قالوا: ليته سكت !!

قالوا : < ليته سكت > !! ..


انتزاع الفتاوى الشاذة ، والتفرد بالغرائب عن الجماعة المسلمة .. سواء كان ذلك التفرد والافتراع في الأصول ، أو الفروع ، أو في < قضايا الأمة الكبيرة > ليس من الحكمــة في شيء ، ولا هو داخل في حرية القول الراجح ، وبيان الخير من الشر !! ..
بل هو داخل في عدم تحصيل الخير للأمة في تماسكها وألفتها ، وإثارة تلك الشواذ ، والانفراد بها ، بحجة بيان الحقيقة الغائبة عن مجموع علماء الديانة ، وعقلاء الملة !! : جالبٌ للعداوة بين المصلحين قبل غيرهم من العوام ، وانظروا إلى واقع الحال كيف تتفرق الأمة في وقت كان الواجب منها الاجتماع في صدِّ عاديات من لا يريد لها وجوداً ولا ديناً ولا إسلاماً ..


الثلة الملعونة : تجلب بخيل مكرها ، وقوة بطشها ، وإعانة بعض أبناء جلدتنا ؛ لإزالة كل عرقٍ نابض فيه جهادٌ للباطلِ وحزبــه .. والبعضُ من أبناء الأمة المغلوبة يساعد بقوله وفعله : على تحطيم المحطم ، وتفريق المفرق .. ألا وإنَّ ذلك لهو خطأ في القول ، وزلة في الفعل ، وفرحةٌ للشيطان وحزبه ، ونصرٌ للظلم وأهله ..


والصمتُ في كثير من المواضع : حكمةٌ عاقلة !! ، ومن طرائق المصلحين : عدم الخوض في فضول ما لا يكون نافعاً لعموم الناس ، أو سبباً في زيادة فرقتهم المفرقة !! ..


والعالم العاقل : إنْ أشكل عليه شيء رده إلى الله سبحانه ، ورسوله صلى الله عليه وسلم ، وكان منهجه المسلوك : أنْ يعرف قدر نفسه ، ومنتهى علمه .. مردداً للقول الصواب : الله أعلا وأعلم ..


وكم من فتوى ، وقول صدر من عالم ؛ فقال عقلاء العلماء : < ليته سكت !! > ..


حسن الحملي ..