-
هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه مفاهيمنا
كتبه
فضيلة الشيخ
صالح بن عبد العزيز بن محمد آل الشيخ
جزاه الله تعالى خير الجزاء
رد على كتاب
"مفاهيم يجب أن تصحح"
لمحمد بن علوي المالكي
http://www.saaid.net/book/open.php?cat=1&book=144
<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<
دليل موضوعات الكتاب
مقدمة
الباب الأول
تعريف الوسيلة، ومناقشة الكاتب في تعريفه
رد كلام الكاتب في التوسل المبتدع بالذوات والجاه ونحوها
كلام الكاتب حول حديث توسل آدم بالنبي صلى الله عليه وسلم ، وبيان ما فيه
استخراج الكاتب علة للتوسل بالنبي وتعديته الحكم بالقياس،
ورده وأول من قاس مثل قياسه، ونتيجة ذلك
أثر توسل اليهود بالنبي صلى الله عليه وسلم قبل نبوته،
وبيان أنه كذب موضوع
حديث توسل الأعمى في حياة النبي صلى الله عليه وسلم بدعائه،
والكلام عليه
رواية تعليم عثمان بن حنيف من أبطأ عليه عثمان بالإجابة،
ضعيفة جداً، وباطلة منكرة
تجويز الكاتب الاستغاثة بالنبي صلى الله عليه وسلم بعد موته،
وبيان أنه شرك
افتراء كاتب المفاهيم على صحابي لنصرة هواه
آثار فيها ذكر المحبوب لإزالة خدر الرجل،
وجهل الكاتب بها رواية ودراية
سياق الكاتب أحاديث فيها أدعية لمن ضلّ في فلاة ونحوه،
وتخريجها، ورد كلام الكاتب
زعم الكاتب أن الرسول صلى الله عليه وسلم
كأنه توسل بجبريل في دعاءٍ له، ورد افترائه
رد كلام الكاتب حول معنى توسل عمر بالعباس
حديث قبر فاطمة بنت أسد،
وتوسل النبي صلى الله عليه وسلم بمن قبله،
وبيان جهالة الكاتب في تخريجه، وتلبيسه
حديث نداء رجل للنبي صلى الله عليه وسلم في قبره زمن القحط، وضعفه،
وتوجيه كلام ابن كثير، وابن حجر
كذب الكاتب على ابن حجر
قد يورد بعض المؤرخين ما يستنكر شرعاً،
والجواب عن ذلك
حديث ( أسألك بحق السائلين عليك ) وتخريجه،
والكلام عليه رواية ودراية
الرد على زعم الكاتب أن التبرك هو معنى التوسل بآثاره صلى الله عليه وسلم
احتجاج الكاتب بالإسرائليات، وإلزامه بأثر إسرائيلي ينقض دعواه
تقديم بني إسرائيل التابوت في معاركهم،
وبطلان استدلال الكاتب به أثراً ونظراً
بيان أن حديث الدارمي في فتح كوة من قبر النبي صلى الله عليه وسلم
إلى السماء لاستنزال المطر،
باطل وضعيف الإسناد جداً، وقول ابن تيمية إنه كذب
الكلام على قصة العتبي، وتوجيه نقل من نقلها،
وبيان ضعف عبارة الكاتب علمياً
سرد الكاتب أسماء بعض من أورد الآثار الضعيفة في التوسل وقوله:
إنهم يتوسلون بالنبي صلى الله عليه وسلم والرد عليه
الرد على افتراء الكاتب في أن الاستغاثة بالمقربين عند الشدائد أجمع عليها الأنبياء والمرسلون وقررها رب العالمين،
تعالى الله عما يقوله الظالمون علواً كبيراً
تحريف الكاتب النقل عن شيخ الإسلام لنصرة هواه في التوسل، والرد عليه
حديث عرض الأعمال عليه، والكلام عليه رواية ورد الاستدلال به
افتراؤه على الإمام محمد بن عبد الوهاب في أنه لا ينكر التوسل البدعي،
وجهله بطريقة الشيخ في الدعوة
الرد على شناعة الكاتب حيث قال إن التوسل ليس مقصوراً على الدائرة الضيقة
التي يظنها أهل السنة،
ويعني بـ (الدائرة الضيقة) التوسل بأسماء الله وصفاته والأعمال الصالحة
الباب الثاني
الشرك في قوم نوح
الشرك في قوم إبراهيم
أصل ما بعد هذين الصنفين من الشرك نابع منهما ومن فلسفتهما
الشرك في العرب
دخول الشرك لهذه الأمة عن طريق الباطنيين
قول الكاتب إن ما حكاه الله عن المشركين في القرآن
لم يقولوه جادين في إقرارهم بالربوبية
توحيد الربوبية والألوهية، والفرق بينهما،
وإقرار المشركين بالأول دون الثاني
دلائل ذلك من القرآن
دليل ذلك من السنة
من شعر العرب الدال على ذلك
مسألة (المجاز العقلي)، ورد احتجاج الكاتب به في تجويز الشرك الأكبر
رد اعتقاد الكاتب أن المشرك من أشرك في الربوبية،
أما السببية والتوسط فليس شركاً عنده
رد قوله: (لا سبيل لتكفير المؤمنين بإسناد شيءً لغير الله)
اعتقاد المشركين اليوم بأن أصحاب القبور، والمشايخ المعبودين يتصرفون في الكون
قول الكاتب عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه:
(دائم العناية بأمته، متصرف بإذن الله في شؤونها،
خبير بأحوالها، وهذا شرك في الربوبية، والعياذ بالله
تجويز الكاتب أن يطلب من الرسول صلى الله عليه وسلم الشفاء وقضاء الدين، احتجاجاً بالمجاز العقلي على فهمه للشرك
مسألة المجاز، وهل يوجد في اللغة أم لا؟ وتحقيق المقام
الباب الثالث
معنى الشفاعة لغة، وما ورد في القرآن من الشفاعة المنفية والمثبتة
معنى الشفاعة المنفية
ليس للأنبياء حق على الله في أن يجيب كل ما دعوا، ودلائله
معنى الشفاعة المثبتة
شفاعة النبي محمد صلى الله عليه وسلم
تجويز الكاتب طلب الشفاعة من النبي محمد صلى الله عليه وسلم وغيره، ورد ذلك
تلبيس الكاتب بجعل الشفاعة أعطيت للأنبياء والمؤمنين مطلقاً، بالتواتر المعنوي
رد قول الكاتب أن الدعاء مأذون فيه مقدور عليه من الأموات
تناقض الكاتب وتلبيسه في تقريره أن الشفاعة وإن طلبت في الدنيا فمحلها الآخرة
جهل الكاتب بمعتقد أهل التوحيد والسنة، واحتجاجه بحياة الشهداء
تعاظم الكاتب وزعمه أنه يعلم شؤون الأرواح،
وجزمه بأنها: (تجيب من يناديها، وتغيث من يستغيث بها،
كالأحياء سواء بسواء بل أشد وأعظم)
رد قوله، وبيان أن ذلك من فعل الشياطين عند القبور، ليضلوا بني آدم
رد كلام الكاتب الفاسد على حديث ابن عباس:
( إذا سألت فاسأل الله )
تجويز الكاتب الشرك، في قول القائل:
(يا رسول الله أريد أن ترد عيني
أو يزول عنا البلاء أو يذهب مرضي) ونحو ذلك
نقول عن المشركين في أن الرسول صلى الله عليه وسلم يتصرف في الدنيا حيث شاء
رد كلام الكاتب على حديث يروى
(أنه لا يستغاث بي وإنما يستغاث بالله)
بيان تنقص الكاتب لأبي بكر الصديق في شرحه للحديث
الباب الرابع:
التكفير
نقول عن كتب فقهية من باب المرتد،
فيها أن المسلم قد يكفر بأشياء
نقول عن أهل العلم في كفر عباد القبور
سبب خفاء هذا الحكم على بعض المنتسبين للعلم المتأخرين
رد أقوال الكاتب في أن هذه الأمة لا يكون فيها شرك، خاصة الجزيرة
الباب الخامس:
التبرك
المعنى اللغوي لـ (التبرك)، والآيات في ذلك
البركة لله، لا يجوز أن تطلب من غيره
البركة نوعان: خاصة وعامة
تقسيم البركة الخاصة إلى: بركة ذات، وبركة عمل ودليله
البركة الخاصة اللازمة لذوات الأنبياء قد تتعدى بركتها بالذوات
البركة الخاصة بأماكن العبادة والصفات، لا تتعدى بركتها بالعين، بل بالعمل
التبرك بالنبي صلى الله عليه وسلم
التبرك بذوات الصالحين
رد بعض آراء الكاتب في التبرك
فصل في معنى الانتساب إلى السلف
الباب السادس
عقيدة الكاتب
أن الرسول صلى الله عليه وسلم لا تصيبه الأمراض،
إلا ما لا يوجب التنقيص من خفيف المرض، ورده
رمي الكاتب الدعاة إلى معتقد السلف بالتفرقة بين الأمة،
وهو أحق بتهمته
لفظة السلف له إطلاقات
رمي الكاتب الصحابة رضي الله عنهم بالبحث
فيما ضرره أكبر من نفعه، بالالتزام
الأشاعرة
تلبيس الكاتب وكذبه في النقل عن ابن تيمية،
وتقليده لأشعري معاصر
خلط الكاتب بين أبي حيان التوحيدي، وأبي حيان الأندلسي، ومتابعة كل من قرظ كتابه له على هذا الخلط، وهم يزعمون قراءة الكتاب
قول الكاتب في إن إطراء الرسول صلى الله عليه وسلم بغير جعله ولداً لله أو أقنوماً، جائز
قول شراح البردة موافقة لصاحبها أن قدره أرفع من جميع الآيات التي أوتيها، وقول الباجوري: حتى من القرآن...الخ
خاتمة
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره،
ونعوذ بالله من شرور أنفسنا
وسيئات أعمالنا،
من يهده الله فلا مضل له
ومن يضلل فلا هادي له،
وأشهد أن لا إله إلا الله
وحده لا شريك له،
وأشهد أن محمداً عبده ورسوله،
صلى الله عليه وعلى آله وصحبه
وسلم تسليماً كثيراً،
أما بعد:
فإن أصدق الحديث كتاب الله،
وخير الهدي هدي محمدٍ صلى الله عليه وسلم،
وشر الأمور محدثاتها،
وكل محدثة بدعة،
وكل بدعة ضلالة.
وبعد:
فإن الفتن في هذا الزمان تتابعت،
وتنوعت وتكاثرت،
فمنها الفاتن للجوارح،
ومنها الفاتن للقلوب،
ومنها الفتان للعقول والفهوم،
وقد خاض أناس في الفتن غير مبالين،
وخاض أناس غير عالمين،
وخاض فئام عالمين،
وخاضت جماعات مقلدين.
حتى أصبح ذو القلب الحي
ينكر من يراه وما يراه،
فلا الوجوه بالوجوه التي يعرف،
ولا الأعمال بالأعمال التي يعهد،
ولا العقول بالعقول المستنيرة،
ولا بالفهوم المنيرة.
فهو مخالط للناس بجسمه،
مزايل لهم بعمله،
يعيش في غربته بين جلدته،
حتى يأذن الله بحلول الأجل فيلحق
– إن عفا الله وغفر –
بمن يفك غربته ويؤنس وحشته.
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
وإن من أعظم تلك الفتن
وأشدها صرفاً عن الصراط المستقيم
الفتنة عن تحقيق معنى الشهادتين،
شهادة أن لا إله إلا الله
وأن محمداً رسول الله،
فكم من فاتنٍ عنها بعلم،
وكم من مفتونٍ عنها بتقليد.
ولهذا الفتنة،
عن تحقيق معنى الشهادتين صور كثيرة،
جمع صورها هذا الزمان وأهله،
وما اجتمعت في وقتٍ اجتماعها
وتواردها في هذا الزمن،
فما أقل الفقيه بها،
المجاهد لها،
على تنوعها وتشعبها،
وظهورها وجلائها.
فطوائف من الناس
إذا سئلوا عن معنى كلمة التوحيد
ظنوا معناها لا خالق موجود إلا الله،
وكأن أهل الجاهلية والعمى
ممن بعثت إليهم الرسل
يقولون بتعدد المبدعين الخالقين المدبرين،
حتى تبعث لهم الرسل
بلا إله إلا الله.
والشأن أن أولئك الجاهلين
كانوا يُعَددون معبوديهم
لا خالقهم،
فأتت الرسل
بلا إله إلا الله
ومعناها
ما قال نوح عليه السلام لقومه
{ أن لا تعبدوا إلا الله }
بالمطابقة.
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
والعبادة:
هي الذل والخضوع والاستكانة
في لغة العرب،
وسُميت العبادات بذلك
لأنها تُفْعَل مع الذل والخضوع والاستكانة،
وتورثُ الخضوع
لرب العالمين في المآل،
لأمره ونهيه،
والأنسَ به
والذل بين يديه والانكسار.
هذا ما تعلمه العرب من كلامها،
فلفهمِهم المعنى
أبوا أن يخضعوا لـ "لا إله إلا الله"
ولو بنطقِ كلمة.
وإذا تدبرت أحوال بعض الناس اليوم
وجدت ذلهم وخضوعهم
عند القبور وأبنيتها،
وتحت قباَبِها
وفي المسير إليها
أعظم من خضعانهم وانكسارهم
إذا كانوا في مسجدٍ لله
ليس فيه قبر،
ولا قُبَّة.
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
وعند القبور تلك
من نواقض
معنى إفراد الله بالعبادة
شيء لا تُحصر صوره
فمن طائف بالقبر سبعاً،
ومن قائل:
يا ولي الله اشفِ مريضي،
أو أزلِ الدَّينَ عني،
ومن قائل:
أنا في حَسْبك ووقايتك
ادفعِ الآفات عني.
يعتقدون في المقبور
أن له تصرفاً في الكون
بتفويض الله له التصرف،
فمنهم
من أُعطيَ بلداً
يرزقُ من يشاء
ويدفع عمن يشاء،
ومنهم
من أُعطي قُطراً،
ومنهم
من فُوَّضَ له ربعُ العالم،
ومنهم
من فُوَّض له أمرُ
الأرض كلها،
وهو المسمى بالغوثِ،
هكذا
يزعمُ
عبادُ القبور.
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
كمن اعتقد تفويض الله أمرَ العالم
للكواكبِ السبعة.
ومنهم
من أبى عقلُه
أن يُشرك في التصرف،
كما فعله أولئك،
ولكنه سار مع طائفةٍ أخرى
في ما سماه أبو البقاء الكفويُّ في
"الكليات"
شرك تقريبٍ،
وهو سائقٌ لشركِ التصرف.
فادعى مع المدَّعين،
وخاض مع الخائضين،
وطلب من الأموات المقبورين
أن يشفعوا له
في غُفْران ذنبه،
أو سَعَةِ رزقه،
أو رفع كربته،
أو شفاء مريضه،
يدعون الوسائط
أن تتوسط لهم عند الله
فتشفع بحاجاتهم.
وكأن الله جل وعلا
قد أغلق أبوابه
دون حاجاتهم ودعواتهم،
وكأنه في ملزمِ فعلِهم
لا يعطي ولا يمنع
إلا بتوسطِ وسيطٍ،
وفي هذا
من التنقص ما فيه.
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
وتجدهم يتحببون لهذا المقبور
بأنواع القُرب:
فمن مهريقٍ الدمَ باسمه،
ومن ناذرٍ له،
ومن طائفٍ حول قبره
يتقرب بالسعي والطواف
لنيل شفاعته.
فهذان النوعان
من الشرك الأكبر قد فَشَيا،
ولا حول ولا قوة إلا بالله،
وقد أشرتُ أثناء هذه الورقاتِ
إلى أن أول من أحدث الشرك الأكبر
في المسلمين من هذه الأمة
هم الباطنيون
وعلى رأسهم "إخوانُ الصفا"
وتولى كبر ذلك الدولة العبيدية.
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
وكثر انخداعُ الناسِ
وخاصة الجهال بها،
ووجد أناسُ آخرون في ذلك
نِعم المصدرُ لاكتساب معايشهم،
وراج ذلك أكثر ما راج
في الصوفية
لكثرة المتعبدين بجهلٍ فيهم،
فصاروا لُعْبةً وسلوى لأولئك،
يتحكمون فيهم،
لأجل الدنيا.
ثم شاع بعد القرن الخامس
ذاك في الناس وكثر،
فعَمَّ وطَمَّ
وقَلَّ أن سَلِمَ منه بلدٌ،
وفي كل قرن يعيش أولياء
وكل من مات قُبَّبَ على قبره،
واتُّخِذَ مزاراً،
يستشفعُ به،
ويُسأل ويُدعى.
فكثُرت القبور،
وكثُرت العطايا للقبور،
فكثُر السدنةُ والمنتفعون،
والمالُ فتنة،
والجاه فتنة،
والسيادة فتنة.
وأحبَّ من لم يتبع التوحيد
أن يُعظمَه الناسُ في حياته،
فمن مُقبلٍ للأيدي والأرجل،
ومن متمسحٍ بالثياب
خاضعٍ بالقول،
والقلب والجوارح.
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
وقد رأيت مرة رجلاً يُظَنُّ عالماً
في المطافِ حول البيت العتيق
وهو يدور مقهقهاً مع رفيقٍ له،
ومن الناس من تمسَّحَ به
وقَبَّلَ يده!
أي حالٍ تلك،
وأي قلوبٍ هاتيك القلوبُ
التي تقهقه حول الكعبة المشرفة،
ثم هم أولياءُ في زعمهم.
ووصفُ أحوال
المنتسبين للإسلام اليوم يطولُ،
ولكن الإيماءَ كافٍ،
فالإطالةُ تضني،
وقد جادلت يوماً ببلدٍ إفريقي
أحد المفتونين من كبار العلماء
المُحَبَّذين لعبادة القبور
والسدنةِ حولها في حالهم،
ومعنى العبادة،
ومفهوم الشهادتين،
فقال:
أنا أعلم
أنكم على الحق
ولكن
(سيب) الناس تعيش!
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
إن هذا هو الواقع
فالمسألةُ ليست نصرةً للحق بدلائله،
ولكنها سيادةٌ
وجاهٌ
وسمعةٌ
وأموالٌ
ثم يبحث
لتثبيتِ هذا المقرر سلفاً
في الدلائل الشرعية
وإن كانت أحاديث مكذوبة،
وفي الدلائل العقلية
وإن كانت أوهى
من خيوط العناكب.
وإن المحافظة على
المجد والسيادة
مما يحرص عليها ناصروا المذاهب البدعية،
يورثونها أولادهم
لحبهم أن يدعوا الورثة أغنياء!
وإذا هلك صُيَّر مدفنه ضريحاً
إن استطيعَ
وتوجَّه قلوبُ الناس إليه،
فيزداد الخليفةُ
جاهاً
وطاعةً
ومالاً.
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
وفي كل صِقْعٍ من الأرض
وُجِدَ فيه عبادُ القبور
تجد فيه غالباً طائفةً
على هدي النبي محمدٍ
صلى الله عليه وسلم
سائرة لا يخدعهم تسيُّدٌ،
ولا تؤثرُ فيهم شبهةٌ،
وأولئك غرباء في كثير من البلاد
يدلون الناس على السنة،
ويهدونهم إلى التوحيد،
وصَرْفِ القلوب إلى الله،
وتعظيمه وإجلاله،
والهيبة والخوف منه،
ورجاءِ ما عنده ،
يعلقون القلوب
بخالقهم وحده،
لا بأحدٍ من الخلق،
فلا يحبون إلا لله،
ولا يبغضون إلا لله،
ولا يعبدون إلا إياه،
همهم دعوة الناس إلى
توحيد ربهم
في الأعمال:
أعمال القلوب وأعمال الجوارح.
يسمون أنفسهم
أتباع السلف الصالح،
وأكْرِمْ به من اتباع
مقابلةً باتباع غيرهم للخلف الطالح،
وأسْفِلْ به من اتباع.
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
ويسميهم أعداؤهم:
الوهابية أو المتطرفة،
ويسعى أعداؤهم
في نشر الكتب الناقضة
دعوة الشيخ المصلح
محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى،
رداً عليهم،
وعلى أتباع الدعوة السلفية الخالصة.
وتتخذ هذه الردود أشكالاً
تناسبُ البلدَ المنشور فيه الرد،
فبينما يُصَرَّحُ بذلك في بلدٍ،
يُسَرُّ به في بلدٍ
ويأتي تلويحاً لا تصريحاً.
والحملةُ واحدة،
والطريق قديمة سابلةٌ،
ولها وُرَّادٌ،
ودعاةٌ على جنباتها،
إذا صَرَخَ داعٍ
تجاوبَ الجميعُ بالصَرُّاخ.
والطريقُ
ليست علميةً
كما قد يُظَن،
ولكنها سبيلٌ
غايتُها التمكين لدعاة الباطلِ
في أرضِهم، وأرضِ غيرهم.
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
ومن تلك الردود على الدعوة الإصلاحية
كتابٌ سماه كاتبهُ:
"مفاهيم يجب أن تصحح"
طبع بمصر سنة 1405هـ،
ثم طبع بالتصوير في المملكة العربية السعودية بأعداد كبيرة،
ووُزَّع سراً وعَلَناً في كثير من أرجاء البلاد،
وفي الحرمين وما جوارها أكثر.
وفي هذا الكتاب
"مفاهيم يجب أن تصحح"
تجويزُ كاتبه - وتحبيذُه حيناً -
سؤال النبي صلى الله عليه وسلم الشفاعةَ
في قبره،
وسؤاله التوسط،
وتجويزه ودعوته لطلب الغوث
منه صلى الله عليه وسلم،
فالاستغاثة به منجاة عنده ،
وطلبُ شفاعتهِ مشروعٌ عنده بعد موته،
وسؤاله الإعانة ونحو ذلك،
وطرد هذا في الصالحين ونحوهم.
بل زاد بأن قول القائل:
يا رسول الله
أريدُ أن تردَّ عيني،
أو يزولَ عنا البلاءُ،
أو أن يذهبَ مرضي:
من الجائزاتِ،
التي لا عَتْبَ على قائلها،
كما ذكره في(ص98) من كتابه.
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
وفي كتابه من التدليل لشبهه المتهافتةِ
بالأحاديث الموضوعة،
والواهية،
والمنكرة،
والباطلة والضعيفة جداً،
والضعيفة شيءٌ كثير،
وكثير منها يَسْتَدِلُّ به بتعسفٍ
مع وهاء الدليل وضعفه.
والقوم لهم وَلَعٌ
بالمكذوبات الواهيات،
وإعراض عن
الصحاح العاليات الغاليات.
وليس هذا جديداً،
بل شأنُ كل من نهج غير سبيل السلف وأتباعهم
حبُّ البدع، وإغلاؤها،
حتى صار وضعُ الحديث
عند طائفةٍ من أولئك
والكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم
سهلاً خفيفاً.
ومنهم من يضع الحديث
ويفتري على رسول الله صلى الله عليه وسلم عالماً،
ومنهم من يكون جاهلاً،
وهاك مثالاً لهؤلاء وأولئك
تُبْصِرْ به ما وراء ذلك.
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
جاء في كتاب "الدرر السنية في الرد على الوهابية"
لأحمد بن زيني دحلان(ص55) (1) :
(ذكر العلامة السيد علوي بن أحمد بن حسن
ابن القطب السيد عبد الله الحداد باعلوي
في كتابه الذي ألفه في الرد على ابن عبد الوهاب
المسمى "جلاء الظلام في الرد على النجدي الذي أضل العوام"
وهو كتاب جليل ذكر فيه جملة من الأحاديث.
منها حديث مروي عن العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه
عم النبي صلى الله عليه وسلم
أسنده إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال فيه
"سيخرج في ثاني عشر قرناً في وادي بني حنيفة
رجل كهيئة الثور،
لا يزال يلعق براطمه،
يكثر في زمانه الهرج والمرج،
يستحلون أموال المسلمين ويتخذونها بينهم متجراً،
ويستحلون دماء المسلمين
ويتخذونها بينهم مفخراً،
وهي فتنة يعتز فيها الأرذلون والسفل
تتجارى بينهم الأهواء
كما تتجارى الكلب بصاحبه".
قال:
ولهذا الحديث شواهد تقوي معناه،
وإن لم يُعرف من خرَّجه ) انتهى.
فهذا من وضع الرجل المذكور أو شبهه،
يكذب على الرسول صلى الله عليه وسلم
عياناً أمام الخلق،
فيالها من قلوبٍ تلك التي تجرؤ على ذلك،
ويالها من قلوبٍ تلك التي تحبُّ أولئك.
يكذبون على النبي صلى الله عليه وسلم،
ويدَّعون محبةَ النبي صلى الله عليه وسلم.
فهل يجتمعان في قلبٍ
كلا والله،
إلا في قلب مبتدع
مأفون
كاذب.
ومن العجب أنه قال
(لم يُعرَف من خرَّجه)
ولو أسنده إلى كتاب معدوم مفقودٍ
لراج كذبُه أكثر على الجهال،
لا على العلماء
الذين يعرفون
نورَ كلامِ النبوة.
<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<
(1): ومن كذب على النبي صلى الله عليه وسلم
فكذبه على غيره ممن سار على نهجه واقتفى سنته أولى،
فقد افترى هذا الرجل على الشيخ محمد بن عبد الوهاب افتراءات:
منها قوله: (والظاهر من حال محمد بن عبد الوهاب أنه يدعي النبوة) اهـ(ص50)،
ومنها قوله(54): (وكان ابن عبد الوهاب يأمر أيضاً بحلق رؤوس النساء اللاتي يتبعنه) اهـ،
والافتراءات كُثُر.
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
ومن الصنف الثاني
الذين كذبوا
على جهل
ما جاء في " الرد المحكم المنيع " (ص17)
قال:
(المعلوم لطلبة العلم، والعامة،
فكيف للعلماء قوله صلى الله عليه وسلم:
( الناس مؤتمنون على أنسابهم ) اهـ
والمعروف عند العلماء
بل طلاب العلم
بل صغار طلبة العلم
أن جملة ( الناس مؤتمنون على أنسابهم )
من قول الإمام مالك بن أنس
رحمه الله تعالى.
وكل من أحب البدع هَجَرَ السننَ،
وكل من زيَّن البدعة
فسينقص من معرفته
بسنة رسول الله
صلى الله عليه وسلم
بقدر ذلك،
ومن تأمل ذلك في الخلق عَلِمَه.
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
وكتابُ "مفاهيم يجب أن تصحح"
مَجْلَبٌ لما تفرق من شُبَه
الذين عارضوا
دعوةَ الشيخِ محمدِ بن عبد الوهاب،
فهو يتابعُهم حتى في أوهامهم،
وفي عَزْوِهم،
وفي فِكْرِهم،
حتى إنه لم يتكلفْ عناء توثيقِ أقوالهم،
أو تعنَّى فوجدَ خلاف ما كتبوا،
فأثبته كما أرادوا.
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
ولما كان هذا الكتابُ
يعبر فيه كاتبهُ عن رأيه،
وفيه من الشطاطِ
عن فهم التوحيد ما فيه،
ومن عدم الفهمِ
لدعوة الشيخ ما فيه،
ومن الخوض في الدفاع
عن الداعين أصحاب القبور
من الأنبياء والصالحين،
وفي تجويز ما قال الفقهاء في باب "الردة"
إنه كفرٌ بالإجماع،
ولما لكاتبه من تَبَعٍ ومريدين
استعنتُ اللهَ
في كشفِ ذلك،
وبيان الحق فيه،
وبيان أن ما جوزَه الكاتبُ في "مفاهيمه"
من الشرك
الذي بُعِثَ الرسلُ جميعاً
وآخرهم محمدُ بنُ عبد الله
صلى الله عليه وسلم
لقمعه.
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
والشركُ في الإلهيةِ
له صورٌ يزينها الشيطانُ للواقعين فيه،
وهو شَغِفٌ لهَفٌ
على أن يخوضوا فيما نهاهم الله عنه،
ويُقْنعهم بأنهم
لم يخوضوا فيما نهى الله عنه.
فله طرقٌ وسبلٌ،
وعلى كل سبيل زينةٌ
وبهجةٌ يخدعُ بها الناسَ.
والمنكرُ واجب الإزالةِ
بحسب المراتب التي جاءت في حديث
أبي سعيد الخدري رضي الله عنه.
فعسى أن يأذنَ الله
لهذه الورقات بالقبول عنده،
وأن يُنْتَفَعَ بها،
فإن المُنْيَةَ الإنتفاعُ بها،
وليس وراء القبول مُبْتَغَىَ،
ولا سواه مُرْتَجى.
وسميتُ هذا الردَّ
"الورقات الكاسرة للمفاهيم الخاسرة".
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
ولما أطلعتُ على هذا الكتاب
سماحةَ والدي ومن له بعد اللهِ الفضلُ علَّي
نصر المولى به الحق،
وجزاه الله أحسنَ الجزاء،
ورفع درجتَه، وأمْتَعَ به،
أشار بتسميته
"هذه مفاهيمنا"،
وإشارته أمرٌ، وطاعَتُه غُنْمٌ،
فسميتهُ بما سماه به
طرحاً لما أرى عند ما يَرَى،
ورَفْعاً لرأيِه،
واتهاماً لقولي عند مقاله.
وكتبته مقطعاً(1)،
والقلب مشتَّتُ الشواغلِ،
في كل وادٍ منه مُزْعَة،
والهمومُ لتدني الأحوال مترادفة،
والفتنُ الطاغية صادةٌ عن صفاء المقال،
وإحكام الأقوال،
والأنيس قليلٌ، بل عزيز،
فاللهم إن مفزعَنَا إليك
لا إلى غيرك،
فثبت أقدامنا على الحق،
وبَصَّرْنا بأنفسنا،
ولا تجعل من عملنا لأحدٍ سواك شيئاً،
ونعوذ بك أن نشركَ بك على علم،
ونستغفرك مما لا نعلم،
فإنَّ صفتنا التقصير،
وصفة الرب
العفو والغفران،
فاغفر اللهم جَمَّاً،
وآخرُ دعوانا
أنِ الحمدُ للهِ رَبَّ العالمين.
كتبه
صالح بن عبد العزيز بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ
يوم الخميس13/5/1406هـ.
<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<
(1): ورددت به على الباب الأول من كتابه، وفصلاً من الثاني، لأني رأيت أن أصول أقواله في هذين، وفي الكتاب أغلاط كثيرة سيما في الحديث، وأغلاط في الاستدلال، فتركت الكلام على ذلك، واقتصرت على رد الشركيات ووسائلها، وما بين به منهج المؤلف في مفاهيمه، والبصير ينظر بعين ما ذكر إلى ما طوى.
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
الباب الأول
وفيه مباحث
1ـ معنى الوسيلة.
2ـ تخريج الآثار والأخبار
التي استدل بها كاتب "المفاهيم".
3ـ رد استدلالات الكاتب بما ساقه من آثار.
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
قال (ص45):
(الوسيلة: كل ما جعله الله سببا في الزلفى عنده،
ووصلة إلى قضاء الحوائج منه.
والمدار فيها
على أن يكون
للوسيلة قدر وحرمة
عند المتوسل إليه ) ا هـ.
أقول: كلامه حوى جملتين
الأولى من الحق،
والثانية فيها إجمال
به يتوصل إلى
ما نهى الله عنه،
ولم يجعله وسيلة.
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
فقول:
(والمدار فيها..الخ)!
مجمل يمكن تفسيره
على أحد وجهين:
الأول: أن يدخل في ذلك
ذوات الأنبياء والصالحين
باعتبار أن لهم من المنزلة
والزلفى عند الله
ما يجل عن الوصف.
فإن كان هذا معنيا،
فالله سبحانه وتعالى
لم يجعل
ذوات الأنبياء والصالحين
أو جاههم
أو حرمتهم
وسيلة إليه
ولا سببا للزلفى لديه.
وإنما جعل الوسيلة إليه
هو اتباعهم
وتصديق ما أخبروا به،
واتباع النور الذي جاءوا به،
والجهاد من أجل تقريره وتثبيته بين الخلق،
فهذا من الوسائل المشروعة
التي يشرع للداعي بمسألة أن يقدمها
بين يدي مسألته،
ولا يصح للداعي دعاء عبادة
دعاؤه إلا باتباعهم وتصديقهم.
فهذا من الوسائل المشروعة التي أمر الله بها،
وشرعها.
وأما الأنبياء والصالحون
فليس من المشروع
التوسل بذواتهم
ولا جاههم
ولا حرمتهم
كما سيأتي بيانه.
وإنما يُشرع التوسل
بدعائهم في حياتهم
كما كان يفعله المسلمون
زمنه صلى الله عليه وسلم
وبعده من طلب الدعاء
في الاستسقاء وغيره.
وأما بعد مماتهم
فليس التوسل بدعائهم
ولا ذواتهم
مشروعا
بإجماع القرون المفضلة.
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
الثاني:
أن تكون الوسائل
من الأعمال ونحوها مشروعة،
لم تتبع فيها سبل المبتدعة،
وإنما اتبع فيها السنة،
وهذا حق.
والكاتب أجمل
ليُدخل الوسيلة المبتدعة
في خلل كلمات الحق،
وقد بينا ما فيها،
وما كان ينبغي له ذلك
وهو يفسر آية من كتاب الله.
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
وفي الوسيلة قولان
ذكرهما أهل التفسير،
وقربهما ابن الجوزي في "زاد المسير"
(2/348)
قال:
( أحدهما:
أنه القربة،
قاله ابن عباس وعطاء ومجاهد والفراء.
وقال قتادة:
تقربوا إليه
بما يرضيه.
قال أبو عبيدة:
يقال: توسلت إليه،
أي: تقربت إليه.
وأنشد:
إذا غفل الواشون عدنا لوصلنا
وعاد التصافي بيننا والوسائل
الثاني:
المحبة،
يقول:
تحببوا إلى الله.
هذا قول ابن زيد ) اهـ.
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
وفي أسئلة نافع بن الأزرق لابن عباس:
أخبرني عن قوله تعالى:
{ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ }
[ المائدة: 35 ]،
قال:
الوسيلة الحاجة.
قال:
وهل تعرف العرب ذلك ؟
قال: نعم.
أما سمعت عنترة وهو يقول:
إن الرجال لهم إليك وسيلة
أن يأخذوك تكحلي وتخضبي
وفي المادة شواهد غير ما ذكر.
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
فالوسيلة:
التقرب إلى الله
بأنواع القُرَب والطاعات،
وأعلاها إخلاص الدين له،
والتقرب إليه بمحبته
ومحبة رسوله
ومحبة دينه
ومحبة من شُرِعَ حبه،
بهذا يُجمع ما قاله السلف،
وقولهم من اختلاف التنوع.
وتأمل قوله تعالى:
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ
وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ }
[ المائدة: 35]،
ففي تقديم الجار والمجرور
{ إليه }
إفادة اختصاص
الوسائل بالله،
لا يشركه معه
فيها أحد.
كما في
{ إِيَّاكَ نَعْبُدُ
وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ }
[ الفاتحة: 5].
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
قال العلامة الشنقيطي
رحمه الله في"تفسيره" (2/98):
( التحقيق في معنى الوسيلة
هو ما ذهب إليه عامة العلماء
من أنها التقرب إلى الله تعالى
بالإخلاص له في العبادة
على وفق ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم
وتفسير ابن عباس داخل في هذا،
لأن دعاء الله
والابتهال إليه
في طلب الحوائج
من أعظم
أنواع عبادته
التي هي الوسيلة
إلى نيل
رضاه ورحمته.
وبهذا التحقيق
تعلم أن ما يزعمه كثير
من ملاحدة أتباع الجهال،
المدعين للتصوف
من أن المراد بالوسيلة في الآية
الشيخ
الذي يكون له واسطة
بينه وبين ربه
أنه تخبط في الجهل والعمى،
وضلال مبين،
وتلاعب بكتاب الله تعالى.
واتخاذ الوسائط من دون الله
من أصول كفر الكفار
كما صرح به تعالى في قوله عنهم:
{ مَا نَعْبُدُهُمْ
إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا
إِلَى اللَّهِ زُلْفَى }
[الزمر: 3]،
وقوله:
{ وَيَقُولُونَ هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ
قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ
بِمَا لا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ
وَلا فِي الْأَرْضِ
سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى
عَمَّا يُشْرِكُونَ }
[يونس: 18].
فيجب على كل مكلف
أن يعلم أن الطريقة الموصلة
إلى رضا الله
وجنته
ورحمته
هي اتباع رسوله صلى الله عليه وسلم،
ومن حاد عن ذلك
فقد ضل سواء السبيل
{ لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُم ْ
وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ
مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً
يُجْزَ بِهِ }
[ النساء: 123] )
انتهى كلامه.
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
قال الكاتب (ص43):
( إن التوسل ليس أمرا لازماً أو ضرورياً،
وليست الإجابة متوقفة عليه،
بل الأصل
دعاء الله تعالى مطلقا،
كما قال تعالى:
{ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي
فَإِنِّي قَرِيب }
[ البقرة: 186 ] )
انتهى.
أقول:
إذا كان الأصل هو
دعاء الله تعالى
بلا واسطة،
فلمَ العدول عن الأصل إلى غيره،
ولا يخفى أن غير الأصل لا يتمسك به
إلا من عدم الأصل،
والله جل جلاله
حي قيوم،
لا تأخذه سنة ولا نوم،
يحب أن يدعوه عبده،
وأن يرجوه،
وأن يخافه،
وأن يتوسل إليه
بأسمائه وصفاته.
فإذا كان هذا لا ينقطع عن مسلم
في أي بقعة كان
وهو الأصل الأصيل،
فَلِمَ العدول عنه،
والتنكب له ؟!
أفتعدل إلى طريق هي أهدى ؟!.
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
تقولُ:
إن التوسل الذي ننكره وهو التوسل بالذوات
وعمل غير الداعي ونحوها،
ليس الأصل،
بل الأصل.
معكم
وأنتم حقيقون بالأصل.
تُقر لنا
بالهداية والاتباع،
وترغب في مخالفة الأصل
دون دليلٍ صحيح !
أما في الأصل لك كفاية ؟!
أما في
دعاء الله وحده بلا واسطة
لك مقنع ؟!
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
إذا كان الحي القيوم
الذي يجيب المضطر إذا دعاه
ويكشف السوء،
يحب أن
يدعوه عبده كل حين:
دعاء عبادة
أو دعاء مسألة،
وهو الذي يقول:
{ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي
فَإِنِّي قَرِيب }
[ البقرة: 186]
إذا كان كذلك
فلمَ العدول إلى الأموات
تتوسل
بذواتهم
أو جاههم
أو حُرمتهم
وغيرها من
الألفاظ البدعية ؟!
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
لِمَ لا يُعلَّم المسلمون
دعاء الله وحده،
فتخلص قلوبهم
من الالتفات إلى غيره
في دفع كربة
أو رفع بلاء،
أو جلب نفع ؟
علموهم هذا
ولا تعلقوا قلوبهم بغير الله
فيتخذوهم أنداداً،
فيذهب ذكرهم لربهم وحده،
وحبهم له وحده،
إذ نفعهم
معلق في أذهانهم
بوسائط .
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
إن من انفتح عليهم باب البدعة في التوسل
ألقى بهم ولو بعد حين
إلى دائرة الإشراك،
إذ هو طريقه وسبيله
ومنه يتدرج إلى دعاء الأموات أنفسهم
أو سؤالهم
الشفاعة،
أو الإغاثة،
أو الإعانة.
وكل هذه صرَّح كاتب المفاهيم بتجويزها
في مواضع من كتابه،
كما سيأتي في مباحث الشفاعة.
وكل ذلك من سيئات ترك الأصول المتفق عليها،
واتباع المتشابهات المنهي عنها.
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
قال الكاتب (ص44):
( ونحن نرى أن الخلاف شكلي،
وليس بجوهري،
لأن التوسل بالذوات يرجع في الحقيقة
إلى توسل الإنسان بعمله،
وهو المتفق على جوازه ).
أقول:
هذا خَطَلٌ من القول،
ومخادعةٌ للنفس ظاهرة،
إذ المتوسلون بالذوات يعلمون
بُعْدَ هذا التبرير والتأويل،
وأن الخلاف جوهري
لا صوري،
وبرهان ذلك
فساد الدليل الذي ادعيتموه،
وهو راجع إلى المجاز العقلي،
والكلام فيه سيأتي مفصلاً،
ثم هل
عمل الذات المتوسَّل بها
عمل للمتوسِّل
المتفق على جوازه ؟
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
ولكنى أقول هنا
على سبيل المجاراة والمناظرة:
هب أن الخلاف شكلي.
أفلا يجب عليكم
ترك الألفاظ الموهمة
لأمور غير شرعية ؟
فإن القائل:
أتوسل بفلان،
دالٌ ظاهر لفظه
على التوسل بالذات المجردة
عن الجامع بين الذاتين،
ولا قرينة
لفظية
ولا غير لفظية
متصلة
ولا غير متصلة
تصرفه عن هذا الظاهر.
والقرينة المدعاة قلبية خفية،
والحكم على ما في قلوب الناس
فرع الاطلاع عليها،
ولا سبيل إلى ذلك.
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
ومن المتقرر أن الشريعة المطهرة
جاءت بترك الألفاظ الموهمة
لما يُنهى عنه شرعًا،
كما قال تعالى:
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقُولُوا رَاعِنَا
وَقُولُوا انْظُرْنَا وَاسْمَعُوا
وَلِلْكَافِرِين َ عَذَابٌ أَلِيمٌ }
[ البقرة: 104].
فقد كانت يهود تستعمل (راعنا) للسب،
والمسلمون حين قالوها
لا يشركونهم في ما عقدت قلوبهم عليه
من تفسير اللفظ،
ومن اليقين أن الصحابة
لم يقولوا اللفظ
وهم يعنون المعنى الفاسد،
فهذه من أقوى القرائن القلبية.
ومع هذا نُهوا عن ذلك.
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
قال القرطبي في " تفسيره " (2/57):
( في هذه الآية دليلان:
أحدهما:
على تجنب الألفاظ المحتملة
التي فيها التعريض للتنقيص والغض.
الدليل الثاني:
التمسك بسد الذرائع وحمايتها )
انتهى.
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
وقال الجصاص
في " أحكام القرآن " (1/58):
( وقوله { رَاعِنَا }
وإن كان يحتمل المراعاة والانتظار،
فإنه لما احتمل الهزء
على النحو الذي كانت اليهود تطلقه
نهوا عن إطلاقه،
لما فيه من احتمال
المعنى المحظور إطلاقه،
ومثله موجود في اللغة)
ثم قال:
( وهذا يدل
على أن كل لفظ
احتمل الخير والشر
فغير جائز إطلاقه
حتى يقيد
بما يفيد الخير )
انتهى كلام الجصاص.
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
فتأمل
كيف أن الصحابة
استعملوا هذا اللفظ
وهم أبعد الناس
عن إرادة معنى الهزء والتنقص،
فنهاهم الله تعالى
عن ذلك اللفظ
لما فيه من الاشتراك،
ولم يكفِ في تجويز استعماله
ما قام بقلوبهم ونياتهم
من المعنى الخير الصحيح.
وهذا جليٌّ لمن تجرَّد !
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
قال (ص44):
( ومحل الخلاف في مسألة التوسل
هو التوسل بغير عمل المتوسل،
كالتوسل بالذوات والأشخاص.
بأن يقول اللهم إني أتوسل إليك بنبيك
محمد صلى الله عليه وسلم،
أو أتوسل إليك بأبي بكر الصديق
أو بعمر بن الخطاب
أو بعثمان
أو بعلي رضي الله عنهم ).
أقول:
الواجب عند الاختلاف
الرد إلى كتاب الله
وسنة رسوله
صلى الله عليه وسلم
وفهم أصحابه الكرام
رضى الله عنهم،
كما قال تعالى:
{ وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ
مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى
وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ
نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى
وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيراً }
[ النساء: 115].
ومسألة التوسل بالذوات،
وكذا التوسل بأعمال من انقضى سعيهم،
لا خلاف عند السلف
من الصحابة والتابعين
أنها ليست من الدين،
ولا هي سائغة في الدعاء.
وبرهان ذلك
أنه لم ينقل عن واحد منهم
بنقل صحيح مصدق
أنه توسل
بأحد الخلفاء الأربعة
أو العشرة
أو البدريين.
والعمل على وفق ما فهموه هو المُنجي
كما في فصل
" السلف والسلفية،
من هذا الكتاب،
ومن ابتغى نهجا جديدا فهو الخَلَفي،
وليس له حظ منهم.
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
إذا تقرر هذا،
فالتوسل بالذوات ونحو ذلك
ممنوع لأوجه:
الأول:
أنه بدعة
لم تكن معروفة عند الصحابة والتابعين،
وكل بدعة ضلالة،
وليس على الله أكرم من الدعاء،
وفي الحديث:
( الدعاء هو العبادة )
أخرجه أبو داود والترمذي وغيرهما
بإسناد صحيح عن النعمان بن بشير.
فإذا كان عبادة
بل هو العبادة
فإحداث أمر في العبادة
مردود باتفاق العلماء.
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
الثاني:
أن قول القائل:
أتوسل بأبي بكر وعمر... خطأ محض،
جره إليه سقم فهمه،
وكثافة ذهنه،
واعتقاده أن كل شيء توسل به يكون وسيلة،
وهذا غلط.
فمن قال أتوسل بأبي بكر مثلاً
فقد جمع بين ذاتين
لا وسيلة ولا طريق
توصل وتجمع أحدهما بالآخر،
فكأنما هذا القائل
قد لفظ لفظاً لا معنى له،
بمنزلة من سرد الأحرف الهجائية،
إذ لا اتصال بين ذات المتوسَّل والمتوسَّل به
حتى يجمع بينهما.
فلا بد من جامع يتوسل به،
وهو حب الصحابة مثلا،
وهو من عمل المتوسل،
فإذا قال:
أتوسل إليك رب بحبي لأبي بكر،
أو بحبي لعمر،
أو بحبي لصحابة نبيك
كان هذا
حسناً مشروعاً.
وكذا إن قال:
أتوسل إليك بتوقيري وتعزيري وحبي
واتباعي لنبيك نبي الرحمة
كان هذا من
الوسائل النافعة.
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
فلازمٌ ذكر الإيمان أو العمل الصالح
الذي يصل بين ذاتين
لا يجمع بينهما إلا بجامع.
كما حكى الله عن عباده المؤمنين قولهم:
{ رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ
وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ
فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ }
[ آل عمران: 53]،
وقوله:
{ رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِياً يُنَادِي لِلْإِيمَانِ
أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا
رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا
وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا
وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ }
[ آل عمران: 193]،
والآيات في هذا الباب كثيرة.
فإذا كان خيرةُ الخلق الأنبياء والرسل
وأتباعهم وحواريوهم
لم يحيلوا على ما في قلوبهم
بل قالوا بلسانهم ما حواه جنانهم،
وهم الذين لا يشك بما في قلوبهم
أفلا يكون الخلوف
الذين جاؤوا من بعدهم
أولى وأحرى أن يفصحوا وأن يظهروا،
وأن لا يتحيلوا
لفاسد قولهم
بالمجاز العقلي ؟!
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
الثالث:
أن الصحابة فهموا من التوسل
التوسل بالدعاء
لا بالذوات،
فعمر بن الخطاب رضى الله عنه
توسل بدعاء العباس عم النبي صلى الله عليه وسلم،
ومعاوية بن أبي سفيان
توسل بدعاء يزيد بن الأسود.
ولو كان
التوسل بالذوات جائزا عندهم
لأغناهم عن تكلف غيره،
ولتوسلوا
بذات أكرم الخلق وأفضل البشر
وأعظمهم عند الله قدرا ومنزلة،
فعدلوا
عن ذات رسول الله صلى الله عليه وسلم
الموجودة في القبر،
إلى الأحياء ممن هم دونه منزلة ورتبة.
فعُلم أن المشروع ما فعلوه،
لا ما تركوه.
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
قال الشهاب الألوسي
في "روح المعاني" (6/113)
في الكلام على عدول الصحابة:
( وحاشاهم أن يعدلوا عن التوسل بسيد الناس
إلى التوسل بعمه العباس
وهم يجدون أدنى مساغ لذلك.
فعدولهم
مع أنهم السابقون الأولون،
وهم أعلم منا بالله تعالى
ورسوله صلى الله عليه وسلم،
وبحقوق الله تعالى،
ورسوله عليه الصلاة والسلام،
وما يشرع من الدعاء وما لا يشرع،
وهم في وقت ضرورة ومخمصة،
يطلبون تفريج الكربات
وتيسير العسير
وإنزال الغيث بكل طريق:
دليل واضح
على أن المشروع
ما سلكوه دون غيره )
انتهى.
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
الرابع:
أن يقال تنزلا:
لا يخلو التوسل بالذوات
أن يكون أفضل من التوسل بأسماء الله وصفاته،
والأعمال الصالحة أو لا.
فإن قيل التوسل بالذوات أفضل
فهو قول كفري باطل.
وإن كان التوسل بأسماء الله وصفاته
وبالأعمال الصالحة أفضل
فلمَ يُنافَح عن المفضول،
وتُترَك نصرة الفاضل وتأييده
ونشره وتعليمه للناس ؟!
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
قال كاتب المفاهيم (ص46):
( وقد جاء في الحديث أن آدم توسل بالنبي صلى الله عليه وسلم.
قال الحاكم في المستدرك:
حدثنا أبو سعيد عمرو بن محمد بن منصور العدل
حدثنا أبو الحسن محمد بن إسحاق بن إبراهيم الحنظلي
حدثنا أبو الحارث عبد الله بن مسلم الفهري
حدثنا إسماعيل بن مسلمة أنبأنا عبد الرحمن بن زيد بن أسلم
عن أبيه، عن جده عن عمر رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
[ لما اقترف آدم الخطيئة قال:
يا رب أسألك بحق محمد لما غفرت لي... ] الحديث.
أخرجه الحاكم في "المستدرك" وصححه (ج2 ص651)
ورواه الحافظ السيوطي في "الخصائص النبوية" وصححه.
ورواه البيهقي في "دلائل النبوة"،
وهو لايروي الموضوعات،
كما صرح بذلك في مقدمة كتابه.
وصححه أيضا القسطلاني،
والزرقاني في"المواهب اللدنية" (2/62)،
والسبكي في "شفاء السقام".
قال الحافظ الهيثمي:
رواه الطبراني في "الأوسط " وفيه من لم أعرفهم.
"مجمع الزوائد"، (8/253))
اهـ كلام الكاتب.
أقول:
هذه الأسطر حوت
أغلاطاً،
واستغفالاً،
وتحريفاً،
مما سأبينه إنشاء الله.
وما كنت أظن أن يتجاهل الجاني على نفسه،
المعجب بعلمه، علماء زمانه،
ومن انتسب للعلم من أتباعه
حتى يكتب
ما كتب على هذا الحديث
وما بعده من الأحاديث.
ولي مع الكاتب هنا وقفات ثلاث:
الأولى:
في ما كتبه، وفي عزوه الحديث لمن خرجه.
الثانية:
في الكلام على رواية الحديث.
الثالثة:
في النظر في متن الحديث ودرايته.
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
أما الأولى:
فينتظم عقدها أمورا:
الأول:
عزوه الحديث فيه قصور،
فقد رواه جماعة من طبقة مشايخ الحاكم
ومن نحو طبقته ومن بعدهم،
وكلهم رووه من طريق عبد الرحمن بن زيد بن أسلم،
فكثرتهم لا تفيد الخبر قوة،
ولذا لن أذكر أولئك
حتى لا يستكثر بهم الجهول بالحديث
واصطلاحات أهله.
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
الثاني:
ساق إسناد الحاكم
ولم يحسن النقل
فقد سقط من الإسناد [عن أبيه]
وألحقتها بالإسناد،
ووهم أيضا في توثيق النقل من "المستدرك"،
فذكره مرتين (ج 2ص651)
وهذا قَلْبٌ وخطأ،
وليس سبق قلم
لأنه تكرر مرات.
ثم طالعت رسالة "إعلام النبيل"
لواعظ بالبحرين
فوجدته عزاه كما هنا (ج2 ص651)،
وقد طبع قبل "المفاهيم"،
فتأمل
تواردهم على التقليدفي كل شيء !
وصواب التوثيق (2/615)،
و"المستدرك" لم يطبع إلى هذه السنة
إلا طبعة هندية واحدة.
وقال: وصححه،
يعني الحاكم وهذا غلط،
فالحاكم كتب:
(صحيح الإسناد)،
والمشتغلون بالحديث
يفرِّقون بين صحة الإسناد وصحة الحديث.
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
الثالث:
قوله:
(ورواه الحافظ السيوطي... وصححه)
من عجائب مفاهيمه،
ومما يدل على عدم تعاطيه علم الحديث
- وإن أُعطي - شهادة الزور -
لأن قوله (رواه)
خطأ لا يستعمله المحدثون،
فمن يذكر الحديث ويسوقه
في كتاب له مستدلا به على مراده
لا يجوز أن يقال إنه رواه.
فكلمة (رواه) لا تقال
إلا لمن ساق حديثا أسنده عن مشايخه،
إلى منتهاه.
وأما قوله: (وصححه)
فأعجب،
إذ أن السيوطي لم يعقب الحديث
بتصحيح في "الخصائص"
الذي نقل منه تصحيحه،
وهذا افتراء على السيوطي.
والكاتب- لضعفه العلمي-
أخذ قول السيوطي في مقدمة "الخصائص" (1/8):
(ونزهته عن الأخبار الموضوعة وما يرد)
فعممه،
وقول السيوطي
لا يفيد صحة كل ما يورده.
ولذا صرَّح بضعف إسناد الحديث
في كتابه الآخر
"مناهل الصفا في تخريج أحاديث الشفاء"
(ص30)
(طبع بمصر طبعة حجرية سنة 1276).
والسيوطي في"الخصائص"
اتبع أبا نعيم في "الخصائص" له،
وإن كان الإسناد مظلما،
أو كان المتن منكرا،
صرح بهذا في كتابه (1/47)
فقال بعد ذكره حديثين شديدي النكارة:
(ولم تكن نفسي تطيب بإيرادهما،
ولكني تبعت الحافظ أبا نعيم في ذلك) اهـ.
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
الرابع:
قال عن البيهقي
(وهو لا يروي الموضوعات) اهـ.
أقول:
لِمَ لَم ينقل ما قاله البيهقي نصًا
بعد رواية الحديث،
لِمَ يجعل ديدنه التلبيس والإجمالات
التي تلبس على البسطاء،
فهو دائما طاوٍ للذي يقوِّض دليله.
قال البيهقي في "دلائل النبوة"
(489/5)
بعد سياقه الحديث:
( تفرد به عبد الرحمن بن زيد بن أسلم
وهو ضعيف ) اهـ.
وكلمة البيهقي هذه غالية،
يعرف قدرها المحدِّثون،
أما المبتدعة
فلا يعرفون إلا الإجمال،
شأن الطلبة
الذين لا يعرفون مصطلحات أهل العلم.
قال الحافظ الذهبي
في "ميزان الاعتدال"
(3/140-141):
( وإن تفرَّد الصدوق ومن دونه
يُعد منكرا ) اهـ.
فإذا كان هذا شأن الصدوق،
وشأن من دونه ممن خف حفظهم
وكثر نسيانهم وضاع أكثر ضبطهم،
فما بالك بتفرد الضعيف
الذي أجمع أهل العلم بالجرح والتعديل
على عدم تعديله،
فقال بعضهم كالحاكم
أحاديثه موضوعة،
مما ستقف عليه إن شاء الله تعالى.
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
الخامس:
قال الكاتب:
( وصححه القسطلاني ).
أقول:
هذا كتاب "المواهب" فهل صححه،
أم أنه ذكر كلام البيهقي الذي سلف.
ونصه
(1/76 مع شرحه):
(وقال - أي البيهقي-:
تفرَّد به عبد الرحمن )
هذا كلام القسطلاني،
وفهم مراده
شارح المواهب الزرقاني فقال:
( تفرَّد به عبد الرحمن،
أي: لم يتابعه عليه غيره،
فهو غريب
مع ضعفراويه) اهـ.
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
والقسطلاني في المواهب
وبعض كتبه الأخرى
ينقل عن السيوطي في مؤلفاته
دون عزو إليه،
وجرت في ذلك كائنة تُحكى
نقلها ابن العماد في"شذرات الذهب"،
وأسوقها ليُعلم أن القسطلاني في المواهب
يأخذ كلام غيره
فلا يُكترث به في (التصحيح)،
وليس معدودا في أهل التخريج
والتعديل والتجريح
وإنما هو ناقل ( 1 )،
<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<
( 1 ): أعني للتخريج والتصحيح،
وكتبه نافعة مع الاحتراز عن الواهيات التي يسوقها.
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
قال ابن العماد
(8 /122 ـ123):
( ويحكى أن الحافظ السيوطي
كان يغضُّ منه
ويزعم أنه يأخذ من كتبه
ويستمد منها،
ولا ينسب النقل إليها،
وأنه ادعى عليه بذلك بين يدي شيخ الإسلام زكريا،
فألزمه ببيان مدعاه،
فعدد مواضع قال إنه نقل فيها عن البيهقي،
وقال: إن للبيهقي عدة مؤلفات
فليذكر لنا ذكره في أي مؤلفاته
لنعلم أنه نقل عن البيهقي
فنقله برمته،
وكان الواجب أن يقول:
نقل السيوطي عن البيهقي.
وحكى الشيخ جار الله بن فهد
أن الشيخ رحمه الله
قصد إزالة ما في خاطر الجلال السيوطي،
فمشى من القاهرة إلى الروضة
إلى باب السيوطي
ودق الباب.
فقال له: من أنت؟
فقال: أنا القسطلاني،
جئت إليك حافيا مكشوف الرأس
ليطيب خاطرك علي،
فقال له:
قد طاب خاطري عليك،
ولم يفتح له الباب،
ولم يقابله )
انتهى النقل عن "الشذرات".
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
وللسيوطي كتاب سماه:
" الفارق بين المصنف والسارق"
لعله- ولا أجزم- يعني القسطلاني
حيث قال فيه:
( وأغار على عدة كتب لنا
أقمنا في جمعها سنين،
وتتبعنا فيها الأصول القديمة،
وعمد إلى كتابي "المعجزات والخصائص"
الطويل والمختصر،
فسرق جميع ما فيها
بعباراتي التي يعرفها أولو البصر( 2 ))
انتهى.
<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<
( 2 ): (ص745) من "مجلة عالم الكتب"، ربيع الثاني 1402هـ،
فقد نشرت رسالة "الفارق" كاملة، بتحقيق قاسم السامرائي.
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
السادس:
قوله:
وصححه الزرقاني في "المواهب اللدنية"
(ج2 ص62).
أقول:
ليس للزرقاني كتاب باسم المواهب،
وكأن الكاتب أراد شرح المواهب.
ثم إن الزرقاني ضعَّفه ولم يصححه،
فقال (1/ 76):
(هو غريب
مع ضعف راويه)،
فلِمَ ينقل الكاتب ما ليس صحيحاً،
ويحرِّف
وكم هو يجيد التلبيس،
ولِمَ يوثق نقله توثيقا خطأ
فيحيل إلى - ج 2 -
وهو في الجزء الأول.
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
السابع:
قال في تعداد من صحح الحديث:
(والسبكي في "شفاء السقام")،
والسبكي قلَّد الحاكم في تصحيحه،
والمقلِّد لا يستكثر به،
قال السبكي
(ص163):
(وقد اعتمدنا في تصحيحه
على الحاكم) اهـ.
والسبكي مقر بوجه ضعفه
لكنه قال:
(عبد الرحمن بن زيد بن أسلم
لا يبلغ في الضعف
إلى الحد الذي ادعاه ).
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
الثامن:
أسقطَ من نقله عن الهيثمي
عزو الحديث إلى "المعجم الصغير" للطبراني،
فلزم التنبيه.
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
الوقفة الثانية:
الكلام على الرواية، وإسناد الحديث.
مما سبق سطره ورسمه
تجلى أن الحديث لم يقل بصحة إسناده إلا الحاكم،
قال الحاكم في "المستدرك"
(2/615):
(صحيح الإسناد ( 1 )
وهو أول حديث ذكرته لعبد الرحمن بن زيد بن أسلم)
انتهى،
ومدار الحديث عند كل من أخرجه
مرفوعا على عبد الرحمن بن زيد بن أسلم.
ومما ينبغي التنبيه عليه في هذا الموضع
أن الحاكم لا يُقبل كلامه هنا
عند التحقيق العلمي،
وذلك لأمور:
<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<
( 1 ): ومن اللطائف أن طبعة المستدرك الهندية، وقع فيها خطأ مطبعي،
هكذا: "هذا حديث صيح الإسناد"
وصيح من قولك تصيح الشيء إذا تكسر،
كما في "تاج العروس شرح القاموس" (2/186)، فمعنى:
صيح الإسناد: منكسر الإسناد،
وهذه عجيبة
ولله حكمة في وقوع هذا الخطأ
فتبصروا!.
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
الأول:
أنه قال في كتابه"المدخل إلى الصحيح"
(1/154):
(عبد الرحمن بن زيد بن أسلم
روى عن أبيه أحاديث موضوعة
لا يخفى على من تأملها من أهل الصنعة
أن الحمل فيها عليه) اهـ
وكان قال في أول "المدخل"
(1/114):
(وأنا مبين بعون الله وتوفيقه
أسامي قوم من المجروحين
ممن ظهر لي جرحهم اجتهادا،
ومعرفة بجرحهم،
لا تقليدا فيه لأحد من الأئمة،
وأتوهم أن رواية أحاديث هؤلاء
لا تُحمل إلا بعد بيان حالهم
لقول المصطفى صلى الله عليه وسلم
في حديثه:
( من حدث بحديث
وهو يرى أنه كذب
فهو أحد الكاذبين ) )
انتهى.
وسردهم
وذكر منهم
عبد الرحمن بن زيد بن أسلم
كما نقلناه لك.
فهذا تعارض وتناقض من الحاكم،
فما السبب فيه ؟!
وما الحامل له
على تصحيح إسناد حديث
فيه عبد الرحمن ؟!
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
الجواب معلوم عند أهل الحديث
والنظر السالم من الهوى،
وهو أنه ابتدأ كتابة كتابه "المستدرك"
سنة 393 هـ ( 1 )
أي بعد بلوغه 72 سنة من عمره،
قال الحافظ ابن حجر في "لسان الميزان"
(5/233):
(ذكر بعضهم أنه حصل له
تغير وغفلة
في آخر عمره،
ويدل على ذلك:
أنه ذكر جماعة في كتاب "الضعفاء" له،
وقطع بترك الرواية عنهم،
ومنع من الاحتجاج بهم،
ثم أخرج أحاديث بعضهم في "مستدركه"
وصححها،
من ذلك:
أنه أخرج حديثا لعبد الرحمن بن زيد بن أسلم
وكان قد ذكره في الضعفاء،
فقال:
إنه روى عن أبيه
أحاديث موضوعة
لا تخفى على من تأملها من أهل الصنعة
أن الحمل فيها عليه )
انتهى كلام الحافظ ابن حجر.
<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<
( 1 ): كما هو مثبت في "السماع" ( ج1 ص2) وغيرها.
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
وجرى على هذا علماء الحديث
في شأن المستدرك،
ومنه قول السخاوي
في "فتح المغيث"
(1/36):
(يقال إن السبب في ذلك
أنه صنفه في أواخر عمره
وقد حصلت له غفلة وتغير،
أو أنه لم يتيسر له تحريره وتنقيحه،
ويدل له
أن تساهله
في قدر الخمس الأول منه قليل جدا
بالنسبة لباقيه،
فإنه وجد عنده
إلى هنا انتهى إملاء الحاكم )
انتهى.
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم
راوي الحديث الذي احتج به
مجيزوا التوسل بالذوات
ضعيف جدا في الحديث،
قاله علي بن المديني،
وقال أبو حاتم الرازي:
كان في نفسه صالحاً،
وفي الحديث واهياً.
وضعفه أحمد
وابن معين
والبخاري
والنسائي
والدارقطني
وغيرهم كثير،
وقال الطحاوي:
( حديثه عند أهل العلم بالحديث
في النهاية من الضعف).
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
فهذه عبارة إمام الحنفية في وقته
وشيخ المصريين في زمانه،
أفيستحل الكاتب
أن يتقرب إلى الله
ويتعبد بحديث
في النهاية من الضعف،
كيف تقوى قدماك على التماسك
وأنت تُسأل أمام ربك،
وبمَ تحتج،
وعلى من تتكىء،
أعد للمسألة جوابا،
فإن الأمر عظيم.
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
الثاني:
أن في إسناد الحاكم والبيهقي
رجلا اسمه عبد الله بن مسلم الفهري
ترجمه الحافظ الذهبي في "الميزان"
(2/405)
وقال:
(روى عن إسماعيل بن مسلمة بن قعنب
عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم
خبرا باطلا
فيه
"يا آدم لولا محمد ما خلقتك"
رواه البيهقي في دلائل النبوة"
انتهى.
قال الحافظ ابن حجر
في "لسان الميزان"
(3/360):
( قلت:
لا أستبعد أن يكون هو
الذي قبله فإنه من طبقته) اهـ.
يعني بالذي قبله الترجمة السابقة لترجمة الفهري،
وهو عبد الله بن مسلّم بن رُشيد
قال الذهبي:
ذكره ابن حبان
متهم بوضع الحديث...
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
الثالث:
أن إسناد الحديث ضعفه
جماعة كثيرون:
فمنهم:
البيهقي في "دلائل النبوة"
(5/486).
ومنهم:
الذهبي في "تلخيص المستدرك"
(2/615)،
قال: (موضوع)،
وفي"الميزان": قال: (باطل)،
فهو موضوع الإسناد باطل المتن.
ومنهم:
الشيخ تقي الدين بن تيمية
حكم بوضعه
في "الرد على البكري"
(ص6)
من مختصره.
ومنهم:
ابن عبد الهادي الحافظ
نصر القول بوضعه في
"الصارم المنكي".
ومنهم:
الحافظ ابن كثير
في
"البداية والنهاية"
(2/323)
قال عن راويه:
(وهو متكلم فيه)
ونقل كلام البيهقي بضعف راويه.
ومنهم:
الهيثمي في "مجمع الزوائد"
(8/253).
ومنهم:
السيوطي في "تخريج أحاديث الشفاء"
(ص30).
ومنهم:
الزرقاني في "شرح المواهب"
(1/76).
ومنهم
الشهاب الخفاجي في "شرح الشفاء"
(2/242).
ومنهم
ملا علي القاري
في "شرح الشفاء"
(1/215).
ومنهم
ابن عراق في"تنزيه الشريعة"
(1/67)
وذكر القول ببطلانه.
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
الوقفة الثالثة:
في النظر في متن الحديث ودرايته.
إن الثابت أن الدعاء الذي به قبل الله توبة آدم
هو ما قاله الله في سورة الأعراف:
{ قَالا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا
وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا
لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ }
[ الأعراف: 23 ].
فهذه هي الكلمات
التي تلقاها آدم من ربه فتاب عليه.
كما قال تعالى:
{ فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ
كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ
إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ }
[ البقرة: 37].
قال ابن كثير الحافظ في "تفسيره"
(1/116):
( روي هذا عن مجاهد،
وسعيد بن جبير،
وأبي العالية،
والربيع بن أنس،
والحسن،
وقتادة،
ومحمد بن كعب القرظي،
وخالد بن معدان،
وعطاء الخراساني
وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم)
اهـ.
عشرة من أهل العلم فسرها بآية الأعراف،
ومنهم عبد الرحمن بن زيد بن أسلم
راوي الحديث المنكر في توسل آدم.
وهذا مما يزيد في توهين روايته
الحديث المنكر الواهي
وهنا على وهن،
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
ولم يذكر أن أحداً من الصحابة
أو التابعين
أو تابعيهم
فسر الكلمات بتوسل آدم بالنبي
محمد صلى الله عليه وسلم،
بطريق صحيحة ولا ضعيفة،
إلا أن تكون واهية موضوعة
ولعل قصة مغفرة ذنب آدم
بتوسله بمحمد صلى الله عليه وسلم
تلقاها جهلة المسلمين
من أهل الكتاب
في عيسى عليه السلام،
فأرادوا إثبات فضيلة لنبينا
محمد صلى الله عليه وسلم
فقالوا ما قالوا.
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
نقل الشهرستاني
في كتابه"الملل والنحل"
(1/524)
عن عقائد النصارى قولهم:
(والمسيح عليه السلام درجته فوق ذلك،
لأنه الابن الوحيد،
فلا نظير له،
ولا قياس له إلى غيره من الأنبياء.
وهو الذي به غفرت زلة آدم.
عليه السلام ) اهـ.
فهذا من اعتقاد النصارى،
فنافسهم جهلة المسلمين
في ذلك.
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
قال (ص47):
بعد سياق حديث لما اقترف...
واستشهاد ابن تيمية به.
قال:
(فهذا يدل على أن الحديث عند ابن تيمية
صالح للاستشهاد والاعتبار
لأن الموضوع أو الباطل
لا يستشهد به عند المحدثين) الخ..
أقول:
بل إن شيخ الإسلام ذكر الحديث
في "الرد على البكري"
في أوله وحكم عليه بالوضع
وأنه أشبه
بحكايات بني إسرائيل
قال (ص6):
(هذا الحديث وأمثاله
لا يحتج به في إثبات حكم شرعي
لم يسبقه أحد من الأئمة إليه
وإثبات عبادة لم يقلها
أحد من الصحابة
ولا التابعين وتابعيهم
إلا من هو أجهل الناس
بطرق الأحكام الشرعية،
وأضلهم في المسالك الدينية،
فإن هذا الحديث لم ينقله أحد
عن النبي صلى الله عليه وسلم
لا بإسناد حسن
ولا صحيح،
بل ولا ضعيف يُستأنس به
و يعتضد به ).
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
وشيخ الإسلام ذكر في غير موضع
أن الحديث موضوع،
ولكنه لما كان فيما نقل الكاتب
طرفا منه في كلام مع أهل وحدة الوجود
ذكر هذين الحديثين بأسانيدهما
على خلاف عادته
فهو لا يذكر إسناداً إلا نادراً
وإنما ساق الأسانيد
ليعلم حالهما من طالعهما،
وعادة العلماء أن من ساق إسنادا
فقد أدى عهدته،
والحكم عليه بعد ذلك بوضع أو غيره
إنما يكون إذا أراد الرد
على من يعتمده في لفظ من ألفاظه.
ولهذا تجد
حفاظ الحديث
كأبي نعيم والخطيب ونحوهما،
والبيهقي أحيانا
يذكرون من الأحاديث الموضوعة
أو شديدة الضعف
ما يعرفه أهل النظر،
واُعتذر عنهم
بأنهم يسوقون الأسانيد
ومن ساق الإسناد فقد ذكر عواره أو ظلامه
إن كان فيه عوار أو ظلمة.
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
قال (ص50):
( وفي الحديث
التوسل برسول الله صلى الله عليه وسلم
قبل أن يتشرف العالم بوجوده فيه،
وأن المدار في صحة التوسل
على أن يكون للمتوسَل به القدر الرفيع عند ربه عز وجل
وأنه لا يشترط كونه حيا في دار الدنيا) اهـ.
أقول:
لم يكتف الكاتب بتصحيح حديث موضوع
بل استخرج للحكم الوارد فيه علة
ثم عدى العلة بالقياس إلى غير محل الحكم
وإلى غير زمان الحكم.
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
وتوضيح هذا:
أن في الحديث توسل آدم بالنبي صلى الله عليه وسلم
قبل وجوده،
أي قبل حياته،
أي: وهو فاقد الحياة،
ولا معنى لتوسله بمن كان كذلك
إلا جوازه في الحياة،
وقبلها وبعدها.
كذا استنتاج الهوى
وقياس الردى.
ثم إن تخصيص النبي صلى الله عليه وسلم
عند هذا الكاتب بالتوسل
لا معنى له
حيث قاس كل من كان له عند الله القدر الرفيع
على النبي،
بجامع النبوة،
أو الولاية،
أو الكرامة.
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
وهذا هو عين احتجاج أصحاب القبور
المفتونين بعبادتها من دون الله،
عدوا بالقياس دعاء الميت والطلب منه
على طلب الدعاء من الحي،
وجادلوا في ذلك،
فلما ظنوا أنه ثبت لهم ما زعموه
في حق النبي صلى الله عليه وسلم
قالوا:
لا معنى لاختصاص
النبي محمد صلى الله عليه وسلم بالدعاء
أو الاستشفاع
أو نحوه من العبادات،
بل يعدى جواز هذا الفعل إلى غيره
صلى الله عليه وسلم
بجامع النبوة إن كان نبيا
أو الكرامة.
أو كما قال هذا القائل هنا:
( المدار في صحة التوسل
على أن يكون للمتوسَل به القدر الرفيع
عند ربه عز وجل )،
وهذا تمهيد وتقعيد لمسائل
لم يفصح عنها في هذا الموضع.
-
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
فانظر هذا التجرؤعلى أحكام الشرع:
تصحح الموضوعات،
وقياس فاسد
لم يقل به عالم قط
منذ بعث محمد صلى الله عليه وسلم
إلى انتهاء القرون الثلاثة الأولى
حتى ظهرت القرامطة الباطنية،
وأتباعهم (إخوان الصفا)
وهم جماعة مشهورة
ظهروا في أول القرن الرابع،
وهم الذين جلبوا هذا الذي تبناه الكاتب
وقبله أخذه أهل الضلالة،
فانظر ما قاله إخوان الصفا
وكيف شرعوا هذا الدين
الذي لم يعرفه المسلمون في المئات الثلاث،
فسبحان
من صير القلوب إلى قلبين.