[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
ونقل عن الإمام اليافعي في كتابه
"بستان الفقراء"
أنه ورد عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم أنه قال :
مَن صلَّى عليَّ يوم الجمعة
ألف مرة بهذه الصلاة ،
وهي :
"اللهمَّ صلِّ على سيِّدنا محمَّد النَّبيِّ الأمِّيِّ"
فإنَّه يرى ربَّه في ليلته ،
أو نبيَّه ،
أو منـزلتَه في الجنَّة ،
فإن لم يرَ فليفعل ذلك في جمعتين ،
أو ثلاثٍ ،
أو خمسٍ ،
وفي رواية : زيادة :
"وعلى آله وصحبه وسلِّم" .
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
وفي كتاب "الغنية"
للقطب الربَّاني
سيدي عبد القادر الجيلاني
عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه ،
قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
"لا يصلِّي ليلة الجمعة ركعتين
يقرأ في كل ركعةٍ فاتحة الكتاب وآية الكرسي مرة ،
وخمسة عشر مرة
{ قل هو الله أحد }
ويقول في آخر صلاته ألف مرة :
"اللهمَّ صلِّ على سيِّدنا محمَّد
النَّبيِّ الأمِّيِّ
فإنَّه يراني في المنام
ولا تتم له الجمعة الأخرى إلا وقد رآني ،
فمن رآني فله الجنة !
وغفر له ما تقدم مِن ذنبه ،
وما تأخر" .
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
هذا الكلام ذكره محمد علوي مالكي
في "الذخائر"
بهذا العنوان
(صلوات مأثورة لرؤية الحبيب
صلى الله عليه وسلم ) ،
ونحن نسأله ، ونسأل أتباعه :
هل أنتم تشتاقون
لرؤية الحبيب صلى الله عليه وسلم ؟
هم يقولون :
إنَّهم أشد الناس حبّاً له ،
وتعظيماً له ،
وشوقاً له ،
أيضاً نسألهم سؤالاً آخر :
هل أنتم ممن يعمل بما يعلم ؟
فيقولون : نعم ،
نحن كل شيءٍ نراه مِن السنَّة ،
ومن العلم نعمل به ؛
فنقول :
لابد أنَّكم عملتم بهذا الكلام ،
أنتم مشتاقون إلى الرسول بزعمكم ،
وتعملون بما تعلمون ،
وتكتبون
فلابد أنكم عملتم بهذا .
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
فلذلك الذي يدخل معهم ،
والذي يتقرب إليهم ،
والذي يقدِّسهم ، ويبجِّلهم :
إنَّما يفعل ذلك اعتقاداً أنهم عملوا هذه الصلوات ،
وحصلت لهم الرؤية
كما يصدر عنهم من أقوال ،
أو أعمال ،
أو نصائح ،
أو مشورة ؛
فليس مِن عند ذاتهم ،
وإنما في إمكانهم
أن يأخذوه عن النَّبيِّ
صلى الله عليه وسلم
مباشرة .
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
أقول هذا الكلام
ليؤكد الحقيقة السابقة
وهي أنَّ المسألة ليست مسألة نقاش علمي
أنَّهم يصحِّحون حديثاً ضعفناه ،
أو وضَّعناه ؛
أبداً ليست القضية بهذا الشكل ،
القضية أنَّه يرجعون هم مباشرةً بزعمهم إلى الرسول
صلى الله عليه وسلم فيأخذون منه ،
ونحن نجهد أنفسنا في البحث عن الرجال ،
والتنقيب في الجرح والإسناد والتعديل
إلى غير ذلك ،
وهم يأخذون مباشرة !
– بزعمهم - ،
ومِن أسباب الأخذ المباشر
هو حضور النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم
ليتَلَقَّوا عنه [ في ] المولد ،
فيقيمونه لهذا الغرض ،
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
وأنبِّه مرة أخرى ،
وأنا كررته :
أنني لا أعني أنَّ كلَّ مَن يحضر المولد ويتعشى
يحصل له هذا الكلام .
وإن المسألة درجات ،
وأنا سأبين بعد قليل مراتب ،
ودرجات رجال الغيب عند الصوفيَّة
فيتضح أن المسألة درجات ،
وأن الذي يحضر ويتعشى ،
أو يتبرع لهم بعشاء
ليس مثل
المريد المتعمق
الذي يداوم على ذكر الأوراد
وعلى ما يحصل في الخلوات ،
وعلى ما يتقرب به هؤلاء الناس .
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
وأنقل الآن شاهداً واحداً
لتعرفوا به أيها الإخوة
لماذا يدافع هاشم الرفاعي وأمثاله
عن علوي مالكي :
هناك كتاب للرفاعيَّة نقل منه الرفاعي ،
وجعله من مراجعه في الأخير
وهو كتاب "طي السجل"
الذي نقلتُ منه بعض أشياء فيما تقدم ،
وأقرأ لكم فقط منه قضية هذا المؤلف
عندما حصل على درجة القطب الأعظم ،
أو الغوث الأعظم
الذي سنعرف عند تفصيل رجال الغيب :
نعرف قيمته ،
وما هي مهمته بالنسبة لرجال الصوفيَّة .
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
يقول هذا الروَّاس :
… سرٌّ غريبٌ ،
جئتُ من مدينة سيد الأنَّام
عليه من ربه أفضل الصلاة وأكمل السلام
إلى بلد الله الحرام ،
فبعد أن دخلتُ الحرم المحترم ،
وقفتُ تجاه المشهد الابراهيمي المكرَّم
كشف الله
أغطية الأكوان
علويَّها وسفليَّها !!
فطافت همَّتي في زواياها ،
وكُشفتْ حجب خباياها ،
ورجعتْ عن كلِّها إلى الله تعالى ،
متحققة بالطمأنينة المعنيَّة
بسر قوله تعالى
{ يا أيتها النَّفس المطمئنَّة
ارجعي إلى ربك راضيةً مرضيَّةً } ،
وقد تدلَّتْ هناك إلى قلبي قصص السموات
– قال سفر :
ولا أدري ماذا يريد بهذا -
منحدرةً مِن ساحل
بحر قلب النَّبيِّ
صلى الله عليه وسلم ،
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
وقد شخصتْ إليَّ الأبدال ،
والأنجاد ،
ورجال الدوائر ،
وأهل الحضارات ،
وأرباب المكاشفات ،
والمقرَّبون مِن عوالم الإنْس والجن ،
وفقهتُ نطق الجمادات الظني
ولغات الطيور ،
ومعاني حفيف الأشجار والنباتات ،
ورقائق خرير الماء ،
ودقائق صرير الأقلام ،
وجمعتُ شفاف الرموز ،
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
فكنتُ أحضر وأغيب
معي وعني
في اليوم والليلة
ثمانين ألف مرة ،
وانفسح سمعي
فوعتْ أذني
أصوات النَّاطقين ، والمتكلمين
على طبقاتهم واختلاف لغاتهم
مِن مشارق الأرض ومغاربها ،
ومزقتُ بردة الحجاب
المنسدل على بصري
فرأيت فسيح الأرض
ومن عليها ذرةً ذرةً ،
وتصمتتْ همَّتي فانجدلتُ في الكل
تمريراً لحكم التصرف
بمنـزلة الغوثيَّة الكبرى ،
والقطبيَّة العظمى ! .
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
قال سفر :
يريد أن يقول هذا تمريراً
لكي يتصرف ،
ويصبح الغوث الأكبر ،
والقطب الأعظم
الذي يتصرف في الكون كله
– بزعمهم ،
والعياذ بالله -
كما سنوضح إن شاء الله .
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
يقول :
وحملتْني
أكفُّ عناية
سادات النَّبيِّين والمرسلين ،
وأغاثتْني في كل حركةٍ وسكنةٍ
إعانة روح سيد المخلوقين ،
وأتممتُ مناسكي ،
وإذا هناك شيخ الدوائر ،
وسلطان المظاهر
وأمين خزائن البواطن والظواهر ،
وشحنة الجمْع ، وعالم الفرْق ،
وقيل لي :
سِرْ على بركات الله
بقدمك وقالبك إلى الروم
- يعني :
القسطنطينية مقر الدولة العثمانية ؛
لأنَّ هذا يكتبه
في آخر أيام سلاطين الدولة العثمانية - .
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
قال :
فانحدرتُ بعد أداء ما وجب
إلى مصر ، ومنها إلى الشام ،
ومنها إلى مرقد الإمام الصيَّاد
- الذي ينـتسب إليه الصيَّادي ،
مؤلف الكتاب عن الرفاعي –
وجددتُّ العهد الذي مضى ،
والوقت الذي انقضى ،
وقمتُ مِن حضرته
أرفل بحلل الرضا
حتى وصلتُ إلى "جسر الشغور"
– بلد في سوريا –
ومنها إلى قرية هناك بظاهر البلدة
اسمها "كفر ذبين"
وأنا في حال جمعٍ محمَّدي ،
وأقف على ظهر جامع خربٍ
طُويت أخباره ،
وانطمست بالتراب آثاره ،
فنوديتُ بالغوثيَّة الكبرى
مِن مقام التصرف
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
– قال سفر :
نودي بأنَّه الغوث الأكبر
من مقام التصرف
في هذا الجامع الخرب
وهو هناك بالشام !!
كيف نودي ؟
- يقول :
أبصرتُ العَلَم المنتشر بالبشرى
وقد رفعه عبد السلام
أمين حراس الحضرة النبوية
من أولياء الجنِّ !!
– يعني :
عبد السلام هذا
أمين حراس الحضرة النبويَّة
مِن أولياء الجنِّ
رَفع له العلم
مِن المدينة
وهو هناك في الشام ،
عَلَم الولاية ،
مقام التصرف
وأنه أصبح الغوث الأكبر
والقطب الأكبر –
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
يقول :
فانعطفتْ إليَّ أنظار الصدِّيقين ،
وتعلقتْ بي قلوب الواصلين ؛
فسجدتُّ لله شكراً ،
وحمدتُّه سبحانه وتعالى على نِعَمَه ،
وعظيم كرمه ،
وسرتُ ، ولمحل ندائه معنىً في القلب
سيظهر إن شاء الله وتعمر البقعة ،
وتقام في الجامع الجمعة ،
كذا
وعدني ربي
بالإلهام الحق ،
وهو لا يخلف الميعاد ،
قاله الله – هكذا - ،
وانتهيتُ في سيري من طريق "الكلب"
إلى "عين تاب"
و"مرعش" ثم إلى "آل البستان" ،
ومنها مرحلة مرحلة إلى بلدة "صانصول" ،
ودخلت اللجة – يعني : البحر –
أفجُّها فجة فجة ،
حتى انتهى الثور المائي إلى القسطنطينية …
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
- إلى أن يقول :
وفي القسطنطينية قابل السلطان
– إلى أن يقول :
واجتمعتُ بِها
على الخضر عليه السلام
ست مرات ،
فيالله مِن حكم سماويَّة
تنـزل مِن لفاف دور القَدَر
يمضيها الحُكم الإلهي
في تلك البلدة إمضاءً ، وإنفاذاً ،
ولربي الفعل المطلق ،
له الحكم وإليه ترجعون .أ.هـ
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
ثم يتحدث طويلاً ،
المهم أن هذه هي قضية بيعته ،
وكيف بويع ،
وهذا الرفاعي
هو الذي ينقل عنه هاشم الرفاعي كما قلنا
ويؤيد كلام المالكي .
فإذاً لا نستغرب منه
أن يؤيد ما يتعلق برؤيتهم النَّبيّ
صلى الله عليه وسلم ،
ومخاطبتهم له ،
وهذا طريق حراس حضرتهم
من الجن يرفع الولاية ،
وهو أيضاً كما يقول
يبشر هذا الرجل بالولاية الكبرى ،
بل أن هناك ما يخبره
بأن هذا الجامع الخرب
الذي [ بويع ] فيه بالقطبية العظمى
والولاية الكبرى سوف يعمر …
هذا غيضٌ مِن فيضٍ ،
والأمثلة كثيرة جدّاً
لكن لا أريد أن أستغرق فيها ؛
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
لأنَّنا نريد أن نـنـتقل
إلى موضوعٍ أكثر تفصيلاً
وهو حقيقة سُلَّم الترقِّي عند الصوفيَّة!
كيف يترقون ؟
وكما قلت ليس مَن يحضر العشاء
أو يتعاطف معهم
هو منهم ،
بل هناك درجات ،
وهناك شكل هرمي معيَّن
يترقَّون خلاله
وهو مما يزيدنا تأكيداً وإلحاحاً
على أن هؤلاء القوم
باطنيَّة زنادقة ؛
لأنَّ نفس هذا الترتيب
موجود عند الباطنية .
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
نقول :
إنَّ أركان الطريق عند الصوفيَّة هي أربعة
- أو خمسة إذا أضفنا "الشطحات" -
الأول :
هو الشيخ ،
وهذا الشيخ - أو المرشد كما يسمُّونه -
ركنٌ أساسيٌّ عندهم
ولابد أن يرتبط الإنسان بشيخٍ ،
بل في كتاب "تربية الأولاد"
الذي ألَّفه الشيخ عبد الله علوان يقول :
لابد أن يُربط الطفل بشيخ !!
وهذا مِن آثار التصوف ،
فعنده لابد أن يرتبط به ،
ولابد أن يسير على نَهجه ،
وأن يقتدي به ،
وأن يسلِّم له بالكلية ،
كما عبَّر أبو حامد الغزالي وعبَّر غيره :
أن يكون عند الشيخ
كالميِّت بين يدي الغاسل
لا تصرف له على الإطلاق !! .
[ 4 ] الرد على الخرافيين [ محمد علوي مالكي ]
ثم بعد ذلك تكون :
الخلوة ،
والخلوة :
بعد ما يرتبط بالشيخ يُدخله
في خلوة معيَّنةٍ ويُلقِّنُه الأذكار المعينة ،
والخلوة هذه ينقطع الواحد منهم فيها
عن الجُمَع والجماعات ،
وعن سائر العبادات ،
ويردِّد الذِّكر المعيَّن الخاص بالطريقة
الذي يلقِّنُها إيَّاه الشيخ
ويستحضر في قلبه أثناء الذكر ،
وأثناء تَرداده صورة الشيخ ،
ويستمر على ذلك
حتى يحصل له الفتح !