حوار مع [ المالكي ] في ردِّ ضلالاته ومنكراته
والنبي صلى الله عليه وسلم
حينما سُـئل عن صوم يوم الإثنين والخميس ،
قال :
" إنهما يومان تعرض الأعمال فيهما على الله ،
فأحب أن يُعرض عملي وأنا صائم " .
فصيام يوم الإثنين مسنون لعدة أحكام :
أهمها أنه يوم ولد فيه ،
ويوم أنزل عليه القرآن فيه ،
ويوم تعرض فيه أعمال العباد .
حوار مع [ المالكي ] في ردِّ ضلالاته ومنكراته
ونقول له أيضاً
إن المولد أمر محدَث مخالف للشريعة الإسلامية ،
فليس له أصل في الإسلام ،
ولم يكن ممن يعتد بهم وتقتفى آثارهم
في الاتباع والاهتداء والاقتداء
من صحابة أو تابعين أو أتباع تابعين ،
وإنما هو من ابتداع شر أهل الأرض
القرامطة والرافضة ،
ولو كان خيراً
لسبقنا إليه من هم
أحرص منا على ابتغاء الخير ،
وأفقه منا في معرفة طريق الخير ،
وأتقى منا في تتبع ما يهدي إلى الخير ،
وأصدق منا محبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ;
وفيما تعنيه محبته من مناهج الخير ،
حوار مع [ المالكي ] في ردِّ ضلالاته ومنكراته
وقد مات صلى الله عليه وسلم
بعد أن تركها لنا محجة بيضاء ،
ليلها كنهارها ،
لا يزيغ عنها إلا هالك ،
وبعد أن نزلت عليه آخر آية من كتاب الله :
{ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ
وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي
وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا }،
ولم يكن في إكمال الدين
وإتمام النعمة
وارتضاء الإسلام ديناً
لنا أمر يدعو إلى إقامة الاحتفال بالمولد ،
فهل كان ربك نسيا ؟
تعالى وتقدَّس .
حوار مع [ المالكي ] في ردِّ ضلالاته ومنكراته
أم أن محمداً صلى الله عليه وسلم قصَّر في أداء الرسالة ;
حينما أغفل الأمر
بإقامة الاحتفالات بمولده صلى الله عليه وسلم ؟
هل أراد حرماننا من الأجر العظيم
والقربة إلى الله تعالى ;
حينما بخل علينا ببيان ما في إقامة المولد من الفضل الجمّ ،
والخير الواسع ;
على ما يدعيه ويزعمه
شيخ البدعة محمد علوي مالكي؟
سبحانك
هذا بهتان عظيم .
حوار مع [ المالكي ] في ردِّ ضلالاته ومنكراته
أما القول بأن المولد لم يشتمل على منكر ،
فهذا قول مردود جملة وتفصيلا،
والمالكي نفسه يعلم كذبه
وبطلان قوله .
ففي الموالد اختلاط الرجال بالنساء ،
واستعمال أنواع المعازف ،
وما فيها من الرقص والغناء أفراداً وجماعات ،
وفيها من الإسراف في تقديم الموائد
المشتملة على المآكل والمشارب مما تعرف منه وتنكر ،
وفيها الاستجداء بطريق التحايل
على العقول المعطلة .
حوار مع [ المالكي ] في ردِّ ضلالاته ومنكراته
وإذا كان المالكي يبرئ موالده من هذه الأمور المنكرة ;
وإن كانت في الواقع
هي الخصائص الرئيسية للاحتفالات بالمولد ;
إذا كان المالكي ينكر هذه الأمور في موالده
فإنه لا يستطيع أن ينكر ما هو أدهى فيها وأمر ،
لا يستطيع أن ينكر ما يتلى في موالده
من المدائح النبوية
المشتملة على
الغلو والإطراء والإفراط والتنطع ،
ورفع منزلة الرسول صلى الله عليه وسلم
إلى مقام الربوبية والألوهية
من المنع والعطاء
والإحاطة الشاملة ،
واعتباره ملجأ
وملاذاً وصمداً ،
وأن له مقاليد السموات والأرض ،
وأنه نور لا ظل له في شمس ولا قمر ،
وأن الخلق خلقوا لأجله ،
وأن قبره أفضل من الكعبة ،
وليلة مولده أفضل من ليلة القدر ،
وأن له الحق في الإقطاع في الجنة ،
وأنه يعلم الأمور الخمسة
التي استأثر الله تعالى بعلمها :
{ إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ
وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الأرْحَامِ
وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا
وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ }[1] ،
وأن أعمال أمته تعرض عليه ،
إلى غير ذلك
مما لم يقل به
أبو جهل وأبو لهب وأُبيّ بن خلف
وغيرهم من أئمة الكفر والشرك والطغيان ،
ممن يعترفون لله تعالى بتوحيد الربوبية
ويقولون في تبرير دعوتهم أصنامهم
{ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى }[2] .
===========
[1] - سورة لقمان ، الآية : 34 .
[2] - سورة الزمر ، الآية : 3 .
حوار مع [ المالكي ] في ردِّ ضلالاته ومنكراته
كما أن المالكي
لا يستطيع أن ينكر ما تشتمل عليه موالده
من الخيالات والوهميات
في حضور الحضرة النبوية ،
ووجوب القيام لها إجلالاً واحتراماً .
حيث فتح هذا الاعتقاد للشيطان وأعوان الشيطان وأتباع الشيطان
من الإنس والجن أبواب اختلال الأمة ،
وإبعادها عن الموارد الصافية في الشريعة الإسلامية ،
حيث أعطى هذا الاعتقاد مردوداً سيئاً في تفرق الأمة ،
وفساد اعتقادها ،
وانتشار فرق الضلال فيما بينها ;
من قاديانية
واسماعيلية
ونصيرية
وطرق متعددة للمتصوفة
والروافض .
حوار مع [ المالكي ] في ردِّ ضلالاته ومنكراته
أفبعد هذا يستطيع المالكي أن يقول
أن موالده لا تشتمل على منكر ؟ ،
وإن كنا قد كشفنا ما عليه موالده من منكرات وشركيات ،
وإذا كان المالكي بقدر ما وهبه الله من عقل
يستطيع به إدراك الحق من الباطل ،
فهل يعترف لنا بعد ذلك
ببدعية موالده ،
وأنها خالية من الدليل الشرعي ،
ومخالفة للمقتضيات الشرعية ،
ومشتملة على المفاسد والمنكرات ،
وفتح أبواب الشرك بالله
على أوسع مصاريعها ؟ .
حوار مع [ المالكي ] في ردِّ ضلالاته ومنكراته
الدليل العشرون
مناقشته ثم رده :-
وذكر المالكي الدليل العشرين بقوله :
الدليل العشرون :
أن الاحتفال بالمولد إحياء لذكرى المصطفى صلى الله عليه وسلم ،
وذلك مشروع عندنا في الإسلام ،
فأنت ترى أن أكثر أعمال الحج
إنما هي إحياء لذكريات مشهودة ومواقف محمودة ،
فالسعي بين الصفا والمروة ورمي الجمرات والذبح بمنى ;
كلها حوادث ماضية سابقة يحي المسلمون ذكراها
بتجديد صورتها في الواقع .اهـ .
لقد كنا نحسن الظن بالمالكي ،
وبأنه على مستوى طيب من العلم والفهم والإدراك ،
ولكننا بعد ان قرأنا له ما سجلته
يده الزائغة المشلولة
ويراعه المسموم ،
أدركنا أن الرجل في غياهب الجهالات والضلالات ،
ومن أطوع جنود إبليس
للدعوة إلى الشرك بالله ،
والزج بالأمة إلى جاهلية جهلاء ،
بل إلى ما لم تكن عليه جاهلية أبي جهل وأبي لهب وأبي بن خلف
وغيرهم من أقطاب الكفر والشرك والطغيان ،
حوار مع [ المالكي ] في ردِّ ضلالاته ومنكراته
وإنما إلى جاهلية
تكفر بوحدانية الله تعالى في ربوبيته ،
حينما ينادي المالكي وأتباعه
بأن محمداً صلى الله عليه وسلم ، شريك لله
في مقاليد السموات والأرض،
وأن له حق الإقطاع في الجنة ،
وأن له العلم الشامل ،
ومن ذلك علم اللوح والقـلم والروح
والأمـور الخمسة التي ذكر الله اختصاصه بها ،
وأن قبره أفضل من الكعبة ،
وليلة مولده أفضل من ليلة القدر ،
وأنه نور لا ظل له في شمس ولا قمر ،
إلى آخر ترهات المالكي وأباطيله ،
ومحدثاته وغرائبه وعجائبه
مما ذكره في كتابه السيء
( الذخائر المحمدية ) ،
حوار مع [ المالكي ] في ردِّ ضلالاته ومنكراته
وإلى جاهلية
تكفر بوحدانية الله تعالى في ألوهيته ;
حينما يعطي رسول الله صلى الله عليه وسلم
من التقديس والإجلال
ما يجب أن يختص الله تعالى به ،
فيعتبره الملجأ
والملاذ
ومفرّج الكربات العظام ،
وأنه إن توقف
عن تفريج الكربة
فمن ذا يُسأل بعده .
قال إمامه البوصيري :
يا أكرم الخلق ما لي من ألوذ به
سواكَ عند حلول الحادث العمم
وقال إمامه البكري :
ونــــادِه إن أزمـــة أنــشـبــت
أظفارها واستحكم المعضل
قـد مسنـي الكــرب وكـم مـرة
فـرّجتَ كرباً بعضه يعضل
عجِّـل بإذهـاب الذي أشـتـكـي
فإن توقـفـت فـمن ذا أســأل
حوار مع [ المالكي ] في ردِّ ضلالاته ومنكراته
كم أنا متألم من قسوتي على المالكي ،
ووصفه بأوصاف مؤلمة ،
ولكنه الغضب في سبيل الله تعالى ،
والقسوة في مجال توحيد الله تعالى ،
والغيرة على حقوق الله تبارك وتعالى ،
والتأسي بعبد الله ورسوله نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ،
فقد كان شديد الغيرة على حقوق الله ،
شديد الحرص على حماية جناب التوحيد ،
شديد الحرص على أن تعرف أمته منزلته
التي أنزله الله إياها .
ففي سنن النسائي بسند جيد
عن أنس رضي الله عنه ،
أن ناساً قالوا :
يا رسول الله ، يا خيرنا ، و ابن خيرنا ،
وسيدنا وابن سيدنا ،
فقال :
" يا أيها الناس قولوا بقولكم
ولا يستهوينكم الشيطان ،
أنا محمد عبد الله ورسوله ،
ما أحب أن ترفعوني فوق منزلتي
التي أنزلني الله عز وجل " ،
فقد أنكر صلى الله عليه وسلم عليهم
قولهم هذا الإطراء ،
وعلل ذلك بأن الشيطان قد يدخل على الناس
لإفساد دينهم من هذا الباب ،
فسدّه صلى الله عليه وسلم ،
وقطع دابر كل ذريعة توصل إليه .
حوار مع [ المالكي ] في ردِّ ضلالاته ومنكراته
والله سبحانه وتعالى حسيب المالكي
وأشياخه وأئمته وأتباعه
الذين قاموا بفتح باب الشرك بالله على هذه الأمة ،
وغلوا في رسول الله صلى الله عليه وسلم
وأطروه كما أطرت النصارى ابن مريم ،
فإن النصارى قالوا : إن عيسى ابن الله .
والمالكي وأحزابه قالوا إن محمداً شريك الله
في مقاليد السموات والأرض ،
وأنه الملتجأ والملاذ ،
وأن من علومه علم اللوح والقلم والروح ،
وأنه مفرج الكربات
إلى آخر ما في قائمة المالكي
من أنواع الشرك بالله في ربوبيته وألوهيته .
حوار مع [ المالكي ] في ردِّ ضلالاته ومنكراته
نعم إن المالكي في دليله العشرين ،
يقول :
طالما أن الحج عبارة عن إحياء ذكريات لوقائع تاريخية ;
في السعي و في رمي الجمار وفي الذبح
فلماذا لا نسجل مثل هذه الوقائع كالموالد والإسراء والمعراج ونحو ذلك .
سبحان الله
لم يكتف المالكي
بإشراك رسول الله صلى الله عليه وسلم مع ربه
في الألوهية والربوبية ،
حتى تطاولت نفسه
على الاشتراك مع الله
تبارك وتعالى
في التشريع .
حوار مع [ المالكي ] في ردِّ ضلالاته ومنكراته
لا ندري هل الرجل في مستوى علمي
يسمح لنا بأن نكرر عليه ما سبق
أن ذكرناه عن أهل العلم ;
من منعهم القياس في العبادات ،
وأن تشبيه الابتداع في الدين
برعاية المصالح أو الاستحسان
تشبيه في غير محله ،
لأن العبادات مبنية على التوقيف
وخفاء العلل التفصيلية
التي هي شرط في قيام القياس ،
وذكرنا كلاماً طويلاً للشاطبي يبينه ويوضحه ؟ ،
حوار مع [ المالكي ] في ردِّ ضلالاته ومنكراته
نعم لا ندري
هل الرجل في مستوى علمي
يسمح لنا بمناقشته المناقشة العلمية ،
أم أن الرجل غاوٍ
في متاهات الابتداع والإحداث ،
والعمل على ابتناء قاعدة شعبية
تسودها روح الغباء
والجهل
والضلال
والسذاجة،
وطرح العقول في رفوف الزوايا ،
حتى يتم له الدجل والتهريج ،
وتقدم له آيات الإجلال والتقدير
من الأقوال والأفعال .
حوار مع [ المالكي ] في ردِّ ضلالاته ومنكراته
لقد كررنا القول
بأننا ملزمون بالاتباع
لا بالابتداع ،
وأننا ملزمون بالاقتداء والاهتداء
بما عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه ،
وأننا محذرون بلسان رسول رب العالمين ،
صاحب المقام المحمود
والحوض المورود ،
من لا ينطق عن الهوى ،
من أمرنا الله تبارك وتعالى بطاعته ،
وأخذ ما آتانا به :
{ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ
وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا }[1] ،
محذرون عن
الابتداع والإحداث في الدين .
==========
[1] - سورة الحشر ، الآية : 7 .
حوار مع [ المالكي ] في ردِّ ضلالاته ومنكراته
فلقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم قوله :
" من أحدثَ في أمرنا هذا
ما ليس منه فهو رد .
من عمل عملاً
ليس عليه أمرنا فهو رد .
إياكم ومحدثات الأمور ،
فإن كل محدثة بدعة ،
وكل بدعة ضلالة ،
وكل ضلالة في النار "
حوار مع [ المالكي ] في ردِّ ضلالاته ومنكراته
وتأدب أصحابه بأدبه صلى الله عليه وسلم
في إنكار الابتداع
والتحذير من الوقوع فيه ،
فابن مسعود رضي الله عنه يقول :
اتبعوا ولا تبتدعوا
فقد كفيتم .
وحذيفة بن اليمان أمين سر رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول :
كل عبادة لم يتعبّدها أصحاب رسول الله
صلى الله عليه وسلم
فلا تعبّدوها ،
فإن الأول لم يدع للآخر مقالاً ،
فاتقوا الله يا معشر القرآء ،
فخذوا بطريق من قبلكم .
فلقد تركها رسول الله صلى الله عليه وسلم
محجة بيضاء ليلها كنهارها
لا يزيغ عنها إلا هالك .
لا خير إلا دل الأمة عليه ،
ولا شر إلا حذرها عنه ،
بلغ الرسالة أتم بلاغ ،
وأدى الأمانة أحسن أداء ،
ونصح صلى الله عليه وسلم لأمته نصحاً
كان تحقيقـاً وتأكيداً وتطبيقـاً عملياً ،
لقوله تعالى :
{ لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ
عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ
بِالْمُؤْمِنِين َ رَءُوفٌ رَحِيمٌ }[1] .
فهل بعد هذا نترك هذه المحجة البيضاء ،
وهذه الشريعة السمحة الكاملة
لنسمع مع المالكي
مقالة إبليس على لسانه ؟
==========
[1] - سورة التوبة ، الآية : 128 .
حوار مع [ المالكي ] في ردِّ ضلالاته ومنكراته
إن قول المالكي بأن في الحج ذكريات لوقائع تاريخية ،
يجدر بنا أن نأخذ بمثلها في المولد ونحوه ،
يذكرنا بقصة حدوث الشرك في الأرض وكيف بدؤه .
ففي صحيح البخاري
عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله :
{ وَقَالُوالَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ
وَلا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلا سُوَاعًا
وَلا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا }[1] ،
قال هذه أسماء رجال صالحين من قوم نوح ،
فلما هلكوا أوحى الشيطان إلى قومهم
أن انصبوا إلى مجالسهم التي كانوا يجلسون فيها أنصابا ،
وسموها بأسمائهم ، ففعلوا و لم تعبد ،
حتى إذا هلك أولئك ونُسي العلم ; عُبدت .
قال ابن القيّم رحمه الله :
قال غير واحد من السلف :
لما ماتوا عكفوا على قبورهم
ثم صوروا تماثيلهم ،
ثم طال عليهم الأمد فعبدوهم . اهـ .
============
[1] - سورة نوح ، الآية : 23 .