حوار مع [ المالكي ] في ردِّ ضلالاته ومنكراته
وأنصح المالكي
أن يراجع مدلول قوله عليه الصلاة والسلام:
( من التمس رضا الله بسخط الناس ;
رضي الله عنه وأرضى الناس عنه ،
ومن التمس رضا الناس بسخط الله ;
سخط الله عليه وأسخط الناس عليه ).
حوار مع [ المالكي ] في ردِّ ضلالاته ومنكراته
وأنصح المالكي
أن يتنكب عن طرق البـدع والضلال ،
فهي معـاول هدم وتخريب ،
وتمكين لإبليس واتباع إبليس
أن يشوهوا محيا هذا الدين الحنيف ،
ويدخلوا فيه الأفكار الوهمية ،
والاستحسانات الصادرة من نفوس حاقدة ،
أو عقول ساذجة ،
مما يعتبر سبّـة على هذا الدين ،
وثغرات نقص وازدراء .
حوار مع [ المالكي ] في ردِّ ضلالاته ومنكراته
فقد بالغ صلى الله عليه وسلم
في التحذير عن الابتداع مطلقاً ،
فقال :
( إياكم ومحدثات الأمور ،
فإن كل محدثة بدعة ،
وكل بدعة ضلالة ،
وكل ضلالة في النار ) .
وقال :
( من أحدث في أمرنا هذا
ما ليس منه
فهو رد ) .
حوار مع [ المالكي ] في ردِّ ضلالاته ومنكراته
وقال :
( عليكم بسنتي
وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي ،
عضّوا عليها بالنواجذ ) .
حوار مع [ المالكي ] في ردِّ ضلالاته ومنكراته
وقال :
( تركتكم على المحجّة البيضاء
ليلها كنهارها
لا يزيغ عنها إلا هالك ) .
حوار مع [ المالكي ] في ردِّ ضلالاته ومنكراته
وقال :
( افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة ،
وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة ،
وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة ،
كلها في النار
إلا واحدة ،
قلنا : من هي يا رسول الله ؟ ،
قال :
من كان على مثل
ما أنا عليه اليوم وأصحابي ) .
حوار مع [ المالكي ] في ردِّ ضلالاته ومنكراته
وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال :
خط رسول الله صلى الله عليه وسلم خطاً بيده ،
ثم قال: " هذه سبيل الله مستقيماً " ،
ثم خط خطوطاً عن يمين ذلك الخط وعن شماله،
ثم قال:
" وهذه السبل ليس منها سبيل إلا عليه شيطان يدعو إليه " ،
ثم قرأ :
{ وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ
وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ
فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ }[1] ) .
رواه أحمد والنسائي والدارمي
وابن حاتم والحاكم وصححه .
============
[1] - سورة الأنعام ، الآية : 153 .
حوار مع [ المالكي ] في ردِّ ضلالاته ومنكراته
وأتمنى من المالكي
وكل ما أتمناه نحوه في صالحه حالاً ومآلاً ;
أتمنى أن يتخلى عما هو عليه
من زعامة بدعية ،
تتضح آثارها فيما يقدمه أتباعه السذج
من الخضوع والخنوع،
المتمثل في لحس أياديه ،
والتماس البركات من أثوابه وآثاره ،
وما يقدمه لهم من المنكرات
والبدعيات
والشركيات ،
المتثمل نوعها في كتابه الذميم
( الذخائر المحمدية ) ،
فهذه زعامة وهمية
ترتكز على قواعد الضلال
والإضلال
والادعاء ،
وستكون عواقبها
عواقب بقاء أبي طالب على ملة عبد المطلب ،
وحينها سيتذكر المالكي
قول الله تعالى :
{ وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ
يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ *
يَاوَيْلَتَا لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذ فُلانًا خَلِيلا *
لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي }[1] .
============
[1] - سورة الفرقان ، الآية : 27 – 29
حوار مع [ المالكي ] في ردِّ ضلالاته ومنكراته
وقبل أن أختم كتـابي هذا ;
يسرني إيراد خاتمـة ختـم بهـا فضيلة الشيـخ أبو بكـر الجزائري ،
كتابه الإنصاف فيما قيل في المولد من الغلو والإجحاف ،
فقد قال جزاه الله خيراً :
خـاتـمــة :-
لعل بعضاً ممن يقرأون هذه الرسالة قد يتساءلون قائلين :
إذا كان المولد النبوي الشريف
بدعة محرّمة كسائر البدع ;
لمَ سكت عنها العلماء وتركوها حتى ذاعت وشاعت ،
وأصبحت كجزء من عقائد المسلمين ،
أليس من الواجب عليهم أن ينكروها
قبل استفحال أمرها وتأصلها ؟
ولمَ لمْ يفعلوا ؟؟ .
حوار مع [ المالكي ] في ردِّ ضلالاته ومنكراته
ونجيب الإخوة المتسائلين ،
فنقول :
لقد أنكر هذه البدعة العلماء من يوم ظهورها ،
وكتبوا في ردها الرسائل ،
ومن قُدِّر له الإطلاع على كتاب
المدخل لابن الحاج
عرف ذلك وتحققه .
ومن بين الردود القيمة
رسالة الشيح تاج الدين عمر بن علي اللخمي الإسكندري الفقيه المالكي ،
صاحب شرح الفاكهاني على رسالة ابن أبي زيد القيرواني ،
والتي سماها
( المورد في الكلام على المولد )
وسنثبت نصها في هذه الخاتمة .
حوار مع [ المالكي ] في ردِّ ضلالاته ومنكراته
غير أن الأمم في عصور انحطاطها
تضعف عن الاستجابة لداعي الخير والإصلاح ;
بقدر قوتها على الاستجابة لداعي الشر والفساد ،
لأن الجسم المريض يؤثر فيه أدنى أذى يصيبه ،
والجسم الصحيح لا يؤثر فيه إلا أكبر أذى وأقواه .
ومن الأمثلة المحسوسة
أن الجار الصحيح القوي تعجز عن هدمه المعاول والفؤوس ،
والجار المتداعي للسقوط يسقط بهبة ريح أو ركلة رجل .
ولذا فلا يدل بقاء هذه البدعة وتأصلها في المجتمع الإسلامي
على عدم إنكار العلماء لها ،
حوار مع [ المالكي ] في ردِّ ضلالاته ومنكراته
وها هي ذي رسالة تاج الدين الفاكهاني
في تقديمها شاهد على ذلك :
قال رحمه الله تعالى
بعد أن حمد الله وأثنى عليه بما هو أهله :
أما بعد :
فإنه قد تكرر سؤال جماعة من المباركين
عن الاجتماع الذي يعمله بعض الناس في شهر ربيع الأول
ويسمونه المولد ،
هل له أصل في الشرع ،
أو هو بدعة وحدث في الدين ؟؟
وقصدوا الجواب عن ذلك مبيناً ،
والإيضاح عنه معيناً
فقلت وبالله التوفيق :
لا أعلم لهذا المولد أصلاً في كتاب ولا سنة ،
ولم يُـنقل عمله عن أحد من علماء الأمة ،
الذين هم القدوة في الدين ،
المتمسكون بآثار المتقدمين ،
بل هو بدعة أحدثها المبطلون ،
وشهوة نفس اعتنى بها الأكالون ،
بدليل أنا إذا أدرنا عليها الأحكام الخمسة :
قلنا إما أن يكون واجباً أو مندوباً أو مباحاً أو مكروهاً أو محرماً ،
وليس هو :
بواجب إجماعاً ولا مندوباً ،
لأن حقيقة المندوب ما طلبه الشارع من غير ذم على تركه ،
وهذا لم يأذن فيه الشارع
ولا فعله الصحابة
ولا التابعون
ولا العلماء المتدينون فيما علمت .
وهذا جوابي عنه بيـن يدي الله تعـالى
إن عنه سُـئلت .
ولا جائزاً ولا بمباحاً ،
لأن الابتداع في الدين
ليس مباحاً بإجماع المسلمين .
حوار مع [ المالكي ] في ردِّ ضلالاته ومنكراته
فلم يبقَ إلا أن يكون مكروهاً أو محرماً ،
وحينئذ يكون الكلام في فصلين ،
والتفرقة بين حالين :
أحدهما :
أن يعمله رجل من عين ماله لأهله وأصحابه في عياله،
لا يجاوزون في ذلك الاجتماع أكل الطعام ،
ولا يقترفون شيئاً من الآثام .
هذا الذي وصفناه بأنه
بدعة مكروهة وشناعة ،
إذ لم يفعله أحد
من متقدمي أهل الطاعة ،
الذين هم فقهاء الإسلام ،
وعلماء الأنام، سرج الأزمنة، وزين الأمكنة .
حوار مع [ المالكي ] في ردِّ ضلالاته ومنكراته
والثاني :
أن تدخله الجناية ، وتقوى به العناية ،
حتى يعطي أحدهم الشيء ونفسه تتبعه ،
وقلبه يُؤلمه ويُوجعه ،
لما يجد من ألم الحيف .
وقد قال العلماء :
أخذ المال بالحياء كأخذه بالسيف ،
لا سيما إن انضاف إلى ذلك شيء من الغناء مع البطون الملآى ،
وآلات الباطل من الدفوف والشابات ،
واجتماع الرجال مع الشباب المرد ،
والنساء الفاتنات إما مختلطات بهم أو مشرفات ،
والرقص بالتثني والانعطاف ،
والاستغراق في اللهو
ونسيان يوم المخاف .
حوار مع [ المالكي ] في ردِّ ضلالاته ومنكراته
وكذلك النساء إذا اجتمعن على انفرادهن ،
رافعات أصواتهن بالتهتيك والتطريب في الإنشاد ،
والخروج في التلاوة والذكر غير المشروع ، والأمر المعتاد ،
غافلات
عن قوله تعالى :
{ إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَاد ِ } ،
وهذا الذي لا يختلف في تحريمه اثنان ،
ولا يستحسنه ذوو المروءة الفتيان ،
وإنما يحلو ذلك لنفوس موتى القلوب ،
وغير المستقلين من الآثام والذنوب .
وأزيدك أنهم يرونه من العبادات ،
لا من الأمور المنكرات المحرمات ،
فإنا لله وإنا إليه راجعون )[1] اهـ .
وأخيراً أتمنى من الله تعالى أن يهديه ، ويصلحه ،
ويردّه إلى جادة الصراط المستقيم ،
وآخر دعوانا
أن الحمد لله رب العالمين ،
وصلى الله على نبينا محمد
وعلى آله وأصحابه أجمعين .
حرر في 3 / 8 / 1402 هـ
أعـده وكـتبه
عبدالله بن سليمان بن منيع
القاضي بمحكمة التمييز بمكة المكرمة
وعضو هيئة كبار العلماء
===========
[1] - انظر : الإنصاف ، ص 53 – 55 . الشيخ أبو بكر الجزائري .
حوار مع [ المالكي ] في ردِّ ضلالاته ومنكراته
شـكـر واعتـذار
قبل أن أضع القلم مودعاً القارئ العزيز ،
أجد ضميري يطالبني وبإلحاح بالغ
بأن أتقدم بشكري وتقديري إلى
الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد ،
وعلى رأسها سماحة رئيسها الجليل ،
العالم العامل ، المجاهد في الله حق جهاده ،
شيخنا عبد العزيز بن عبد الله بن باز ،
وفضيلة نائبه الصديق الشيخ ابراهيم بن صالح آل الشيخ ،
وفضيلة كاتبه وأمين سره التقي الصالح
إبراهيم بن عبدالرحمن الحصين ،
وفضيلة الدكتور الصديق الصدوق ،
والجندي المجهول في ميدان العلم والدعوة إلى الله
الشيخ محمد بن سعد الشويعر
رئيس تحرير مجلة البحوث الإسلامية .
حوار مع [ المالكي ] في ردِّ ضلالاته ومنكراته
لهؤلاء جميعاً ولغيرهم
ممن كان له فضل النظر في هذا الكتاب قبل طبعه ،
وتقديم الملاحظة والتوجيه والاستدراك ،
وأخص منهم شيخنا الجليل عبد الرزاق عفيفي ،
والزميلين الشيخين :
الشيخ عبد الله بن عبدالرحمن بن بسام ،
والشيخ محمد بن صالح بن عثيمين .
أقدم لهؤلاء جميعاً شكري وتقديري ،
والابتهال إلى الله تعالى ألا يحرمهم أجر ما يقومون به
من مجهودات مشكورة في سبيل الدفاع عن
عقيدة أهل السنـّة والجماعة ،
وألا يحرمهم أجر ما قدموه لي من عون
في سبيل خروج هذا الكتـاب ،
كجزء من الدفاع عن هذه العقيدة ،
والإبقاء على صفائها ووضوحها
محجّـة بيضاء ، ليلها كنهارها ،
لا يزيغ عنها إلا هالك .
حوار مع [ المالكي ] في ردِّ ضلالاته ومنكراته
وأكرر شكري وتقديري لفضيلة الدكتور محمد الشويعر ،
فقد قام بالعبء الأكبر في سبيل إخراج هذا الكتاب
في طبعة جيدة ومصححة ،
فجزاه الله خيراً ،
وثقّل بما قدمه موازينه يوم القيامة .
ولا أنسى
وأنا لا أزال في موضوع شكر من يستحق مني الشكر ;
أن أترحم على شيخنا الجليل الشيخ عبدالله بن حميد ،
وأدعو الله أن يسكنه فسيح جناته ،
وألا يحرمه أجر ما في هذا الكتاب ،
من دفاع عن العقيدة ،
ورد للمنكر والضلال .
فقد كان رحمه الله ،
وجعل قبره روضة من رياض الجنة ،
هو الموجه الأول لي في ذلك ،
وهو المشير عليَّ بتولي الرد على المالكي .
حوار مع [ المالكي ] في ردِّ ضلالاته ومنكراته
وأعتذر للقارئ الكريم
عن القصور في إيفاء الموضوع ما يستحقه
من العناية العلمية في رد المنكر ،
لا سيما من كان من القرآء
على جانب قوي من الإحساس والشعور
بإنكار ما جاء به محمد علوي مالكي
من المنكرات والضلالات ،
فهذا مني جهد مقـل ،
وخير الصدقة جهد المقـل .
والله المستعان ،
وصلى الله على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين
المؤلف
حوار مع [ المالكي ] في ردِّ ضلالاته ومنكراته
المراجع والمصادر
1 - القرآن الكريم .
2 - تفسير ابن كثير .
3 - تفسير ابن جرير الطبري .
4 - تفسير القرطبي .
5 - صحيح البخاري .
6 - صحيح مسلم .
7 - سنن النسائي .
8 - مسند الإمام أحمد .
9 - سنن أبي دواد .
10 - سنن الترمذي .
11 - سنن ابن ماجه .
12 - فتح الباري في شرح البخاري ،
لابن حجر العسقلاني .
13 - شرح صحيح مسلم ، للنووي .
14 - منتقى الأخبار للمجد وشرحه نيل الأوطار ، للشوكاني .
15 - قيام الليل ، لأبي عبدالله محمد بن نصر المروزي .
16 - جامع العلوم والحكم ، لابن رجب .
17 - تحفة الأحوذي ، للمباركفوري .
18 - كتاب التوحيد الذي هو حق الله على العبيد ،
للشيخ محمد بن عبدالوهاب .
19 - فتح المجيد في شرح كتاب التوحيد ،
للشيخ عبدالرحمن بن حسن .
20 - مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية ،
جمع الشيخ عبدالرحمن بن قاسم .
21 - اقتضاء الصراط المستقيم ،
لشيخ الإسلام ابن تيمية .
22 - الإعتصام ، للشاطبي .
23 - المدخل ، لابن الحاج .
24 - تنبيه الغافلين ، لابن النحاس .
25 - المغنى ، لابن قدامه .
26 - فتاوى محمد رشيد رضا .
27 - الإنصاف فيما قيل في المولد من الغلو والإجحاف ،
لأبي بكر الجزائري .
28 - ملف قرارات هيئة كبار العلماء .