رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
عودٌ إلى استدلاله الفاسد
بقول المكروب بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم:
( يا محمد إني أتوجه بك إلى ربي )
وأي دليل في هذا
بعد معرفة بطلان الحديث ونكارته ؟!
أفيُحتج بالمنكرات والأباطيل ؟!
إنه لعجب عجيب
وأمر غريب
واستدلال مريب،
فنتنزل معهم في المناظرة بالكلام
على معنى هذا اللفظ
فأقول:
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
أولاً:
أيكون قولك وقول المسلمين في "التشهد":
(السلام عليك أيها النبي...)
نداء للنبي بعد مماته ؟
أينادي المسلمون النبي في كل صلاة،
أم أن لفظ النداء هنا
لاستحضار منزلة الرسول صلى الله عليه وسلم؛
ليكون أمكن في القلب
لما يجب في حقه من تعزيره وتوقيره ونصرته ؟
فما استدل واحد
من العلماء المهتدين بالتشهد
على دعوى جواز مناداة النبي بعد موته،
وهذا إجماع لا خلاف فيه.
وهذا الأثر- مع نكارته الشديدة-
من هذا الباب
إنما يكون لاستحضار ما قلنا
في لفظ المصلي في التشهد،
وهو التفات،
والالتفات له مقتضيات معلومة
في فنون المعاني والبيان،
وأقول هذا تنزلا في المجادلة،
وإلا فما ينبغي ابتداءً،
والمناسب هنا ما ذكرنا آنفاً.
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
ثانياً:
غاية ما في هذا الأثر
المنكر الضعيف
أنه توجه بالنبي صلى الله عليه وسلم في الدعاء،
فأين هذا من دعاء الميت؟!
فإن التوجه بالمخلوقات سؤال به لا سؤال منه،
وكل أحد يفرِّق
بين سؤال الشخص وبين السؤال به،
فإنه في السؤال به قد أخلص الدعاء لله،
ولكن توجه إلى الله بذاته،
وأما في سؤاله نفسه
ما لا يقدر عليه إلا الله،
فيكون قد جعله شريك الله
في عبادة الدعاء،
فليس في حديث الأعمى
وحديث ابن حنيف هذا
إلا إخلاص الدعاء لله
كما هو صريح فيه،
إلا قوله
يا محمد إني أتوجه بك،
وهذا ليس فيه المخاطبة للميت
فيما لا يقدر عليه،
إنما فيه مخاطبته مستحضراً له في ذهنه
كما يقول المصلي:
السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته ( 1 )
كما أوضحته في الوجه الأول.
<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<
( 1 ): "تيسير العزيزالحميد" (ص212).
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
ثالثاً:
أيكون هذا الدعاء
الذي تفرج به الكروب،
وتزول به الشدائد المهلكات،
وتحصل به المنجيات
خفياً على الأمة،
فلم يستعملوه
حين أصابتهم الشدة والضيق ؟!
قحط المسلمون في زمن عمر
فتوجهوا بالعباس أي - بدعائه -
والرسول صلى الله عليه وسلم
ميت عندهم،
وأصاب المسلمين فتن في زمن عثمان وعلي،
وبعده محن وأمور لا يعلم شدتها إلا الله
فلِمَ لَمْ يستعملوه ؟!
أين زعمكم
يا أرباب الحِجاج!
وأصحاب الفهوم ؟!!
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
قوله (ص54):
(ولما ظن الرجل أن حاجته قضيت
بسبب كلام عثمان مع الخليفة
بادر ابن حنيف بنفي ذلك الظن،
وحدثه بالحديث الذي سمعه وشهده،
ليثبت له أن حاجته إنما قضيت
بتوسله به صلى الله عليه وسلم،
وندائه له
واستغاثته به) اهـ.
أقول:
هذا افتراء على صحابي جليل
شهد بدراً وما بعدها،
وقول بالظن،
والظن أكذب الحديث،
وجراءة ما بعدها جراءة.
وقد قدم كلامه هذا بمقدمة فيها:
أن القصة صحيحة
صححها الطبراني والمقدسي،
ونقل تصحيحهم لها المنذري والهيثمي وغيرهم،
وهذا هوى ظاهر
إذ أن كلام الطبراني كما سبق نقله بحروفه،
إنما هو في تصحيح الحديث أي: المرفوع،
ولم يقل: (القصة صحيحة)،
بل قال: (الحديث صحيح)،
وليت شعري!
أما اقشعر بدن كاتب المفاهيم
وهو يفتري هذه الافتراءات،
وينقل ويكذب في النقل،
{ إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ
الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ }
[ النحل: 105 ]،
ولا شك أن افتراء كهذا
على صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم
وعلى حفاظ المسلمين وأئمتهم
تشق قراءته
وتشق رؤيته.
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
قال (ص68) معنونا:
(التوسل به في المرض والشدائد).
عن الهيثم بن [حنش] ( 1 ) قال:
كنا عند عبد الله بن عمر رضي الله عنهما
فخدرت رجله،
فقال له رجل:
اذكر أحب الناس إليك.
فقال: يا محمد!
فكأنما نشط من عقال.
وعن مجاهد قال: خدرت رِجْلُ رَجُلٍ
عند ابن عباس رضي الله عنهما
فقال له ابن عباس:
اذكر أحب الناس إليك.
فقال: محمد صلى الله عليه وسلم فذهب خدره،
ثم قال:
فهذا توسل في صورة النداء) اهـ.
أقول:
الكلام هنا في أمرين:
الأول:
الرواية:
فالخبر الأول أخرجه ابن السني في "عمل اليوم والليلة"
(رقم170)،
قال: حدثنا محمد بن خالد بن محمد البرذعي قال:
ثنا حاجب بن سليمان قال:
ثنا محمد بن مصعب،
قال: ثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن الهيثم بن حنش به.
وهذا إسنادٌ ضعيف جداً،
فيه عِللٌ كثيرة:
<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<
( 1 ): وحُرف اسم الراوي في "المفاهيم" إلى خنس، فصححته.
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
منها:
أن محمد بن مصعب القرقساني ضعيف عندهم،
قال ابن معين:
لم يكن من أصحاب الحديث،
كان مغفلا.
وقال النسائي:
ضعيف
ومثله عن أبي حاتم الرازي.
وقال ابن حبان:
(يقلب الأسانيد،
ويرفع المراسيل
لا يجوز الاحتجاج به ).
وقال الإسماعيلي:
محمد بن مصعب من الضعفاء.
وقال الخطيب:
كان كثير الغلط؛
لتحديثه من حفظه.
وقال أحمد:
ليس به بأس،
ونحوه عن ابن عدي.
ووثقه ابن قانع،
وابن قانع من المتساهلين.
فمن هذا يتضح ضعْفُه
كما ذهب إليه أئمة أهل العلم.
وأما قول أحمد:
ليس به بأس،
يعني في نفسه،
فهو صدوق في نفسه،
ولكنه ضعيف الحديث.
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
ومنها:
أن الهيثم بن حنش
مجهول العين،
قال الخطيب
في "الكفاية فيعلوم الرواية"
(ص88):
( المجهول عند أصحاب الحديث
هو كل من لم يشتهر بطلب العلم في نفسه،
ولا عرفه العلماء به،
ومن لم يُعرف حديثه إلا من جهة راوٍ واحد،
مثل عمرو ذي مر،
وجبار الطائي،
وعبد الله بن أغر الهمداني،
والهيثم بن حنش...
هؤلاء كلهم لم يرو عنهم
غير أبي اسحاق السبيعي ) اهـ.
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
ومنها:
أن أبا إسحاق السبيعي مدلس،
وقد عنعنه
عن هذا المجهول.
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
ومنها:
أن أبا إسحاق قد اختلط،
ومما يدل على تخليطه في هذا الحديث
أنه رواه تارة عن أبي شعبة
(أو أبي سعيد)،
وتارة عن عبد الرحمن بن سعد.
وهذا اضطراب
يُرَدُّ به الحديث.
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
وأمثل ما روي في هذا الباب وأصحه
على تدليس أبي إسحاق فيه،
ما رواه البخاري في "الأدب المفرد"
(964)
قال:
حدثنا أبو نعيم قال:
حدثنا سفيان عن أبي إسحاق
عن عبد الرحمن بن سعد قال:
( خدرت رِجْلُ ابن عمر،
فقال له رجل:
أذكر أحب الناس إليك فقال محمد ).
وهذه الرواية أصح ما روي،
وأفادت فوائد:
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
الأولى:
قول ابن عمر: محمد،
بدون حرف النداء،
والشائع عند العرب
- كما سيأتي-
استعمال "يا النداء" في تذكر الحبيب؛
ليكون أكثر استحضاراً في ذهن الخادرة رجله،
فتنطلق.
وابن عمر عدل عن الاستعمال الشائع إلى غيره؛
لما في الشائع
من ا لمحذور.
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
الثانية:
أن تذكره للنبي صلى الله عليه وسلم،
وأنه أحبّ الناس إليه
هو الحق؛
لأنه لا يؤمن أحد
حتى يكون الرسول صلى الله عليه وسلم
أحبَّ إليه
من والده
وولده
والناس أجمعين؛
بل ومن نفسه
التي بين جنبيه.
وهذا ما نعقد عليه قلوبنا،
بهداية ربنا.
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
الثالثة:
أن سفيان من الحفاظ الأثبات،
فنقله خبر أبي إسحاق
بهذا اللفظ
يدل على أنه هو المحفوظ،
وسواه
غلط مردود.
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
وأما الخبر الثاني:
فأخرجه ابن السني في "عمل اليوم والليلة"
(169)،
وفي إسناده:
غياث بن إبراهيم كذبوه.
قال ابن معين:
كذاب خبيث.
ولفظه في تذكره (محمداً)
مجردٌ من حرف النداء،
فلا حجة فيه،
والكلام فيه
على نحو ما مر في قول ابن عمر.
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
الأمر الثاني:
في الدراية:
يقال لهذا المستدل:
غاية ما ذكرته
أن فيه ذكرا للمحبوب،
لاطلب حاجة منه
أو به أن يُزال ما به،
ولا أن يكون واسطة
لإزالة خدر الرجل،
وليس فيه توسلٌ،
وإلا لكان لازماً أن من ذكر محبوبه
فقد استغاث به
وتوسل به في إزالة شدته،
وهذا من أبطل الباطل،
وأمحل المحال.
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
فما قوله
إذا ذكر الكافرُ حبيبه
فزال خدَرُ رجله
وانتشرت بعد قَيْد وخدور ؟
أفيكون توسل به ؟!
ويكون من يزيل الأمراض والأخدار
- سبحانه وتعالى -
قد قَبِلَ هذه الوسيلة ؟!
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
وهذا الدواء-التجريبي- للخَدَر
كان معروفاً عند الجاهليين
قبل الإسلام جُرَّب فنفع،
وليس فيه إلا ذكر المحبوب،
وقيل في تفسير ذلك:
إن ذكره لمحبوبه يجعل الحرارة الغريزية
تتحرك في بدنه،
فيجري الدم في عروقه،
فتتحرك أعصاب الرِجل،
فيذهب الخَدَر.
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
وجاءت الأشعار بهذا كثيرا
في الجاهلية والإسلام:
فمنها:
قول الشاعر:
صبُّ محبُّ إذا ما رِجْلُه خَدَرت
نادى (كُبَيْشَةَ) حتى يذهب الخَدَر
رد: هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
على أنَّ رجلي لا يَزَالُ امْذِلُها
مقيماً بها حتى أُجيْلَكِ في فكري