رد: شروط الدعاء وموانع الإجابة
وعن أبي مسعود البدري رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
” سلوا الله من فضله
فإن الله يحبُّ أن يُسأل
وأفضل العبادة انتظار الفرج “ [1].
`````````````````````
([1]) الترمذي برقم 3571 في الدعوات، باب رقم 116،
وحسنه الشيخ عبد القادر الأرناؤوط في تحقيقه لجامع الأصول 4/166.
رد: شروط الدعاء وموانع الإجابة
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
” ليسأل أحدكم ربَّه
حاجتهُ كلَّها
حتى يسأل شِسْعَ نعْلِهِ
إذا انقطع “ [1].
`````````````````````
([1]) أخرجه الترمذي،
ولم أجده في نسختي
قال عبد القادر الأرناؤوط في تحقيقه لجامع الأصول 4/166:
”أخرجه الترمذي رقم 3607، 3608 في الدعوات، باب 149،
وحسنه الترمذي وهو كما قال“.
رد: شروط الدعاء وموانع الإجابة
ولكن العبد يهتم اهتماماً عظيماً
بالأمور المهمة العظيمة
التي فيها السعادة الحقيقية
ومن أهم ذلك ما يأتي:
1 ـ سؤال الله الهداية،
لقوله تعالى:
{ مَن يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ
وَمَن يُضْلِلْ
فَلَن تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُّرْشِدًا } [1].
والهداية نوعان:
هداية مجملة،
وهي الهداية للإيمان والإسلام
وهي حاصلة للمؤمن،
وهداية مفصلة،
وهي هدايته إلى معرفة
تفاصيل أجزاء الإيمان والإسلام،
وإعانته على فعل ذلك،
وهذا يحتاج إليه
كل مؤمن ليلاً ونهاراً،
ولهذا أمر الله عباده
أن يقرأوا في كل ركعة من صلاتهم
قوله تعالى:
{ إيَّاكَ نعبُدُ
وإيَّاكَ نستَعينُ } [2].
`````````````````````
([1]) سورة الكهف، الآية: 17.
([2]) سورة الفاتحة، الآية: 6.
رد: شروط الدعاء وموانع الإجابة
وكان النبي صلى الله عليه وسلم
يقول في دعائه
الذي يستفتح به صلاته بالليل:
”... اهدني لما اُختلف فيه من الحق بإذنك
إنك تهدي من تشاء
إلى صراط مستقيم “ [1].
`````````````````````
([1]) مسلم 1/534، برقم 770.
رد: شروط الدعاء وموانع الإجابة
وأوصى معاذ بن جبل رضي الله عنه
أن يقول دبر كل صلاة:
” اللهم أعنِّي
على ذِكركَ
وشُكركَ
وحُسنِ عبادتِك “ [1].
`````````````````````
([1]) أبو داود 2/86، والنسائي 3/53
وصححه الألباني في صحيح أبي داود 1/284.
رد: شروط الدعاء وموانع الإجابة
ومن دعائه صلى الله عليه وسلم
في استفتاح صلاة الليل:
”... اهدني لأحسن الأخلاق
لا يهدي لأحسنها إلا أنت،
واصرف عني سيِّئها
لا يصرف عني سيئها إلا أنت “ [1].
`````````````````````
([1]) مسلم 1/534، برقم 771.
رد: شروط الدعاء وموانع الإجابة
وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم
علي بن أبي طالب رضي الله عنه
أن يسأل الله الهُدى والسداد:
” اللهم إني أسألك
الهُدى والسداد “ [1].
وعلَّم الحسن بن علي رضي الله عنهما
أن يقول في قنوت الوتر:
” اللهم اهدني
فيمن هديت “ [2].
`````````````````````
([1]) مسلم 4/209 برقم 2725.
([2]) أخرجه أصحاب السنن،
وصححه الألباني في إرواء الغليل 2/172،
وفي صحيح سنن الترمذي 1/144،
وفي صحيح ابن ماجه 1/194.
رد: شروط الدعاء وموانع الإجابة
2 ـ سؤال الله مغفرة الذنوب،
لأن من أهم ما يسأل العبد ربه
مغفرة ذنوبه
أو ما يستلزم ذلك
كالنجاة من النار
ودخول الجنة[1].
والعبد محتاج إلى الاستغفار من الذنوب،
وطلب مغفرة ذنوبه من الله تعالى،
لأنه يخطئ بالليل والنهار،
والله يغفر الذنوب جميعاً،
ولعظم هذا الأمر
قال عليه الصلاة والسلام:
” يا أيها الناس توبوا إلى الله
فإني أتوب في اليوم إليه مائة مرة “ [2].
`````````````````````
([1]) جامع العلوم والحكم 2/41، 404.
([2]) مسلم 4/2076.
رد: شروط الدعاء وموانع الإجابة
وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال:
إن كنَّا لنعدُّ لرسول الله صلى الله عليه وسلم
في المجلس الواحد مائة مرة
يقول:
” ربِّ
اغفر لي
وتب عليَّ
إنك أنت التوابُ الرحيم “ [1].
ولفظ الترمذي
ورواية عند الإمام أحمد:
” ربِّ
اغفر لي
وتب عليَّ
إنك أنت التواب الغفور “ [2].
`````````````````````
([1]) أبو داود برقم 1516، وابن ماجه برقم 3814،
وصححه الألباني في صحيح أبي داود 1/283،
وصحيح ابن ماجه 2/321،
وأخرجه أحمد بهذا اللفظ أيضاً 1/21.
([2]) الترمذي برقم 3444
وأحمد بلفظ الترمذي إلا أنه قال بالشك
”التواب الرحيم أو التواب الغفور“
1/67.
رد: شروط الدعاء وموانع الإجابة
وقال صلى الله عليه وسلم:
” من قال أستغفر الله العظيم
الذي لا إله إلا هو
الحي القيوم
وأتوب إليه
غفر الله له
وإن كان فرَّ من الزحف “ [1].
`````````````````````
([1]) أبو داود 2/85 والترمذي واللفظ له 5/569
والحاكم وصححه ووافقه الذهبي 1/511،
وصححه الألباني في صحيح الترمذي 3/182،
وانظر: تحقيق الأرناؤوط لجامع الأصول 4/389.
رد: شروط الدعاء وموانع الإجابة
والله عز وجل يقول:
{وَمَن يَعْمَلْ سُوءًا
أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ
ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ
يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَّحِيمًا } [1].
وقال:
{ وَإِنِّي لَغَفَّارٌ
لِّمَن تَابَ وَآمَنَ
وَعَمِلَ صَالِحًا
ثُمَّ اهْتَدَى } [2].
`````````````````````
([1]) سورة النساء، الآية: 110.
([2]) سورة طه، الآية: 82.
رد: شروط الدعاء وموانع الإجابة
وعن أنس رضي الله عنه قال:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
” قال الله تعالى:
يا ابن آدم
إنك ما دعوتني ورجوتني
غفرت لك
على ما كان فيك ولا أبالي،
يا ابن آدم
لو بلغت ذنوبك عَنَانَ السماء
ثم استغفرتني
غفرت لك ولا أبالي،
يا ابن آدم
لو أتيتني بقراب الأرض خطايا
ثم لقيتني
لا تشرك بي شيئاً
لأتيتك بقرابها مغفرة “ [1].
`````````````````````
([1]) الترمذي 4/122 والدارمي 2/230،
وحسنه الألباني في صحيح الجامع 5/548،
وانظر: تحفة الأحوذي 9/525
وجامع العلوم والحكم 2/400-418.
رد: شروط الدعاء وموانع الإجابة
وكثيراً ما يُقْرَنُ الاستغفار بذكر التوبة
فيكون الاستغفار حينئذ
عبارة عن طلب المغفرة باللسان،
والتوبة عبارة عن الإقلاع عن الذنوب
بالقلوب والجوارح،
وقد وعد الله في سورة آل عمران [1]
بالمغفرة لمن استغفر من ذنوبه
ولم يصر على ما فعله
فتحمل النصوص المطلقة في الاستغفار كلها
على هذا المقيد،
`````````````````````
([1]) سورة آل عمران، الآية: 135.
رد: شروط الدعاء وموانع الإجابة
وأما استغفار اللسان
مع إصرار القلب على الذنب
فهو دعاء مجرد
إن شاء الله أجابه
وإن شاء رده،
وقد يكون الإصرار
مانعاً من الإجابة [1]،
فعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
” ارحموا تُرحموا،
واغفروا يغفر الله لكم،
ويلٌ لأقماع القول [2]
ويلٌ للمُصرين
الذين يُصرون على ما فعلوا
وهم يعلمون “ [3].
`````````````````````
([1]) جامع العلوم والحكم 2/407-411.
([2]) جمع: قمع كضلع وهو الإناء الذي يترك في رؤوس الظروف
لتملأ بالمائعات من الأشربة والأدهان
شبه أسماع اللذين يستمعون القول ولا يعونه ولا يحفظونه ولا يعملون
كالأقماع التي لا تعي شيئاً مما يفرغ فيها
فكأنه يمر عليها مجازاً
كما يمر الشراب في الأقماع اجتيازاً.
([3]) أخرجه أحمد 2/165، 219،
ورواه البخاري في الأدب المفرد برقم 380
وحسنه الحافظ ابن حجر في فتح الباري 1/112،
وصححه الألباني في صحيح الأدب المفرد ص151،
وفي سلسلة الأحاديث الصحيحة برقم 482.
رد: شروط الدعاء وموانع الإجابة
وإن قال أستغفر الله وأتوب إليه
فله حالتان:
الحالة الأولى:
أن يقول ذلك وهو مصر بقلبه على المعصية
فهذا كاذب في قوله:
وأتوب إليه،
لأنه غير تائب،
فهو يخبر عن نفسه بأنه تائب
وهو غير تائب.
والثانية:
أن يكون مقلعاً عن المعصية بقلبه،
ويسأله توبة نصوحاً
ويعاهد ربه على أن لا يعود إلى المعصية،
فإن العزم على ذلك واجب عليه فقوله
”وأتوب إليه“
يخبر بما عزم عليه في الحال [1].
`````````````````````
([1]) انظر: جامع العلوم والحكم 2/410-412.
رد: شروط الدعاء وموانع الإجابة
3 ـ سؤال الله الجنة
والاستعاذة به من النار،
لحديث أبي هريرة رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجلٍ:
” ما تقول في الصلاة “ ؟
قال:
أتشهد
ثم أسأل الله الجنة،
وأعوذ به من النار.
أما والله ما أحسن دندنتك،
ولا دندنة مُعاذ.
فقال: ” حولها ندندنُ “ [1]
يعني حول سؤال الجنة
والنجاة من النار.
`````````````````````
([1]) أبو داود برقم 792، 793 عن جابر وبعض أصحاب النبي صلّى الله عليه وسلّم،
وابن ماجه عن أبي هريرة برقم 910
وصححه الألباني في صحيح أبي داود 1/150
وصحيح ابن ماجه 1/150.
رد: شروط الدعاء وموانع الإجابة
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
” من سأل الله الجنة
ثلاث مرات
قالت الجنة:
اللهم أدخله الجنة،
ومن استجار من النار
ثلاث مرات
قالت النار:
اللهم أجره من النار “ [1].
`````````````````````
([1]) الترمذي 4/700 وابن ماجه 2/1453، وغيرهما،
وصححه الألباني في صحيح الترمذي 2/319
وصحيح النسائي 3/1121.
رد: شروط الدعاء وموانع الإجابة
وعن ربيعة بن كعب الأسلمي رضي الله عنه قال:
كنت أبيت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
فأتَيْتُهُ بِوَضُوئهِ وحاجته فقال لي:
” سَلْ “
فقلت:
أسألك مرافقتك في الجنة.
قال: ” أو غير ذلك “ ؟
قلت: هو ذاك.
قال:
” فأعنِّي على نفسك
بكثرة السجود “ [1].
وهذا يدل على كمال عقل ربيعة رضي الله عنه
ورغبة في أعظم المطالب العالية الباقية
`````````````````````
([1]) مسلم 1/353 برقم 489.
رد: شروط الدعاء وموانع الإجابة
وقد دلَّه صلى الله عليه وسلم
على كثرة السجود،
لحديث ثوبان
أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم:
أخبرني بعمل أعمله
يدخلني الله به الجنة
أو قال:
بأحبِّ الأعمال إلى الله
فقال:
” عليك
بكثرة السجود،
فإنك لا تسجد لله سجدة
إلا رفعك الله بها درجة
وحطَّ عنك بها خطيئة “ [1].
`````````````````````
([1]) مسلم 1/353 برقم 488.
رد: شروط الدعاء وموانع الإجابة
4 ـ سؤال الله العفو والعافية
في الدنيا والآخرة،
لحديث العباس بن عبد المطلب قال:
قلت يا رسول الله
علمني شيئاً أسأله الله ؟
قال:
” سلِ الله العافية “
فمكثت أياماً
ثم جئت فقلت يا رسول الله
علمني شيئاً أسأله الله ؟
فقال لي:
” يا عباسُ،
يا عمَّ رسول الله:
سلِ الله العافية
في الدنيا والآخرة “ [1].
`````````````````````
([1]) الترمذي 5/534 برقم 3761
وصححه الألباني في صحيح الترمذي 3/170.