السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخواني
يتردد على ألسنة كثير من الناس حديث " ابدؤوا بسيد الطعام " يقصدون البدء بأكل اللحم
فهل من أحد يبين لنا درجة هذا الحديث ؟
جزاكم الله خيرا
عرض للطباعة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخواني
يتردد على ألسنة كثير من الناس حديث " ابدؤوا بسيد الطعام " يقصدون البدء بأكل اللحم
فهل من أحد يبين لنا درجة هذا الحديث ؟
جزاكم الله خيرا
للتذكير ...
أرجو من إخواني المشاركة
بارك الله فيكم ..
قال الإمام السخاوي رحمه الله في كتاب المقاصد الحسنة :
( حديث: سيد طعام أهل الدنيا والآخرة اللحم، ابن ماجه وابن أبي الدنيا في اصلاح المال من طريق سليمان بن عطاء عن مسلمة الجزري عن عمه أبي مشجعة، عن أبي الدرداء مرفوعاً به، بلفظ: وأهل الجنة، بدل الآخرة، وسنده ضعيف، فسليمان قال فيه ابن حبان أنه يروى عن مسلمة أشياء موضوعة ما أدري التخليط منه أو من مسلمة، ولبعضهم فيه من الزيادة: وما دعى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الجم إلا أجاب، ولا أهدى إليه إلا قبله، وله شواهد، منها عن علي رفعه بلفظ: سيد طعام الدنيا اللحم، ثم الأرز أخرجه أبو نعيم في الطب النبوي، وعن صهيب بلفظ: سيد الطعام في الدنيا والآخرة، اللحم ثم الأرز، وسيد الشراب في الدنيا والآخرة الماء، أخرجه الديلمي من جهة الحاكم، ثم من طريق هشيم عن عبد الحميد بن صيفي بن صهيب، عن أبيه عن جده به مرفوعاً، وعن بريدة أيضاً مرفوعاً بلفظ: سيد الإدام في الدنيا والآخرة اللحم، وسيد الشراب في الدنيا والآخرة الماء، وسيد الرياحين في الدنيا والآخرة الفاغية، رواه الطبراني، وكذا أبو نعيم في الطب لكن بلفظ: خير، وأبو عثمان الصابوني بلفظ: سيد، وهو كذلك عند تمام في فوائده، ولفظه: سيد الادام اللحم، وعن ربيعة بن كعب رفعه: أفضل طعام الدنيا والآخرة اللحم، أخرجه أبو نعيم في الحلية من طريق عمرو بن بكر السكسكي وهو ضعيف جداً، قال العقيلي ولا نعرف هذا الحديث إلا به، ولا يصح فيه شيء، وأدخله ابن الجوزي في الموضوعات، وقال شيخنا: إنه لم يتبين لي الحكم بالوضع على هذا المتن، فإن مسلمة غير مجروح، وابن عطاء ضعيف قلت: وقد أفردت فيه جزءاً ولأبي الشيخ من رواية ابن سمعان، قال: سمعت من علمائنا يقولون: كان أحب الطعام إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم اللحم، ويقول: هو يزيد في السمع، وهو سيد الطعام في الدنيا والآخرة، ولو سألت ربي أن يطعمنيه كل يوم لفعل، وللترمذي في الشمائل من حديث جابر، أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم في منزلنا فذبحنا شاة، فقال: كأنهم علموا أنا نحب اللحم، وأصح من هذا كله قوله صلى الله عليه وسلم: فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام، وفي قصة مجىء إبراهيم الخليل لزيارة ابنه إسماعيل عليهما الصلاة والسلام وأنه لم يجده ووجد زوجته، فسألها ما طعامكم ؟ قالت: اللحم، قال: فما شرابكم، قالت: الماء قال اللهم بارك لهم في اللحم والماء، قال النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يكن لهم يومئذ حب، ولو كان لهم لدعا لهم فيه، قال: فهما لا يخلو عليهما أحد بعير مكة إلا لم يوافقاه، أخرجه البخاري في صحيحه، وقال إمامنا الشافعي: إن أكله يزيد في العقل)
وقال :
( حديث: لو كان الأرز رجلاً لكان حليماً، قال شيخنا: هو موضوع وإن كان يجري على الألسنة مرفوعاً، وممن صرح بكونه باطلاً موضوعاً أبو عبد الله ابن القيم في الهدي النبوي ولم أره في الطب النبوي لأبي نعيم مع كثرة ما فيه من الأحاديث الواهية، قلت: ومن الباطل في الأرز ما عند الديلمي من رواية الحارث الأعور عن علي رفعه: الأرز في الطعام كالسيد في القوم والكراث في البقول بمنزلة الخبز وعائشة كالثريد وأنا كالملح في الطعام، وفيه يعقوب بن الحسن الفسوي راويه عن ابن وهب، وكذا ما عنده من حديث صهيب مرفوعاً بلفظ: سيد الطعام في الدنيا والآخرة اللحم ثم الأرز، وقد تقدم في السين، وكذا من حديث أنس رفعه: نعم الدواء الأرز وسيأتي في النون.)
أما اللفظ الذي ذكرتموه فلم أجده ، ولعل أحد الإخوة يفيدنا ، وقد وجدتُ في موسوعة الشيخ أبي هاجر حفظه الله حديث ( ابدأ طعامك بالملح ) وعزاه لإتحاف السادة المتقين للزبيدي ج5 ص218 ، وليس الكتاب متوفرًا لدي الاّن ، فلعل أحد الإخوة يراجعه لنا ..
وجزاكم الله خيرًا ..
بارك الله فيك يا أخي
ولكن عذرا لم أفهم من تقصد بقولك (وقال شيخنا: إنه لم يتبين لي الحكم بالوضع على هذا المتن )
أخي أبو الإمام الأثري ـ حفظه الله ـ :
روى ابن ماجة غي سننه ( 4/426 ) (3305) : حدّثنا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ الْخَلاَّلُ الدِّمَشْقِيُّ . حَدَّثَنَا يَحْيَـى بْنُ صَالِحٍ . حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ عَطَاءٍ الْجَزَرِيُّ . حَدَّثَنِي مَسْلَمَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْجُهَنِيُّ ، عَنْ عَمِّهِ أَبِي مَشْجَعَةَ ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : « سَيِّدُ طَعَامِ أَهْلِ الدُّنْيَا وَأَهْلِ الْجَنَّةِ ، اللَّحْمُ ».
قال البوصيري في مصباح الزجاجة (2 / 181) ح (7311) : " قلت : ذكره ابن الجوزي في الموضوعات وقال : سليمان بن عطاء روى عن مسلمة أشياء موضوعة، قال: ولا أدري التخليط منه أو من مسلمة ، وبه إلى أبي الدرداء قال : ما دعي رسول الله إلى لحم قط إلا أجاب ولا أهدي له لحم إلا قبله ، هذا إسناد ضعيف لضعف سليمان بن عطاء كما تقدم ".
قال الشيخ شعيب الأرنؤوط والمحققون معه لاسنن ابن ماجة (4/426 ـ 427 ) : " إسناده ضعيف جداً ، سليمان بن عطاء الجزري منكر الحديث ، وشنّع عليه ابن حبان في المجروحين (1/329) وروى له هذا الحديث ... " .
فال المناوي في فيض القدير (4 / 124 ) ح ( 4757) : " (سيد طعام الدنيا والآخرة اللحم) :
(أبو نعيم في) كتاب (الطب) النبوي من حديث عبد اللّه بن أحمد بن عامر الطائي ، عن أبيه عن عليّ بن موسى الرضي عن آبائه (عن عليّ) أمير المؤمنين وعبد اللّه هذا ضعيف جداّ قال الذهبي في كتاب الضعفاء والمتروكين : عبد اللّه بن أحمد بن عامر عن أبيه عن أهل البيت له نسخة باطلة . أهـ ولهذا أورده ابن الجوزي في الموضوعات وهذا حديث أحسن حالاً منه وهو خبر ابن حبان " سيد طعام أهل الجنة اللحم " وهو وإن عدّه ابن الجوزي من الموضوع أيضاً لكن انتقده عليه ابن حجر فقال : لم يبن لي وضعه بل ضعفه وظاهر صنيع المصنف أن هذا لا يوجد مخرجاً لأحد من الستة والأمر بخلافه فقد خرجه ابن ماجه من حديث أبي الدرداء بلفظ : " سيد طعام أهل الدنيا وأهل الجنة اللحم " . قال الزين العراقي : وسنده ضعيف ." .
وقال العراقي في تخريج أحاديث إحياء علوم الدين : باب أخلاقة وآدابه في الطعام : " حديث : " كان أحب الطعام إليه اللحم ،ويقول :هو يزيد في السمع وهو سيد الطعام في الدنيا والآخرة ولو سألت ربي أن يطعمنيه كل يوم لفعل " أخرجه أبو الشيخ من رواية ابن سمعان قال: سمعت من علمائنا يقولون : كان أحب الطعام إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم اللحم... الحديث .
والترمذي في الشمائل من حديث جابر : أتانا النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في منزلنا فذبحنا له شاة فقال : " كأنهم علموا أنا نحب اللحم" وإسناده صحيح .
وابن ماجه من حديث أبي الدرداء بإسناد ضعيف : سيد طعام أهل الدنيا وأهل الجنة اللحم " .
وقال محمد بن إدريس الحوت في أسنى المطالب ( 1 / 160 ) : " حديث سيد طعام الدنيا والآخرة اللحم " :
فيه سليمان بن عطاء قال ابن حبان يروى أشياء موضوعة ذكره ابن الجوزي في الموضوع لكن نوزع " .
وقال ابن عراق في تنزيهه الشريعة المرفوعة ( 2/ 235 ) ح (55) : " حديث سيد طعام أهل الجنة اللحم (حب) من حديث أبي الدرداء (عق) من حديث ربيعة بن كعب بلفظ : " أفضل طعام أهل الدنيا والآخرة اللحم " ولا يصح في الأول سليمان بن عطاء قال ابن حبان : يروى عن مسلمة بن عبد الله الجهني أشياء موضوعة فلا أدري التخليط منه أو من مسلمة ، وفي الثاني عمرو بن بكر السكسكي (تعقب) بأن حديث أبي الدرداء أخرجه ابن ماجه وقال الحافظ ابن حجر : لم يتبين لي الحكم على هذا الحديث بالوضع فإن مسلمة غير مجروح وسليمان بن عطاء ضعيف انتهى . والحديث جاء أيضا من حديث أنس بلفظ : " خير الإدام اللحم وهو سيد الإدام " أخرجه البيهقي في الشعب ومن حديث بريدة بلفظ : " سيد الإدام في الدنيا والآخرة اللحم " أخرجه الطبراني في الأوسط والبيهقي في الشعب (قلت) : قال الهيثمي : في سند الطبراني سعيد بن عتبة القطان لم أعرفه وبقية رجاله ثقات وفي بعضهم كلام لا يضر يعني أبا هلال الراسبي وشاهده في الصحيح حديث : فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام انتهى . وقال شيخ شيوخنا الشمس السخاوي : ومن شواهده حديث على : " سيد طعام الدنيا اللحم ثم الأرز " أخرجه أبو نعيم في الطب النبوي بسند ضعيف والله أعلم. " .
وقال الذهبي في ميزان الاعتدال (3 / 304 ) : " سليمان بن عطاء الحرانى عن مسلمة الجهنى. قال أبو حاتم: ليس بالقوى، واتهمه ابن حبان وغيره. وقال البخاري: في حديثه بعض المناكير. ... وقال ابن حبان: يروى عن مسلمة، عن عمه - أشياء موضوعة، فالتخليط منه أو من مسلمة. يحيى الوحاظى، أنبأنا سليمان بن عطاء، عن مسلمة، عن عمه أبى مشجعة، عن أبى الدرداء - مرفوعا: سيد طعام أهل الجنة اللحم ." .
هذا ما تيسر جمعه . والله تعالى أعلم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
الشيخ (أبا عبد الرحمن) ما شاء الله تبارك الله، واصل..
الشيخ (مسلم)؛ ورد هذا من قول أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه،أخرجه سعيد بن منصور في (سننه رقم 2476) ويسمى: [حديث السفطين] وهو حديث طويل. وسنده رجاله ثقات.
وستجد المراد من هذا القول في ثنايا الأثر.
جزاكم الله خيرا .