[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
ومِن كرامات مدين الأشموني أيضاً ،
يقول :
أن منارة زاويته الموجودة الآن ،
لما فرغ مِن البناء منها مالت إليه ،
وخاف أهل الحارة منها
فأجمع المهندسون على هدمها ،
فخرج إليهم الشيخ على قبقابه
فأسند ظهره إليها وهزَّها
والنَّاس ينظرون ،
فجلستْ على الاستقامة إلى وقتنا هذا .
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
قال :
ومرض سيدي مدين رضي الله عنه
مرضاً أشرف فيها على الموت
فوهبه الشريمي مِن عمره عشر سنين
ثم مات في غيبة الشريمي رضي الله عنه ،
فجاء وهو على المغتسل،
فقال :
كيف مُتَّ !
وعزَّة ربي
لو كنتُ حاضراً
ما خليتك تموت .
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
شيخهم - وليُّهم - المدعو محمد الحضري
المدفون بناحية (ناهية) بالغربية ،
يقول :
وضريحه يلوح مِن البعد مِن كذا كذا بلداً ،
كان يتكلم بالغرائب والعجائب
- كما يقول الشعراني -
مِن دقائق العلوم والمعارف
ما دام صاحياً!
فإذا قوي عليه الحال
يتكلم بألفاظ
لا يطيق أحدٌ سماعها
في حق الأنبياء وغيرهم !
وكان يُرى في كذا كذا بلد
في وقت واحد .
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
وأخبرنى الشيخ أبو الفضل
أنه جاء يوم الجمعة فسألوه الخطبة ،
فقال : بسم الله ،
فطلع المنبر فحمد الله وأثنى عليه ومجَّده ،
ثم قال :
وأشهد أن لا إله لكم
إلا إبليس عليه الصلاة والسلام !!!
فقال النَّاس : كفر ،
فسلَّ السيف ، ونزل
فهرب النَّاس كلهم مِن الجامع ،
فجلس عند المنبر إلى أذان العصر ،
وما تجرأ أحد أن يدخل ،
ثم جاء بعض أهل البلاد المجاورة
فأخبر أهل كل بلد :
أنَّه خطب عندهم وصلَّى بهم !
قال :
فعددنا ذلك اليوم ثلاثين خطبة
ونحن نراه جالساً عندنا في بلدنا ! .
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
ومِن كراماته :
أنَّه كان يقول :
الأرض بين يدي كالإناء الذي آكل منه
وأجساد الخلائق كالقوارير ،
أرى ما في بواطنها .
انظروا هذا الدجال
الذي أبطل صلاة الجمعة في ثلاثين بلدٍ
في وقت واحد ،
شيطان تشبه به ،
ولعب على عقول النَّاس به ،
ومع ذلك
يدَّعي علم الغيب ،
ويدَّعي هذه الدعوى العظيمة .
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
المدعو أبو علي يقول :
إنَّ بعض العُيَّار أرادوا أن يقتلوه
فدخلوا على الشيخ فقطَّعوه بالسيف ،
وأخذوه في تلِّيس ،
ورموه على الكوم ،
وأخذوا على قتله ألف دينار ،
ثم أصبحوا فوجدوا الشيخ حسيْناً "أبو علي" جالساً ،
فقال لهم :
غرَّكم القمر .
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
مدين الأشموني أيضاً ،
يقول :
كان يوماً يتوضأ في البالوعة
التي في "رباط الزاوية" ،
فأخذ فردة القبقاب
فضرب بها نحو بلاد المشرق
– يعني : الحذاء رماها نحو بلاد المشرق –
ثم جاء رجلٌ مِن تلك البلاد بعد سنَةٍ
وفردة القبقاب معه ،
وأخبر أن شخصاً مِن العيَّار
– يعني : مِن قطاع الطريق -
عبث بابنته في البريَّة –
فقالت :
يا شيخ أبي لاحظني
لأنَّها لم تعرف أنَّ اسمه مدين –
ما نادته باسمه ،
استغاثت بشيخ أبيها -
فيقول :
وهي مِن ذلك الوقت إلى الآن
عند ذريته رضي الله عنه .
- محتفظين بالقبقاب!! - .
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
المدعو محمد وفا مِن العارفين عندهم ،
يقول :
أخبر ولده سيدي علي رضي الله عنه
أنَّه هو خاتم الأولياء ،
صاحب الرتبة العليَّة ،
وكان أمِّيّاً ،
ومع ذلك له لسان غريب في علوم القوم ،
ومؤلَّفات كثيرة ألَّفها في صباه
وهو ابن سبع سنين!
– انظروا ،
أمِّي ويكتب وهو في سبع سنين أو عشر -
فضلاً عن كونه كهلاً ،
وله رموز في منظوماته ومنثوراته
مطلسمة إلى وقتنا هذا
لم يفك أحدٌ فيما نعلم معناها
– رموز ،
وذكر كثيراً منها لا يفهمها أي أحد ،
وكتب مؤلفات وهو أمِّي - .
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
المدعو محمَّد بن أبي جمرة ،
يقول :
إنَّه كان كبير الشأن معظماً للشرع
لكن أنكروا عليه بدعواه رؤية النبيِّ
صلى الله عليه وسلم
يقظةً ،
وعقدوا له مجلساً ،
فأقام في بيته لا يخرج إلا لصلاة الجمعة ،
ومات المنكِرون عليه
على أسوأ حال
وعرفوا بركته .
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
ومما نقله الشعراني في تعظيم أئمَّتهم
قوله عن أحدهم :
كان يقول :
لو كان الحق سبحانه وتعالى
يُرضيه خلاف السنَّة
لكان التوجه في الصلاة
إلى القطب الغوث
أولى مِن التوجُّه إلى الكعبة .
– يعني :
هي تعبُّـديَّة محضة ،
وإلا هذا أولى مِن الكعبة - .
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
هناك رجل آخر مِن كبار أئمَّتهم
يتحدثون عنه كثيراً ،
وهو المدعو الشمس الحنفي -
سبق بعض كراماته كما يدَّعون -
وعلاقته بعوارض الرسول صلى الله عليه وسلم
تظهر عند ترجمته ،
وأنا أنقل ما يدل على ذلك
قبل ما يدل على كراماته .
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
يقول الشعراني :
كان الشريف النعماني رضي الله عنه
أحد أصحاب سيدي محمد رضي الله عنه يقول :
رأيتُ جدِّي رسول الله
صلى الله عليه وسلم
في خيمة عظيمة
والأولياء يجيئون فيسلمون عليه
واحداً بعد واحد ،
وقائل يقول :
هذا فلان ، هذا فلان
فيجلسون إلى جانبه صلى الله عليه وسلم ،
حتى جاءت كبكبة عظيمة وخلق كثير ،
وقائل يقول :
هذا محمَّد الحنفي ،
فلما وصل إلى النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم
أجلسه بجانبه
ثم التفت صلى الله عليه وسلم
إلى أبي بكر وعمر ،
وقال لهما :
إنِّي أحب هذا الرجل إلا عمامته الصمَّاء ،
أو قال : الزعراء ،
وأشار إلى سيدي محمد ،
فقال له أبو بكر رضي الله عنه :
أتأذن لي يارسول الله أن أعمِّمه ؟
فقال : نعم ،
فأخذ أبوبكر رضي الله عنه عمامة نفسه
وجعلها على رأس سيدي محمد ،
وأرخى لعمامة سيدي محمد
عذبة عن يساره وألبسها له ...-
ويذكر قصة طويلة ،
المهم :
أَّن الولاية هذه والعذبة والعِمَّة
مِن الرسول صلى الله عليه وسلم - .
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
وهذا الرجل كان زميلاً للحافظ ابن حجر في الدراسة ،
ثم ترك العلم وذهب إلى الخرافات
- والعياذ بالله –
وبمناسبة الحافظ ابن حجر
قبل أن نذكر كرامات الحنفي هذا :
الفرغل الذي ذكرنا قبل ذلك أنَّه
"كان يمشى تحت العرش ويقول :
خاطبني ربي وخاطبته" - بدعواه - ؛
يقول الشعراني :
أنَّه مرَّ عليه شيخ الإسلام ابن حجر رضي الله عنه
بمصر يوماً فقال في سرِّه :
ما اتخد الله مِن وليٍّ جاهل ،
ولو اتخذه لعلَّمه
– يعني :
على وجه الإنكار عليه –
فقال له الفرغل :
قف يا قاضي ،
فوقف فمسكه ،
وصار يضربه ويصفعه على وجهه ،
ويقول :
بل اتَّخذني وعلَّمني !!.
هكذا يهينون العلماء
ويرفعون مِن الخرافيين .
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
ودخل عليه
– أي : الفرغل -
بعض الرهبان
فاشتهى عليه بطيخاً أصفر
في غير أوانه فأتاه به ،
وقال :
وعزة ربي لم أجده إلا خلف "جبل قاف"
– أين هو "جبل قاف" ؟ – .
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
قال :
خطف التمساح بنت أحدهم ،
فجاء وهو يبكي إلى الشيخ ،
فقال له :
اذهب إلى الموضع الذي خطفها منه
ونادي بأعلى صوتك :
يا تمساح
تعالَ كلِّم الفرغل !
فجاء التمساح مِن البحر
وطلع كالمركب وهو ماشٍ
والخلق بين يديه يميناً وشمالاً
إلى أن وقف على باب الدار ،
فأمر الشيخ رضي الله عنه الحدادَ
بقلع جميع أسنانه !
وأمره بنفضها مِن بطنه ،
فنفض البنتَ حيَّةً مدهوشة ،
وأخذ على التمساح العهد
أن لا يعود يخطف أحداً مِن بلده
مادام يعيش ،
ورجع التمساح
ودموعُه تسيل
حتى نزل البحر ! .
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
ثم ذكر ما كان يدَّعيه
مِن أنَّه يمشي بين يدي الله تعالى
تحت العرش ،
ويخاطبه ،
وأنَّه كان يتكلم عن أخبار سائر الأقاليم
مِن أطراف الأرض
...إلى أن آخره .
هذا الفرغل والشمس الحنفي كانا زميلين
لابن حجر رحمه الله .
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
ونذكر ما ذكروه
– وهي كثيرة جدّاً -
مِن كرامات الشمس الحنفي :
يقول ابن كتيلة :
إنَّ محمَّداً الحنفي كان إذا صلى عن يمينه دائماً
أربعة روحانية
وأربعة جسمانية
لا يراهم إلا هو
أو خواص أصحابه ،
قالوا :
وقعت له ابنة صغيرة مِن موضعٍ عالٍ ،
فظهر شخصٌ وتلقاها عن الأرض ،
فقلنا له :
مَن تكون ؟
فقال :
مِن الجنِّ مِن أصحاب الشيخ ،
قد أخذ علينا العهد
أن لا نضرَّ أحداً مِن أولاده
إلى سابع بطنٍ ،
فنحن لانخالف عهداً .
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
قال :
وكان سكان بحر النِّيل يطلعون إلى زيارته
وهو في داره بـ"الروضة" ،
والحاضرون ينظرون ،
قالت ابنته : فلانة ، ذكرها ،
وزاروه مرة وعليهم الطيالسة والثياب النظيفة ،
وصلوا معه صلاة المغرب ،
ثم نزلوا في البحر
بثيابهم ،
فقلت :
يا سيِّدي أما تبتل ثيابُهم مِن الماء ،
فتبسَّم رضي الله عنه ،
وقال :
هؤلاء مسكنهم في البحر
– يعني :
ما يستغرب – ،
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
يقول الشمس الحنفي لأحد تلاميذه :
أما تسأل ،
فلو سألتني شيئاً لم يكن عندي
أجبتك
مِن اللوح المحفوظ !!.