رد: بهجة قلوب الأبرار وقرة عيون الأخيار في شرح جوامع الأخبار
الحديث الثالث والثمانون
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" من أحبَّ أن يُبسط له في رزقه،
ويُنسأ له في أثَره،
فليَصِلْ رَحمه "
متفق عليه.
هذا الحديث فيه:
الحث على صلة الرحم،
وبيان أنها كما أنها
موجبة لرضى الله وثوابه في الآخرة،
فإنها موجبة للثواب العاجل،
بحصول أحب الأمور للعبد،
وأنها سبب لبسط الرزق وتوسيعه.
وسبب لطول العمر.
وذلك حق على حقيقته؛
فإنه تعالى هو الخالق
للأسباب ومسبباتها.
رد: بهجة قلوب الأبرار وقرة عيون الأخيار في شرح جوامع الأخبار
الحديث الرابع والثمانون
عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" المرء مع من أحب "
متفق عليه.
هذا الحديث فيه:
الحث على قوة محبة الرسل واتباعهم
بحسب مراتبهم،
والتحذير من محبة ضدهم؛
فإن المحبة
دليل على قوة اتصال المحب بمن يحبه،
ومناسبته لأخلاقه،
واقتدائه به.
فهي دليل على وجود ذلك.
وهي أيضاً باعثة على ذلك.
رد: بهجة قلوب الأبرار وقرة عيون الأخيار في شرح جوامع الأخبار
الحديث الخامس والثمانون
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما:
" أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
كان إذا استوى على بعيره
خارجاً إلى سفر:
كبَّر ثلاثاً،
ثم قال:
سبحان الذي سخر لنا هذا
وما كنا له مُقْرنين،
وإنا إلى ربنا لمنقلبون.
اللهم إنا نسألك في سفرنا هذا
البِرَّ والتقوى،
ومن العمل ما ترضى.
اللهم هَوِّن علينا سفرنا هذا،
واطوِ عَنَّا بُعده.
اللهم أنت الصاحب في السفر،
والخليفة في الأهل.
اللهم إني أعوذ بك من وَعْثاء السفر،
وكآبة المنظر،
وسوء المنقلب،
في المال والأهل والولد.
وإذا رجع قالهن،
وزاد فيهن:
آيبون،
تائبون،
عابدون،
لربنا حامدون "
رواه مسلم.
هذا الحديث فيه فوائد عظيمة
تتعلق بالسفر.
وقد اشتملت هذه الأدعية
على طلب مصالح الدين
– التي هي أهم الأمور –
ومصالح الدنيا،
وعلى حصول المحاب،
ودفع المكاره والمضار
وعلى شكر نعم الله،
والتذكر لآلائه وكرمه،
واشتمال السفر على طاعة الله،
وما يقرب إليه.