رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
وهو تفسير
لقوله صلى الله عليه وسلم
لأبي هريرة:
( أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة
من قال:
لا إله إلا الله
خالصاً من قبل نفسه )
متفق عليه.
فأهل الحق أخذوا وأعملوا القولين،
ولم يحرِّفوا أحد القولين عن مراد الله،
فاهتدوا،
فزادهم هدى
وآتاهم تقواهم.
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
فصل
قال صاحب المفاهيم (ص78):
( زعم بعضهم أنه لا يجوز أن تطلب الشفاعة من النبي صلى الله عليه وسلم في الدنيا،
بل ذهب البعض الآخر من المتعنتين إلى أن ذلك شرك وضلال،
ويستدلون على ذلك بقوله تعالى:
{ قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعاً }
[ الزمر: 44 ]
وهذا الاستدلال باطل، ولا يدل على فهمهم الفاسد،
وذلك من وجهين:
أولاً: أنه لم يرد نص لا في الكتاب ولا في السنة
ينهى عن طلب الشفاعة من النبي صلى الله عليه وسلم في الدنيا) اهـ.
أقول:
هو لا يعني بقوله في الدنيا
حال حياته صلى الله عليه وسلم،
لأنه يعلم أن هذا لم يقله أحد،
وإنما يعني بقوله: (في الدنيا)
طلبها من رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد موته،
كما صرح به بعد،
بقوله (ص81):
(لا بأس بطلبها منه أيضاً بعد موته) اهـ.
وهذا الوجه مردود من وجوه كثيرة،
أجتزئ منها أوجهاً:
الأول:
أن النبي صلى الله عليه وسلم بعد موته
لا يقال أنه في الدنيا
لا عقلاً
ولا شرعاً.
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
الثاني:
أن هذا برهان
لا يقوم
عند العارفين بالبراهين،
إذ قوله: (لم يرد نص)متهافت،
فمن أراد أن يثبت حكماً ويعتمده وينصره،
فلا بد أن يأتي بنص يدل على ثبوته،
فقوله بجواز طلب الشفاعة
من المقبورين أنبياء وصالحين
هو الذي يجب أن يبرهن عليه بنص،
لا أن يقال لمن نفاه
معتمداً على عمومات النصوص في حال المشركين،
إنه لم يرد نص،
وكذا لمن نفاه بناءً على النفي الأصلي
حتى يرد دليل الإثبات؛
لأن العبادات توقيفية،
لا بد لها
من أدلة صريحة.
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
الثالث:
أن قوله:
(لم يرد نص)
غير صحيح،
فعمومات النصوص
تنهى عن طلب الشفاعة
من الأموات؛
لأنهم أفضوا إلى ما قدموا،
فتأمل قوله:
{ وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ
مَا لا يَضُرُّهُمْ
وَلا يَنْفَعُهُمْ
وَيَقُولُونَ هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ }
[ يونس: 18 ]
والدعاء هو العبادة،
والشفاعة طلب الدعاء،
فعُلم أن قولهم
{ هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا }
تفسير لـ
{ َيَعْبُدُونَ } في أول الآية.
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
وهنا نقلُ أسوقه عن الرازي (1)
ليستبين به الحال،
وأن لا يقال إن هذا فهم( الوهابيين ) فقط!
قال في "تفسيره"
(17/59-60):
(اختلفوا في أنهم كيف قالوا في الأصنام
إنهم شفعاؤنا عن الله !..)
فذكر صوراً منها قوله:
( ورابعها:
أنهم وضعوا هذه الأصنام والأوثان
على صور أنبيائهم وأكابرهم،
وزعموا أنهم متى اشتغلوا بعبادة هذه التماثيل
فإن أولئك الأكابر
تكون شفعاء لهم عند الله تعالى.
ونظيره في هذا الزمان:
اشتغال كثير من الخلق بتعظيم قبور الأكابر،
على اعتقادهم أنهم إذا عظَّموا قبورهم
فإنهم يكونون لهم شفعاء عند الله) اهـ.
وهو كلام يقضي على قول صاحب المفاهيم من أُسَّه،
حتى يواري كلامه في رمسه،
من رجل هو عندهم مقدَّم في قوله وحسه.
<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<
(1):والنقول كثيرة،
لكن اخترت الفخر لأنهم يفخرون بفهمه في (أصول الدين)،
وهذا المنقول عنه من أصول الدين.
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
والآيات في الشفاعة الشركية كثيرة،
نوَّعَها الله جل وعلا في كتابه؛
ليتدبر باغي الخير،
متحري الصراط المستقيم.
وهو إخبار عن قوم مشركين
كي نبعد عن حالهم وصفتهم،
وسياقة الآيات كلها
وأقوال أهل التفسير والعلم فيها
يخرج بي عن قصد الاختصار والإيجاز،
وقد قدمت طرفاً منها،
ويرجع المستزيد لأقوال المفسرين وأهل العلم
عند آيات الشفاعة.
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
الرابع:
قال تعالى في سورة سبأ:
{ وَلا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ
إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ }
[ سـبأ: 23 ]،
والآية قبلها قوله:
{ قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ
لا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ
وَلا فِي الْأَرْضِ
وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِنْ شِرْكٍ
وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ *
وَلا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ
إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ }
[ سبأ: 22،23 ].
فأبطل تعالى صور الشرك
التي يعتقدها المشركون في كل زمان،
وهذه الآية
قال فيها بعض أهل العلم المتقدمين:
هذه الآية
تقطع عروق شجرة الشرك
لمن عقلها.
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
قال الرازي في "تفسيره"
(25/254-255):
(واعلم أن المذاهب المفضية
إلى الشرك أربعة..)
فذكر ثلاثة
ثم قال:
(رابعها:
قول من قال:
إنا نعبد الأصنام التي هي صور الملائكة
ليشفعوا لنا،
فقال تعالى في إبطال قولهم:
{ وَلا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ
إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ }
[ سبأ: 34 ]،
فلا فائدة لعبادتكم غير الله،
فإن الله لا يأذن في الشفاعة
لمن يعبد غيره،
فبطلبكم الشفاعة
تفوتون
على أنفسكم الشفاعة )
اهـ كلام الرازي بحروفه.
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
فتأمل قوله:
إن من طلب الشفاعة
فوَّت على نفسه الشفاعة
التي تكون يوم القيامة؛
لأنها لا تنال إلا بالتوحيد،
ومن التوحيد
ترك طلب الشفاعة
من المقبورين،
سواء كانوا أنبياء أو صالحين
وإنما تُطلب شفاعة الأنبياء
من الله سبحانه
لا منهم،
وتطلب من الله
بتحقيق التوحيد
والاستقامة عليه،
وترك طلب الشفاعة
ممن لا يملكها.
وهذا هو الحق
الذي اتفقت عليه أقوال أهل العلم
قبل إحداث الباطنية
التعلق بالأموات،
والتفلسف
لإثباته بطرق عقلية لا شرعية.
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
وإنما ضلَّ من ضل
بسبب أنه ظن أن ما في القرآن
من آيات في الشفاعة
هي عن قوم مضوا وانتهوا،
وهذا من مداخل
الشيطان والأهواء
على النفوس،
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
وما أحسن قول شمس الدين ابن القيم (1)
على هذه الآية:
( فكفى بهذه الآية نوراً وبرهاناً
ونجاةً
وتجريداً للتوحيد،
وقطعاً لأصول الشرك
وموارده لمن عقلها،
والقرآن مملوء من أمثالها ونظائرها،
ولكن أكثر الناس لا يشعر بدخول الواقع تحته،
وتضمنه له،
ويظنونه في نوع وفي قوم
قد خلوا من قبل ولم يعقبوا وارثاً.
وهذا هو الذي يحول بين القلب
وبين فهم القرآن.
ولعمر الله إن كان أولئك قد خلوا
فقد ورثهم من هو مثلهم
وشر منهم ودونهم،
وتناول القرآن لهم كتناوله لأولئك.
ولكن الأمر كما قال عمر بن الخطاب
– رضي الله عنه -:
إنما تنقض عرى الإسلام عروة عروة؛
إذا نشأ في الإسلام من لم يعرف الجاهلية،
وهذا لأنه إذا لم يعرف الجاهلية والشرك،
وما عابه القرآن وذمه،
وقع فيه وأقره،
ودعا إليه وصوبه وحسنه،
وهو لا يعرف أنه هو الذي كان عليه أهل الجاهلية
أو نظيره أو شر منه،
أو دونه،
فينقض بذلك عرى الإسلام عن قلبه ) اهـ.
<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<
(1) :"مدارج السالكين" (1/343-344).
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
قال صاحب المفاهيم
(ص78):
(ثانياً:
أن هذه الآية لا تدل على ذلك،
بل شأنها شأن غيرها من الآيات
التي جاءت لبيان اختصاص الله سبحانه وتعالى
بما هو ملك له دون غيره،
بمعنى أنه هو المتصرف فيه،
وهذا لا ينفي أنه يعطيه من يشاء إذا أراد
فهو مالك الملك،
يعطي الملك من يشاء وينزع الملك ممن يشاء..) الخ كلامه.
ثم قال:
( كذلك الشفاعة كلها له،
وقد أعطاها للأنبياء وعباده الصالحين،
بل وكثير من عامة المؤمنين
كما نطقت به صحاح الأحاديث المتواترة معنوياً،
وأي حرج في أن يطلب الإنسان من المالك بعض ما يملكه ..الخ ) اهـ.
أقول:
أولاً:
اختصاص الله بالشفاعة اختصاص مُلك،
ومعنى ذلك
أنه ليس لأحد من الخلق شفاعة
إلا من أخبر الله أن له شفاعة مقيدة بقيود،
فالله - جل وعلا - هو مالكها
يأذن لمن شاء أن يشفع،
في من رضي أن يشفع فيه.
فالشفاعة ليست ملكاً مطلقا ً لهم
كما زعمه الكاتب ؛
لأن المالك له التصرف فيما يملكه،
وإنما حقيقة الشفاعة
أنها لله وحده ،
لكنه سبحانه يأذن لمن شاء أن يأذن له،
وفي هذا تمام صرف القلوب
إلى
خالقها وحده
مالك الشفاعة ،
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
وعلى هذا دلت الآية في الزمر
قال تعالى:
{ أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ شُفَعَاءَ
قُلْ أَوَلَوْ كَانُوا
لا يَمْلِكُونَ شَيْئاً
وَلا يَعْقِلُونَ *
قُلْ
لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعاً
لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ
ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ }
[ الزمر: 43،44 ].
فأخبر تعالى
أن من اتخذهم المشركون شفعاء
لا يملكون شيئاً،
وشيئاً نكرة في سياق النفي،
فتعم الشفاعة وغيرها،
فهم لا يملكون الشفاعة ،
كما نبه عليه جماعة من المفسرين.
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
فهذه الآية صريحة
في أنهم
لا يملكون الشفاعة،
وهذا الملك هو الذي يظنه المشركون
وهو المطلق من شرطي
الإذن للشافع،
والرضى عن المشفوع له،
فالشفيع مع هذين الشرطين
يملك الشفاعة ملك انتفاع موقت،
لا ملكاً دائماً؛
ولذا يحتاج في كل شفاعة
أن يأذن الله ويرضى،
فليست الشفاعة للشفيع مطلقاً؛
ولذا قال سبحانه:
{ أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ شُفَعَاءَ}
[ الزمر: 43 ]،
فقوله: { مِنْ دُونِ اللَّهِ }
أي: من دون إذنه ورضاه.
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
ثانياً:
قول الكاتب
إن الشفاعة أعطيت للأنبياء والصالحين...الخ،
مغالطة ظاهرة،
فالشفاعة أعطيت للأنبياء والصالحين يوم القيامة
مع شرط الإذن والرضى،
لا إعطاءً مطلقاً؛
ولذا لا نصيب فيها لمشرك،
وصحاح الأحاديث المتواترة معنوياً- كما قال-
هي في الشفاعة يوم القيامة
لا في الحياة البرزخية.
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
ففي الحياة البرزخية
لا يجوز
أن يسأل أحدٌ ميتاً الشفاعة؛
لأنهم لا يملكونها في الحياة البرزخية
حتى ولا ملك انتفاع؛
لأنهم قد أفضوا إلى ما قدموا.
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
والنبي صلى الله عليه وسلم
الذي أخبر بأنه سيشفع يوم القيامة،
لم يخبر
بأنه في قبره يشفع،
ولا يوجد دليل صحيح
ولا ضعيف في ذلك.
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
فقوله:
(كما نطقت به صحاح الأحاديث المتواترة معنوياً)
تلبيسٌ على الأغمار،
فالأحاديث في شفاعة القيامة
لا الحياة البرزخية،
ولذا عدل الكاتب عن إثبات الحجة
إلى الإحالة الإجمالية
وما فيها من تلبيس،
لينخدع بها من عري عن العلم.
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
ولم لا يحاكم الكاتب نفسه
إلى الصحابة الكرام ؟!
فهل طلب الشفاعة
بعد موت النبي
صلى الله عليه وسلم
صحابي من العشرة،
أو طلبها أحدٌ من البدريين،
أو أحدٌ ممن شهد بيعة الرضوان،
أو ممن حج معه حجة الوداع،
أو من شاء من الصحابة ؟
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
فلم يطلب أحد منهم
من رسول الله صلى الله عليه وسلم
في حياته البرزخية
الشفاعة،
بل عدلوا إلى طلبها
- وهي الدعاء -
ممن هو دونه
عام القحط،
وهذا إجماع منهم.