-
شروط الدعاء وموانع الإجابة
شروط الدُعاء
وموانع الإجابة
في ضوء الكتاب والسنة
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله،
نحمده ونستعينه، ونستغفره،
ونعوذ بالله من شرور أنفسنا،
ومن سيئات أعمالنا،
من يهده الله فلا مضل له،
ومن يضلل فلا هادي له،
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده
لا شريك له،
وأشهد أن محمداً
عبده ورسوله،
صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه
ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
وسلم تسليماً كثيراً.
أما بعد:
فهذه رسالة مختصرة
في شروط الدعاء وموانع إجابته،
أخذتها وأفردتها من كتابي
”الذكر والدعاء والعلاج بالرقى“[1]
وزدت عليها فوائد مهمة
يحتاجها المسلم في دعائه،
ورتبتها كالتالي:
الفصل الأول:
مفهوم الدعاء وأنواعه.
الفصل الثاني:
فضل الدعاء.
الفصل الثالث:
شروط الدعاء وموانع الإجابة.
الفصل الرابع:
آداب الدعاء وأحوال وأوقات الإجابة.
الفصل الخامس:
عناية الأنبياء بالدعاء واستجابة الله لهم.
الفصل السادس:
الدعوات المستجابات.
الفصل السابع:
أهم ما يسأل العبد ربه.
والله أسأل أن يجعله عملاً صالحاً متقبلاً،
نافعاً لي ولكل من انتهى إليه؛
فإنه ولي ذلك والقادر عليه،
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله،
وخيرته من خلقه،
نبينا، وإمامنا، وقدوتنا، وحبيبنا،
محمد بن عبد الله،
وعلى آله، وأصحابه،
ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
المؤلف
حرر في ضحى يوم الجمعة
17/6/1416هـ
`````````````````````````````` `
([1]) من ص 186-123 نشر مكتبة الرشد بالرياض عام 1407*هـ.
-
رد: شروط الدعاء وموانع الإجابة
الفهـرس
المقدمة
الفصل الأول: مفهوم الدعاء وأنواعه
المبحث الأول: مفهوم الدعاء
المبحث الثاني: أنواع الدعاء
النوع الأول: دعاء العبادة
النوع الثاني: دعاء المسألة
الفصل الثاني: فضل الدعاء
الفصل الثالث: شروط الدعاء وموانع الإجابة
المبحث الأول: شروط الدعاء
الشرط الأول: الإخلاص
الشرط الثاني: المتابعة
الشرط الثالث: الثقة بالله تعالى واليقين بالإجابة
الشرط الرابع: حضور القلب والرغبة فيما عند الله
الشرط الخامس: العزم والجزم والجد في الدعاء
المبحث الثاني: موانع إجابة الدعاء
المانع الأول: التوسع في الحرام
المانع الثاني: الاستعجال وترك الدعاء
المانع الثالث: ارتكاب المعاصي والمحرمات
المانع الرابع: ترك الواجبات
المانع الخامس: الدعاء بإثم أو قطيعة رحم
المانع السادس: الحكمة الربانية فيُعطى خير مما سأل
الفصل الرابع: آداب الدعاء وأماكن وأوقات وأحوال الإجابة
المبحث الأول: آداب الدعاء
1- يبدأ الداعي بحمد الله والثناء عليه والصلاة على النبي صلّى الله عليه وسلّم
2- الدعاء في الرخاء والشدة
3- لا يدعو على أهله أو ماله أو ولده
4- يخفض صوته في الدعاء بين المخافتة والجهر
5- يتضرع في دعائه إلى ربه
6- يلح في دعائه
7- يتوسل إلى الله تعالى بأنواع التوسل المشروعة
أنواع التوسل ثلاثة:
النوع الأول: التوسل باسم من أسماء الله أو صفة من صفاته
النوع الثاني: التوسل إلى الله تعالى بعمل صالح قام به الداعي
النوع الثالث: التوسل إلى الله تعالى بدعاء المسلم الحي الحاضر
8- الاعتراف بالذنب والتوبة منه والاعتراف بالنعمة وشكر الله عليها
9- عدم تكلف السجع في الدعاء
10- الدعاء ثلاثاً
11- استقبال القبلة
12- رفع الأيدي في الدعاء
13- الوضوء قبل الدعاء إن تيسر
14- البكاء في الدعاء من خشية الله تعالى
15- إظهار الافتقار إلى الله تعالى والشكوى إليه
16- يبدأ الداعي بنفسه إذا دعا لغيره
17- لا يعتدي في الدعاء
18- التوبة ورد المظالم
19- يدعو لوالديه مع نفسه
20- يدعو للمؤمنين والمؤمنات مع نفسه
21- لا يسأل إلا الله وحده
المبحث الثاني: أوقات وأحوال وأوضاع الإجابة
1- ليلة القدر
2- دبر الصلوات المكتوبات
3- جوف الليل الآخر
4- بين الأذان والإقامة
5- عند النداء للصلوات المكتوبات
6- عند إقامة الصلاة
7- عند نزول الغيث وتحت المطر
8- عند زحف الصفوف في سبيل الله
9- ساعة من الليل
10- ساعة من ساعات يوم الجمعة
11- عند شرب ماء زمزم مع النية الصالحة
12- في السحر
13- عند الاستيقاظ من النوم ليلاً والدعاء بالمأثور
14- عند الدعاء بـ لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
15- عند الدعاء في المصيبة بـ إنا لله وإنا إليه راجعون
16- عند الدعاء بعد وفاة الميت بالمأثور
17- عند قولك في دعاء الاستفتاح ”الله أكبر كبيراً“
18- عند قولك في دعاء الاستفتاح ”الحمد لله حمداً كثيراً“
19- عند قراءة الفاتحة في الصلاة واستحضار ما يقول فيها
20- عند رفع الرأس من الركوع والدعاء بالمأثور
21- عند التأمين في الصلاة إذا وافق قول الملائكة
22- عن قول ”ربنا ولك الحمد“ في الرفع من الركوع
23- بعد الصلاة على النبي صلّى الله عليه وسلّم في التشهد الأخير والدعاء بالمأثور
24- عند قولك قبل السلام في الصلاة: اللهم إني أسألك يا الله
25- عند قولك قبل السلام ”اللهم إني أسألك بأن لك الحمد“
26- عند الدعاء بـ”اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله“
27- عند دعاء المسلم عقب الوضوء بالمأثور
28- عند الدعاء في عرفة للحاج في عرفة
29- الدعاء بعد زوال الشمس قبل الظهر
30- في شهر رمضان
31- عند اجتماع المسلمين في مجالس الذكر
32- عند صياح الديكة
33- الدعاء حالة إقبال القلب على الله تعالى
34- الدعاء في عشر ذي الحجة
المبحث الثالث: أماكن تجاب فيها الدعوات
1- عند رمي الجمرة الصغرى والوسطى أيام التشريق للحاج
2- داخل الكعبة ومن دعا أو صلى داخل الحجر فهو من البيت
3- الدعاء على الصفا والمروة للحاج والمعتمر
4- الدعاء عند المشعر الحرام للحاج يوم النحر
5- الدعاء في عرفة يوم عرفة للحاج
الفصل الخامس: اهتمام الأنبياء بالدعاء واستجابة الله لهم
1- آدم عليه الصلاة والسلام
2- نوح عليه الصلاة والسلام
3- إبراهيم عليه الصلاة والسلام
4- أيوب عليه الصلاة والسلام
5- يونس عليه الصلاة والسلام
6- زكريا عليه الصلاة والسلام
7- يعقوب عليه الصلاة والسلام
8- يوسف عليه الصلاة والسلام
9- موسى عليه الصلاة والسلام
10- محمد عليه الصلاة والسلام
*أ- دعاؤه صلّى الله عليه وسلّم لأنس بن مالك
*ب- دعاؤه صلّى الله عليه وسلّم لأمِّ أبي هريرة
*ج- دعاؤه صلّى الله عليه وسلّم لعروة البارقي
*د- دعاؤه صلّى الله عليه وسلّم على بعض أعدائه
*ه- دعاؤه صلّى الله عليه وسلّم على سراقة بن مالك
*و- دعاؤه صلّى الله عليه وسلّم يوم بدر
*ز- دعاؤه صلّى الله عليه وسلّم يوم الأحزاب
*ح- دعاؤه صلّى الله عليه وسلّم يوم حنين
الفصل السادس: الدعوات المستجابات
1- دعوة المسلم لأخيه المسلم بظهر الغيب
2- دعوة المظلوم
3- دعوة الوالد لولده
4- دعوة الوالد على ولده
5- دعوة المسافر
6- دعوة الصائم
7- دعوة الصائم حين يفطر
8- دعوة الإمام العادل
9- دعوة الولد الصالح لوالديه
10- دعوة المستيقظ من النوم إذا دعا بالمأثور
11- دعوة المضطر
12- دعوة من بات طاهراً على ذكر الله
13- دعوة من دعا بدعوة ذي النون
14- دعوة من أصيب بمصيبة إذا دعا بالمأثور
15- دعوة من دعا بالاسم الأعظم
16- دعوة الولد البار بوالديه
17- دعوة الحاج
18- دعوة المعتمر
19- دعوة الغازي في سبيل الله
20- دعوة الذاكر لله كثيراً
21- دعوة من أحبه الله ورضي عنه
الفصل السابع: أهمية الدعاء ومكانته في الحياة
المبحث الأول: افتقار العباد وحاجتهم إلى ربهم
المبحث الثاني: أهم ما يسأل العبد ربه
1- سؤال الله الهداية
2- سؤال الله مغفرة الذنوب
3- سؤال الله الجنة والاستعاذة به من النار
4- سؤال الله العفو والعافية في الدنيا والآخرة
5- سؤال الله الثبات على دينه وحسن العاقبة
6- سؤال الله دوام النعمة والاستعاذة به من زوالها
7- الاستعاذة بالله من جهد البلاء ودرك الشقاء
`````````````````````````````` `
شروط الدعاء وموانع الإجابة
في ضوء الكتاب والسنة
المؤلف
د. سعيد بن علي بن وهف القحطاني
-
رد: شروط الدعاء وموانع الإجابة
الفصل الأول:
مفهوم الدعاء وأنواعه
المبحث الأول:
مفهوم الدعاء
الدعاء لغة: الطلب والابتهال:
يُقال: دعوتُ الله أدعوه دعاءً:
ابتهلت إليه بالسؤال
ورغبت فيما عنده من الخير [1]
ودعا الله:
طلب منه الخير ورجاه منه،
ودعا لفلان:
طلب الخير له،
ودعا على فلان:
طلب له الشر [2] .
والدعاء:
سؤال العبد ربه على وجه الابتهال،
وقد يطلق على التقديس والتحميد ونحوهما [3] .
`````````````````````````````` `
([1]) المصباح المنير 1/194.
([2]) المعجم الوسيط1/268.
([3]) القاموس الفقهي لغة واصطلاحاً ص 131.
-
رد: شروط الدعاء وموانع الإجابة
والدعاء نوع من أنواع الذكر؛
فإن الذكر ثلاثة أنواع:
النوع الأول:
ذكر أسماء الله وصفاته ومعانيها
والثناء على الله بها،
وتوحيد الله بها
وتنزيهه عما لا يليق به.
وهو نوعان أيضاً:
أ*- إنشاء الثناء عليه بها من الذاكر
وهذا النوع هو المذكور في الأحاديث نحو:
” سبحان الله،
والحمد لله،
ولا إله إلا الله،
والله أكبر“.
ب*- الخبر عن الرب تعالى
بأحكام أسمائه وصفاته
نحو قولك:
الله عز وجل على كل شيء قدير،
وهو أفرح بتوبة عبده من الفاقد لراحلته،
وهو يسمع أصوات عباده،
ويرى حركاتهم،
ولا تخفى عليه خافية من أعمالهم،
وهو أرحم بهم من أمهاتهم وآبائهم.
-
رد: شروط الدعاء وموانع الإجابة
النوع الثاني:
ذكر الأمر، والنهي،
والحلال والحرام، وأحكامه
فيعمل بالأمر ويترك النهي،
ويُحرِّمُ الحرامَ ويُحلُّ الحلالَ،
وهو نوعان أيضاً:
أ*- ذكره بذلك إخباراً عنه
بأنه أمر بكذا ونهى عن كذا،
وأحب كذا، وسخط كذا،
ورضي كذا.
ب*- ذكره عند أمره فيبادر إليه ويعمل به،
وعند نهيه فيهرب منه ويتركه.
-
رد: شروط الدعاء وموانع الإجابة
النوع الثالث:
ذكر الآلاء والنعماء والإحسان،
وهذا أيضاً من أجَلِّ أنواع الذكر،
فهذه خمسة أنواع.
وهي تكون ثلاثة أنواع أيضاً:
أ*- ذكرٌ يتواطأ عليه القلب واللسان،
وهو أعلاها.
ب*- ذكرٌ بالقلب وحده،
وهو في الدرجة الثانية.
ت*- ذكرٌ باللسان المجرد،
وهو في الدرجة الثالثة [1].
`````````````````````````````` `
([1]) مدارج السالكين لابن القيم 2/430 و1/23،
والوابل الصيب لابن القيم ص 178-181.
-
رد: شروط الدعاء وموانع الإجابة
ومفهوم الذِكر:
هو التخلص من الغفلة والنسيان،
والغفلة: هي تركٌ باختيار الإنسان،
والنسيان تركٌ بغير اختياره.
والذكر على ثلاث درجات:
1- الذِكر الظاهر:
ثناءً على الله تعالى
كقول:
”سبحان الله
والحمد لله
ولا إله إلا الله
والله أكبر“.
أو ذكر دعاء:
نحو : { قَالاَ رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا
وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا
لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ } [1].
ونحو قوله:
”يا حي يا قيوم
برحمتك أستغيث “.
ونحو ذلك.
أو ذكر رعاية:
مثل قول القائل:
الله معي، الله ينظر إليَّ،
الله شاهدي،
ونحو ذلك
مما يستعمل لتقوية الحضور مع الله،
وفيه رعاية لمصلحة القلب،
ولحفظ الأدب مع الله والتحرز من الغفلة،
والاعتصام بالله من الشيطان وشر النفس.
والأذكار النبوية
تجمع الأنواع الثلاثة،
فإنها تضمنت الثناء على الله،
والتعرض للدعاء والسؤال،
والتصريح به.
وهي متضمنة لكمال الرعاية،
ومصلحة القلب،
والتحرز من الغفلات،
والاعتصام من الوساوس والشيطان.
`````````````````````````````` `
([1]) سورة الأعراف، الآية: 23.
-
رد: شروط الدعاء وموانع الإجابة
2- الذكر الخفي:
وهو الذكر بمجرد القلب
والتخلص من الغفلة، والنسيان،
والحجب الحائلة بين القلب
وبين الرب سبحانه،
وملازمة الحضور بالقلب
مع الله كأنه يراه.
-
رد: شروط الدعاء وموانع الإجابة
3- الذِكر الحقيقي:
وهو ذِكر الله تعالى للعبد [1]
{ فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ
وَاشْكُرُواْ لِي وَلاَ تَكْفُرُونِ } [2] .
وقال صلى الله عليه وعلى آله وسلم:
”يقول الله تعالى:
أنا عند ظنّ عبدي بي،
وأنا معه إذا ذكرني،
فإن ذكرني في نفسه
ذكرته في نفسي،
وإن ذكرني في ملأٍ
ذكرته في ملأٍ خيرٍ منهم،
وإن تقرّب إليَّ شبراً
تقرّبتُ إليه ذراعاً،
وإن تقرّب إليَّ ذراعاً
تقربتُ إليه باعاً،
وإن أتاني يمشي
أتيته هرولة“ [3] .
`````````````````````````````` `
([1]) مدارج السالكين 2/434-435.
([2]) سورة البقرة، الآية: 152.
([3]) البخاري واللفظ له برقم 7405، ومسلم 4/2061، برقم 2675،
من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
-
رد: شروط الدعاء وموانع الإجابة
المبحث الثاني:
أنواع الدعاء
النوع الأول:
دعاء العبادة:
وهو طلب الثواب بالأعمال الصالحة:
كالنطق بالشهادتين والعمل بمقتضاهما،
والصلاة، والصيام، والزكاة،
والحج، والذبح لله، والنذر له،
وبعض هذه العبادات تتضمن الدعاء
بلسان المقال مع لسان الحال كالصلاة.
فمن فعل هذه العبادات وغيرها
من أنواع العبادات الفعلية
فقد دعا ربه وطلبه
بلسان الحال أن يغفر له،
والخلاصة
أنه يتعبد لله طلباً لثوابه وخوفاً من عقابه.
وهذا النوع لا يصح لغير الله تعالى،
ومن صرف شيئاً منه لغير الله
فقد كفر كفراً أكبر مخرجاً من الملة،
وعليه يقع قوله تعالى [1]:
{ وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي
أَسْتَجِبْ لَكُمْ
إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي
سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِين } [2].
وقال تعالى:
{ قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي
وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي
لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ،
لاَ شَرِيكَ لَهُ
وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ
وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ } [3] .
``````````````````````````````
([1]) انظر: فتح المجيد ص 180
والقول المفيد على كتاب التوحيد للعلامة ابن عثيمين 1/117،
وفتاوى ابن عثيمين 6/52.
([2]) سورة غافر، الآية: 60.
([3]) سورة الأنعام، الآيتان: 162، 163.
-
رد: شروط الدعاء وموانع الإجابة
النوع الثاني:
دعاء المسألة:
وهو دعاء الطلب:
طلب ما ينفع الداعي
من جلب نفع أو كشف ضر،
وطلب الحاجات،
ودعاء المسألة فيه تفصيل كالتالي:
أ*- إذا كان دعاء المسألة صدر من عبد لمثله من المخلوقين
وهو قادر حي حاضر
فليس بشرك.
كقولك :
اسقني ماءً،
أو يا فلان أعطني طعاماً،
أو نحو ذلك
فهذا لا حرج فيه،
ولهذا قال صلى الله عليه وسلم:
”من سأل بالله فأعطوه،
ومن استعاذ بالله فأعيذوه،
ومن دعاكم فأجيبوه،
ومن صنع إليكم معروفاً فكافئوه،
فإن لم تجدوا ما تكافئونه
فادعوا له
حتى تروا أنكم قد كافأتموه“ [1] .
``````````````````````````````
([1]) أبو داود برقم 1672، والنسائي 5/82، وأحمد في المسند 2/68، 99،
وانظر: التعليق المفيد على كتاب التوحيد لسماحة الشيخ العلامة ابن باز ص 91 وص 245.
-
رد: شروط الدعاء وموانع الإجابة
ب - أن يدعو الداعي مخلوقاً
ويطلب منه
ما لا يقدر عليه
إلا الله وحده،
فهذا مشرك كافر
سواء كان المدعو حيّاً أو ميتاً،
أو حاضراً أو غائباً،
كمن يقول:
يا سيدي فلان اشف مريضي،
رد غائبي،
مدد مدد،
أعطني ولداً،
وهذا كفر أكبر
مخرج من الملة،
قال الله تعالى:
{ وَإِن يَمْسَسْكَ اللّهُ بِضُرٍّ
فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ
وَإِن يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ
فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدُير } [1].
``````````````````````````````
([1]) سورة الأنعام، الآية: 17.
-
رد: شروط الدعاء وموانع الإجابة
وقال سبحانه:
{ وَلاَ تَدْعُ مِن دُونِ اللَّهِ
مَا لاَ يَنفَعُكَ
وَلاَ يَضُرُّكَ
فَإِن فَعَلْتَ
فَإِنَّكَ إِذًا مِّنَ الظَّالِمِينَ،
وَإِن يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ
فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ
وَإِن يُرِدْكَ بِخَيْرٍ
فَلاَ رَآدَّ لِفَضْلِهِ
يُصيبُ بِهِ مَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِ
وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ } [1].
``````````````````````````````
([1]) سورة يونس، الآيتان: 106، 107.
-
رد: شروط الدعاء وموانع الإجابة
وقال تعالى:
{ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ
عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ
فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُ واْ لَكُمْ
إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ }[1].
``````````````````````````````
([1]) سورة الأعراف، الآية: 194.
-
رد: شروط الدعاء وموانع الإجابة
وقال سبحانه:
{ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ
لاَ يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَكُمْ
وَلآ أَنفُسَهُمْ يَنصُرُونَ } [1].
``````````````````````````````
([1]) سورة الأعراف، الآية: 197.
-
رد: شروط الدعاء وموانع الإجابة
وقال تعالى:
{ وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ
فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ
وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ
خَسِرَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةَ
ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ،
يَدْعُواْ مِن دُونِ اللَّهِ
مَا لا يَضُرُّهُ
وَمَا لا يَنفَعُهُ
ذَلِكَ هُوَ الضَّلالُ الْبَعِيدُ،
يَدْعُواْ لَمَن ضَرُّهُ
أَقْرَبُ مِن نَّفْعِهِ
لَبِئْسَ الْمَوْلَى
وَلَبِئْسَ الْعَشِيرُ } [1].
``````````````````````````````
([1]) سورة الحج، الآيات: 11-13.
-
رد: شروط الدعاء وموانع الإجابة
وقال تعالى:
{ يَآ أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ
فَاسْتَمِعُواْ لَهُ
إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ
لَن يَخْلُقُواْ ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُواْ لَهُ
وَإِن يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا
لا يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ
ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ،
مَا قَدَرُواْ اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ
إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ } [1].
``````````````````````````````
([1]) سورة الحج، الآيتان: 73-74.
-
رد: شروط الدعاء وموانع الإجابة
وقال تبارك وتعالى:
{ مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ مِن دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ
كَمَثَلِ الْعَنكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا
وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنكَبُوتِ
لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ،
إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ مِن شَيْءٍ
وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ،
وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ
وَمَا يَعْقِلُهَآ إِلا الْعَالِمُونَ } [1].
``````````````````````````````
([1]) سورة العنكبوت، الآيات: 41-43.
-
رد: شروط الدعاء وموانع الإجابة
وقال سبحانه:
{ قُلِ ادْعُواْ الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ
لا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ
فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الأَرْضِ
وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِن شِرْكٍ
وَمَا لَهُ مِنْهُم مِّن ظَهِيرٍ،
وَلا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ عِندَهُ
إِلا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ
حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَن قُلُوبِهِمْ
قَالُواْ مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ
قَالُواْ الْحَقَّ
وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ } [1].
``````````````````````````````
([1]) سورة سبأ، الآيتان: 22، 23.
-
رد: شروط الدعاء وموانع الإجابة
قال عز وجل:
{ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ
لَهُ الْمُلْكُ
وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ
مَا يَمْلِكُونَ مِن قِطْمِيرٍ،
إِن تَدْعُوهُمْ
لا يَسْمَعُواْ دُعَاءَكُمْ
وَلَوْ سَمِعُواْ
مَا اسْتَجَابُواْ لَكُمْ
وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ
وَلا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ } [1].
``````````````````````````````
([1]) سورة فاطر، الآيتان: 13، 14.
-
رد: شروط الدعاء وموانع الإجابة
قال الله تعالى:
{ وَمَنْ أَضَلُّ
مِمَّن يَدْعُواْ مِن دُونِ اللَّهِ
مَن لا يَسْتَجِيبُ لَهُ
إِلَى يَومِ الْقِيَامَةِ
وَهُمْ عَن دُعَآئِهِمْ غَافِلُونَ،
وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ
كَانُواْ لَهُمْ أَعْدَآء
وَكَانُواْ بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ } [1].
``````````````````````````````
([1]) سورة الأحقاف، الآيتان: 5، 6.
-
رد: شروط الدعاء وموانع الإجابة
وكل من استغاث بغير الله
أو دعا غير الله
دعاء عبادة أو دعاء مسألة
فيما لا يقدر عليه إلا الله
فهو مشرك مرتد
كما قال سبحانه:
{ لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ
إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ
وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَآئِيلَ
اعْبُدُواْ اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ
إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ
فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ
وَمَأْوَاهُ النَّارُ
وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ } [1].
``````````````````````````````
([1]) سورة المائدة، الآية: 72.
-
رد: شروط الدعاء وموانع الإجابة
وقال تعالى:
{ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ
أَن يُشْرَكَ بِهِ
وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَآءُ
وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ
فَقَدْ ضَلَّ
ضَلاَلاً بَعِيدًا } [1].
``````````````````````````````
([1]) سورة النساء، الآية: 116،
وفي آية 48 { فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا }.
-
رد: شروط الدعاء وموانع الإجابة
وقال تعالى:
{ فَلا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ
إِلَهًا آخَرَ
فَتَكُونَ مِنَ الْمُعَذَّبِينَ } [1].
وقال سبحانه:
{ وَلَوْ أَشْرَكُواْ
لَحَبِطَ عَنْهُم
مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } [2].
``````````````````````````````
([1]) سورة الشعراء، الآية: 213.
([2]) سورة الأنعام، الآية: 88.
-
رد: شروط الدعاء وموانع الإجابة
وقال عز وجل:
{ وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ
وَإِلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكَ
لَئِنْ أَشْرَكْتَ
لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ
وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ،
بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ
وَكُن مِّنَ الشَّاكِرِينَ } [1].
``````````````````````````````
([1]) سورة الزمر، الآيتان: 65، 66.
-
رد: شروط الدعاء وموانع الإجابة
الفرق بين الاستغاثة والدعاء :
الاستغاثة:
طلب الغوث: وهو إزالة الشدة،
كالاستنصار:
طلب النصر،
فالفرق بين الاستغاثة والدعاء :
أن الاستغاثة لا تكون إلا من المكروب،
والدعاء أعم من الاستغاثة،
لأنه يكون من المكروب وغيره.
فإذا عُطِفَ على الدعاء الاستغاثة
فهو من باب عطف العام على الخاص،
فبينهما عموم وخصوص مطلق،
يجتمعان في مادة،
وينفرد الدعاء عنها في مادة،
فكل استغاثة دعاء
وليس كل دعاء استغاثة.
ودعاء المسألة متضمن لدعاء العبادة،
ودعاء العبادة مستلزم لدعاء المسألة،
ويراد بالدعاء في القرآن
دعاء العبادة تارة،
ودعاء المسألة تارة،
ويراد به تارة مجموعهما [1].
``````````````````````````````
([1]) انظر: فتح المجيد ص 180.
-
رد: شروط الدعاء وموانع الإجابة
الفصل الثاني:
فضل الدعاء
جاء في فضل الدعاء
آيات وأحاديث كثيرة منها:
1 ـ قال الله تعالى:
{ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي
فَإِنِّي قَرِيبٌ
أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ
فَلْيَسْتَجِيبُ واْ لِي
وَلْيُؤْمِنُواْ بِي
لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ } [1].
``````````````````````````````
([1]) سورة البقرة، الآية: 186.
-
رد: شروط الدعاء وموانع الإجابة
2 ـ وقال تعالى:
{ وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي
أَسْتَجِبْ لَكُمْ
إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي
سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ } [1].
``````````````````````````````
([1]) سورة غافر، الآية: 60.
-
رد: شروط الدعاء وموانع الإجابة
3 ـ وقال تعالى:
{ ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً
إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِين،
وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا
وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا
إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ
مِّنَ الْمُحْسِنِينَ } [1].
``````````````````````````````
([1]) سورة الأعراف، الآيتان: 55، 56.
-
رد: شروط الدعاء وموانع الإجابة
4ـ وقال تبارك وتعالى:
{ فَادْعُواْ اللَّهَ
مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ
وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ } [1].
``````````````````````````````
([1]) سورة غافر، الآية: 14.
-
رد: شروط الدعاء وموانع الإجابة
5 ـ وقال عز وجل:
{ هُوَ الْحَيُّ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ
فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ } [1].
`````````````````````````````
([1]) سورة غافر، الآية: 65.
-
رد: شروط الدعاء وموانع الإجابة
6 ـ وعن النعمان بن بشير رضي الله عنه
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
” الدُّعاءُ هوَ العبادةُ “.
وقرأ:
{ وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي
أَسْتَجِبْ لَكُمْ
إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي
سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ } [1].
````````````````````````````
([1]) أبو داود 2/77، برقم 1479، والترمذي 5/211 برقم 2969،
وابن ماجه 2/1258، والبغوي في شرح السنة5/184،
وانظر: صحيح الجامع الصغير 3/150 برقم 3401،
وصححه الشيخ محمد ناصر الدين الألباني في صحيح الترمذي 1/138.
-
رد: شروط الدعاء وموانع الإجابة
7 ـ وعن أبي هريرة رضي الله عنه
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
” ليس شيءٌ أكرَمَ على الله تعالى
من الدعاء “ [1].
````````````````````````````
([1]) الترمذي 5/456، برقم 3373،
وابن ماجه 2/1258، وأحمد 2/442،
وحسن إسناده الألباني في صحيح الترمذي 3/138.
-
رد: شروط الدعاء وموانع الإجابة
8 ـ وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
قال النبي صلى الله عليه وسلم قال:
” منْ لم يَسألِ الله
يَغْضَبْ عليهِ “ [1].
وأنشد القائل:
لا تَسأَلنَّ بُنَيَّ آدم حاجةً
وسَلِ الذي أبوابُه لا تُحجَبُ
اللهُ يغضبُ إن تركت سؤاله
وبُنيَّ آدم حين يُسأل يغضبُ
````````````````````````````
([1]) أحمد في المسند 3/18،
وفي الترمذي عن جابر بن عبد الله برقم 3381،
وعن عبادة بن الصامت برقم 3573،
وحسنهما الألباني في صحيح الترمذي 3/140، 181.
-
رد: شروط الدعاء وموانع الإجابة
9 ـ وعن أبي سعيد رضي الله عنه
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
” ما من مسلم يدعو الله بدعوةٍ
ليس فيها إثمٌ ولا قطيعةُ رحم
إلا أعطاه الله بها
إحدى ثلاث:
إما أن تُعجل له دعوته،
وإما أن يدخرها له في الآخرة،
وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها “.
قالوا: إذاً نُكثر.
قال: ”الله أكثر “. [1].
````````````````````````````
([1]) أحمد في المسند 18/3 ،
وفي الترمذي عن جابر بن عبد الله برقم 3381 ،
وعن عبادة بن الصامت برقم 3573 ،
وحسنهما الألباني في صحيح الترمذي 181،140/3
-
رد: شروط الدعاء وموانع الإجابة
10 ـ وعن سلمان الفارسي رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
” إنَّ ربَّكُم تبارك وتعالى حييُّ كَرِيمٌ
يستَحي مِنْ عبدهِ
إذا رفع يديه إليه
أن يردَّهما صِفراً “ [1].
````````````````````````````
([1]) أبو داود 2/78 برقم 1488، والترمذي 5/557،
وابن ماجه 2/1271، والبغوي في شرح السنة 5/185،
وصححه الألباني في صحيح الترمذي 3/179
وصحيح ابن ماجه برقم 3865.
-
رد: شروط الدعاء وموانع الإجابة
والدعاء
من أقوى الأسباب في دفع المكروه،
وحصول المطلوب،
وهو من أنفع الأدوية،
وهو عدو البلاء،
يدافعه ويعالجه،
ويمنع نزوله، ويرفعه،
أو يخففه إذا نزل،
وهو سلاح المؤمن،
وللدعاء مع البلاء ثلاث مقامات:
1- أن يكون الدعاء أقوى من البلاء فيدفعه.
2- أن يكون أضعف من البلاء
فيقوى عليه البلاء فيصاب به العبد،
ولكن يخففه وإن كان ضعيفاً.
3- أن يتقاوما ويمنع كل واحد منهما صاحبه [1].
````````````````````````````
([1]) الجواب الكافي للإمام ابن القيم ص22، 23، 24.
نشر مكتبة دار التراث 1408هـ الطبعة الأولى،
وطبع دار الكتاب العربي، ط2، 1407هـ ص25،
وطبع دار الكتب العلمية ببيروت، ص4، وهي طبعة قديمة بدون تاريخ.
-
رد: شروط الدعاء وموانع الإجابة
وعن ابن عمر رضي الله عنهما
عن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال:
” الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل
فعليكم عباد الله بالدعاء “ [1].
````````````````````````````
([1]) الحاكم 1/493، وأحمد 5/234
وحسنه الألباني في صحيح الجامع 3/151 برقم 3402.
-
رد: شروط الدعاء وموانع الإجابة
وعن سلمان رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:
” لا يردُّ القضاء إلا الدعاء،
ولا يزيد في العُمرِ إلا البِر “ [1].
````````````````````````````
([1]) الترمذي بلفظه برقم 2239،
والحاكم بنحوه 1/493 من حديث ثوبان وصححه، ووافقه الذهبي،
وحسنه الترمذي 2/225، لشاهده من حديث ثوبان عند الحاكم كما تقدم،
وعند ابن ماجه برقم 4022، وأحمد 5/277.
-
رد: شروط الدعاء وموانع الإجابة
الفصل الثالث:
شروط الدعاء وموانع الإجابة
”الأدعية والتعوذات بمنزلة السلاح،
والسلاحُ بضاربه، لا بحده فقط،
فمتى كان السلاحُ سلاحاً تامّاً لا آفة به،
والساعدُ ساعداً قوياً،
والمانعُ مفقوداً،
حصلت به النكاية في العدو،
ومتى تخلَّف واحدٌ من هذه الثلاثة
تخلَّف التأثير،
فإن كان الدعاءُ في نفسه غير صالح،
أو الداعي لم يجمع بين قلبه ولسانه،
أو كان ثَمَّ مانعٌ من الإجابة،
لم يحصل التأثير“ [1] ،
وإليك شروط الدعاء وموانع الإجابة
في المبحثين الآتيين:
````````````````````````````
([1]) الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي للإمام ابن القيم رحمه الله تعالى
ص36 دار الكتاب العربي الطبعة الأولى 1407هـ.
-
رد: شروط الدعاء وموانع الإجابة
المبحث الأول:
شروط الدعاء
الشرط لغة: العلامة،
واصطلاحاً: ما يلزم من عدمه العدم
ولا يلزم من وجوده وجود، ولا عدم لذاته [1].
من أعظم وأهم شروط قبول الدعاء
ما يأتي:
الشرط الأول:
الإخلاص :
وهو تصفية الدعاء والعمل من كل ما يشوبه،
وصرف ذلك كله لله وحده،
لا شرك فيه،
ولا رياء
ولا سُمعة،
ولا طلباً للعرض الزائل،
ولا تصنعاً
وإنما يرجو العبد ثواب الله
ويخشى عقابه،
ويطمع في رضاه [2].
وقد أمر الله تعالى بالإخلاص
في كتابه الكريم
فقال تعالى:
{ قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ
وَأَقِيمُواْ وُجُوهَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ
وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ
كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ } [3] .
وقال:
{ فَادْعُواْ اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ
وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ } [4].
وقال تعالى:
{ أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ
وَالَّذِينَ اتَّخَذُواْ مِن دُونِهِ أَوْلِيَآءَ
مَا نَعْبُدُهُمْ إِلا لِيُقَرِّبُونَآ إِلَى اللَّهِ زُلْفَى
إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ
فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ
إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي
مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ } [5].
وقال سبحانه:
{ وَمَآ أُمِرُواْ إِلا لِيَعْبُدُواْ اللَّهَ
مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَآءَ } [6].
````````````````````````````
([1]) الفوائد الجلية في المباحث الفرضية لسماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز ص12
وعدة الباحث في أحكام التوارث للشيخ عبد العزيز الناصر الرشيد ص4.
([2]) انظر: مقومات الداعية الناجح للمؤلف ص283.
([3]) سورة الأعراف، الآية: 29.
([4]) سورة غافر، الآية: 14.
([5]) سورة الزمر، الآية: 3.
([6]) سورة البينة، الآية: 5.
-
رد: شروط الدعاء وموانع الإجابة
وعن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال:
كنت خلف النبي صلّى الله عليه وسلّم فقال:
” يا غُلامُ إني أُعلِّمك كلمات:
احفظ الله يحفظْكَ،
احفظِ الله تجدْهُ تُجاهك،
إذا سألت فاسأل الله،
وإذا استعنت فاستعن بالله،
واعلم أنَّ الأُمة لَوِ اجتمعت
على أن ينفعوك بشيء
لم ينفعوكَ إلا بشيء
قد كتبه الله لك،
وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء
لم يضروك إلا بشيء
قد كتبه الله عليك،
رُفعتِ الأقلامُ
وجفَّت الصُّحفُ “ [1].
وسؤال الله تعالى:
هو دعاؤه والرغبة إليه
كما قال تعالى:
{ وَسْـئَلُواْ اللَّهَ مِن فَضْلِهِ
إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا } [2].
````````````````````````````
([1]) أخرجه الترمذي 4/667 وقال: حديث حسن صحيح، وأحمد 1/293،
وصححه الألباني في صحيح الترمذي 2/309.
([2]) سورة النساء، الآية: 32.
-
رد: شروط الدعاء وموانع الإجابة
الشرط الثاني:
المتابعة،
وهي شرط في جميع العبادات،
لقوله تعالى:
{ قُلْ إِنَّمَآ أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ
يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَآ
إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ
فَمَن كَانَ يَرْجُواْ لِقَآءَ رَبِّهِ
فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحًا
وَلا يُشْرِكْ
بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا} [1].
والعمل الصالح
هو ما كان موافقاً لشرع الله تعالى
ويُراد به وجه الله سبحانه.
فلا بد أن يكون الدعاء والعمل خالصاً لله
صواباً على شريعة
رسول الله صلى الله عليه وسلم [2]،
````````````````````````````
([1]) سورة الكهف، الآية: 110.
([2]) انظر: تفسير ابن كثير 3/109.
-
رد: شروط الدعاء وموانع الإجابة
ولهذا قال الفضيل بن عياض
في تفسير قوله تعالى:
{ تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ
وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ،
الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ
لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً
وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ } [1].
قال: هو أخلصه وأصوبه.
قالوا: يا أبا علي ما أخلصه وأصوبه ؟
فقال: ” إن العمل إذا كان خالصاً
ولم يكن صواباً لم يقبل،
وإذا كان صواباً
ولم يكن خالصاً لم يقبل،
حتى يكون خالصاً صواباً.
والخالص أن يكون لله،
والصواب أن يكون على السنة “ [2].
ثم قرأ قوله تعالى:
{ قُلْ إِنَّمَآ أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ
يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَآ
إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ
فَمَن كَانَ يَرْجُواْ لِقَآءَ رَبِّهِ
فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحًا
وَلا يُشْرِكْ
بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا} [3].
````````````````````````````
([1]) سورة الملك، الآيتان: 1، 2.
([2]) انظر: مدارج السالكين لابن القيم 2/89.
([3]) سورة الكهف، الآية: 110.
-
رد: شروط الدعاء وموانع الإجابة
وقال تعالى:
{ وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا
مِّمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ للَّهِ
وَهُوَ مُحْسِنٌ
واتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا
وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً } [1]
وقال تعالى:
{ وَمَن يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ
وَهُوَ مُحْسِنٌ
فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى
وَإِلَى اللَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ } [2].
فإسلامُ الوجه:
إخلاصُ القصد والدعاء والعمل لله وحده،
والإحسانُ فيه:
متابعة رسول الله صلى الله عليه وسلم وسنته[3].
````````````````````````````
([1]) سورة النساء، الآية: 125.
([2]) سورة لقمان، الآية: 22.
([3]) انظر: مدارج السالكين 2/90.
-
رد: شروط الدعاء وموانع الإجابة
فيجب على المسلم
أن يكون مُتبعاً للنبي صلى الله عليه وسلم
في كل أعماله،
لقوله تعالى:
{ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ
أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ
لِّمَن كَانَ يَرْجُواْ اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ
وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا } [1].
وقال:
{ قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ
فَاتَّبِعُونِي
يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ
وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ
وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } [2].
وقال تعالى:
{ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ } [3].
وقال:
{ قُلْ أَطِيعُواْ اللَّهَ
وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ
فَإِن تَوَلَّواْ
فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُم مَّا حُمِّلْتُمْ
وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُواْ
وَمَا عَلَى الرَّسُولِ
إِلاَّ الْبَلاغُ الْمُبِينُ } [4].
````````````````````````````
([1]) سورة الأحزاب، الآية: 21.
([2]) سورة آل عمران، الآية: 31.
([3]) سورة الأعراف، الآية: 158.
([4]) سورة النور، الآية: 54.
-
رد: شروط الدعاء وموانع الإجابة
ولا شك أن العمل
الذي لا يكون
على شريعة النبي صلى الله عليه وسلم
يكون باطلاً،
لحديث عائشة رضي الله عنها
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
” من أحدث في أمرنا هذا
ما ليس منه
فهو ردٌّ “.
-
رد: شروط الدعاء وموانع الإجابة
الشرط الثالث:
الثقة بالله تعالى
واليقين بالإجابة [1] :
فمن أعظم الشروط لقبول الدعاء
الثقة بالله تعالى،
وأنه على كل شيء قدير،
لأنه تعالى يقول للشيء كن فيكون،
قال سبحانه:
{ إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَآ أَرَدْنَاهُ
أَن نَّقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ } [2].
وقال سبحانه:
{ إِنَّمَآ أَمْرُهُ إِذَآ أَرَادَ شَيْئًا
أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ } [3].
ومما يزيد ثقة المسلم بربه تعالى
أن يعلم أن جميع
خزائن الخيرات والبركات
عند الله تعالى،
قال سبحانه:
{ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ عِندَنَا خَزَآئِنُهُ
وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلاَّ بِقَدَرٍ مَّعْلُومٍ } [4].
````````````````````````````
([1]) انظر: جامع العلوم والحكم 2/407 ومجموع فتاوى ابن باز جمع الطيار 1/258.
([2]) سورة النحل، الآية: 4.
([3]) سورة يس، الآية: 82.
([4]) سورة الحجر، الآية: 21.
-
رد: شروط الدعاء وموانع الإجابة
وقال صلى الله عليه وسلم
في الحديث القدسي
الذي رواه عن ربه تبارك وتعالى:
”... يا عبادي
لو أن أوَّلكم وآخركُم
وإنسَكُم وجنَّكم
قاموا في صعيدٍ واحدٍ فسألوني،
فأعطيتُ كلَّ إنسانٍ مسألته،
ما نقص ذلك مما عندي
إلا كما يَنْقُصُ المِخْيَطُ
إذا أُدخِلَ البَحْرَ “ [1].
وهذا يدل
على كمال قدرته سبحانه وتعالى،
وكمال ملكه،
وأن ملكه وخزائنه لا تنفد
ولا تنقص بالعطاء،
ولو أعطى الأولين والآخرين:
من الجن والإنس جميع ما سألوه
في مقام واحد [2]،
````````````````````````````
([1]) مسلم عن أبي ذر رضي الله عنه برقم 2577.
([2]) جامع العلوم والحكم 2/48.
-
رد: شروط الدعاء وموانع الإجابة
ولهذا قال صلى الله عليه وسلم:
” يدُ الله [1] ملأى لا يَغِضُها نَفَقةٌ
سحّاءُ [2] الليلَ والنهارَ
أرأيتُم ما أنفقَ مُذْ خلَقَ السماءَ [3] والأرض
فإنه لم يغِضْ ما في يده
وكان عرشُهُ على الماءِ
وبيده [4] الميزان يخفض ويرفع “ [5].
فالمسلم إذا علم ذلك
فعليه أن يدعو الله وهو موقن بالإجابة،
لما تقدم،
ولحديث أبي هريرة رضي الله عنه
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
” ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة...“ [6]
الحديث.
ولهذا بين صلى الله عليه وسلم
أن الله يستجيب دعاء المسلم
الذي قام بالشروط
وعمل بالآداب،
وابتعد عن الموانع
فقال:
” ما من مسلم يدعو الله بدعوة
ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم
إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث ...“ [7]
الحديث.
```````````````````````````
([1]) في رواية مسلم: ”يمين الله ملأى“ رقم 993.
([2]) سحَّاءُ: أي دائمة الصب تصب العطاء صبّاً
ولا ينقصها العطاء الدائم في الليل والنهار،
انظر: الفتح 13/395.
([3]) في رواية للبخاري بالجمع للسموات والأرض برقم 7441.
([4]) وفي رواية للبخاري ومسلم ”وبيده الأخرى“ رقم 7411،
وفي مسلم 993، والترمذي برقم 3045.
([5]) البخاري بلفظه عن أبي هريرة رضي الله عنه برقم 4684،
ومسلم بنحوه برقم 993،
والترمذي بلفظ: ”يمين الرحمن ملأى“ برقم 3045.
([6]) الترمذي 5/517 وحسنه الشيخ ناصر الدين الألباني،
في الأحاديث الصحيحة برقم 594،
وفي صحيح الترمذي برقم 2766،
وأخرجه أحمد 2/177، والحاكم 1/493.
([7]) أحمد في المسند 3/18، وفي الترمذي عن جابر بن عبد الله برقم 3381،
وعن عبادة بن الصامت برقم 3573،
وحسنهما الألباني في صحيح الترمذي 3/140، 181.
-
رد: شروط الدعاء وموانع الإجابة
الشرط الرابع:
حضور القلب والخشوع
والرغبة فيما عند الله من الثواب
والرهبة مما عنده من العقاب،
فقد أثنى الله تعالى على زكريا وأهل بيته
فقال تعالى:
{ وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ
رَبِّ لا تَذَرْنِي فَرْدًا
وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ،
فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى
وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ
إِنَّهُمْ كَانُواْ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ
وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا
وَكَانُواْ لَنَا خَاشِعِينَ } [1].
``````````````````````````
([1]) سورة الأنبياء، الآيتان: 89، 90.
-
رد: شروط الدعاء وموانع الإجابة
فلا بد للمسلم في دعائه
من أن يحضر قلبه،
وهذا أعظم شروط قبول الدعاء
كما قال الإمام ابن رجب رحمه الله تعالى [1]،
وقد جاء في حديث أبي هريرة عند الإمام الترمذي:
” ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة،
واعلموا أن الله لا يستجيب دعاءً
من قلب غافل لاهٍ “ [2].
وقد أمر الله تعالى بحضور القلب والخشوع
في الذكر والدعاء،
فقال سبحانه:
{ وَاذْكُر رَّبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعاً وَخِيفَةً
وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ
بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ
وَلاَ تَكُن مِّنَ الْغَافِلِينَ } [3].
``````````````````````````
([1]) جامع العلوم والحكم 2/403.
([2]) الترمذي برقم 3479، وله شاهد عند أحمد 2/177 من حديث عبد الله بن عمر
ولكنه من طريق ابن لهيعة،
والحديث حسنه الألباني في الأحاديث الصحيحة برقم 594،
وفي صحيح سنن الترمذي برقم 2766.
([3]) سورة الأعراف، الآية: 205.
-
رد: شروط الدعاء وموانع الإجابة
الشرط الخامس:
العزمُ والجَزم ُوالجِدُّ في الدعاء :
المسلم إذا سأل ربه فإنه يجزم ويعزم بالدعاء،
ولهذا نهى صلى الله عليه وسلم
عن الاستثناء في الدعاء،
فعن أنس رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
” إذا دعا أحدكم فليعزم في الدعاء
ولا يقلْ اللهم إن شئت فأعطني
فإن الله لا مُسْتَكْرِهَ لهُ “ [1].
وفي رواية:
” فإن الله
لا مُكْرِهَ له “ [2].
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
قال النبي صلى الله عليه وسلم:
” لا يَقُولَنَّ أحدكم:
اللهم اغفر لي إن شئت،
اللهم ارحمني إن شئت،
ولكن ليعزم المسألة
وليُعظِّم الرغبة
فإن الله
لا يتعاظمُهُ شيءٌ أعطاه “ [3].
``````````````````````````
([1]) البخاري برقم 6338، ومسلم برقم 2678.
([2]) والمراد باللفظين جميعاً أن الذي يحتاج إلى التعليق بالمشيئة
هو الذي يحصل إكراهه على الشيء
فيُخفف الأمر عليه حتى لا يشق عليه
والله مُنزّهٌ عن ذلك
فتح الباري 11/140 وشرح النووي 17/10.
([3]) البخاري برقم 339، ومسلم واللفظ له برقم 2679.
-
رد: شروط الدعاء وموانع الإجابة
المبحث الثاني:
موانع إجابة الدعاء
المانع: لغة:
الحائل بين الشيئين،
واصطلاحاً:
ما يلزم من وجوده العدم
ولا يلزم من عدمه وجود، ولا عدم لذاته،
عكس الشرط [1].
ومن هذه الموانع ما يأتي:
المانع الأول:
التوسع في الحرام:
أكلاً، وشرباً، ولبساً، وتغذية [2].
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
” يا أيها الناس إن الله طيّبٌ
لا يقبلُ إلا طيباً،
وإن الله تعالى أمر المؤمنين
بما أمر به المرسلين،
فقال تعالى:
{ يَآ أَيُّهَا الرُّسُلُ
كُلُواْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ
وَاعْمَلُواْ صَالِحًا
إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ } [3].
وقال:
{ يَآ أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ
كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ } [4].
ثم ذكر الرجل يطيل السفر
أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء:
يا ربِّ!
يا ربِّ!
ومطعمُهُ حرامٌ،
ومشربُهُ حرامٌ،
وملبسُهُ حرامٌ،
وغُذِيَ بالحرام
فأنَّى يُستجاب لذلك “ [5].
وقد قيل
كما ذكر ابن رجب رحمه الله تعالى
في معنى هذا الحديث:
إن الله لا يقبل من الأعمال إلا ما كان طيباً طاهراً
من المفسدات كلها:
كالرياء، والعجب،
ولا من الأموال إلا ما كان طيباً حلالاً،
فإن الطيب توصف به الأعمال،
والأقوال، والاعتقادات [6]
والمراد بهذا أن الرسل وأممهم
مأمورون بالأكل من الطيبات
والابتعاد عن الخبائث والمحرمات،
ثم ذكر في آخر الحديث
استبعاد قبول الدعاء
مع التوسع في المحرمات:
أكلاً، وشرباً، ولبساً، وتغذيةً.
``````````````````````````
([1]) الفوائد الجلية في المباحث الفرضية لسماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز ص12،
وعدة الباحث في أحكام التوارث للشيخ عبد العزيز الناصر الرشيد ص7.
([2]) جامع العلوم والحكم 1/277.
([3]) سورة المؤمنون، الآية: 51.
([4]) سورة البقرة، الآية: 172.
([5]) مسلم برقم 1015.
([6]) جامع العلوم والحكم 1/259.
-
رد: شروط الدعاء وموانع الإجابة
ولهذا كان الصحابة والصالحون
يحرصون أشد الحرص
على أن يأكلوا من الحلال
ويبتعدوا عن الحرام،
فعن عائشة رضي الله عنها قالت:
”كان لأبي بكر غلامٌ يُخرج له الخراجَ
وكان أبو بكر يأكل من خراجه [1]،
فجاء يوماً بشيء فأكله أبو بكر
فقال له الغلام: أتدري ما هذا؟
فقال أبو بكر: وما هو؟
قال: كنتُ تكهَّنتُ لإنسانٍ في الجاهلية
وما أُحسِنُ الكِهانةَ
إلا أني خَدعتُهُ فأعطاني بذلك،
فهذا الذي أكلتَ منه،
فأدخل أبو بكر يده [2]
فقاءَ كلَّ شيء في بطنه“ [3].
ورُوي في رواية لأبي نُعيم في الحلية
وأحمد في الزهد
”فقيل له يرحمك الله
كلُّ هذا من أجل هذه اللقمة ؟
قال:
لو لم تخرج إلا مع نفسي لأخرجتها،
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
” كلُّ جسد نبت من سُحْتٍ
فالنارُ أولى به “
فخشيت أن ينبت شيء من جسدي
من هذه اللقمة [4].
`````````````````````
([1]) أي يأتيه بما يكسبه والخراج ما يقرره السيد على عبده من مال يحضره له من كسبه. الفتح 7/154.
([2]) فأدخل أبو بكر يده: أي أدخلها في حلقه.
([3]) البخاري برقم 3842، مع الفتح 7/149.
([4]) أخرجه أبو نعيم في الحلية 1/31، وأحمد في الزهد بمعناه ص164،
وصححه الألباني في صحيح الجامع عن جابر عند أحمد والدارمي والحاكم.
انظر: صحيح الجامع 4/172.
-
رد: شروط الدعاء وموانع الإجابة
ففي حديث الباب
أن هذا الرجل الذي قد توسع في أكل الحرام
قد أتى بأربعة أسباب من أسباب الإجابة:
الأول: إطالة السفر،
والثاني: حصول التبذل في اللباس والهيئة،
ولهذا قال صلى الله عليه وسلم:
”ربَّ أشْعَثَ [1] مدفوع بالأبواب
لو أقسم على الله لأبره“ [2].
والثالث: يمد يديه إلى السماء
” إن الله حيي كريم
يستحي من عبده إذا رفع إليه يديه
أن يردهما صفراً خائبتين “ [3].
والرابع: الإلحاح على الله
بتكرير ذكر ربوبيته
وهو من أعظم ما يطلب به إجابة الدعاء
ومع ذلك كله قال صلى الله عليه وسلم:
” فأنى يستجاب لذلك “
وهذا استفهام
وقع على وجه التعجب والاستبعاد [4].
فعلى العبد المسلم التوبة إلى الله تعالى
من جميع المعاصي والذنوب،
ويرد المظالم إلى أهلها
حتى يسلم من هذا المانع العظيم
الذي يحول بينه وبين إجابة دعائه.
`````````````````````
([1]) الأشعث: الملبد الشعر المغبر غير مدهون ولا مرجل.
([2]) مسلم برقم 2622.
([3]) أبو داود 2/78 برقم 1488، والترمذي 5/557، وابن ماجه 2/1271،
والبغوي في شرح السنة 5/185،
وصححه الألباني في صحيح الترمذي 3/179
وصحيح ابن ماجه برقم 3865.
([4]) جامع العلوم والحكم 1/269، 275 و1/269-275.
-
رد: شروط الدعاء وموانع الإجابة
المانع الثاني:
الاستعجال وترك الدعاء:
من الموانع التي تمنع إجابة الدعاء
أن يستعجل الإنسان المسلم
ويترك الدعاء،
لتأخر الإجابة [1]،
فقد جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم
هذا العمل مانعاً من موانع الإجابة
حتى لا يقطع العبد رجاءه من إجابة دُعائه
ولو طالت المدة،
فإنه سبحانه
يحب الملحين في الدعاء [2].
عن أبي هريرة رضي الله عنه
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
” يُستجاب لأحدكم ما لم يعجلْ
فيقول:
قد دعوتُ فلم يُستجَبْ لي “ [3].
`````````````````````
([1]) جامع العلوم والحكم 2/403.
([2]) جامع العلوم والحكم 2/403.
([3]) البخاري برقم 6340، ومسلم برقم 2735.
-
رد: شروط الدعاء وموانع الإجابة
وعنه رضي الله عنه
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
”لا يزالُ يستجاب للعبد
ما لم يدعُ بإثم أو قطيعةِ رحمٍ
ما لم يستعجل “.
قيل: يا رسول الله!
ما الاستعجال؟
قال:
” يقول قد دعوتُ،
وقد دعوتُ
فلم أرَ يستجيبُ لي
فيستحسر [1]عند ذلك
ويدعُ الدعاءَ “ [2].
`````````````````````
([1]) ومعنى يستحسر: أي ينقطع عن الدعاء
ومنه قوله تعالى: { لا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلا يَسْتَحْسِرُونَ } أي لا ينقطعون عنها.
انظر: شرح النووي، والفتح 11/141.
([2]) مسلم 4/2096.
-
رد: شروط الدعاء وموانع الإجابة
فالعبد لا يستعجل في عدم إجابة الدعاء،
لأن الله قد يؤخر الإجابة لأسباب:
إما لعدم القيام بالشروط،
أو الوقوع في الموانع،
أو لأسباب أخرى
تكون في صالح العبد وهو لا يدري،
فعلى العبد إذا لم يستجب دعاؤه
أن يراجع نفسه
ويتوب إلى الله تعالى من جميع المعاصي،
ويبشر بالخير العاجل والآجل،
والله تعالى يقول:
{ وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا
وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا
إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ } [1].
فما دام العبد يلحُّ في الدعاء
ويطمعُ في الإجابة
من غير قطع
فهو قريب من الإجابة،
ومن أدمن قرع الباب
يوشك أن يُفتح له [2].
`````````````````````
([1]) سورة الأعراف، الآية: 56.
([2]) جامع العلوم والحكم 2/404.
-
رد: شروط الدعاء وموانع الإجابة
وقد تُؤخرُ الإجابة لمدة طويلة
كما أخر سبحانه إجابة يعقوب
في رد ابنه يوسف إليه،
وهو نبي كريم،
وكما أخر إجابة نبيه أيوب عليه الصلاة والسلام
في كشف الضر عنه،
وقد يُعطى السائل خيراً مما يسأل،
وقد يُصرف عنه من الشر
أفضل مما سأل [1].
`````````````````````
([1]) انظر: مجموع فتاوى العلامة ابن باز 1/261 جمع الطيار.
-
رد: شروط الدعاء وموانع الإجابة
المانع الثالث:
ارتكاب المعاصي والمحرمات:
قد يكون ارتكاب المحرمات الفعلية
مانعاً من الإجابة([1])،
ولهذا قال بعض السلف:
لا تستبطئ الإجابة
وقد سددت طريقها بالمعاصي،
وأخذ هذا بعض الشعراء
فقال:
نحنُ ندعو الإله في كلِّ كربٍ
ثمَّ ننساه عند كشف الكروبِ
كيف نرجو إجابةً لدُعاءٍ
قد سددْنا طريقها بالذنوب [2]
ولا شك أن الغفلة والوقوع في الشهوات المحرمة
من أسباب الحرمان من الخيرات.
وقد قال تعالى:
{ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ
حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ
وَإِذَآ أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا
فَلاَ مَرَدَّ لَهُ
وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ } [3].
`````````````````````
([1]) جامع العلوم والحكم 1/275.
([2]) جامع العلوم والحكم 1/377،
وانظر: الحاكم 2/302
وسلسلة الأحاديث الصحيحة برقم 1805.
([3]) سورة الرعد، الآية: 11.
-
رد: شروط الدعاء وموانع الإجابة
المانع الرابع:
ترك الواجبات التي أوجبها الله:
كما أن فعل الطاعات يكون سبباً لاستجابة الدعاء
فكذلك ترك الواجبات يكون مانعاً
من موانع استجابة الدعاء [1]،
ولهذا جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم
هذا المعنى،
فعن حذيفة رضي الله عنه
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
” والذي نفسي بيده لتأْمُرُنَّ بالمعروفِ
ولتنهوُنَّ عن المنكر،
أو ليُوشِكَنَّ اللهُ أنْ يبعثَ عليكم عِقاباً منه
ثمَّ تدعونَهُ
فلا يُستجابُ لكم“ [2].
المانع الخامس:
الدعاء بإثم أو قطيعة رحم.
`````````````````````
([1]) جامع العلوم والحكم 1/275.
([2]) الترمذي 4/468 وحسنه برقم 2169، والبغوي في شرح السنة 14/345،
وأحمد 5/388، وانظر: صحيح الجامع برقم 6947، 6/97،
وفي الباب عن عائشة رضي الله عنها ترفعه:
”يا أيها الناس إن الله تبارك وتعالى يقول لكم:
مروا بالمعروف وانهوا عن المنكر
قبل أن تدعوني فلا أستجيب لكم،
وتسألوني فلا أعطيكم،
وتستنصروني فلا أنصركم“
أحمد 6/159. وانظر: المجمع 7/266.
-
رد: شروط الدعاء وموانع الإجابة
المانع السادس:
الحكمة الربانية فيُعطى أفضل مما سأل:
عن أبي سعيد رضي الله عنه
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
” ما من مسلم يدعو الله بدعوةٍ
ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم
إلا أعطاه الله بها
إحدى ثلاث:
إما أن تُعجَّل له دعوته،
وإما أن يدخرها له في الآخرة،
وإما أن يُصرف عنه من السوء مثلها “.
قالوا:
إذاً نكثِرَ.
قال:
”الله أكثر“ [1].
فقد يظن الإنسان أنه لم يُجَبْ
وقد أُجيب بأكثر مما سأل
أو صرف عنه من المصائب والأمراض
أفضل مما سأل
أو أخَّره له إلى يوم القيامة [2].
`````````````````````
([1]) أحمد في المسند 3/18 وتقدم تخريجه ص20.
([2]) انظر: مجموع فتاوى ابن باز 1/258-268 جمع الطيار.
-
رد: شروط الدعاء وموانع الإجابة
الفصل الرابع:
آداب الدعاء وأماكن وأوقات الإجابة
المبحث الأول:
آداب الدعاء
1- يبدأ بحمد الله،
ويصلي على النبي صلى الله عليه وسلم
ويختم بذلك.
أ*- عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال:
” كلُّ دُعاءٍ محجوب
حتَّى يُصلَّى على محمد صلى الله عليه وسلم
وآل محمد “ [1].
`````````````````````
([1]) أخرجه الطبراني في الأوسط 4/448 مصورة الجامعة الإسلامية
موقوفاً على علي رضي الله عنه. قال الهيثمي في مجمع الزوائد 10/160: رجاله ثقات،
ووافقه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة 5/57،
والحديث له شواهد كثيرة عن معاذ بن جبل مرفوعاً، وعن عبد الله بن بسر مرفوعاً،
وعن أنس رضي الله عنه،
وعن عمر قال: ”إن الدعاء موقوف بين السماء والأرض لا يصعد منه شيء
حتى تصلي على نبيك صلّى الله عليه وسلّم“.
الترمذي برقم 490
قال العلامة الألباني: وخلاصة القول: أن الحديث بمجموع هذه الطرق والشواهد
لا ينزل عن مرتبة الحسن إن شاء الله تعالى على أقل الأحوال.
انظر: الأحاديث الصحيحة 5/57، رقم 2035،
وصحيح الجامع 4/73، وصحيح الترمذي 1/150.
-
رد: شروط الدعاء وموانع الإجابة
ب- عن فضالة بن عبيد الله رضي الله عنه قال:
سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم
رجلاً يدعو في صلاته
لم يمجِّد الله تعالى،
ولم يصلِّ على النبي صلى الله عليه وسلم
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
”عجَّل هذا“
ثم دعاه فقال له أو لغيره:
”إذا صلى أحدكم فليبدأ
بتحميد الله والثناء عليه،
ثم يصلي على النبي
صلى الله عليه وسلم،
ثم يدعو بعدُ بما شاء“ [1].
ورأى رسول الله صلى الله عليه وسلم
رجلاً آخر يصلي
فمجَّد الله، وحمده،
وصلى على النبي صلى الله عليه وسلم
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
” أيها المصلي ادعُ تُجَبْ
[ وسَلْ تُعْطَ ] “ [2].
`````````````````````
([1]) أبو داود 2/77 برقم 1481، والترمذي 5/516 برقم 3477،
وصححه الألباني في صحيح أبي داود برقم 1314،
وصحيح الترمذي برقم 2767.
([2]) النسائي 3/44، والترمذي 5/516 برقم 3476،
وما بين المعكوفين عند النسائي،
وصححه الألباني في صحيح النسائي برقم 1217،
وفي صحيح الترمذي برقم 2765.
-
رد: شروط الدعاء وموانع الإجابة
جـ- عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال:
كنت أصلي والنبي صلى الله عليه وسلم
وأبو بكر وعمر معه
فلما جلست بدأت
بالثناء على الله،
ثم الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم،
ثم دعوت لنفسي،
فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
” سَلْ تُعطَهْ،
سَلْ تُعطَهْ “ [1].
`````````````````````
([1]) الترمذي 2/488، وقال حديث حسن صحيح،
وحسنه الألباني في مشكاة المصابيح 1/294 برقم 931.
-
رد: شروط الدعاء وموانع الإجابة
وقد ذكر الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى
أن للصلاة على
النبي صلى الله عليه وسلم
عند الدعاء
ثلاث مراتب:
المرتبة الأولى:
أن يصلي عليه صلى الله عليه وسلم
قبل الدعاء وبعد حمد الله تعالى.
المرتبة الثانية:
أن يصلي عليه صلى الله عليه وسلم
في أول الدعاء،
وفي أوسطه،
وفي آخره.
المرتبة الثالثة:
أن يصلي عليه صلى الله عليه وسلم
في أوله، وآخره،
ويجعل حاجته متوسطة بينهما [1].
`````````````````````
([1]) انظر: جلاء الأفهام في فضل الصلاة والسلام على محمد خير الأنام صلّى الله عليه وسلّم ص375.
-
رد: شروط الدعاء وموانع الإجابة
2- الدعاء في الرخاء والشدة:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
” منْ سَرَّهُ أنْ يستَجيبَ الله لهُ
عِندَ الشَّدائدِ والكُرَبِ
فلْيُكثِر الدُّعاءَ في الرَّخاءِ “[1].
والمعنى:
من أحب أن يستجيب الله له عند الشدائد،
وهي الحادثة الشاقة،
والكُرَب:
وهي الغم الذي يأخذ النفس،
فليكثر الدعاء
في حالة الصحة والفراغ والعافية،
لأن من شيمة المؤمن
أن يلجأ إلى الله تعالى
ويكون دائم الصلة به،
ويلتجئ إليه قبل الاضطرار [2].
قال الله تعالى
في يونس عليه الصلاة والسلام
حينما دعاه فأنجاه واستجاب له:
{ فَلَوْلا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ،
لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ } [3].
`````````````````````
([1]) أخرجه الترمذي 5/462، برقم 3382،
والحاكم 1/544، وصححه ووافقه الذهبي،
وحسنه الألباني في صحيح الترمذي 3/140،
وانظر: الأحاديث الصحيحة برقم 593.
([2]) انظر: تحفة الأحوذي 9/324.
([3]) سورة الصافات، الآيتان: 143، 144.
-
رد: شروط الدعاء وموانع الإجابة
3- لا يدعو على أهله، وماله،
أو ولده، أو نفسه:
عن جابر رضي الله عنه في الرجل الذي لعن بعيره،
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
” من هذا اللاعِنُ بعيرَهُ “ ؟
قال: أنا يا رسول الله! قال:
” انزل عنهُ فلا تصحبنا بملعونٍ،
لا تدعوا على أنفسكم،
ولا تدعوا على أولادكم،
ولا تدعوا على أموالكم،
لا توافقُوا من الله
ساعةً يُسألُ فيها عطاءٌ
فيستجيبُ لكم “ [1].
`````````````````````
([1]) أخرجه مسلم 4/2304 برقم 3009.
-
رد: شروط الدعاء وموانع الإجابة
4- يخفِضُ صوته في الدعاء
بين المخافتة والجهر:
أ ـ قال الله تعالى:
{ ادْعُواْ رَبَّكُمْ
تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً
إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ } [1].
ب ـ وقال سبحانه:
{ وَاذْكُر رَّبَّكَ فِي نَفْسِكَ
تَضَرُّعاً وَخِيفَةً
وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ
بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ
وَلاَ تَكُن مِّنَ الْغَافِلِينَ } [2].
`````````````````````
([1]) سورة الأعراف، الآية: 55.
([2]) سورة الأعراف، الآية: 205.
-
رد: شروط الدعاء وموانع الإجابة
جـ ـ وعن أبي موسى رضي الله عنه قال:
كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر
فجعل الناس يجهرون بالتكبير،
فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
” أيها الناس اربعوا على أنفسكم
إنكم [لا تدعون] أصمَّ
ولا غائباً،
إنكم تدعون سميعاً قريباً،
وهو معكم “ [1].
والمعنى
وهو معكم بعلمه واطلاعه،
لأن المعية معيتان:
معية عامة ومعية خاصة،
فالعامة:
معية العلم والاطلاع
وهو مستوٍ على عرشه،
كما يليق بجلاله،
ويعلم ما في نفوس عباده
لا تخفى عليه خافية.
والمعية الخاصة:
معية النصر،
والتأييد والتوفيق،
والإلهام لعباده المؤمنين.
`````````````````````
([1]) البخاري برقم 4205 ومسلم بلفظه برقم 2704 إلا ما بين المعكوفين لفظ البخاري.
-
رد: شروط الدعاء وموانع الإجابة
5 ـ يتضرع إلى الله في دعائه:
الضراعة: الذل والخضوع والابتهال،
يقال: ضَرَعَ، يَضْرَعُ ضراعةً:
خضع وذلَّ واستكان
وتضرع إلى الله:
ابتهل [1].
أ ـ قال الله تعالى:
{فَأَخَذْنَاهُم بِالْبَأْسَآءِ وَالضَّرَّآءِ
لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ،
فَلَوْلا إِذْ جَآءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُواْ
وَلَـكِن قَسَتْ قُلُوبُهُمْ
وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ
مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } [2].
`````````````````````
([1]) انظر: المصباح المنير ص361، والقاموس المحيط ص958،
والمعجم الوسيط ص538،
ومفردات ألفاظ غريب القرآن للأصفهاني ص506.
([2]) سورة الأنعام، الآيتان: 42، 43.
-
رد: شروط الدعاء وموانع الإجابة
ب ـ وقال سبحانه:
{ قُلْ مَن يُنَجِّيكُم
مِّن ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ
تَدْعُونَهُ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً
لَّئِنْ أَنجَانَا مِنْ هَـذِهِ
لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ } [1].
جـ ـ وقال تعالى:
{ وَاذْكُر رَّبَّكَ فِي نَفْسِكَ
تَضَرُّعاً وَخِيفَةً} [2].
`````````````````````
([1]) سورة الأنعام، الآية: 63.
([2]) سورة الأعراف، الآية: 205.
-
رد: شروط الدعاء وموانع الإجابة
6 ـ يلحُّ على ربه في دعائه:
الإلحاح:
الإقبال على الشيء ولزوم المواظبة عليه،
يقال: ألحَّ السحابُ:
دام مطره،
وألحَّت الناقة:
لزمت مكانها،
وألحَّ الجمل:
لزم مكانه وحَرَن،
وألحَّ فلان على الشيء:
واظب عليه، وأقبل عليه [1].
وعن أنس رضي الله عنه يرفعه:
” ألظُّواْ بياذا الجلالِ والإكرام “ [2].
`````````````````````
([1]) انظر: النهاية في غريب الحديث لابن الأثير 4/236،
والمصباح المنير ص550، والقاموس المحيط ص306.
([2]) الترمذي برقم 3773-3775 وصححه الألباني في صحيح الترمذي 3/172.
-
رد: شروط الدعاء وموانع الإجابة
فالعبد يكثر من الدعاء، ويكرره،
ويلحُّ على الله
بتكرير
ربوبيته وإلهيته،
وأسمائه وصفاته،
وذلك من أعظم
ما يُطلب به إجابة الدعاء،
كما ذكر صلى الله عليه وسلم ([1]):
” الرجل يطيل السفر
أشعث أغبر
يمد يديه إلى السماء
يا ربِّ يا ربِّ “. الحديث [2].
وهذا يدل على الإلحاح في الدعاء،
ولهذا قال صلى الله عليه وسلم:
” يُستجاب لأحدكم
ما لم يعجل ،
فيقول:
قد دعوت
فلم يستجب لي “ [3].
`````````````````````
([1]) انظر: جامع العلوم والحكم لابن رجب 1/269-275.
([2]) مسلم برقم 1015.
([3]) البخاري مع الفتح 11/140، ومسلم 4/2095.