر بن عبد العزيز:
(ليس من المروءَة أن تستخدم الضيف)
-
رد: من الأخلاق الممدوحة : المروءة
- وسأل الحسين أخاه الحسن
عن المروءَة فقال:
(الدين، وحسن اليقين)
-
رد: من الأخلاق الممدوحة : المروءة
- وَسُئِل محمد بن علي
عن المروءَة فقال:
(أَنْ لَا تعمل في السِّر عَمَلًا
تَسْتَحِي مِنْهُ فِي العلانية)
-
رد: من الأخلاق الممدوحة : المروءة
وقال علي بن الحسين:
(من تمام المروءَة خدمة الرجل ضيفه،
كما خدمهم أبونا إبراهيم الخليل بنفسه وأهله)
-
رد: من الأخلاق الممدوحة : المروءة
- وقال الأحنف بن قيس:
( الكذوب لا حيلة له،
والحسود لا راحة له،
والبخيل لا مروءة له،
والملول لا وفاء له،
ولا يسود سيئ الأخلاق،
ومن المروءَة إذا كان الرجل بخيلًا
أن يكتم ويتجمل )
-
رد: من الأخلاق الممدوحة : المروءة
- وسئل أيضًا عن المروءَة فقال:
(صدق اللِّسان،
ومواساة الإخوان،
وذكر اللَّه تعالى في كلِّ مكان)
وقال مرَّة:
(العفَّة والحرفة)
-
رد: من الأخلاق الممدوحة : المروءة
وقال الماوردي:
(اعلم أنَّ من شواهد الفضل ودلائل الكرم،
المروءَة
التي هي حلية النُّفوس، وزينة الهمم)
-
رد: من الأخلاق الممدوحة : المروءة
وقال سفيان بن حسين:
(قلت لإياس بن معاوية:
ما المروءَة؟
قال: أمَّا في بلدك فالتَّقوى،
وأمَّا حيث لا تعرف فاللِّباس)
-
رد: من الأخلاق الممدوحة : المروءة
وقال أحمد
-في آداب مؤاكلة الإخوان-:
(يأكل بالسُّرور مع الإخوان،
وبالإيثار مع الفقراء،
وبالمروءَة مع أبناء الدُّنيا)
-
رد: من الأخلاق الممدوحة : المروءة
وسئل بشر بن الحارث عن القناعة فقال:
(لو لم يكن فيها إلَّا التَّمتُّع بعزِّ الغنى
لكان ذلك يجزي،
ثمَّ أنشأ يقول:
أفادتنا القناعة أيَّ عزٍّ
ولا عزَّ أعزَّ من القناعه
فخذ منها لنفسك رأس مال
وصيِّر بعدها التَّقوى بضاعه
تحز حالين تغنى عن بخيل
وتسعد في الجنان بصبر ساعه
ثمَّ قال:
مروءة القناعة أشرف من مروءة البذل والعطاء)
-
رد: من الأخلاق الممدوحة : المروءة
وسئل بشر بن الحارث عن القناعة فقال:
(لو لم يكن فيها إلَّا التَّمتُّع بعزِّ الغنى
لكان ذلك يجزي،
ثمَّ أنشأ يقول:
أفادتنا القناعة أيَّ عزٍّ
ولا عزَّ أعزَّ من القناعه
فخذ منها لنفسك رأس مال
وصيِّر بعدها التَّقوى بضاعه
تحز حالين تغنى عن بخيل
وتسعد في الجنان بصبر ساعه
ثمَّ قال:
مروءة القناعة
أشرف من مروءة البذل والعطاء)
-
رد: من الأخلاق الممدوحة : المروءة
فوائد التحلي بالمروءَة
واجتناب ما يخرمها
1- صون النفس، وهو حفظها وحمايتها عما يشينها،
ويعيبها ويزري بها عند الله عزَّ وجلَّ،
وملائكته، وعباده المؤمنين، وسائر خلقه .
2- توفير الحسنات،
ويكون ذلك من وجهين:
أحدهما: توفير زمانه على اكتساب الحسنات،
فإذا اشتغل بالقبائح نقصت عليه الحسنات التي كان مستعدًّا لتحصيلها.
والثاني: توفير الحسنات المفعولة عن نقصانها،
بموازنة السيِّئات وحبوطها،
فإنَّ السيِّئات قد تحبط الحسنات،
وقد تستغرقها بالكلية أو تنقصها،
فلابد أن تضعفها قطعًا؛
فتجنبها يُوَفِر ديوان الحسنات،
وذلك بمنزلة من له مال حاصل،
فإذا استدان عليه؛
فإمَّا أن يستغرقه الدين أو يكثره أو ينقصه،
فهكذا الحسنات والسيئات سواء .
-
رد: من الأخلاق الممدوحة : المروءة
3- صيانة الإيمان؛
وذلك لأنَّ الإيمان عند جميع أهل السُّنَّة
يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية،
وقد حكاه الشافعي وغيره عن الصحابة والتابعين ومن بعدهم،
وإضعاف المعاصي للإيمان أمر معلوم بالذوق والوجود،
فإنَّ العبد- كما جاء في الحديث-
إذا أذنب نُكِت في قلبه نكتة سوداء،
فإن تاب واستغفر صقل قلبه،
وإن عاد فأذنب نُكت فيه نكتة أخرى، حتى تعلو قلبه .
4- سبيل إلى نيل المطالب العالية، والسبق إليها،
وإن كثر عليها المتنافسون،
قال بعْض الْعلماءِ:
إذَا طلب رجلانِ أَمْرًا ظفِر بِهِ أَعْظمهما مروءةً .
-
رد: من الأخلاق الممدوحة : المروءة
5- التحلي بها مما يزيد في ماء الوجه وبهجته،
قال ابن القيم:
(أَربعةٌ تزِيد فِي ماءِ الوجهِ وبهجتِهِ:
المروءَة، والوفاء، والكرم، والتَّقوى) .
6- تحجز المرء عن كلِّ لذة يتبعها ألم،
وكل شهوة يلحقها ندم،
فهي جُنَّة عن اللذائذ المحرمة، والشهوات المهلكة،
وقد قيل:
(الدين، والمروءَة، والعقل، والروح،
ينهين عن لذة تعقب ألمًا،
وشهوة تورث ندمًا) .
-
رد: من الأخلاق الممدوحة : المروءة
7- والمروءَة مانعة من الكذب، باعثة على الصدق؛
لأنها قد تمنع من فعل ما كان مستكرهًا،
فأولى من فعل ما كان مستقبحًا .
8- داعية إلى إنصاف الرجل لجميع الخلق،
سواء في ذلك من كان دونه، أو من كان فوقه،
لا يفرق بين هؤلاء وهؤلاء.
9- داعية إلى الرفعة والعلو،
والمنافسة في خيري الدنيا والآخرة،
وعدم الرضا من الشيء إلا بأعلاه وغايته.
-
رد: من الأخلاق الممدوحة : المروءة
10- تحمل صاحبها إلى الترفع عن سفاسف الأمور، ومحقراتها.
11- تحجزه عن الوقوع في مواطن الريب والشبهات،
وإن حصل ووقع في مثل هذه المواطن
تحمله على التخلص منها وعدم الرجوع إليها.
12- جالبة لمحبة الله تبارك وتعالى للعبد،
ومن ثم محبة الخلق له.
-
رد: من الأخلاق الممدوحة : المروءة
أقسام المروءَة
كل من تكلم عن المروءَة وحدِّها وبيانها
لم يخرجها عن أحد نوعين:
إما أفعال أو تروك،
وهذا ما بيَّنه أبو حاتم البستي
بعد أن سرد مجموعة من الأقوال في تعريف المروءَة،
قال:
(والمروءَة عندي خصلتان:
- اجتناب ما يكره الله والمسلمون من الفعال.
- واستعمال ما يحبُّ الله والمسلمون من الخصال) .
-
رد: من الأخلاق الممدوحة : المروءة
وهذا ما عناه ابن القيم بقوله:
( وحقيقة المروءَة تجنب للدنايا والرذائل، من الأقوال،
والأخلاق، والأعمال،
فمروءة اللسان:
حلاوته، وطيبه، ولينه، واجتناء الثمار منه بسهولة ويسر.
ومروءة الخلق:
سعته وبسطه للحبيب والبغيض.
ومروءة المال:
الإصابة ببذله مواقعه المحمودة، عقلًا وعرفًا وشرعًا.
ومروءة الجاه:
بذله للمحتاج إليه.
ومروءة الإحسان:
تعجيله، وتيسيره، وتوفيره، وعدم رؤيته حال وقوعه،
ونسيانه بعد وقوعه، فهذه مروءة البذل.
وأما مروءة الترك:
فترك الخصام، والمعاتبة، والمطالبة،
والمماراة، والإغضاء عن عيب ما يأخذه من حقِّك،
وترك الاستقصاء في طلبه، والتغافل عن عثراته ) .
وبهذا التقسيم
-أعني مروءة الفعل والبذل ومروءة الترك-
ينتظم جميع الأقوال
التي عرفت بها المروءَة في سلك واحد.
http://www.dorar.net/enc/akhlaq/1343