وقال أحمد
-في آداب مؤاكلة الإخوان-:
(يأكل بالسُّرور مع الإخوان،
وبالإيثار مع الفقراء،
وبالمروءَة مع أبناء الدُّنيا)
عرض للطباعة
وقال أحمد
-في آداب مؤاكلة الإخوان-:
(يأكل بالسُّرور مع الإخوان،
وبالإيثار مع الفقراء،
وبالمروءَة مع أبناء الدُّنيا)
وسئل بشر بن الحارث عن القناعة فقال:
(لو لم يكن فيها إلَّا التَّمتُّع بعزِّ الغنى
لكان ذلك يجزي،
ثمَّ أنشأ يقول:
أفادتنا القناعة أيَّ عزٍّ
ولا عزَّ أعزَّ من القناعه
فخذ منها لنفسك رأس مال
وصيِّر بعدها التَّقوى بضاعه
تحز حالين تغنى عن بخيل
وتسعد في الجنان بصبر ساعه
ثمَّ قال:
مروءة القناعة أشرف من مروءة البذل والعطاء)
وسئل بشر بن الحارث عن القناعة فقال:
(لو لم يكن فيها إلَّا التَّمتُّع بعزِّ الغنى
لكان ذلك يجزي،
ثمَّ أنشأ يقول:
أفادتنا القناعة أيَّ عزٍّ
ولا عزَّ أعزَّ من القناعه
فخذ منها لنفسك رأس مال
وصيِّر بعدها التَّقوى بضاعه
تحز حالين تغنى عن بخيل
وتسعد في الجنان بصبر ساعه
ثمَّ قال:
مروءة القناعة
أشرف من مروءة البذل والعطاء)
فوائد التحلي بالمروءَة
واجتناب ما يخرمها
1- صون النفس، وهو حفظها وحمايتها عما يشينها،
ويعيبها ويزري بها عند الله عزَّ وجلَّ،
وملائكته، وعباده المؤمنين، وسائر خلقه .
2- توفير الحسنات،
ويكون ذلك من وجهين:
أحدهما: توفير زمانه على اكتساب الحسنات،
فإذا اشتغل بالقبائح نقصت عليه الحسنات التي كان مستعدًّا لتحصيلها.
والثاني: توفير الحسنات المفعولة عن نقصانها،
بموازنة السيِّئات وحبوطها،
فإنَّ السيِّئات قد تحبط الحسنات،
وقد تستغرقها بالكلية أو تنقصها،
فلابد أن تضعفها قطعًا؛
فتجنبها يُوَفِر ديوان الحسنات،
وذلك بمنزلة من له مال حاصل،
فإذا استدان عليه؛
فإمَّا أن يستغرقه الدين أو يكثره أو ينقصه،
فهكذا الحسنات والسيئات سواء .
3- صيانة الإيمان؛
وذلك لأنَّ الإيمان عند جميع أهل السُّنَّة
يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية،
وقد حكاه الشافعي وغيره عن الصحابة والتابعين ومن بعدهم،
وإضعاف المعاصي للإيمان أمر معلوم بالذوق والوجود،
فإنَّ العبد- كما جاء في الحديث-
إذا أذنب نُكِت في قلبه نكتة سوداء،
فإن تاب واستغفر صقل قلبه،
وإن عاد فأذنب نُكت فيه نكتة أخرى، حتى تعلو قلبه .
4- سبيل إلى نيل المطالب العالية، والسبق إليها،
وإن كثر عليها المتنافسون،
قال بعْض الْعلماءِ:
إذَا طلب رجلانِ أَمْرًا ظفِر بِهِ أَعْظمهما مروءةً .
5- التحلي بها مما يزيد في ماء الوجه وبهجته،
قال ابن القيم:
(أَربعةٌ تزِيد فِي ماءِ الوجهِ وبهجتِهِ:
المروءَة، والوفاء، والكرم، والتَّقوى) .
6- تحجز المرء عن كلِّ لذة يتبعها ألم،
وكل شهوة يلحقها ندم،
فهي جُنَّة عن اللذائذ المحرمة، والشهوات المهلكة،
وقد قيل:
(الدين، والمروءَة، والعقل، والروح،
ينهين عن لذة تعقب ألمًا،
وشهوة تورث ندمًا) .
7- والمروءَة مانعة من الكذب، باعثة على الصدق؛
لأنها قد تمنع من فعل ما كان مستكرهًا،
فأولى من فعل ما كان مستقبحًا .
8- داعية إلى إنصاف الرجل لجميع الخلق،
سواء في ذلك من كان دونه، أو من كان فوقه،
لا يفرق بين هؤلاء وهؤلاء.
9- داعية إلى الرفعة والعلو،
والمنافسة في خيري الدنيا والآخرة،
وعدم الرضا من الشيء إلا بأعلاه وغايته.
10- تحمل صاحبها إلى الترفع عن سفاسف الأمور، ومحقراتها.
11- تحجزه عن الوقوع في مواطن الريب والشبهات،
وإن حصل ووقع في مثل هذه المواطن
تحمله على التخلص منها وعدم الرجوع إليها.
12- جالبة لمحبة الله تبارك وتعالى للعبد،
ومن ثم محبة الخلق له.
أقسام المروءَة
كل من تكلم عن المروءَة وحدِّها وبيانها
لم يخرجها عن أحد نوعين:
إما أفعال أو تروك،
وهذا ما بيَّنه أبو حاتم البستي
بعد أن سرد مجموعة من الأقوال في تعريف المروءَة،
قال:
(والمروءَة عندي خصلتان:
- اجتناب ما يكره الله والمسلمون من الفعال.
- واستعمال ما يحبُّ الله والمسلمون من الخصال) .
وهذا ما عناه ابن القيم بقوله:
( وحقيقة المروءَة تجنب للدنايا والرذائل، من الأقوال،
والأخلاق، والأعمال،
فمروءة اللسان:
حلاوته، وطيبه، ولينه، واجتناء الثمار منه بسهولة ويسر.
ومروءة الخلق:
سعته وبسطه للحبيب والبغيض.
ومروءة المال:
الإصابة ببذله مواقعه المحمودة، عقلًا وعرفًا وشرعًا.
ومروءة الجاه:
بذله للمحتاج إليه.
ومروءة الإحسان:
تعجيله، وتيسيره، وتوفيره، وعدم رؤيته حال وقوعه،
ونسيانه بعد وقوعه، فهذه مروءة البذل.
وأما مروءة الترك:
فترك الخصام، والمعاتبة، والمطالبة،
والمماراة، والإغضاء عن عيب ما يأخذه من حقِّك،
وترك الاستقصاء في طلبه، والتغافل عن عثراته ) .
وبهذا التقسيم
-أعني مروءة الفعل والبذل ومروءة الترك-
ينتظم جميع الأقوال
التي عرفت بها المروءَة في سلك واحد.
http://www.dorar.net/enc/akhlaq/1343